أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم بوتاني - كيف تُحكم الشعوب في ظل الأنظمة الاستبدادية














المزيد.....

كيف تُحكم الشعوب في ظل الأنظمة الاستبدادية


أكرم بوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل سلطة مُفسِدة ، والسلطة المطلقة ، مَفسدة مطلقة .. "لورد اكتون"
الاستبداد والتسلط نتيجة طبيعية لفقدان القيم الاخلاقية والانسانية لدى المستبدين ، فالسلطة المطلقة تقود الى مفسدة مطلقة كما يشير اليه المفكر البريطاني"اللورد اكتون" بمعنى ان الحكام المستبدين لا يعيرون اهتماما للمبادئ الاخلاقية في ادارتهم لشؤون الدولة ، وهذا ما يجعل الانظمة الاستبدادية غير منشغلة بعدو خارجي ، بينما يكون التركيز دائما على الداخل ، فالصحوة الجماهيرية كفيلة بهدم عروشهم .
هذا ما يدفعنا الى ضرورة البحث عن ادوات واساليب السلطات المستبدة ، وكيفية التأثير على الجماهير والعمل على إخضاعهم.
لاشك ان استخدام القوة هو الاسلوب الاكثر نجاعة في اخضاع الجماهير ، رغم ان هذا الاسلوب يستخدم في العلاقات الدولية ، إلا إننا سنركز على علاقته(القوة) بالانظمة الاستبدادية وشعوبها .
قد يكون مفيدا ان نتعرف على مفهوم القوة ، فهناك العديد من التعريفات ، إلا اننا سنأخذ تعريف "روبرت دال و ريمون آرون" حيث تدور بقية التعريفات في نفس الفلك مع اختلافات في التعبير . لقد عرّف روبرت دال القوة على انها "الزام الآخر على فعل ما لم يكن يريده" وهناك شبه كبير بين تعريف روبرت وتعريف "ريمون آرون" الذي يرى القوة على انها "قدرة الدولة على فرض إرادتها على الآخرين" ، لاشك ان فرض الارادة الذي ذهب اليه "روبرت دال" ، والزام الآخر الذي يشير اليه "ريمون آرون" هو مجرد اختلاف في الصياغة ، إلا ان المفهوم واحد وهو "فرض الارادة" .
تسعى النظم الاستبدادية الى الزام الآخر للخضوع والإنصياع لما ترغب به من خلال ثلاث ادوات رئيسية تستخدمها لفرض هيمنتها ، والتي تتمثل في : القوة المادية ، قوة الاقناع ، التعويض والاغراء .
اولا : القوة المادية
تتمثل القوة المادية في استخدام العنف المباشر عبر مؤسسات وزارة الداخلية والتي تتمثل بالاجهزة القمعية "قوات الشرطة المحلية ، قوات الامن والاستخبارات واجهزة المخابرات العامة ، ولايستبعد استخدام الجيش عند الضرورة " ، ومهمة هذه الاجهزة هي نشر الخوف بين صفوف الجماهير ، حيث الاعتقالات العشوائية والسجون السرية واستخدام كل اساليب التعذيب الوحشية ، ناهيك عن أولئك الذين يختفون فجأة لمجرد طرحهم لآراء يتخوف منها الطاغية .
ثانيا : قوة الاقناع
لا نقصد بقوة الاقناع مجرد الخطابات الرسمية التي توجهها سلطات الاستبداد عبر وسائل اعلامها من خلال تمجيد الحاكم ، وتخوين فئات معينة من الشعب ، بينما نعني بها القدرة على التأثير على النخب والشخصيات التي تمتلك إمكانية التأثيرعلى الفكر المجتمعي ، فهذه النخب لاتؤثر فيهم عمليات العنف والتخويف ، خصوصا اصحاب الفكر اليساري الثوري الذين يضحون بانفسهم من اجل قضاياهم الفكرية ، لذلك تسعى الانظمة الاستبدادية الى اقصاء تلك النخب أو تغييبهم بشكل مدروس وممنهج وهو ما يسهل مهمة التأثير على مناصريهم لاحقا عبر وسائل اخرى .
ثالثا : التعويض أوالاغراء .
يتم الالتجاء الى هذه الوسيلة عندما لم تأتي القوة المادية والاقناع اكلها ، حيث تقدم عروض مغرية لبعض الشخصيات المترددة أو المهتزة لضمان كسب ولائها وضمها الى القطيع ، وذلك من خلال مناصب حكومية ، أو امتيازات خاصة ، أو مكافآت مالية ، وبمجرد ما ترتبط مصالح تلك الشخصيات بمصالح النظام ، تتحول الى ابواق دعائية متطرفة يزايدون في دفاعهم عن الاستبداد اكثر من المستبدين انفسهم ، وغالبا ما تلجأ الانظمة الاستبدادية الى استخدام الاساليب الثلاثة مع الشخصيات المؤثرة ،وإذا ما اغلقت كل الابواب ولم يتجه الآخر الى فعل ما لايرغب بفعله يكون مصيره الاغتيال أو السجن المؤبد كما حصل مع سكرتير الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان "فهد" .
ختاما يمكن القول : إن المستبدين رغم امتلاكهم ادوات البطش والقوة ، يعيشون في قلق دائم وخوف مستمر من صحوة الجماهير القادرة على هدم عروشهم ، مهما بالغوا في استخدام وسائل القمع غير الاخلاقية ، التي تناقض ابسط القيم الانسانية . إن وعي الشعوب مهمة اخلاقية تقع على عاتق النخب الواعية والمتعلمة ، رغم كونها مهمة محفوفة بالمخاطر والتضحيات ، فتحرير شعب من نير المستبدين قد يقتضي صعود المشانق ، لكن ما قيمة الانسان ان قضى عمره ذليلا منزوع الكرامة .



اكرم بوتاني
دهوك
5/7/2025م



#أكرم_بوتاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران بين اوهام القوة وحقيقة الضعف
- أزمة الرواتب في اقليم كردستان
- البدو في القمة واصحاب الحضارة في وادي سحيق
- العراق بين آمال التغيير وصناديق لاتأتي بتغيير
- الديمقراطية والوطنية في العراق – شعارات معلقة على واقع مغاير
- العراق ينتظر الأسوأ بعد تسريبات المالكي
- عودة العراق الى المربع الأول
- الحرس الثوري صانع سياسات الإتحاد الوطني


المزيد.....




- ترامب يعلن رسومًا جمركية على 7 دول تصل لـ40%.. ماذا قال في ر ...
- قانون الإيجار القديم يفتح باب الجدل مجدداً في مصر، وخبراء يح ...
- -ريفييرا الشرق الأوسط-.. خطة مثيرة للجدل لإعمار غزة تربط رجا ...
- الرئيس الإيراني: إسرائيل حاولت اغتيالي خلال اجتماع رسمي
- ترامب - نتنياهو: لقاء الفرصة الأخيرة؟
- رحلة عبر الزمن.. اكتشف كنوز نينوى العريقة والنابضة بالحياة
- مقتل رجل بنيران حرس الحدود في تكساس
- كيف خططت حماس لاختراق الوحدة 8200 الإسرائيلية بطاقم تنظيف؟
- متجر دانماركي يطلق مجموعة أزياء مناهضة لإسرائيل
- جالية كوت ديفوار في باريس تطالب بانتخابات شفافة في وطنها


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم بوتاني - كيف تُحكم الشعوب في ظل الأنظمة الاستبدادية