أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ياسر جاسم قاسم - التكنولوجيا والأخلاق - من كتاب العلاقة المحورية بين العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية















المزيد.....



التكنولوجيا والأخلاق - من كتاب العلاقة المحورية بين العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 13:51
المحور: قضايا ثقافية
    


كلما زادت القدرات المشروطة وغير المحدودة يصبح وجودنا مشروطا اكثر ، وكلما تربطنا الآلات بفضيلة وجودها يزيد وسمنا بأننا قابلون للنفاد ورديئون .
لقد ساهمت التكنولوجيا في مفاقمة اغترابنا في العالم ، وهي الان تهدد بأغراقنا في كتاب(the obsolescence of man) في جزئه الاول الذي حمل عنوان : on the soul at the time of the second industrial revolution 1956 قدم المؤلف اندر جوونثر اندر (1902-1992) لائحة اتهام قاسية للواقع التكنولوجي الاستهلاكي المعاصر ، فقد جعل العامل يفقد رؤية المنتج النهائي والعواقب البيئية ، فالعامل مسخر فقط لتحقيق الربح ولا شيء آخر ، انه نوع من العبودية الحديثة في رأينا كما اصبحت الشركات الكبرى مبرمجة لانتاج منتجات رديئة النوعية ، اي انها مبرمجة للتقادم الفوري ، فلم تعد النية تتجه لطول عمر الاشياء لكن لكي تستهلك بوصفها مواد قابلة للهلاك والاحلال بمعدل جنوني في دائرة غير نهائية من الانشاء والتدمير المبرر من خلال قتل السلعة بواسطة الاعلان .
لقد حول العالم الى شبح خفي من خلال وفرة منتجات اصطناعية وخلق الاعتقاد بحقائق امتدت الى حياتنا الخاصة ، يقول واصفا ما نعيشه اليوم تماما وكأنه معنا:
" لاشيء يجعلنا غرباء عن انفسنا او يجعل العالم غريبا بشكل فادح اكثر من انفاق حياتنا بشكل مستمر تقريبا الان ، بصحبة هذه الكائنات الحميية المخادعة ، هؤلاء العبيد الاشباح الذين ندخلهم الى غرف معيشتنا " نحن امام النزعة الاستبداية للاجهزة .
كما ان بعض تنبؤات اندر مخيفة الاشارة اليها في انها ادركت كيف ات الاجهزة والالات لكي تتوسط في افكارنا ومناقشتنا وحتى علاقاتنا حيث تحشو ادمغتنا بتلهية ادمانية مهدئة . فنحن امام مفاهيم الحرية الشخصية وحقوق الفرد وهي في حقيقتها حبس للافراد ، بل ملايين من الوحدات المنعزلة هذه المعاملة غير ملحوظة حيث انها تقدم بوصفها ترويجا عن النفس لانها تخفي عن ضحيتها التضحيات التي تطلبها منها ، وتتركها في وهم حياة خاصة او ساحة خاصة .
اذا نحن امام ملئ للادمغة بما هو غير ذي جدوى واصبح لدى الناس السخرية من اي شيء ذي قيمة او الاستمرار بالعبث حتى اصبحت (نشوة الاعلان معيار سعادة الانسان وانموذج الحرية) نحن امام عمانا في مواجهة نهاية العالم الذي وفقا لأندر يميز الثورة الصناعية الثالثة .
الاستيلاء التكنولوجي دعم من خلال الاسطورة في التحرر والتقدم في حين نحن نعيش :عدم النمو ، عدم المساواة ، تدمير الطبيعة واهدار الموارد ، اننا نعيش فيما اسماه أندر (عصر عدم القدرة على الخوف) .
ان الانسان اليوم يدرك الاخطار التي تتهدده من ازمة مناخ ، انهيار التنوع الحيوي، تناقص الموارد، حيث نفضل الاستمرار في مجرد الكلام عنها على المواجهة المباشرة لها . نحن امام (اللامبالاة السائدة)والتي تسبها (العدمية التكنولوجية) وهنا هل نفلح في تصميم نزعة اخلاقية جديدة قادرة على ان تاخذ في الاعتبار الكوارث الجديدة والحفاظ على الجنس البشري؟ الحقيقة ان النزعة الاستبدادية للاجهزة التي ذكرناها في مقاصد البحث قادت الى تمدد الاهمال المبرمج للانسان حيث وجد نفسه مستوعبا بشكل متزايد في تكنولوجيا الانتاج، لقد حرم بالتدريج من استقلاله وقدرته على خلق عالم لنفسه وقلصت حريته الى الاختيار الصارم بين الكفاية داخل العالم التكنولوجي او الاستبعاد منه للفشل في الامتثال لاجباره على الانتاج، والاستهلاك، بشكل مستمر وباستثمار كل ابعاد الوجود الانساني، حيث بشرت الالات بالاسترضاء والتبعية الكاملة للانسان في مجتمع استهلاكي بالكامل، لقد فرضت حداثة التكنولوجيا استسلامنا من جانب واحد للالات "ان القدرة على قتل الالوف بضغطة زر لم تعد تقابلها القدرة على تقييم ما تساويه الكارثة وكثيرا ما حذر هذا التلكؤ مداركنا بما في ذلك القدرة على الخوف من الخطر الذي يهددنا للسبب البسيط المتمثل في اننا لا نستطيع ان نعرف مالانستطيع ان نفهمه او نوضحه لانفسنا بشكل ملموس او اخلاقي ، هذه القيو المفروضة علينا الناتجة عن حالة من اللامسؤولية او شكل من العدمية في الفعل ابقت علينا افرادا متباعدين بينما نحن نعمل باتجاه انعدام ترابطنا وانقراضنا"
وفي غياب الطبيعة البشرية لا توجد حدود وقيود ومحددات مفروضة على كيفية تكوين البشر انفسهم .. (كورزويل) ان القيد الوحيد الذي يتعين على البشر التغلب عليه ، هو الجسم العضوي ويسرع فلاسفة تكنولوجيا ما بعد الانسنية الى احتضان التكنولوجيا ، بوصفها ذلك الذي ينقذنا من النزة الانسانية ويحرر انماط فهم ما يعنيه ان يكون الانسان انسانا من قبضة تاسيس ما بعد الانسانية ومعياريتها .... وتذهب الامور في التكنولوجيا الى ابعد من ذلك واكثر خوفا انهم يتخيلون المستقبل حيث ان جسم الانسان متروك وراءنا ، والبشر احرار في تكوين انفسهم وتدعيمها ، في كتاب (التكنولوجيا الراقية /بعيدة المنال high teach /high touch ويفصل جون نايسبت John naisbitt العلاقة المشوشة ، والمتناقضة التي نتجت عن فشل النزعة الانسانية ، وما بعدها ، في تطوير اخلاقيات شاملة للتكنولوجيا كالأتي: معظمنا لديه علاقة مع التكنولوجيا ، والتي تنتعش من قمة الى أخرى ففي لحظة نخاف منها ، وفي لحظة نستوحي من قوتها ، في يوم نقبلها على مضض خوفا من السقوط وراء منافسينا، او زملائنا في العمل وفي اليوم التالي نعانقها بحماس، بوصفها شيئا من شأنه ان يجعل حياتنا او عملنا في صورة أفضل ثم الشعور بالاحباط او الانزعاج عندما تفشل في تقديم ما نطمح اليه، ما يحتاجه اليوم حسب ما نستنتجه مما ورد في اعلاه هو : نظرية نقدية للتكنولوجيا لا تكرر اساسيات النزعة الانسانية ولاتؤدي الى فوضى والاناوية solipsism واللاأخلاقية ، التي يدعو اليها نمط معين من (ما بعد الانسانية) التكنولوجية ، ونطرح سؤالا :ان كيف يكون الانسان انسانا ويعيش بين الآخرين من دون ان تكون التكنولوجيا محولة الفرد الى آخر ، آخر اكثر من كونه انسانا ، هنالك انموذجان يبحث فيهما (ستيفن بنكو) في دراسته ، التي اشرنا اليها فيما سبق (الاخلاق والتكنولوجيا ومجتمعات ما بعد الانسانية هما :
1- فوبيا التكنولوجيا technophobic
2- الولع بالتكنولوجيا technophilic
ويشيران الى الطرق التي فيها (اما يفشل الفهم البعد انساني لما يعنيه ان يكون الانسان انسانا ، في التعبير عن استجابة متطورة للتكنولوجيا ، او استخدام لغة اخلاقية لتعزيزمعاييرها القياسية) وفي فعل هذا يمكن استخدام هذه المقومات من اجل تهميش واستبعاد الناس، ولنتوقف عند فوبيا التكنولوجيا وكيف نظر اليها؟ فلماذا الخوف من التكنو ، الم تسهم في راحتنا ؟ الم تقرب المسافات؟ الم تيسر لنا الكثير من السلع وتقربها منا ؟ فلماذا الخوف منها؟ ان بعض الكتاب يشير الى انها تمثل تهديدا على الرغم من فوائدها الجمة ، بسبب قدرتها على تغريب الافراد ، عن انسانيتنا المشتركة والاوضاع الاجتماعية ، المشتركة ففي هذه الرؤية تحجب التكنو او تشوه الطبيعة البشرية ، او انها تخلق الظروف التي لم يعد يجب على الناس ان يتفاعلوا فيها وجها لوجه ، ما يسمح بالنأي الاخلاقي الذي يقلل من التزاماتنا ومسؤوليتنا تجاه الآخرين، وهنا اشير الى ما كتبه Ian Barbour ايان باربور ... تؤدي الى هوس بالاشياء وان (هذا الهوس يشوه قيمنا الاساسية وعلاقاتنا مع الآخرين ايضا) . وهذا بدوره يؤدي الى التوحيد القسري في المجتمع ويهدد الفردية ،العفوية ، ويثير تركيزا متزايدا على الكفاءة والعقلانية على حساب الخيال والابداع ، ويذهب ج ديفيد J.Daived Bolter الى ابعد من ذلك : ان التكنولوجيا يمكن ان تغير انسانيتنا تماما ، حيث يرى الطبيعة البشرية كما هي محددة من قبل النزعة الانسانية الغربية ، شبح التكنولوجيا الزاحف سيحول البشر والى الابد الى بيانات قابلة للقياس الكمي ما يترك البشر مع تعريف جديد لانفسهم بوصفهم آلات لمعالجة البيانات /المعلومات، ونحن بدورنا نذهب الى ابعد من ذلك، هذه الدراسات كتبت في وقت ما كان هنالك انتشارا مخيفا للذكاء الاصطناعي كما هو اليوم وانا اكتب هذه الدراسة عام 2023 يحذر (انطونيو غوتيريش) الامين العام للامم المتحدة من الذكاء الاصطناعي ويقول ما نصه( أجراس الانذار حول احدث اشكال الذكاء الاصطناعي ، الذكاء الاصطناعي التوليدي ، تصم الآذان وهي اعلى صوتا من المطورين ، الذين صمموها والعلماء والخبراء دعوا العالم الى التحرك ، معلنين ان الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدا وجوديا للبشرية ، على قدم المساواة مع خطر الحرب، النووية ، لكن ظهو الذكاء الاصطناعي التوليدي يجب الا يصرف انتباهنا عن الضرر الذي تلحقه التكنولوجيا الرقمية بعالمنا بالفعل، ان انتشار الكراهية والكذب في الفضاء الرقمي يسبب ضررا عالميا خطيرا الآن انه يؤجج الصراع والموت والدمار ) وهذه اشارة واضحة من ر الامم المتحدة الى اثر التكنولوجيا عبر الفضاء الرقمي حيث اججت الصراعات والدمار والكذب والكراهية . وهذا التصريح له هو جزء من فويا التكنولوجيا ، الذي نتحدث عنه، كما يقول( هيوبرت دريفوس) في كتابه( عن الانترنت) on the internet ( ان التكنولوجيا ستغير الكثير مما يعنيه ان يكون الانسان انسانا ، لانها ستقلل الكثير من المهارات ، التي طورها البشر ، لتمييز انفسهم، عن الحيوانات والآلات الاخرى ، ووفقا ل (دريفوس) (فان التكنولوجيا التي تركت دون مرقبة ستقلل من القدرة البشرية على اكتساب المهارات، وبسبب مشاعر عدم الكشف عن الهوية ، العدمية ، ستؤدي التكنولوجيا الى حياة من دون معنى ) وسننتقل الى ما تناوله (فرانسيس فوكوياما) في كتابه( مستقبلنا ال بعد انساني) بفتح الباء مشيرا الى ان كل هذه العناصر التي تكون فوبيا التكنولوجيا تتصل بما يعتبره تداعيات ( ثورة التكنولوجيا الحيوية) على الطبيعة البشرية والمجتمع ، الاخلاق والحجة الاساسية لديه هي (ان اي تغيير في الطبيعة البشرية حتما يغير القيم، وبشكل لا رجعة فيه) وعطفا على النص السابق ل دريفوس : ألم تصبح حياتنا دون معنى بشكل او بآخر بسبب التكنولوجيا وافتقارنا الى معرفة انفسنا والآخر الذي سنتوقف عنده بسبب ما هيئته لنا من ولع بالاشياء، ووسائل التواصل الاجتماعي، والعاب الفيديو، وحولتنا الى كائنات مستهلكة لكل شيء، حتى انننا اغفلنا انفسنا واغفلنا الآخر المنتمي لنا وغرقنا بشكل كبير في الاستهلاك ، حى اصبحت حياتنا على ما نراه اليوم، ان فوكوياما يعتقد ان زيادة تكنولوجيا علم الاحياء سوف تجعل اخلاقياتنا تذوي، ممثلما تتكر وتضعف الطبيعة المشتركة التي تربط الافراد والجماعات معا، ونتيجة لذلك سوف يتمزق النسيج الاجتماعي الى حالة يرثى لها، لان التغيير في الطبيعة البشرية يغير مفهومنا لحقوق الانسان، ومن ثم فان التكنولوجيا الحيوية ، تقوم بأكثر من تهديد فهمنا الخاص لأنفسنا كما انها تهدد كيفية تعاملنا ومعاملتنا من قبل الآخرين....
بمعنى آخر انه تهدد اخلاقنا والقيم التي وجدنا عليها كبشر والتي يلخصها (فوكوياما) بتعريفه للطبيعة البشرية : هو انها تتكون من صفات مثل:العقلانية ، الوجدان ،الوعي، المجتمعية ، وكلها تتجمع لتشكل انسانا متكاملا ، البشر لايستطيعون ان يتخلوا عن هذه الصفات التي سمحت لهم بالاستمرار ك جنس بشري لكن المشكلة في تطبيق التكنولوجيات، التي تهدد السلامة البيلوجية البشرية والمجتمع المدني، وموقفه بذلك (ان الاخلاق مستمدة من ولحمية هذه الصفات الفردية والانسان الكامل الذي تشكله وحجته بذلك هي ان اي تغيير في انسانيتنا المشتركة يصبح اكثر من مجرد تغيير في تصورنا لانفسنا عندما يهدد قيمنا الاخلاقية وامكانية المناقشة الاخلاقية وصنع القرار ... وهنالك تهديد ثان يناقشه فوكوياما يتعلق بالتهديد الذي تطرحه التكنولوجيا الحيوية ، يتعلق بالقيم الاخلاقية المشتركة لنا، يقول( ان الطبيعة البشرية هي ما يعطينا حسا اخلاقيا ويوفر لنا المهارات الاجتماعية للعيش في مجتمع وتعمل كأساس للمناقشات الفلسفية الاكثر تعقيدا حول الحقوق،العدالة ، الاخلاق، اذا حصل الاختلاف يحصل عدم الاستقرار ويصبح التواصل والحوار مستحيلا ) وبذلك ينظر فوكوياما بأننا نختلف بشكل كبير كأفراد وبالثقافة ، لكننا نشترك في الانسانية المشتركة ، التي تسمح لكل انسان بأمكانية التواصل والدخول في علاقة اخلاقية ، مع كل انسان آخر على هذا الكوكب، ان الاختلاف سيخلق قيما مختلفة ، ما يجعل تفاوض القيم المنافسة مستحيلا او لانهاية له، وهكذا فان الذي يتاثر بشكل مباشر هي :حقوق الانسان على المؤسسات العاملة حمايتها( من المهم ان نحمي النطاق الكامل لطبيعتنا المعقدة والمتطورة ضد محاولات التعديل الذاتي/الوجودي ) ويعول (فوكوياما) بشكل كبير على المجتمع السياسي بمؤسساته المختلفة لحمايتنا من مستقبلنا البعد انساني فماذا يعني (فوكوياما)ب (ما بعد الانسانية) وهل نحن نعيشها حاليا، ما بعد الانسانية : اولئك الافراد الذين جرى تغيير مكونهم الوراثي ، ونتيجة لذلك يكونون بكيفية معينة اكثر اختلافا، او بعيدين عن اولئك الذين لم تعاد هندستهم جينيا ، ان اناس ما بعد الانسانية في المستقبل هم الاطفال ، الذين يتناولون ريتالين Ritalin للتعويض عن صعوبات التعلم بذلك نحن امام الاطفال العاديين تماما ،في يوم من الايام، سوف يأخذون العقاقير المؤثرة عقليا ، لكي يكبروا في العمر ، وان كبار السن سوف يستخدمون الهندسة الوراثية لتمديد اعمارهم، وزراعة اعضاء جديدة وتغيير اثار مرض الزهايمر لصالح الذاكرة ، وبذلك يصبح البشر المتقدم في العمر تهديدا ما بعد انسانيا ، عندما تسمح التكنولوجيا الحيوية له ان يتقدم في العمر ، لكن لايبدو عليه الكبر وهنا يكتب فوكوياما: ينمو الناس عقليا بشكل صارم ثابت بصورة متزايدة من وجهات نظرهم مع تقدمهم في العمر ، ويحاولون كما ينبغي وربما لايجعلون انفسهم جاذبين جنسيا بالنسبة لبعضهم بعضا، لكنههم يستمرون في التشويق لشركاء في سن الانجاب ، الاسوأ من ذلك كله ، انهم يرفضون الخروج من السباق ليس فقط عن طريق ابنائهم لكن احفادهم وابناء احفادهم.
ان اناس ما بعد الانسانية يمثلون مخاطرة اخلاقية ومالية وسياسية بالنسبة للبشر ، والحل حسب فوكوياما( يجب على المجتمع اقامة الكتل السياسية ووسائل الخطر امام البعد أنسانيين) وهكذا اذا بقيت التكنولوجيا دون رادع وتركت فانها ستخلق مسافة اخلاقية بين الناس عن طريق قمع الفردية /الابداع، التفرد وكلما اصبح الناس اقل بشرية واكثر تكنولوجية فانهم سيصبحون بالتالي اقل إنسانية) .
فوكوياما لايريد الضغط على البشر باستخدام التكنولوجيا وهذا ما يحصل اليوم امام نوع يسوق للناس على انه طموح لكنه مضلل وغطرسة ابتلي بها الناس وهكذا نحن امام عدم رغبة الانسان الجديد ما بعد الانساني في معاملة الاشخاص المختلفين كأعضاء متساوين في المجتمع الانساني /الاخلاقي وهكذا يرفض المجتمع الجديد /اللاأنساني الاعتراف بالاختلاف والآخرية ، ويسيء بوحشية معاملة اولئك الذين يظهرون متفاوتين واقل من الانسان الكامل ،بالنتيجة فان الذي لاينتمي لنظام اليوم العالمي فانه سيهمش ويكون خارج السباق البشري اللا انساني وهنا علينا ان نقرأ الاخلاق بصورة مغايرة لما عهدناه بسب ان الاخلاق هي منطلق الحضارات الا انها اليوم تأخذ بعدا آخر بسبب التكنولوجيا والرأسمالية وو بسبب عصر الاستهلاك
ان الاخلاق هي جملة من المبادئ والقواعد التي يضع فيها التمييز بين الخير والشر وتقويم سلوك الانسان بتوجيهه الى فعل الخير وترك الشر ، هذا تعريف الفيلسوف الدكتور طه عبدالرحمن ، لذا فان الاخلاق تؤسس على مبادئ وقواعد هامة في العصر الحديث ، اما اليوم فانها تتعرض لرؤية مغايرة لما قامت عليه في الحضارات فعل التكنولوجيا ، فأفعال الخير والشر اخذت ابعادا اخرى بفعل التكنولوجيا هنا فان الرجوع الى مرجعية اخلاقية فلسفية مهم جدا لتقويم السلوكيات والممارسات الاخلاقية ...
اي انها ضمن قيمة الخير وهذا هو الاساس في الاخلاق فهل ماتت الاخلاق بفعل الحداثة السائلة التي نتجتها مابعد الحداثة وقيم الاستهلاك ... نحن اليوم امام النسبية الاخلاقية او الثبات الاخلاقي ... الحداثة المنفصلة عن القيمة في مرحلة سيولتها الشاملة انفصلت عن الاخلاق واكتفت بالانسان والغت الاعتقاد بالاخلاق ، لذلك فان فصل الاخلاق عن كل شيء لصالح اخلاق المنفعة/الاستهلاك مخاطرة كبيرة وهكذا ماعت الضوابط وسلعت القيم وصار المعيار :السوق/اللذة ففي ظل عالم الحداثة الاستهلاكية (تتغير القيم والهويات وتذوب الحدود السياسية وتفقد الحواجز التقليدية تأثيرها وأهميتها مثل الدين والاخلاق) (زيكموند باومن /عالم اجتماع بولندي
بذلك فالخوف من مآلات التكنولوجيا وكيفية تأثيرها على مسيرة الاخلاق العالمية .والسؤال الاهم هل باتت التكنولوجيا هي النعيم الموعود وهي الجنة بلا قيود ، وهي التي توفر لنا وفرة مستدامة ، وهذا ما اكده بعض الكتاب ومنهم : John Adolphus etzler في كتابه المعنون : النعيم في متناول الجميع. حيث ان دولة الوفرة تستديم فيها الاعياد والحفلات والمظاهر الخاصة بالفرح والسعادة والطرائف والمباهج ومراكز التدريب ناهيك عن توفر الخضراوات بأنواع واشكال لا تنتهي.. لقد اعيد تشغيل الجنس البشري وفق رؤى اخرى تختلف عن رؤانا ، لقد نشرت مجلة wired في عدد أغسطس من العام 2005 وعلى صفحة الغلاف "انتبهوا : نحن ندخل عالما جديدا تديره قوة المشاركة في الفضاء الحاسوبي" انها احياة التي أنشأناها بأنفسنا : اسهم في صنعها المستخدمون ، سوف تمحى قواعد بيانات التاريخ، وسوف يعاد تشغيل الجنس البشري انها اللحظة التي نعيشها أنا وانتم" فهل شبكة الحاسوب بما يتبع لها من روبوتات وغيرها ، هي تكنولوجيا التحرير ، والانعتاق؟ ام نحن أسارى لها... هذا سؤال مفتوح للجميع سينظر كل منا لنفسه. ويتساءل عن مستقبله ومستقبل عائلته وكيف تقود التكنولوجيا الناس الى حيث لايدرون ولا يعلمون ... انه لأمر مخيف جدا..
كما يشير نيكولاس كار في مقاله المهم (العالم اصبح قفصا كبيرا) المنشور في مجلة Aeon في 26/8/2016 عن أثر التكنولوجيا المسيء في المجتمع وفي الثقافة كذلك، (الثقافة التي ظهرت على شبكة التواصل ، والتي يتسع مداها ويتمادى خطرها في حياتنا وتكويننا النفسي، فهي ثقافة قوامها الانتاج المحموم، والاستهلاك المسعور ،جعلتنا الهواتف الذكية آلات اعلامية لا اكثر ، دون ان تعيننا على شيء حقيقي ودون ان تعيننا حتى على الانتباه لأنفسنا ، انها ثقافة الالهاء ، التشتت الذهني والاتكال على الغير)طبعا هو لا ينكر فوائد التكنولوجيا لكنه يشير الى side effect الناجم عنها وهذه هي المشكلة وينكر (الاساطير التي تحوم حول هذا النظام وينكر فرضية ان النظام لكي يوفر هذه الفوائد لابد ان يكون بهذا الشكل) وهذه هي المعاناة من هذا النظام اذ نرى اسرنا كيف تتفكك امانا ولا نلوي على شيء تجاهها بسبب التكنولوجيا الفائقة ، ويخرج بنتيجة وهي (ان اعتبار شبكة الحاسوب آلة من الات التحرر ماهي الا خدعة بريئة بل نراها خدعة حقيقية ...) نحن امام (المجهول المعروف) وهو حال التكنولوجيا اليوم ... وهو مصطلح صاغه (دونالد رامسفيلد) حول حرب العراق بمعنى اليقين من عدم اليقين وهي(تهديدات جديدة ، لدرجة اننا لا نستطيع حتى تصورها بشكل كامل الآن) وهذا هو حالنا تجاه التكنولوجيا ... بالضبط
كما يشير الباحثون الى ان (وادي السليكون) يبيع ماهو اكثر من الاجهزة والادوات والمعدات والبرامج والبرمجيات ، كان يبيع الايديولوجيا ، حيث استقرت العقيدة في تراث اليوطوبيا التكنولوجية في الولايات المتحدة ، لكن مع انعطافة نحو الرقمنة ، انهم يرون ان الدواء لكل داء يكمن في العالم الافتراضي، اعادة استحداث المجتمع وتكييفه مع شيفرة الحاسوب، انهم يريدوا ان يبينوا لنا جنة عدن جديدة لا من الذرات بل من وحدات البت الحاسوبية ، كل جامد صلب يذوب في شبكاتهم التواصلية ، كان علينا ان نشكرهم او لا هذا ما لا اعرفه صراحة .

لقد ظننا ان الحاسوب/الهاتف الذكي/التابلت هو افضل وسيلة لاعادة برمجة وجودنا، لكنه في الحقيقة مشروع ولد من رحم القلق خلفه يقبع ذعرنا من ان يثور في وجهنا هذا العالم الذري المضطرب، وهكذا لم يبع لنا وادي السليكون حسب (نيكولاس كار) سموا ولا تفوقا انما باع لنا انكفاء وتراجعا، ومنحتنا الشاشة ملاذا ، عالما وسيطا اكثر قابلية للتنبؤ به، ايسر انقيادا، والاهم من ذلك انه اكثر امنا من عالم الاشياء الحقيقية ، تكالبنا على العالم الافتراضي ،لان العالم الحقيقي يطالبنا بما هو فوق طاقتنا ....!!!!!
بالرجوع الى الولع بالتكنولوجيا فبعض المفكرين يعتبرونها صاحبة القدرة على تحرير الانسان من التقاليد ، زيادة الحرية ،التعبير الابداعي ،الترفيه ،تقديم فرصة اكبر للاختيار وتقووم بالمزيد لتعزيز الوجود البشري ومساعدته بدلا من الحد منه ويشير (بروس مازيليش) Brus Mazliish ان الطبيعة البشرية يجب ان تستمر مع الآلات والادوات وهذا يضعنا في وضع افضل لنقرر وبشكل اكثر وعيا كيف نرغب في التعامل مع آلاتنا وحضارتنا الميكانيكية ، اما (بروس جرينيفيل) يرى ان التكنولوجيا اما انها تعوض عن الضعف البشري او زيادة في اداء الانسان ،فيكتب (نحن نتلقى مساعدة الآلات باستمرار ، سواء كانت اجهزة الكمبيوتر ام المركات ام الاسلحة العسكرية التي توسع وتكبر في وجودنا في العالم، ام عن طريق الاضافات الصناعية ، مثل اجهزة تنظيم ضربات القلب والاطراف الصناعية ، النظارات التي تحافظ وتعزز وجودنا الجسدي والمادي)
ومن حديثه يتضح ان التكنو تعزز من وجودنا الانساني دون الانتباه الى اخطارها المحدقة في الامد المنظور او في المستقبل البعيد ، فهي صحيح قد ساعدتنا بذلك الا انها سلبتنا الكثير من الاستقرار ، الطمأنينة ،العلاقات مع النفس والعلاقات الاجتماعية حتى ، وحولتنا الى آلات شبيهة بما نستخدمه ، والاشارات الى التوافقات للولع بها مع التقنية فيمكن ان تصل الى الدرجة التي يشير اليها بولpaul وكوكس في كتابهما ( أبعد من الانسانية) Beyond Humanity
حيث يقولان(( بما ان التكنو جعلت حياتنا اطول وأسهل وأكثر امانا ، فان المستقبل سوف يتكون من عمليات اندماج اكثر حميمية ، وكاملة بين البشر والآلات ، وهذا يتطابق مع رؤية مورافيتش في "آلة العقل" وكروزويل في"عصر الالات الروحية" حيث يتوقعان يوما :سيحمل فيه الوعي البشري على آلة ويعيش الى الابد)) انا ارى ان الانسان يجب ان يجهز نفسه بذخيرة معرفية كاملة كي يستطيع ان يجابه هذا الوعي التكنولوجي المخيف، فالبحث غالبا ما يتخثر عن إثارة العديد من التساؤلات اكثر من التوصل إلى حلول وإجابات شافية لهذه التساؤلات ، وهذا ما أطمح اليه في هذا البحث.
إذا نحن أمام فريقين (المولع بالتكنولوجيا) والذي يصف البشر بأنهم مجرد كائنات تستخدم آلات وتتفاعل معها وفريق(الخوف منها)، والذي يثير مخاوفا اخلاقية جمة، ومنهم بل على رأسهم (فوكوياما) في كتابه (مستقبلنا البعد أنساني) our post human future ، كذلك نجد هذه المخاوف في كتاب (أندي كلارك) (هجين مولود طبيعيا ) natural born cybory في كون كلاهما يشير إلى إن فهم الطبيعة الإنسانية بوصفها تأريخية، وغير متغيرة يؤدي الى مواقف أخلاقية حول التكنولوجيا، تهتم أكثر بالحفاظ على ذلك الفهم للطبيعة البشرية، أكثر من الإهتمام بنقد التكنو للمشاركة في نقد الطبيعة البشرية والنظرة العالمية تؤيدها التكنولوجيا او تهاجمها من الناحية العملية والرمزية ..... ومع تفهم (كلارك) للقضايا البشرية الانسانية وتخوفاته الاخلاقية الا انه يشير الى كتابه آنف الذكر (ان الاندماج مع تقنياتنا هو ما نكونه /هويتنا) ، فما يشرح بطريقة افضل السمات المميزة لذكاء البشر هو القدرة على الدخول في علاقات عميقة ومعقدة مع التركيبات غير البيولوجية والدعامات والمساعدات ... ومع حب كلارك للتكنو، لكنه يركز على النزعة الطبيعية التي تميزنا كبشر والقدرة على ان نبدع هي من سماتنا ، وان نشارك ونضيف ونستغل المدعمات غير البيولوجية ، وهكذا فبين من يرى (فوكوياما بالتحديد) ان التهجين التكنولوجي /البايلوجي بوصفه تهديدا للطبيعة البشرية ، ويرى كلارك انه تعير ضروري واستنتاج منطقي من الطبيعة البشرية ، ويترتب على ذلك ، حيث راى فوكوياما التكنولوجيا بوصفها تهديدا للأخلاق والمجتمع الشري ، يعبر (كلارك) عن امكانية ايجاد توافق بشري/تكنولوجي وانها يمكن ان تقرب البشر كثيرا لكنه يضع شرطا اراه مبهما تماما وغير واقعي وهو ان كل الخير سيتحقق على يد التكنولوجيا بشرط المحافظة على المسافة بيننا وبينها ، وهذا ما لم نراه حاصلا في الواقع، اذ ان التكنو صادرت حياة الكثيرين وتغلبت على كل لحظاتهم ، حتى اضحت بديلا للتفكير عنهم، فبدلا من ان تكون موسعة ومعززة للقدرات والاداء البشري وزيادة الاتصال والتفاعل مع الناس، لكن ومع كل هذا التدفق المعلوماتي التكنو ساهمت في تصدع العلاقات الاجتماعية وفي اثارة الصراعات ، واصبحت عددا رقميا غازيا ، وهذا عكس ما يذهب اليه (كلارك) اذ انه يعتقد جازما ان التكنو قربتنا اكثر مما بعدتنا وقد يكون ذلك صحيحا الا انها كذلك سلعتنا وهنا مكمن الخطر ، يقول(كلارك) : (( قد يحدد الفرد نفسه كعضو في مجموعة واسعة من المجموعات الاجتماعية وقد يستكشف في كل من هذه السياقات مجموعة متنوعة من اشكال التجسد ، الاتصال الجنسي ، والمهمة هي الدمج بأمان وان يجري الدمج بطرق آمنة ، فاضلة ، وذلك يقرب بعضنا من بعض ويجعلنا اكثر تسامحا ويعزز التفاهم ويحتفي بالتجسيد وتشجيع الاحترام المتبادل)) ويذهب الى ما هو أبعد من ذلك، اذ يقول: " من الضروري ان نفهم انفسنا وعلاقتنا المعقدة ، مع التقنيات، التي تحيط بنا، يجب ان ندرك اننا بمعنى عميق جدا ، كنا دائما كائنات هجينة ، ومنتجات مشتركة من طيعتنا البايلوجية ومتعددي اللغات والثقافات والشبكات الاجتماعية"
ان المخاوف التي تثار حول التكنولوجيا تتعلق ب الاغتراب ، والقلق والعدمية ، ويرد كلارك على هذه المخاوف بضرورة ان تكون التكنولوجي اكثر اندماجا في الجسم بحيث يظل الاتصال ، بين الناس اتصالا بين بشر ، هذا من شأنه ان يضمن مساهمة التكنو في خير البشر وهو يدعو بذلك الى (الانسان المهجن) وهو الذي سخر التكنو في جسده او استخدمها وهذا الانسان تشكل التكنو جزءا كبيرا من حياته، وهو اكثر طبيعية من اولئك الذين قاوموا التكنو. والتكنو اما ان تكون (شفافة) او (غير) ف ساعة اليد تقنية شفافة بل حتى الراديو ولكن عض التقنيات غير شفافة /معتمة/مخيفة، تستدعي الانتباه باستمرار لانفصالها عن الجسم، او ان هذه التكنو تقود البشر الى مخاوف عدة تتعلق بالجينات ، بأنتاج خلية بشرية مختبرية تثير مخاوف اخلاقية .
وهنا يتم البحث عن نظرية نقدية وشاملة للتكنو ، بحيث تتجنب فوبيا التكنو ،بذات الوقت الولع بها وذلك عن طريق مقاربة التكنو على انها ( لاتعزز ولا تقلل ما يعنيه ان يكون الانسان انسانا) وهنا نحن امام نظرية ثالثة اكثر دقة ترى ان التكنو ليست اخلاقية او غير اخلاقية في طبيعتها وهنا يقرح كل من (بست )و(كلينر) " ان النظرية النقدية للتكنولوجيا ينبغي ان تبدأ بالشك الموجب في احتفالات محبي التكنو لالتكنولوجيات الجديدة وستقاوم التشاؤم تجاهها ، وتدعي ان اجهزة الكميوتر وغيرها من التقنيات الجديدة هي خطايانا وانها مركبات تدفعنا نحو الاغتراب وادوات للرأسمالية والدولة والسيطرة" وهكذا يستخدم البشر التقنيات وفق ما صممت لأجله وهذا يتوقف على تصرف البشر تجاهها ، اما اذا اساء البشر استخدامهم لها ، فهذا سيقود الى التخوفات الاخلاقية من التكنو وهنا تقع المشكلة الاساس، بالنتيجة فان هذه النظرية النقدية ستدعو الى خلق مجتمع اكثر انسانية عبر تقديمها سلاحا للنقد والتغيير الاجتماعي من اجل القاء الضوء على مصادر التعاسة البشرية ، والمساهمة في اهداف التحرر الانساني والمجتمع الديموقراطي العادل اجتماعيا وواقعيا ... فهل يستطيع النقاد المشتغلون في هذا المجال ان يبينوا ماهو من التكنولوجيا معززا لاهداف التحرر الانساني وما هو منها الضد من هذه الاهداف وفرزه بصورة واضحة ، والسؤال من هو القادر على فعل ذلك؟ ومن هو المؤهل في ذلك؟ والخوف والتحذير ينبغي ان يشمل متى تحول التكنولوجيا الوضع الى (ما بعد أنساني) ...
يكتب (بست وكلينر) " عندما يجرد جوهر الانسان ، المنسوب اليه ذاتيا ، ويبدأ البشر في الاندماج بشكل وثيق مع آلاتهم، ويدمجون الجسم مع شرائح السليكون، والصلب، فان الهوية البشرية نفسها تكون محل تساؤل" صحيح ان التكنو تقدم اليوم تواصلا فريدا مع العالم بأجمعه افرادا وجماعات ولكن هل ان هذا التواصل نافع جميعه ، الجواب: كلا فبعض هذه التواصلات مثيرة للقلق ، للخوف، للرهاب من الاخر، لفرض اراء مرعبة على الاخرين ... الخ. فنحن ببذلك امام التكنو ومستخدمها، الطرف الثاني، وهنالك طرف ثالث ينبغي الا تكون التكنو ضارة به، (ان الحافة النقدية للنزعة ما بعد الانسانية المجددة وما يجعلها نظرية نقدية للتكنو هو تاكيدها على العدالة ، بوصفها الحكم في العلاقة بين الفرد والآخر ، واولئك الذين هم آخرون بالنسبة للآخر الذي يصفه ليفيناس بالطرف الثالث، وهذا الطرف يضع قيودا على الالتزام الذي لا حصر له من اجل الحفاظ على اخرية الاخر ، والذي كان سيصبح بلا حدود لولا ذلك ، والحد المفروض على الطرف الاخر هو انه لا يمكنه الحاق الضرر بالطرف الثالث، هذا هو ميلاد العدالة ، النظررية،الوساطة، وصنع القرار) بمعنى ان المبادئ الانسانية تنطلق لديهم من الاعتراف ومساعدة الآخر وهنا يقرر (كريتشيلي) ان (الانسنة يجب الا تبدأ من الاستناد الى الانسان بوصفه غاية في حد ذاته، واساسا لكل المعرفة ، والقيمة ، بدلا من ذلك تعرف انسانية الانسان، من خلال خدمتها للاخر ، ان اخلاق ليفيناس هي نزعة انسانية لكنها انسانية الانسان الاخر) وهنا يقول(ليفيناس) في الاخر " اذ ا كان هناك الاخر ، الذي يواجهني فقط، انا مدين له بكل شيء انا موجود لأجله وهذا قائم حتى رغم الضرر الذي يلحقه بي ، انا لا اساويه انا الى الابد خاضع له، مقاومتي تبدأ عندما يكون الضرر الذي يحدثه لي يحدث للطرف الثالث، الذي هو ايضا جار لي، ان الطرف الثالث الذي هو مصدر العدالة ، ومن ثم مصدر القمع المبرر ، انه العنف الذي يعاني منه الطرف الثالث هو الذي يبرر وقف عنف الاخر بالعنف ان مسؤولية الحفاظ على اخرية الاخر هي المعايير المحددة التي تستخدم فيها، الاستخدامات العملية والمعاني الرمزية ، للتكنولوجيا، وهنا نحن امام ضرورة تجسيد العدالة ، حيث الاهتمام بالطرف الثالث، وهو بداية المجتمع والعلاقات الاجتماعية والقوانين والمؤسسات وبضرورة احترام القوانين يشكل لدينا ضمانا لسماع اصوات المهمشين الاخرين، وهنا فالعدالة التي تستحق ان تكون عدالة لا تنسى ان القانون قابل للتحسين وان تترك امكانية المراجعة مفتوحة ، ولم يعد بأمكاننا فهم الانسانية ، بأبعادها الكبيرة دون تقدير الدور الذي تؤديه التكنولوجيا في هذا الفهم، ففي القرن السابقة كان الدين والفلسفة يأخذان على عاتقهما فهم الانسانية اما اليوم فالتكنو تتحدانا وترغمنا على اعادة النظر في كيفية فهم جسم الانسان والمجتمع وما يعنيه ان يكون الانسان انسانا، وهذا هو المهم فكيف سيتم التعامل مع الانسان الهجين من التكنولوجيا ، الانسان .. كيف يتخذ مساراته القادمة تجاه نفسه ، الآخر، الكون، الارض.
والإنترنت هو أحد اهم أشكال التكنولوجيا، وهنالك وجهة نظر فلسفية تجاهه وتجاه الشبكات عموما، هذا ما صرّح به الفيلسوف Paul Mathias إذ يتصور أربعة أشكال من حيث الوعي بالإنترنت وساقها على شكل أفكار ألخصها بالشكل التالي:
1- فكرة الخدمة، التي تتعلق بالمزايا الاقتصادية، الثقافية، السياسية، حيث: تعمم الديموقراطية، تطوير القدرات، وزيادة الطاقة لاكتساب المعرفة، المعلومات.
2- فكرة الإحتجاب: بحيث إن الرقمي والإفتراضي لايختزل فقط في جهاز آلي بل يشكل أيضا بيئة معيشية، حيث نكون في الواقع مغمورين ومهاجمين بصفة دائمة فالإعلام اليوم هو الحقيقة، وليس الواقع، وفي حدود كوننا غير بعيدين عن الشبكات، إذ يكون أولئك الذين يحتاجون ممارساتنا الخاصة والمهنية، يخبرون كرها أفكارنا، قيمنا، بمجرد عملية البحث، والتحميل، والمناقشة، والتبادل عن بعد.
3- مفهوم إختلال الإنترنتconception disfonctionnaliste لأنه؛ (في الإستعمال حيث تأتي لحظة استعادة الكلمة المصادرة، التي سرعان ما تعطى، سرعان ما تستعاد، وتسترجع بشكل لا نهائي في الجهاز نفسه، الذي أصبح الحائز الرئيسي للواقع والحقيقة، "فطلباتنا بخصوص الويب تخضع لمنظومة حسابية لا نعرفها بأي شكل من الأشكال، كما لا نفهم تلك الإجراءات الأوتوماتيكية المتبعة، المهم هو الشعور بالرضى في الواقع، من خلال نتائج البحث، فالآلات تُملي علينا، من دون أن ننتبه للأمر، قوانين اللعبة".
4- البُعد الجوهري للإنترنت، ويتعلق الأمر هنا بتجربة المعرفة التي تُعتبر أصلية وغير مسبوقة، فبمجرد النقر باستمرار على النصوص والصور سنستمر في تطوير الويب، بالبحث عن الكلمات المفتاحية لتنفيذ العديد من الطلبات التكنولوجية، ليست محايدة، فهي لها ديانة/آيديولوجية حسب ما يثير بعض الباحثين، ذلك فلديها خطاب مغري للتقنيات والأوهام.
إذن القتقنية ليست محايدة.
كما إنها تسعى إلى أن يصبح العالم جبريا بترسيخه كلفة عالمية فيظهر بشكل كامل كنمط من الثقافة(( الجهاز من الناحية التقنية يحتم إستعمالا عالميا، من دون أن يتأصل فيه، ويتفاعل مع التنوع الثقافي، والحضاري، ولايمكن للحضارة أن تكون كونية، لأن الإنسان ليس كذلك، لأنه ينتمي إلى مكان ما وجنس ما وماض ولتكوين وزمن محددين، فحقيقة كونية تقنية تبعد وجود ثقافة، ويبدو إن هذا يعتبر تحديا خطيرا لنظرية نشوء الثقافة)) .
نحنُ أمام الحتمية التقنية، تركز على تأثير الأجهزة التقنية في تصرفاتنا، الشخصية، والجماعية، لذا يسمكن القول بأن التقنية تفرض قواعدها على المجتمع، فالتكنولوجيات الرقمية، تحدد سلوك الأشخاص، وأيضا تنظيم المجتمع، التكنولوجيات اذن هي (مصدر التغييرات المؤثرة في نمط عيشنا، وطرق تسليتنا واخبارناوتثقيفنا وربط علاقتنا بالآخرين) .



كما نشير إلى مصطلح جديد يجري تداوله عالميا، اسمه (حرب الإعجاب) like war وتدور هذه الحرب حسب المختصين في هذا الشآن حول قرصنة الأشخاص على الشبكات، بل إنها أحدث نسخة لقرون من الحروب، وتمثل طورا مفاجئا وخطيرا في الحرب والسياسة الدولية.
وبذلك يتبين لنا أثر التكنو في تسيير العلاقات بين الأشخاص، المؤسسات بل الدول يقول (بيتر وارين سينجر) وهو محلل استراتيجي في مجلة نيو أميريكا (أسهمت حرب الإعجاب في تغيير مدى سرعة الإنتشار للمعلومات ،ومدى انتقالها وسهولة الوصول إليها، وهذا أدى إلى إعادة صياغة كل شيء بدءا من خطط العمليات العسكرية مرورا بالعمل الصحافي وليس انتهاء بالحملات الانتخابية) وهكذا فنحن أمام حكومات ،أفراد ، مؤسسات وجمعيات ومنظمات فإن المزيد من هذه التصنيفات تتعلم كيف تخوض هذا الشكل الجديد من الحرب الرقمية.
يقول بيتر شارحا واقع المنصّات الإجتماعية التكنولوجية وبشكل خطير (تظل وسائل التواصل الإجتماعي عصيّة على الفهم حتى بالنسبة للعديد من صنّاع القرار السياسي فالتضاريس التي تدور عليها "حرب الإعجاب" هي بيئة من صنع البشر تُديرها شركات تسعى للربح صممت منصاتها ليس للمكافأة على الأخلاق أو الدقة ولكن على التفاعُليّة ، قد تدور المعارك على الإنترنت حول السياسة والحرب، ولكن تدفعها القوى المحركة المالية، والنفسية، والخوارزمية لما يُسمّى ب (إقتصاد الانتباه) فبينما أنت تستخدم الإنترنت تحت عنوان التكنولوجيا هنالك الآلاف من الشركات تدير صراعات حولك من حيث يدرك الإنسان أو لايدرك فكل ما تشاهده أو تعجب به أو تشاركه على الإنترنت يحدث تموجا صغيرا في ميدان المعركة المعلوماتية، مما يوفر فائدة متناهية الصغر لجانب، أو لآخر.
هكذا تهددت علاقاتنا الاجتماعية؛ بسبب الخوف من تفويت الأشياء والأحداث ، بالتالي فإن حياتنا باتت مهددة، والحل يكمن في التحرر من المصفوفة، أي: التحرر من الهواتف الذكية التي باتت تقتحم حياتنا الإجتماعية برمتها، بل حياتنا العقلية وهنا مكمن الخطر .
ذكرت الأستاذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وعلم النفس، ومؤلفة كتاب (معا بمفردك) /2011 (شيري توركلي) ، لماذا نتوقع الكثير من وسائل التواصل الإجتماعي والقليل مما يفعله الآخرون؟ وتوضح إن التكنولوجيا أصبحت بمنزلة بناء أساسي نحدد من خلاله علاقات المودة مع الأشخاص، وفي الجانب الآخر إن السبب الرئيسي في تدهور روابط المودة بين الآباء والأبناء والأقارب والأصدقاء وهي إحدى ضرائب تطور شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما يولد نوعا جديدا من الشعور بالوحدة، وعدم الأمان في علاقاتنا والتوتر فيما يتعلق بعلاقات المودة، وها نحن نتعايش مع أناس يتحدثون مع أشخاص لساعات ويكتبون لهم، رسائل مطولة ولا يكلفون أنفسهم الحديث معنا، وهنا يكمن الخلل الكبير في العلاقات، وتبدأ حالات التفكك الأسرية والإجتماعية على حد سواء بسبب التكنولوجيا، وما ولدته من مصفوفات تقودنا لا نقودها، ويعتقد بعض المهتمين وفي اعتقادهم تكمن الحقيقة (إنه من الممكن التخفيف من الإعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي إذا تمكنا من فصل أنفسنا عن الأجهزة الذكية ولو لفترات زمنية قصيرة) يكون في نظرنا من الأفضل ذلك، والسؤال الأكبر هل من الممكن ذات يوم أن يحمل كل منا شريحته لتساعدنا في التعافي من إدماننا لوسائل التكنولوجيا .

واحدة من الحلول التي يقدمها (جيكوب باراك)، وهو مؤسس لمجلة رقمية حول الثقافة، والفن، والعلوم الشعبية، للإنفصال من الوسائل الرقمية، وهو (تسخير التكنولوجيا داخل عقولنا، وليس العكس كي نستطيع السيطرة على هذا النوع من الإدمان، وفي النهاية يجب أن تدرك إنه لن تستطيع الوصول إلى حل جذري لهذه المشكلة من دون أن نسأل لماذا نخاف فقدان هذا النوع من وسائل التواصل )

لقد أجرى عالم الاجتماع في جامعو أكسفورد أول دراسة تجريبية عن (الإضطراب الإنفجاري)، والنتائج المنشورة في تأثير أجهزة الكمبيوتر والسلوك الإنساني العام 2013، ووجد إن الفومو هو القوة المحركة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، الخوف، اذن من تفويت الأشياء أو الشعور بالأمان بالقرب من هذه الوسائل، ونجد إن هذه الظاهرة تنتشر أكثر عند الأشخاص الذين يعانون من رغبات نفسية غير مشبعة على الواقع مثل الإحتياج للحب والإحترام والإستقلال والأمان، ويرى العالم (روبن دنبار) من أكسفورد ومؤلف كتاب (كم صديقا يحتاج الإنسان؟) (إن هذه الظاهرة يمكن أن تخفف إذا أقدمنا على فهم طبيعة أنفسنا ) وأكد دنبار إننا سنفتقد القدرات العاطفية، والفكرية، إذا امتلكنا اكثر من 150 صديقا، وإن هذا الرقم مناسب جدا وأي رقم إضافي سيجعلنا غير قادرين على السؤال عنهم، أو الإهتمام بهم ، وهو ما يعادل حجم قرية صغيرة من العصر الحجري الحديث.
كما يثير تساؤلات الخوف من مثل من منا لا يخشى أن يكون منبوذا إذا لم يرد على الرسائل المرسلة إليه فورا....
لا شك إن التحرر من آراء الأشخاص، ومقارناتهم الإجتماعية غير المجدية، بمنزلة انتصار عظيم لم يحققه سوى القليل من الناس، فيجب التغلب بقوة على الفومو.
ويضع بعض العلماء إن العلاج الأفضل لمواجهة الفومو هو (إدراك وتيرة الحياة السريعة التي نحن ملزمون بتفويتها، فإذا تمكنا من فعل ذلك سنصل إلى أفضل النتائج من محصلة الخيارات التي اخترناها) إن الثروة المعلوماتية التي نحصل عليها اليوم كلفتنا موارد أخرى ذات قيمة أكثر من المال، مثل: الإنتباه.
يقول جيكوب: هذا موضوع مغرب بما يكفي لنبدآ به، فهو بمنزلة ضريبة غالية ندفعها لخضوعنا إلى شبكات التواصل الإجتماعي حيث: إن العقل يضطر إلى استقبال كميات غير مسبوقة من المعلومات، ما يجعله غير قادر على استهلاكها ومعالجتها كلها، أو حتى تحديد الأولويات منها، إن ادراك وتيرة الحياة السريعة بمعنى استخدام طريقة أو وسيلة (جيد بما فيه الكفاية) .
ولنسأل ما هو (جيد بما فيه الكفاية!!)،
وهل سيخلصنا من طغيان وسائل التواصل علينا؟؟؟
لقد دفع القلق المرتبط بالفومو أرواحنا لتتوسل إلينا كي نحد من اتصالنا السطحي والتنقل من موقع الى آخر قبل أن تعكر صفو حياتنا، ويؤدي بنا إلى تآكل قدرتنا على التعبير عن علاقة المودة وانحسار الفردية، جيد بما فيه الكفاية يحد من الطمع والشره تجاه كل شيء فالطمع يضيع ما يجمعه الإنسان كما يؤمن رجال الأعمال بمقولة (أترك شيئا على الطاولة) سيما في اتفاقيات الشراكة بعيدة المدى، إن هذه الإستراتيجية ضرورية في كل مناحي الحياة في العلاقات العاطفية حتى، لقد كان عالم النفس البريطاني (وينكوت) أول من أعطى مفهوم الأم ل(جيد بما فيه الكفاية) فهذا المفهوم بمنزلة أم لجميع احتياجات البشر( فالأُم دوما منتبهة، ومستجيبة للإحتياجات تبع أولادها ومع نموه تفشل أحيانا في تلبية احتياجياته، وهو ما يعده للواقع الذي لن يحصل فيه دوما على ما يزيد بالضبط حتى أراد ذلك، وبذلك يتعلم الطفل الرضا بالواقع، الذي هو مفتاح نجاح البالغين فنحن عندما ننضج نكتفي بسياسة جيد بما فيه الكفاية) يقول الشاعر الأمريكي (رالف والدو ايمرسون) "أمام كل شيء يفوتك فآنت تحصل على شيء آخر وأمام كل شيء تكسبه فآنت تفقد شيئا آخر" الوسائل التواصلية التكنولوجية تخدم الطغاة وبشكل كبير هذا ما
أشارت إليه (ايريكا تشتويث) أستاذ حقوق الانسان بجامعة بيرتهوكر بيتز بجامعة هارفارد والتي شاركت في تاليف الكتاب الحائز على جائزة، اسم الكتاب why civil resistance works the strategic logic of nonviolent conflict إذ أشارت إلى التأثير العكسي للوسائل التكنولوجية في الإتصال على الثورة ضد الطغاة وبالشكل التالي:
فالعنف الذي يسلطه الطغاة على المتظاهرين إذا ظهر على هذه الوسائل فمن الممكن أن يكسر من عزيمة المتحمسين للمشاركة فبدلا من تحشيد الناس ينتهي بالأمر إلى تنفيرهم .
أما التضليل الإعلامي فينتشر في مواقع التواصل الإجتماعي، بمثل القدر من السرعة التي تنتشر فيها المعلومات الموثقة.
سقوط طاغية ما عبر مواقع التواصل أي مشاهدة هذا السقوط عبرها من الممكن ان يشجع المعارضين في بلد مجاور على محاكاة التمرد وهذا ما رآيناه في موجة ما سمي ب الربيع العربي اذ سقطت الأنظمة العربية الطغيانية المستبدة ك قطع الدومينو وجاء هذا الانتشار السريع بسبب وسائل التواصل الاجتماعي وقد يؤدي استخدام نفس التكتيكات التي يتم مشاهدتها في بلد على بلد آخر الى السقوط بنتائج كارثية
اننا نستخلص من كلامها هذا ضرورة عدم الاعتماد وبشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي كي لا تقع المجموعات واللافراد بالاخطاء او الاعتماد عليها والحذر من التلاعب بالمعلومات
المراجع
- د.احمد ابو زيد، قيم جديدة لعصر جديد ، مجلة العربي، العدد 580، الكويت، مارس 2007، ص 33
- م الثقافة العالمية ، الكويت، العدد 211 ، اكتوبر ،2022، ص28.
ورد في ethics Technology & posthuman communities may essays in philosophy 2005
- Cf Hubert Dreyfus,on the internet ,ed simon critchley (New York : Routledge 2001 ,7
الريتالين: ينتمي الى المثيليفينيدات فئة الادوية المحفزة للجهاز العصبي المركزي ، ويصرف لعلاج ADHD اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه، ويعمل عن طريق تعزيز توازن المواد الكيميائية في الدماغ بما في ذلك النورأدرينالين، والدوبامين وهما مواد كيمياوية تلعب دورا في تنظيم الانتباه والتركيز
- Bruce Grenville ,the uncanny,Experiments in cybory culture (van couver Arsenal pulp press &the Vancouver art gallery ,2001,9.
- الاخلاق والتكنولوجيا ومجتمعات ما بعد الانسانية ، ستيفن بنكو، ت: حسين عبدالغني ابراهيم، مجلة الثقافة العالمية ، الكويت، العدد 207، يناير قبراير/2022، ص 163.
- كلارك، م س .
- Best & Kellner write in the postmodern Advanture : science,technology &culture studies at the third millennium New york Guilford press ,2001,157,158 .
- م الثقافة العالمية ، م س ، ص 172.
- م س ، ص170
- ريمي ريفيل، الثورة الرقمية ثورة ثقافية،ت: سعيد بلمبخوت، مراجعة: الزواوي بغورة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، دولة الكويت، سلسلة عالم المعرفة، العدد 462، يوليو/2018، ص31.
- م س ، ص 32.
- م س، ص37.
- escape from the matrix aeon mag.2014 on max s m



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي بمدرسة فرانكفورت الحلقة الأخيرة من كتاب الوعي بالتنوير ...
- الدين البهائي جدل وأفكار ج 3 والأخير
- الدين البهائي جدل وأفكار ج 2
- الدين البهائي، جدل وأفكار- ح 1
- عمائم ليبرالية في ساحة العقل والحرية فكرة تنويرية للدكتور رف ...
- من كتاب الوعي بالتنوير ج 2 ح 27
- مهمة المثقف تجاه القضايا المهمة في المجتمع والدين والسياسة . ...
- من هو وكيل الاله على الارض العقل ام رجل الدين.. .....من سلسل ...
- من المجتمع الى الشخصية وهذا خلاف ما ذهب اليه علي الوردي- من ...
- كتاب مفهوم العقل في البصرة ج 1
- التنوير ام الحداثة ام الاصلاح ... هو السبيل لنهضة حقيقية
- ادباء بصريون راحلون- ح1
- هل تهدد التكنولوجيا وضع الاخلاق عالميا ج2
- التكنولوجيا والارهاب - الدراسة مجتزأة من كتابي (العلاقة المح ...
- هل تهدد التكنولوجيا وضع الاخلاق عالميا؟؟؟ ج 1
- مقاربة نقدية بين البوذية والاسلام تجسد اليات تحرير الفكر رؤي ...
- التنمية في العراق وابعادها .... التخطيط والرؤى المستدامة
- المثقف ليس حارسا للقيم ..... وهو يعيش وسط مجتمع منافق عفن .. ...
- العلم وحرية الارادة
- دفاعا عن التنوير .ح 21 صدام الحضارات وصدام المحليات


المزيد.....




- بجانب تكساس.. فيضانات مفاجئة تضرب ولاية كارولينا الشمالية
- مصر.. حريق في سنترال رمسيس وسط القاهرة وتأثر خدمات الاتصالات ...
- بلغاريا: البحث عن الفهد الأسود يتسبّب بخسائر مالية وقطاع الس ...
- تأسيس -حزب أمريكا- يعمّق الأزمة بين ماسك وترامب والرئيس يقول ...
- حرائق سوريا.. صور وفيديوهات من حرائق اللاذقية، ما هي مناطق ا ...
- ضربات إسرائيلية على اليمن تستهدف موانئ حيوية وسفينة -جالاكسي ...
- -المهاجر البطل-.. إنقاذ يخطف الأنفاس لعائلة من شقة محترقة في ...
- ترامب وماسك.. -إنه سخيف- دونالد ترامب ينتقد إطلاق إيلون ماسك ...
- واشنطن تلغي تصنيف جبهة النصرة كـ-منظمة إرهابية-، فماذا نعرف ...
- واشنطن تشطب جبهة النصرة من قائمة الإرهاب، لماذا الآن؟


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ياسر جاسم قاسم - التكنولوجيا والأخلاق - من كتاب العلاقة المحورية بين العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية