|
الطبيب الذي تحًول الى مُنًجم
احسان بركة
الحوار المتمدن-العدد: 1836 - 2007 / 2 / 24 - 10:06
المحور:
كتابات ساخرة
من كذا سنة وانا اعاني امراض عدة يعني فوق الخمسة بشكل دائم
واحيانا بشكل غير دائم ممكن ان تضيف لهم خمسة ثانية
كل مرض مربوط بالثاني وكل طبيب ينقل المشكلة على الطبيب السابق
سنويا بهري خمس سراويل طويلة من الصوف للحماية من البرد وما عم بيفيدو بشيء
الامور وصلت لدرجة غير طبيعية .
الاصدقاء والمحبين كل منهم قدم لي نصائحه مشكورين لكن دون نتيجة
بالصدفة كنت عند بائع خضار اشتري من عنده حاجياتي اليومية
يعني معرفة قديمة
سالني خير شايفك ماشي ومايل شكلك كانك مريض ؟
اجبته والله يابو غاتو مافيي شي مزبوط كلاوي عمود فقري ,روماتيزم الخ
اجابني ولو ! شغلتك بسيطة عندي لك حل .
اجبته صرت مجرب كثير مافي فايدة
كل حكيم بيحولني للثاني وكل الادوية ماعم تفيد
قاطعني بشهامة المحب المساعد
لا والله اليوم المساء منذهب سوية لعند صاحبي حكيم طبيعي
بنظرة لعيونك بيعرف مرضك.
من كثرة الاوجاع وافقته لانهي الحديث.
وفعلا في المساء جاء اليً الرجل كما وعد
واضطررت ان اذهب معه ادبا واحتراما لمشاعره نحوي
ذهبنا الى صاحبه المعالج السحري.
وصلنا الى المكان مانسميه عادة ( العيادة )
طابور من البشر كل منهم لديه عشرين علة ومرض
والجميع يتكلم عن امكانيات هذ المعالج الخارق .
سالته هل سننتظر كثيرا ؟
اجابني لا فنحن لدينا موعد مسبق لحظات وسنكون عنده.
في هذا الوقت بدات افكر بشكل هذا الرجل وقدراته وطريقة علاجه .
لحظات ودعونا اليه .
بعد الترحيب القصير طلب مني ان افتح عيني ففعلت
نظر اليهم وقال عندك مرض كذا وكذا وكذا.
العلاج على الشكل التالي واعطاني ماذا يجب ان افعله وطريقة تركيب الدواء الطبيعي
خرجت مستهجنا سائلا مرافقي
سيد ابو غاتو انت شرحت لصاحبك شيء عن مرضي ؟
اجابني وحياة ولادي مااخبرته بشيء لكن صدقني انه مفيد وانا مجربه .
لم اناقش كثيرا لكنني لم اقتنع الى النهاية .
اصبت بحيرة من اين عرف كل شيء عن امراضي ؟
هذه الزيارة ايقظت بذاكرتي قصة طبيب من الشرق الاوسط لكن دون اهتمام كبير .
مرت فترة زمنية وانا ملتزم بما قرره هذا المعالج والذي لم يدرس الطب
وبعد فترة عدت اليه شاكرا
مخبرا اياه ان وضعي تحسن كثيرا واشعر انني اقوم باشياء لم استطع القيام بها من قبل .
ابدا سروره بتواضع .
تابعت حديثي معه متطفلا كي لا ينهي الزيارة بسرعة
ولافهم منه سر المهنة او على ماذا يعتمد فيه استنتاجاته الطبية
فقال :
هذه قضية طويلة وتحتاج الى وقت ,اذا التقينا يوم ما بمكان آخر وُوجدَ الوقت ساحدثك
قلت له انا من الشرق الاوسط
اعرف حكيما تحول الى منجم لكن نتائجه مخيفة
رغم ضيق وقته ابدا اهتماما للاستماع او ادبا لا اعرف
قلت له هذا الحكيم كل شيء يقوله يحدث
? قال كيف
قلت يقول انه في الايام القادمة سيحدث اغتيالات في المنطقة الفلانية وفعلا تحدث
ثم بعد فترة يقول نفس الشيء عن موضوع مشابه وايضا يحدث
كل مايتوقعه يحدث لكن كل توقعاته مليئة بالانفجارات والتدمير والقتل والرعب
تابعت مستفسرا
اذا ممكن ان تشرح لي
انتم ممن تعرفوا بالغيب هل اماكن تواجدكم لها علاقة بتوقعاتكم ام اي شيء آخر ؟
اجابني انا لست منجما لكن هذا ليس له علاقة بالطب الطبيعي وتابع
لكن عندكم في الشرق الاوسط كل شيء ممكن
ثم قال:
عندكم اذا شاب عشق صبية والاهل رفضوا ممكن ان يضربهم بقنبلة انتقاما لحبه
اجبته لكن ليس بهذه الدرجة
لكن الموضوع هنا له علاقة بحياة الناس وبعد شوي البلد كلها
تابعت حديثي كي لا ينهي الحديث معي
هذا الرجل كان حكيما يعني طبيب لكنه تحًول الى منجم بقدرة قادر
الرجل عنده سوابق يعني مجرب ليس منجم فقط
لكنه عنده خبرة بالمتفجرات واخواتها
قال لي هذا رجل مريض وتابع
ممكن ان يساعدكم في وقف ذلك الرجل فقط ( الحجر الصحي ) قبل ان يخًرب البلد
اجبته لقد بقي في الحجر الصحي عشر سنوات
وبعد خروجه عادت اليه هذه الامكانية من التنجيم
سألته ممكن ان يكون هذا نوع من انواع الا مراض النفسية
قال لي عندنا باوربا مررنا بامثال هؤلاء المنًجمين امثال هتلر وموساليني
وغيرهم من ديكتاتوريي العصر
كل هؤلاء انتهت بهم الامور الى حروب ودمار وموت ملايين الابرياء .
خرجت مرعوبا مما سمعت
تمنيت لو انني لم اسأله عن اي شيء
فكلما اريد ان اعرف شيئا عن مستقبل الشرق الاوسط
أزدادُ مرارة وخوفا من المستقبل
وما يخبئه امثال حكيم الامس ومنًجم المستقبل لشعوبنا .
#احسان_بركة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
?بيشو بيفكر الديك
-
بيروت تبكي من جديد
-
مظاهرات امام المدخل الرئيسي للجنة
-
شرف اعتدال بين العاشق والمعشوق
-
الاعدام وراحة البال
-
الاعياد وشجرة الميلاد
-
عالم الطرابيش
-
محاكمة ابليس
-
حلم لم يكتمل
-
خبر اليوم
المزيد.....
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|