أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 1 )














المزيد.....

الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للتعرف على طبيعة تشكيلات الحشد الشعبي في العراق العسكرية و السياسية و انتمائها الطائفي , لا بد من العودة الى يوم سقوط مدينة الموصل العراقية تحت سلطة تنظيم داعش الإرهابي التكفيري في 10 حزيران 2014 .
لقد استيقظ سكان المدن العراقية صبيحة يوم سقوط مدينة الموصل المذهل بسرعته التي فاقت كل التوقعات و هم لا يكادون يصدقون ما حدث .
كان سقوط مدينة الموصل خبرا مؤلما و قاسيا وقع كالزلزال المفاجئ هز مشاعر معظم العراقيين هزا عنيفا و أثار مخاوفهم و زعزع ثقتهم بقدرة القوات المسلحة النظامية التابعة للحكومة العراقية على حمايتهم من بطش الدواعش .
إن فشل القوات الحكومية في الدفاع عن مدينة الموصل بالسرعة التي حصل فيها ليس بالأمر الهين إذ كان للسقوط الكارثي لهذه المدينة العراقية الأصيلة التي يعتبرها العراقيون احد دعائم العامود الفقري لدولتهم العراقية اثرا كبيرا في زعزعة ثقة الكثير من العراقيين في امكانية بقاء الدولة العراقية كيانا موحدا بل ساد شعور قوي لديهم أن دولتهم العراقية سائرة نحو التفكك و الزوال .
بعد سقوط مدينة الموصل بقبضة الدواعش امتد المشهد المثير للرعب بتوالي سقوط مدن و مناطق عديدة اخرى بالسرعة نفسها حتى وصلت طلائع الإرهاب الداعشي الى مناطق قريبة من العاصمة العراقية بغداد من جهتها الشمالية و الغربية .
خلال هذا السقوط السريع لمدن و مناطق في شمال و غرب العراق احتشد عرب الجنوب العراقي في تشكيلات عفوية حول مراكز عشائرهم و مرجعياتهم الدينية عندها تم اطلاق تسمية " الحشد الشعبي " على اكداس الحشود البشرية الخائفة و المنتفضة والمرعوبة من خطر الإبادة الجماعية على يد التكفيريين الذين يعتبرون قتل كل شيعي مهما كان انتمائه الفكري هو خطوة تقربهم الى رضى الله عنهم اكثر و يحجز لهم الله مكانا مرموقا اعلى درجة في الجنة .
تعتمد هذه التنظيمات التكفيرية على فكرة وجود الفرقة الوحيدة الناجية من نار جهنم , هذه الفكرة التي هي اساس لكل التشدد الأسلاموي , فالفرقة التكفيرية تعتبر نفسها هي الفرقة الناجية الوحيدة و غيرها من الفرق في نار جهنم .
من الضروري الاشارة هنا الى أن المدن و المناطق التي سقطت في الأيام الأولى للهجمة الداعشية على العراق هي مدن و مناطق العراقيين من العرب السنة , إذ لم تحصل فيها أية مقاومة لهذا الغزو الداعشي بل بالعكس كان هنالك ترحيب به في بعض هذه المدن .
لا شك أن السبب وراء السقوط السريع لمدن العراقيين من العرب السنة و عدم مقاومتهم لتنظيم داعش هو عدم معرفة اهلها بالطبيعة الشريرة و الهمجية لهذا لتنظيم , حيث تصور الكثير منهم أن هذا التنظيم ممكن أن ينقذهم و يخلصهم من الحكم السائد في العراق , هذا الحكم الذي فيه الغلبة للعراقيين من عرب جنوب العراق الشيعة الذين استلموا حكم العراق من المحتل الأمريكي في نيسان 2003 , لكن , و بعد فوات الأوان صار اهل هذه المدن اولى ضحايا الإرهاب الداعشي .
الكثير من المتابعين للشأن العراقي و خصوصا من غير العراقيين يتصورن أن الحشد الشعبي قد تشكل تلبية للفتوة التي اطلقها مرجع الشيعة الأعلى في العراق السيد علي السيستاني تحت اسم " الجهاد الكفائي " , هذا التصور أو الاعتقاد هو تصور خاطئ من الأساس لأن الحشود الشعبية التي تشكل من جزء منها الحشد الشعبي لاحقا هي حشود تشكلت و انطلقت بشكل عفوي و فوضوي و غير منظم و دون توجيه من دولة أو من مرجعية دينية و ذلك قبل صدور فتوة الجهاد الكفائي .
أن فتوة الجهاد الكفائي صدرت لتقليص عدد المحتشدين الغاضبين المنتفضين من بضعة ملايين من المستعدين للتطوع لمحاربة داعش الى بضعة عشرات الألاف , لذلك اطلق على هذا الجهاد صفة ال " الكفائي " أي جهاد بالعدد الكافي الذي تحدده الحكومة العراقية .
إن من يقول أن فتوة الجهاد الكفائي هي فتوة لمشروع طائفي لا يعرف حقيقة الدعوة لهذا النوع من الجهاد , فالشروط التي حددتها هذه الفتوة بكل وضوح هي التالية :
1 - يكون التطوع في تشكيلات القوات المسلحة العراقية حصرا أو تشكيلات جديدة تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة العراقية .
2 - باب التطوع مفتوح للعراقيين فقط .
3 - يكون عدد المتطوعين بالقدر الكافي الذي يحدده القائد العام للقوات المسلحة العراقية .
من الواضح أن الاستجابة لهذه الدعوة التي كانت في غالبيتها العظمى من العرب الشيعة هي السبب وراء اخذ مشروع تشكيل الحشد الشعبي صفته الطائفية الشيعية , حتى أن البعض صار يطلق على هذا الحشد وصف " الحشد الشيعي " و قد يكون هذا الوصف صحيحا الى درجة ما للأسباب التالية :
اولا : لم تكن هنالك استجابة لفتوة الجهاد الكفائي من قبل المكون الكوردي العراقي لأن لديهم حشدهم الشعبي الخاص بهم و الذي يطلقون عليه البيشمركة .
ثانيا : عدم استجابة العراقيين من العرب السنة للدعوة للانضمام للحشد الشعبي باستثناء عدد قليل منهم لسببين رئيسيين , السبب الأول هو أن مدنهم و مناطقهم قد سقطت تحت سلطة تنظيم داعش و السبب الثاني هو عدم وجود مشروع وطني عراقي يجمع مكونات الشعب العراقي , فكل مكون من مكونات الشعب العراقي كان يسعى ليكون له حشده الشعبي الخاص به .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 2 )
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 1 )
- الترامبية تضع نهاية للعولمة الاقتصادية الحالية
- التيار المدني الديمقراطي في العراق لازال في بداية الطريق
- الدستور العراقي و التحديات في الساحة السياسية العراقية ( 2 )
- الدستور العراقي و التحديات في الساحة السياسية العراقية ( 1 )
- البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 2 )
- البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 1 )
- محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 2 )
- محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 1 )
- ماذا لو لم يسقط نظام الشاه في إيران ...؟
- الجولاني من ارهابي خطير الى رئيس دولة
- عصر الاستعمار و الهيمنة ينحسر بشكل مستمر
- عيد نو روز في حضارات وادي الرافدين
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 2 )
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 1 )
- لغات حضارات وادي الرافدين ( 2 )
- لغات حضارات وادي الرافدين ( 1 )
- طبيعة الجيوش النظامية و أهدافها ( 2 )
- طبيعة الجيوش النظامية و أهدافها ( 1 )


المزيد.....




- رئيس جامعة هارفارد يعتذر عن -الإسلاموفوبيا- و-معاداة السامية ...
- تيم سيباستيان ورنا الصباغ يكتبان: أول 100 يوم من عهد ترامب ا ...
- محمد بن زايد يستقبل جوزاف عون في أبوظبي.. وهذا ما أكد عليه ا ...
- السعودية الأولى عربيًا.. هذه الدول صاحبة أعلى إنفاق عسكري في ...
- -روساتوم-: مناقشة الوجود الأمريكي في محطة زابوروجيه يعود للق ...
- الكشف عن رسالة كتبتها ضحية جيفري إبستين الشهيرة قبل انتحارها ...
- نائب أوكراني: نظام كييف فقد السيطرة على جيشه
- إسرائيل تحترق.. إخلاءات واسعة للسكان واستنفار أمني كبير وسط ...
- أقارب الجنود الإسرائيليين القتلى يزورون المقبرة العسكرية في ...
- زاخاروفا: تهديدات الاتحاد الأوروبي لفوتشيتش بشأن زيارته موسك ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 1 )