أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الدين بدران - حماقة الانتظار














المزيد.....

حماقة الانتظار


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1862 - 2007 / 3 / 22 - 12:30
المحور: الادب والفن
    


كنتُ أعرف أني لن أفعل
لا من برج ولا في نهر
وحتى حين وصلت السكين إلى الوريد
كنت واثقاً أن كنوز الأرجوان سيبقى لؤلؤها في العمق
لا شراب أفلح ولا مهدئ
ولا وأد الذات ولا امرأة
وضعت الدنيا تحت قدميها
كنت أعرف أني لا أعرف أين أمضي
هل أجمل الدروب إلى الفردوس أو إلى الجحيم
مازلت سادراً في ضلالة سافرة
مسيري اللاهث شكل من حماقة الانتظار.

لم تراودني ظلال شك أني لو فعلت سأخفق
تنوعت الطرق وبقيت كسعدان أقفز
من غصن إلى كتاب إلى نهدين
لم يخطر لغبائي المحموم العتيد
أني أفعل بطريقة غير مطروقة.

ربما نكاية بتواطؤ الوصايا
ربما ثقةً بخيانة المرايا
وضعتُ كل الجواهر في سلة الحب
ربما غفلة ثرية ماكرة
قادتني ككفيف فقير.

كورقة في خريف مبكر كغراب
أو كناسك أو بلبل
أخذت رياح الطمأنينة عمري
أسلمتها كياني كامرأة يائسة
ممتلئاً بمذهب القلق
ما زلت ثرثاراً من طراز قديم
أرفع تماثيل الصمت كالآذان
أقرعها كأجراس الكنائس
من نخيل وأعناب
ألتهمها في ثورة لحظة.

في الشرق خطاي
أفقي في باقي الجهات.

القرار الأول لجلالة اللا شيء
لجلالتي الغاوية كالموت
فكرتي البدء عن محوي العذب
كان الصولجان الملطخ بالوحل
يشير إلى بلادة البقاء.

لو بشهوة مبتورة
أو بسؤرة خيال.

كنت أعرف أني لن أفعل
كنت أعرف أني أفعل
كنت أعرف أني لا أعرف
هذا ما كان وما يكون وما سوف يكون.

عمر كالكعكة
صورة هزلية عن زمن كوني
إطارها فج كالواقع
ثقبها فارغ كالحلم
تلك الرواية القديمة مالحة أو محلاّة
صورة القطرة عن الماء
والدمعة عن الإنسان.

البرج يحدق في الهاوية
الهاوية تحدق في السماء
كما تحن الصحراء إلى أسماكها
و المحيط إلى طفولته البركان
أولئك الحمقى في دمي يعصفون
بين نبضة وأخرى
يتجسد الشوق البالغ أوج الاشتداد
إلى الانقطاع أو إلى الذوبان.

أرفع قبعة الروح لجنون مهاجر
بارتعاش وخشوع وهيام
أنحني لهلوسة هجرتني كأعظم النساء
أعتذر لحرية أرهقتني كسجن
حطمت أغلالها ذات عمر
ذات خيانة راشدة.

هل كنت في فردوس ثم صعدتُ؟
أم في جحيم وهبطت؟
أعرف أني لا أعرف ولن
من وماذا وكيف وإلى أين
كل هذه العائلة الماكرة
تحاصرني كخيط في ثوب.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجاوز إحباطي المحيط
- بعد انثقاب القربة
- بلاد الموت أوطاني...
- أكثر من حياة
- أيلول انتصف....
- غابة السراب
- سفارات الرغبات
- شلّالاتُ الرّماد
- منعطف المصادفة
- ......والوقتُ كان رملاً
- حالة طارئة
- ثقب أسود
- منافٍ متشوّفة
- بين ظلامين
- لمعة تعريف
- أرجوحة السعادة
- ترافقين روحي كمصباح
- قنديل يديكِ
- الشرفة العالية كالرعشة
- جذور كآبتي


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الدين بدران - حماقة الانتظار