بداية :
يرفع رايته البيضاء
كهالتها المقمرة
ثم يبعثر شظايا جسده
فوق الدرب الملغم بخطاها
وينشد نهايته :
اقذفيني
في قاع بركان غنجك
أو أرسليني
إلى الشمس شهيداً
بخريني
صندلاً يذوب في أثير أنفاسك
لعلي باخع نفسي على آثار
... هوينى
تقتلني آلاف المرات
... رويدا
رويدا ...
أيتها المسافات المتناسلة
بيني ، وجنان أندلس
وفردوس
أقبلتِ منها
يا حور عيني الذارفة
اعزفيني
لحناً .. لأطفال الشوارع
للأيتام ، والفقراء
فإنهم يرثونني
حين أغازلك منصهراً
في نفس اللحظة
بذات الأغنية
غنيني
وإن كنت نشازاً .. دوزنيني
ولو ساءكِ استفحال حنجرتي في القبح
حتى الصدى .. زبى سيلك الجارف مجتاحي
هاك أوتار صوتي المنتحب
وقيثارتي الفاشلة في مجاراة ضحكتك
مزقيها .. ومزقيني
وجذور فؤادي الذي صادرته
يوم كنت أستنشق الريحان
وأربعاء كل سنين عمري
التي اختزلتها
في خصلة من شعرك المنساب
كشلال أحلامي
دونك جسدي
فامسحي وجهك بنظراتي
ثم أصلبيني
واستمري بتقطيع شراييني
واجعلي منها محبرة حمرة .. أستدرجها
لدهن مناخات السير على كلماتي
فتصير قبلات من سراب
أهديتها لي في خيالي
قطعي كل سبلي
التي لا تصل إليك
لأنها شرايين كاذبة
لا تؤدي إلى قلب الحقيقة
النابض بك
قلبي
وكذلك اقطعي
بتلات ورودي وأوردتي
ورهان تغلب فيه صورتك
عشقي المصوب نحوك
أو اسمحي لوجهك
بعد صلبي بمنتصف سماك
أن أحضنه وهالتي تنطفئ لك
دجى ..
ليلة تستهلين الشهر هلالاً
يا بدر الأمسيات الحالمة .
حسام سري هلالي
جدة ، يوليو 2003