أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين ياسين - عادل إمام: ظاهرة فنية لن تتكرر














المزيد.....

عادل إمام: ظاهرة فنية لن تتكرر


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8327 - 2025 / 4 / 29 - 22:16
المحور: الادب والفن
    


يُعد عادل إمام من أبرز الفنانين العرب الذين تركوا بصمة واضحة وصيتا إبداعيا واسعا، حيث امتاز بقدرة استثنائية على إمتاع وإضحاك الجمهور، فضلا عن عمق وجسارة المحتوى النقدي الكامن في القفشات والعبارات الساخرة التي يتفوه بها، إذ سدد نقدا لاذعا في أعماله لقضايا مثل القمع السياسي والفساد والتشدد الديني والتخلف الاجتماعي.
نشأته وبداياته الفنية
ازداد عادل إمام بحي السيدة عائشة بالقاهرة سنة 1940 في كنف عائلة من الطبقة الفقيرة، وقد ساعدته نشأته في حي شعبي في صقل شخصيته وموهبته، حيث خاض مجموعة من المغامرات مع أقرانه وامتزج بعوالم أبناء الطبقة الكادحة، الشيء الذي سيلهمه لتقمص شخصيات من خلفيات اجتماعية متنوعة في أعماله الفنية اللاحقة.
كما كان فتى مشاغبا وشقيا بالمدرسة مما عرضه لجملة من المتاعب حيث تعرض للفصل من إحدى المدارس، كما تميز ببراعته الفائقة في تقليد أساتذته أمام أنظار زملائه، إذ لطالما كان ينتهز فرصة مغادرة أساتذته للفصل الدراسي لممارسة هوايته المفضلة. وفي إحدى المرات ضبطه أستاذ اللغة الإنجليزية وهو بصدد تقليده والاستهزاء به، وبدل أن يقوم بتعنيفه أو توبيخه عمد إلى الإشادة بأدائه ونصحه باللجوء إلى عالم التمثيل، ومن هنا أمسى يرتاد بانتظام قاعات السينما لمتابعة الأفلام مما ألهب مخيلته الفنية والإبداعية، كما شرع في تأليف أعمال مسرحية وتجسيدها أمام أصدقائه.
وبعد انقلاب الضباط الأحرار سنة 1952 على النظام الملكي، وفي خضم الأجواء السياسية الساخنة التي عرفتها مصر وقتئذ، انضم عادل إمام إلى الحزب العمالي الشيوعي عندما كان يبلغ من العمر 15 عاما فقط قبل أن ينسحب من التنظيم بعد مدة قصيرة لينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، لكن هذه التجربة السياسية بدورها لم تدم طويلا، إذ سرعان ما ضاق صاحبنا ذرعا بالطابع السلطوي لتنظيم الإخوان وواجب الطاعة العمياء الذي كان يتعين عليه التقيد به دون إمكانية النقد والمناقشة.
عقب تجاربه السياسية القصيرة، استأنف عادل إمام دراسته الثانوية حيث التقى برفيق عمره سعيد صالح، وقد عُرفا بصيتهما السيء بسبب تورطهما المستمر في أعمال الشغب والتنمر وهو ما سيشكل أساسا واقعيا لمسرحية "مدرسة المشاغبين" التي عُرضت لأول مرة سنة 1971 واستُلهمت وقائعها من فيلم بريطاني.
وكما كان متوقعا، فشل عادل إمام في اجتياز الطور الثانوي بعد رسوبه الدراسي لسنتين متتاليتين، ليقرر والده إبعاده من المدرسة وإلحاقه للاشتغال بأحد معامل خاله، إلا أن والدة الكوميدي المصري عارضت الفكرة وألحت على إكمال دراسته بإحدى المدارس الخاصة بالإسكندرية حيث تمكن من النجاح بصعوبة، ليلتحق بكلية الزراعة لإتمام تعليمه العالي، وهناك وجد ضالته في الفرقة المسرحية التي مكنته من إبراز طاقاته الفنية والإبداعية.
وفي سنة 1963، كان جالسا بأحد المسارح الفنية فاقترحت عليه المديرة تعويض الممثل محمد عوض الذي كان من المقرر أن يؤدي دورا في مسرحية "أنا وهو وهي"، فاغتنم الفرصة وقدم أداء هائلا ليسلك بذلك الخطوة الأولى في طريق عالم النجومية.
متاعب ومضايقات
تعرض عادل إمام لمتاعب جمة بعد أدائه لشخصية محام فاسد في فيلم "أفوكاتو" الذي تم ترشيحه للعرض في مهرجان برلين، حيث رفع حوالي 150 محام دعوى قضائية ضد طاقم الفيلم بدعوى الإساءة للقضاء، فصدر في أعقاب ذلك حكم قضائي في حقهم يقضي بحبسهم سنة واحدة مع الأعمال الشاقة، لكن تم وقف تنفيذ الحكم بعد المعارضة التي أبدتها نقابة الممثلين. كما حُكم عليه سنة 2012 بالسجن بتهمة "ازدراء الأديان" لكن تم الحكم ببراءته بعد استئناف الحكم.
وقد روى الفنان المصري في أحد حواراته التلفزيونية عن قصة حقيقية وقعت له مع الرئيس أنور السادات، حيث بعث الأخير بهدية عبارة عن كلب إلى منزله، إذ لم يستطع عادل إمام التخلص منه رغم المضايقات التي سببها الحيوان لأسرته. ولا يخفى على أحد أن الرئيس السادات كان يود تبليغ رسالة تخويف إلى عادل إمام بسبب الجرأة الكبيرة التي كان يُظهرها في أعماله السينمائية والمسرحية التي أثارت حفيظة جهات نافذة في الدولة.
في فترة الثمانينيات، عانت مصر من عنف الجماعات الإسلامية المتطرفة، وقد كانت محافظة أسيوط من أبرز معاقلها. ورغبة منه في تبديد السمعة السيئة التي التصقت بتلك المنطقة، اقترح عادل إمام عرض مسرحية "واد سيد الشغال" بأسيوط وهو ما تحقق فعلا، الشيء الذي جعله في مرمى التنظيمات الإسلامية الراديكالية. وفي هذا الصدد، تعرض لمحاولة اغتيال من طرف تلك الجماعات بعد صدور فيلم "الإرهابي".
في سنة 2005، أصدر عادل إمام فيلم "السفارة في العمارة" الذي ناقش أحد التابوهات المتعلقة بالعلاقات مع إسرائيل بعد ممانعة طويلة أبدتها الأجهزة الأمنية، إذ لم يكن ليصدر هذا العمل الفني لولا الوساطة التي قام بها سكرتير الرئيس حسني مبارك.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلخيص كتاب حتمية الحرب بين القوى الصاعدة والقوى المهيمنة
- قراءة في كتاب -المؤمن الصادق، أفكار حول طبيعة الحركات الجماه ...
- قراءة في كتاب -الطاغية-
- قراءة في كتاب -نحو نظرية جديدة في علم الاجتماع الديني-
- قراءة في كتاب -صراعات الجيل الخامس-
- قراءة في كتاب -نهاية عصر القوة-
- قراءة في كتاب -الشخصية الأمريكية وصناعة القرار السياسي الأمر ...
- قراءة في كتاب -روسيا الاتحادية واستعادة مكانتها الريادية في ...
- قراءة في كتاب -الصحوة الإسلامية في ميزان العقل-
- قراءة في كتاب -التجربة النهضوية الألمانية-
- قراءة في كتاب -حوار المشرق والمغرب-
- قراءة في كتاب -هربرت ماركيوز- لمؤلفه فؤاد زكريا
- قراءة في كتاب -سوسيولوجية الدولة بالمغرب-
- معارك النفط الكبرى وأبعادها السياسية
- مشهد عالمي ملتهب
- قراءة في كتاب -المجتمع والدولة والديمقراطية في البلدان العرب ...
- قراءة في كتاب -الأيديولوجيا والحداثة: قراءات في الفكر العربي ...
- قراءة في كتاب -الفتنة والانقسام- لعبد الإله بلقزيز
- قراءة في كتاب -الكوارث الطبيعية وأثرها في سلوك وذهنيات الإنس ...
- قراءة في كتاب -النبوة والسياسة- لعبد الإله بلقزيز


المزيد.....




- سينمائيو ذي قار يردون على هدم دور السينما بإقامة مهرجان للأ ...
- بحضور رسمي إماراتي.. افتتاح معرض -أم الأمة- في متحف -تريتياك ...
- مسلسل مصري شهير يشارك في مهرجان أمريكي عالمي
- -الشرارة-.. فيلم يوثق اللحظات الأولى للثورة السورية في درعا ...
- يحقق في اليوم الأول 5 مليون ريال سعودي .. فيلم إسعاف يتقدم ف ...
- ينطلق 8 مايو المقبل.. 522 دار نشر من 43 دولة تشارك بمعرض الد ...
- العبث واللامعقول في حرب السودان.. المسرح يمرض لكنه لا يموت
- مصر.. توقف قلب فنان مشهور 4 دقائق وتدهور حالته الصحية
- ملابس تحمل بطاقات مكتوبة باللغة العبرية تثير جدلا واسعا في ل ...
- كتاب جديد يستكشف عالم الفنانة سيمون فتال


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين ياسين - عادل إمام: ظاهرة فنية لن تتكرر