أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - تقسيم سورية ودور لوبي العولمة الأمريكي الاستعماري















المزيد.....



تقسيم سورية ودور لوبي العولمة الأمريكي الاستعماري


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة: تقاسم الغنيمة تحت راية الوهم
إطار عام: من الحلم الوطني إلى كابوس التقسيم
في قلب غرب اسيا، حيث تتلاقى الأحلام الوطنية مع كوابيس الصراعات الإقليمية، تقف سوريا اليوم على مفترق طرق تاريخي. ما بدأ كحراك شعبي يطالب بالحرية والكرامة عام 2011، تحول بمرور السنين إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية، حيث تتداخل مصالح القوى الكبرى مع أجندات الدول المجاورة. في خضم هذا الصراع، تبرز معلومات مقلقة تشير إلى اتفاق غير معلن، أُعلن عنه بشكل غير مباشر من قبل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، يقضي بتقاسم الأراضي السورية بين قوى الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب والاحتلال التركي في الشمال. هذا الاتفاق، إن صحت الأنباء، ليس مجرد تقسيم جغرافي، بل محاولة لإعادة صياغة الهوية السورية، وتحويل البلاد إلى دولة "رخوة"، تُدار تحت مظلة هيمنة خارجية، بلا جيش وطني، بلا سيادة حقيقية، وبلا أمل يلوح في الأفق.
هذه المقدمة، تستعرض خلفيات هذا الاتفاق المزعوم، وتستقصي تداعياته على الشعب السوري، مع التركيز على الدور الذي لعبه إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي في كشف هذا المخطط. سنتناول هنا الأبعاد التاريخية، السياسية، الاستراتيجية، والإنسانية لهذا الواقع الجديد، مع إلقاء الضوء على الآليات التي تُستخدم لتكريس التقسيم، والمقارنة مع نماذج أخرى في المنطقة، مثل الحالة الفلسطينية. الهدف ليس فقط فهم هذا الواقع، بل طرح تساؤلات حول إمكانية المقاومة واستعادة السيادة الوطنية.
الفصل الأول: سياق الإعلان – صوت من تل أبيب
في لحظة تاريخية لم تُسلط عليها الأضواء الكافية، أدلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بتصريحات أثارت جدلاً واسعاً، حيث أشار بشكل غير مباشر إلى وجود تفاهمات إقليمية بشأن مستقبل سوريا. هذه التصريحات، التي جاءت في سياق حديث عن الأمن القومي الإسرائيلي، لم تكن مجرد كلام عابر، بل كشفت عن رؤية استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح إسرائيل. الإشارة إلى تقاسم الأراضي السورية بين إسرائيل في الجنوب وتركيا في الشمال لم تكن صريحة بالمعنى الدبلوماسي، لكنها حملت دلالات واضحة لمن يتابع السياسة الإقليمية عن كثب.
هذا الإعلان لم يأتِ من فراغ. إسرائيل، التي طالما رأت في سوريا تهديداً استراتيجياً بسبب موقعها الجغرافي ودورها في محور المقاومة، استغلت الفوضى التي عمت البلاد منذ 2011 لتعزيز نفوذها. احتلال هضبة الجولان، الذي بدأ عام 1967، لم يعد كافياً في ظل التحولات الجديدة. الجنوب السوري، بما فيه درعا والقنيطرة، أصبح منطقة نفوذ إسرائيلية، سواء من خلال السيطرة العسكرية المباشرة أو عبر دعم فصائل محلية موالية. في المقابل، تُظهر تركيا طموحات مماثلة في الشمال، حيث تُسيطر على مناطق واسعة عبر عمليات عسكرية مثل "غصن الزيتون" و"درع الفرات"، مستخدمة فصائل مسلحة كوكلاء لها.
ما يجعل هذا الإعلان خطيراً هو توقيته وسياقه. ففي وقت تتفاقم فيه الأزمة السورية، ويتراجع فيه الحضور العسكري الروسي والإيراني نسبياً، تبرز إسرائيل كلاعب رئيسي في إعادة صياغة الخريطة السورية. تصريحات رئيس الأركان لم تكن مجرد إشارة إلى واقع عسكري، بل محاولة لتطبيع فكرة التقسيم كحل "واقعي" للأزمة السورية. هذا الخطاب يُذكر بالاستراتيجيات الاستعمارية التاريخية، حيث كانت القوى الكبرى تعلن عن تقسيم الأراضي قبل حتى أن تكتمل السيطرة عليها، كما حدث في اتفاقية سايكس-بيكو عام 1916.
الفصل الثاني: جذور التقسيم – من " الثورة " لى الفوضى
لكي نفهم هذا الاتفاق المزعوم، يجب العودة إلى الجذور التاريخية للأزمة السورية. عام 2011، شهدت سوريا حراكاً شعبياً طالب بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، لكن هذا الحراك سرعان ما تحول إلى حرب أهلية معقدة، تغذيها تدخلات خارجية. الدعم المالي والعسكري من دول خليجية، مثل قطر والسعودية، إلى جانب التدخلات التركية والغربية، أعاد صياغة الصراع ليصبح أداة لتفتيت البلاد. هذه القوى، التي قدمت نفسها كداعمة لـ"الثورة"، كانت في الواقع تخدم أجنداتها الخاصة، سواء كانت إضعاف محور المقاومة أو تعزيز النفوذ الإقليمي.
في هذا السياق، برزت إسرائيل كلاعب خفي، يعمل في الظل لاستغلال الفوضى. تقارير استخباراتية تشير إلى أن إسرائيل قدمت دعماً لوجستياً وطبياً لبعض الفصائل المسلحة في الجنوب السوري، بهدف خلق منطقة عازلة تحمي حدودها. هذا الدعم لم يكن علنياً، لكنه كان كافياً لتكريس نفوذ إسرائيلي في المنطقة. في الوقت نفسه، استغلت تركيا الوضع لتعزيز سيطرتها على الشمال، مستخدمة ذريعة "مكافحة الإرهاب" لتبرير عملياتها العسكرية.
هذه التدخلات المزدوجة أدت إلى خلق واقع جديد، حيث أصبحت سوريا ساحة لتقاسم النفوذ. الجنوب، الذي يُعتبر امتداداً جغرافياً لهضبة الجولان، أصبح تحت النفوذ الإسرائيلي، بينما الشمال، الذي يُعتبر امتداداً للأمن القومي التركي، أصبح تحت السيطرة التركية. هذا التقسيم ليس مجرد تقاسم جغرافي، بل محاولة لإعادة صياغة الهوية السورية، حيث يتم استبدال مفهوم الدولة الوطنية بدولة "رخوة"، تُدار عبر شبكة من الوكلاء والمصالح الخارجية.
الفصل الثالث: الهندسة الاجتماعية – تفتيت النسيج السوري
إحدى أبرز أدوات هذا التقسيم هي الهندسة الاجتماعية التي تُستخدم لتفتيت النسيج السوري. يُزعم أن هناك خطة ممنهجة لتقسيم الشعب السوري إلى كيانات طائفية وعرقية متصارعة، بحيث يتم إضعاف أي إمكانية لتشكيل هوية وطنية موحدة. هذه الخطة تشمل تعزيز الانقسامات بين السنة والعلويين والدروز والمسيحيين والاكراد والشيعة ، مع إضافة طبقة جديدة من الانقسام داخل السنة أنفسهم، بين من يدعمون الفصائل المدعومة من تركيا ومن ينضوون تحت لواء الجماعات المتطرفة وبين أغلبية وطنية مع تحرير سوريا من الاحتلال التركي والصهيوني والأمريكي..
هذه الجماعات المتطرفة، التي يُشار إليها أحياناً بـ"الإسلام الصهيوني"، تُستخدم كأداة لتعزيز الفوضى وتبرير التدخلات الخارجية. فمن خلال تصوير سوريا كأرض للإرهاب، يصبح من السهل على القوى الخارجية فرض سيطرتها تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب". هذا النمط يُذكر باستراتيجيات استعمارية قديمة، حيث يتم خلق الفوضى لتبرير الاحتلال. في سوريا، تُستخدم هذه الجماعات ليس فقط لتفتيت المجتمع، بل لخلق حالة من الخوف والانقسام تجعل من الصعب على السوريين توحيد صفوفهم.
الفصل الرابع: الدور الأمريكي – الراعي الأعلى
لا يمكن فهم هذا التقسيم دون النظر إلى الدور الأمريكي، الذي يُعتبر الراعي الأعلى لهذا النظام الجديد. الوجود الأمريكي في شرق سوريا، خاصة في منطقة التنف ومناطق النفط، يُظهر أن الولايات المتحدة ليست مجرد مراقب، بل شريك رئيسي في إعادة صياغة الخريطة السورية. هذا الوجود يُستخدم لضمان استمرار حالة الفوضى، التي تخدم مصالح القوى الإقليمية المتحالفة مع واشنطن.
الدور الأمريكي يتجاوز الوجود العسكري إلى دعم الخطابات التي تُبرر هذا التقسيم. فمن خلال تصوير سوريا كدولة فاشلة، يتم تمهيد الطريق لتكريس واقع التقسيم كحل "واقعي" للأزمة. هذا الخطاب يُذكر بالخطابات التي استخدمت لتبرير تقسيم العراق إلى مناطق نفوذ طائفية بعد الغزو الأمريكي عام 2003. في سوريا، يبدو أن الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط بين إسرائيل وتركيا، مضمنة أن يخدم التقسيم مصالح الجميع، بينما يدفع الشعب السوري الثمن.
الفصل الخامس: مقارنة مع فلسطين – نموذج الدولة الوهمية
لعل أوضح مقارنة مع الوضع السوري الحالي هو الحالة الفلسطينية، حيث تُدار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية كدولة "وهمية" تحت السيطرة الإسرائيلية. في فلسطين، تُستخدم آليات مثل الحواجز العسكرية، والاعتقالات التعسفية، وتقييد الحركة لتكريس واقع الاحتلال. السلطة الفلسطينية، التي يُشار إليها ساخرًا بـ"يهودا والسامرة" في بعض الدوائر الدولية، تفتقر إلى أي سيادة حقيقية، حيث يخضع تحرك قادتها لموافقة الجندي الإسرائيلي على الحاجز.
في سوريا، يبدو أن النموذج مشابه، حيث تُدار المناطق المختلفة عبر وكلاء محليين يخضعون للقوى الخارجية. في الجنوب، تُشرف إسرائيل على الأمن عبر اتفاقيات غير معلنة مع فصائل محلية، بينما تُدير تركيا الشمال عبر فصائل مثل "الجيش الوطني السوري"، الذي يُعتبر امتداداً للجيش التركي. هذا الواقع يجعل من سوريا دولة بلا جيش وطني، حيث يُمنع تشكيل أي قوة عسكرية موحدة قادرة على الدفاع عن الشعب.
الفصل السادس: التداعيات الإنسانية – شعب بلا وطن
التداعيات الإنسانية لهذا التقسيم كارثية. الشعب السوري، الذي عانى من الحرب والتهجير، يجد نفسه الآن أمام واقع جديد، حيث لا وجود لهوية وطنية موحدة. الانقسامات الطائفية والعرقية، التي تُغذيها القوى الخارجية، تجعل من الصعب تصور عودة سوريا كدولة مستقلة. الأجيال الجديدة، التي تترعرع في ظل هذا الواقع، تكبر في بيئة من الصراعات المحلية والتبعية للخارج.
على الصعيد الاقتصادي، يُفاقم التقسيم من معاناة السوريين، حيث تُسيطر القوى الخارجية على الموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز، بينما يعاني السكان من الفقر والجوع. هذا الواقع يُذكر بالتجربة الفلسطينية، حيث تُستنزف الموارد لصالح المحتل، بينما يعيش السكان في معازل اقتصادية. في سوريا، يُضاف إلى ذلك استغلال المساعدات الإنسانية كأداة لتعزيز النفوذ الخارجي، حيث تُوزع المساعدات عبر منظمات موالية للقوى المسيطرة.
الفصل السابع: الدور الإعلامي – تطبيع التقسيم
لا يمكن تجاهل الدور الإعلامي في تكريس هذا التقسيم. وسائل الإعلام الدولية والإقليمية، التي تُمولها دول معينة، لعبت دوراً كبيراً في تصوير سوريا كدولة فاشلة لا يمكن إنقاذها إلا من خلال التقسيم. هذا الخطاب، الذي يُروج له تحت عناوين مثل "الحلول الواقعية" أو "إدارة الأزمة"، يهدف إلى تطبيع فكرة التقسيم في أذهان الرأي العام. في الوقت نفسه، تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الانقسامات الطائفية، حيث تُروج حسابات مجهولة لخطابات الكراهية بين مكونات الشعب السوري.
تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي، على سبيل المثال، لم تُغطَ بشكل واسع في وسائل الإعلام الدولية، لكنها انتشرت بسرعة في الأوساط السياسية والاستخباراتية. هذا الانتقائية في التغطية الإعلامية تُظهر أن هناك جهوداً متعمدة لتجنب إثارة الجدل حول هذا الاتفاق، مع السماح له بالتسرب تدريجياً إلى الوعي العام كأمر واقع.
الفصل الثامن: هل من أمل لسوريا؟
في ظل هذا الواقع القاتم، يبدو الأمل بعودة سوريا كدولة موحدة بعيد المنال. لكن التاريخ يُظهر أن الشعوب قادرة على مقاومة مشاريع التفتيت، بشرط وجود إرادة وطنية قوية. إن استعادة السيادة السورية تتطلب رفض الانقسامات الطائفية، وإعادة بناء هوية وطنية جامعة، بعيداً عن التدخلات الخارجية. هذا المسار لن يكون سهلاً، خاصة في ظل الوجود العسكري الأجنبي والدعم الخارجي للفصائل المسلحة.
ومع ذلك، هناك نماذج تاريخية تُظهر أن الشعوب قادرة على تجاوز التحديات. تجربة فيتنام، على سبيل المثال، تُظهر كيف يمكن لشعب موحد أن يقاوم قوى الاحتلال ويعيد بناء دولته. في سوريا، قد يكون الطريق طويلاً، لكن بذور المقاومة موجودة في صمود الشعب السوري، الذي واجه أعتى الحروب ولا يزال يحلم بوطن حر.
خاتمة المقدمة
هذه المقدمة ليست مجرد استقصاء لواقع مؤلم، بل دعوة للتفكير في سبل المقاومة. الشعب السوري، بتاريخه العريق وصموده الأسطوري، قادر على تجاوز هذا التحدي، إذا ما استطاع توحيد صفوفه ورفض مشاريع التقسيم التي تُرسم له تحت ستار "الحلول الواقعية". إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي، إن كان صحيحاً، هو مجرد فصل من فصول هذا المخطط، لكنه ليس النهاية. فالتاريخ يُكتب بأيدي الشعوب، وليس بتصريحات القادة العسكريين.



الفصل الأول: سياق الإعلان – صوت من تل أبيب
مقدمة الفصل: إعلان يُلقي بظلاله على المستقبل
في لحظة تاريخية حملت في طياتها دلالات عميقة، أدلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بتصريحات أثارت زوبعة من التساؤلات حول مصير سوريا. هذه التصريحات، التي أُلقيت في سياق حديث عن الأمن القومي الإسرائيلي، لم تكن مجرد كلام عابر، بل كشفت عن رؤية استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح إسرائيل. الإشارة إلى تفاهمات إقليمية تقضي بتقاسم الأراضي السورية بين إسرائيل في الجنوب وتركيا في الشمال، وإن لم تُصرح بشكل مباشر، حملت معها إشارات واضحة إلى مخطط يتجاوز حدود السياسة التقليدية إلى عوالم الاستعمار الحديث. ما يُضيف طبقة من التعقيد إلى هذا المشهد هو الوضع الداخلي في دمشق، حيث يُزعم أن رئيس "عصابة السطو المسلح"، كما يُشار إليه في بعض الأوساط، ينسحب أمام التقدم الإسرائيلي، مكتفياً بملاحقة الوطنيين الذين دافعوا عن بلدهم، كان آخرهم العميد الطيار علي شلهوب، بتهم ملفقة يُعتقد أنها صيغت في غرف الوحدة 8200 الإسرائيلية تحت ذريعة "ملاحقة الفلول". هذا الفصل، يستقصي سياق هذا الإعلان، ويحلل دوره في كشف هذا المخطط، مع التركيز على الديناميكيات الداخلية في دمشق والتداعيات الإقليمية.
القسم الأول: الإعلان – لحظة الحقيقة
في سياق حديث أمام نخبة من القادة العسكريين والسياسيين في تل أبيب، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى وجود تفاهمات إقليمية بشأن مستقبل سوريا. هذه التصريحات، التي جاءت في وقت حساس تتفاقم فيه الأزمة السورية، لم تُقدم تفاصيل واضحة عن طبيعة هذه التفاهمات، لكنها ألمحت إلى تقسيم النفوذ في سوريا بين قوى إقليمية رئيسية. الجنوب السوري، بما فيه مناطق درعا والقنيطرة وهضبة الجولان، أُشير إليه كمنطقة تحت النفوذ الإسرائيلي، بينما أُلمح إلى الشمال، من إدلب إلى عفرين، كمنطقة نفوذ تركية. هذا الإعلان، وإن بدا غامضاً في ظاهره، كان بمثابة إعلان رسمي عن مخطط طالما تداولته الأوساط الاستخباراتية، لكنه لم يُطرح علناً بهذا الوضوح من قبل.
ما يجعل هذا الإعلان استثنائياً هو توقيته. ففي السنوات الأخيرة، شهدت سوريا تراجعاً نسبياً في الحضور العسكري لروسيا وإيران، اللتين كانتا لاعبين رئيسيين في دعم الحكومة السورية. هذا التراجع خلق فراغاً استراتيجياً، استغلته إسرائيل لتعزيز نفوذها في الجنوب، مستفيدة من ضعف المقاومة المحلية وتشتت الفصائل المسلحة. في الوقت نفسه، واصلت تركيا توسيع سيطرتها على الشمال، مستخدمة فصائل مسلحة موالية لها كوكلاء. إعلان رئيس الأركان جاء ليُضفي طابعاً رسمياً على هذا الواقع، وكأنه يُعلن نهاية سوريا كدولة موحدة، وبداية مرحلة جديدة من التقسيم الإقليمي.
القسم الثاني: دمشق – انسحاب أمام الاحتلال
في قلب هذا المشهد المعقد، تبرز دمشق كعنصر محوري في فهم ديناميكيات التقسيم. يُزعم أن القيادة في دمشق، التي يُشار إليها ساخرًا بـ"عصابة السطو المسلح" في بعض الأوساط الشعبية، قد تخلت عن أي مقاومة حقيقية للتقدم الإسرائيلي في الجنوب. بدلاً من مواجهة الاحتلال، يبدو أن هذه القيادة انشغلت بملاحقة الوطنيين الذين دافعوا عن البلاد خلال سنوات الحرب. هذا التوجه، إن صح، يُظهر حالة من الضعف والتفكك الداخلي، تجعل من السهل على القوى الخارجية فرض رؤيتها على البلاد.
أحد الأمثلة الصارخة على هذا التوجه هو قضية العميد الطيار علي شلهوب، الذي يُعتبر رمزاً للدفاع عن السيادة السورية. شلهوب، الذي قاد عمليات جوية ضد الفصائل الإرهابية المسلحة خلال الحرب، واجه تهماً ملفقة يُعتقد أنها صيغت في غرف الوحدة 8200، وهي وحدة الاستخبارات الإلكترونية الإسرائيلية المتخصصة في التجسس والحرب السيبرانية. التهمة الموجهة إليه، والتي تُعرف بـ"ملاحقة الفلول"، تبدو وكأنها ذريعة لتصفية أي شخصية وطنية تشكل تهديداً للمخططات الإقليمية. هذه القضية ليست معزولة، بل تُشير إلى نمط أوسع من الاستهداف المنهجي للضباط والمقاتلين الذين حافظوا على ولائهم للوطن.
هذا الانسحاب الداخلي أمام الاحتلال الإسرائيلي يثير تساؤلات حول طبيعة القيادة في دمشق. هل هي نتيجة ضعف استراتيجي، أم تواطؤ ضمني مع القوى الخارجية؟ بعض المحللين يرون أن هذا السلوك يعكس حالة من "الاستسلام الوظيفي"، حيث تُركز القيادة على الحفاظ على سلطتها الداخلية، حتى لو كان ذلك على حساب السيادة الوطنية. هذا الواقع يُذكر بالتجارب التاريخية، حيث كانت الأنظمة الضعيفة تتحالف مع قوى استعمارية لضمان بقائها، على حساب مصالح شعوبها.
القسم الثالث: الوحدة 8200 – الحرب الخفية
لفهم قضية العميد شلهوب وغيرها من الملاحقات، يجب النظر إلى دور الوحدة 8200 الإسرائيلية، التي تُعتبر العمود الفقري للحرب الاستخباراتية الإسرائيلية. هذه الوحدة، التي تُشرف على عمليات التجسس الإلكتروني، واختراق الشبكات، وجمع المعلومات، لعبت دوراً محورياً في صياغة الروايات التي تُبرر استهداف الشخصيات الوطنية في سوريا. تهم مثل "ملاحقة الفلول"، التي تبدو غامضة في ظاهرها، تُستخدم كأداة لتشويه سمعة الضباط والمقاتلين، وتبرير اعتقالهم أو تصفيتهم.
الوحدة 8200، التي تُشبه في عملها وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA)، تمتلك قدرات متقدمة في الحرب السيبرانية. تقارير استخباراتية تشير إلى أن هذه الوحدة نجحت في اختراق شبكات الاتصالات في سوريا، مما سمح لها بجمع معلومات حساسة عن القادة العسكريين والسياسيين. هذه المعلومات تُستخدم لصياغة تهم ملفقة، تُمرر إلى جهات في دمشق عبر قنوات غير معلنة. في حالة شلهوب، يُعتقد أن التهم التي وُجهت إليه استندت إلى تقارير ملفقة، تهدف إلى إضعاف أي مقاومة محتملة للمخططات الإسرائيلية في الجنوب.
هذا الدور الخفي للوحدة 8200 يُظهر كيف تُدار الحروب في العصر الحديث. لم تعد الحرب تقتصر على الجبهات العسكرية، بل تمتد إلى الفضاء السيبراني، حيث يتم تشويه الحقائق وصناعة الروايات. في سوريا، تُستخدم هذه الأدوات ليس فقط لاستهداف الأفراد، بل لخلق حالة من الفوضى الداخلية، تجعل من الصعب على القيادة السورية اتخاذ قرارات استراتيجية.
القسم الرابع: الجنوب السوري – منطقة نفوذ إسرائيلية
إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي لم يكن مجرد كلام نظري، بل انعكاس لواقع ميداني يتشكل في الجنوب السوري. هذه المنطقة، التي تشمل درعا والقنيطرة وأجزاء من ريف دمشق، أصبحت منطقة نفوذ إسرائيلية، سواء من خلال السيطرة العسكرية المباشرة أو عبر وكلاء محليين. تقارير تشير إلى أن إسرائيل قدمت دعماً لوجستياً وطبياً لبعض الفصائل المسلحة في الجنوب، بهدف خلق منطقة عازلة تحمي حدودها مع هضبة الجولان.
هذا الدعم لم يكن علنياً، لكنه كان كافياً لتغيير موازين القوى في المنطقة. فصائل مثل "جيش خالد بن الوليد"، التي ارتبطت بتنظيم داعش، استفادت من هذا الدعم بشكل غير مباشر، حيث سُمح لها بالعمل في مناطق قريبة من الحدود الإسرائيلية دون تدخل مباشر من الجيش الإسرائيلي. هذا الواقع يُظهر استراتيجية إسرائيلية واضحة: استخدام الفوضى كأداة لتكريس النفوذ، مع تجنب المواجهة المباشرة.
في الوقت نفسه، يُزعم أن القيادة في دمشق تخلت عن أي جهود حقيقية لاستعادة السيطرة على الجنوب. هذا الانسحاب، إن صح، يُعزز من قدرة إسرائيل على فرض رؤيتها على المنطقة. بدلاً من مواجهة الاحتلال، يبدو أن القيادة انشغلت بتصفية الحسابات الداخلية، مما يُضعف أي إمكانية لتشكيل جبهة موحدة ضد المخططات الخارجية.
القسم الخامس: الشمال السوري – النفوذ التركي
في المقابل، تُظهر تركيا طموحات مماثلة في الشمال السوري، حيث تُسيطر على مناطق واسعة عبر عمليات عسكرية مثل "غصن الزيتون" و"درع الفرات". هذه العمليات، التي جاءت تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب"، أدت إلى خلق واقع جديد، حيث أصبحت مناطق مثل إدلب وعفرين تحت السيطرة التركية المباشرة أو غير المباشرة. الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، مثل "الجيش الوطني السوري"، تُعتبر امتداداً للجيش التركي، حيث تتلقى الدعم العسكري واللوجستي من أنقرة.
هذا النفوذ التركي ليس مجرد سيطرة عسكرية، بل محاولة لإعادة صياغة الهوية الثقافية والديموغرافية للمنطقة. تقارير تشير إلى أن تركيا عملت على تغيير التركيبة السكانية في مناطق مثل عفرين، من خلال تهجير السكان الأصليين واستبدالهم بموالين لها. هذه السياسة تُذكر بالممارسات الاستعمارية التاريخية، حيث كانت القوى المحتلة تُغير التركيبة السكانية لضمان السيطرة على المدى الطويل.
إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي، في هذا السياق، يُظهر نوعاً من التنسيق الضمني بين إسرائيل وتركيا. على الرغم من التوترات الدبلوماسية بين البلدين، يبدو أن هناك تفاهماً حول تقسيم النفوذ في سوريا، حيث تُركز إسرائيل على الجنوب وتركيا على الشمال. هذا التفاهم، إن صح، يُعزز من احتمالات تكريس التقسيم كأمر واقع.
القسم السادس: الدور الأمريكي – الراعي الأعلى
لا يمكن فهم هذا التقسيم دون النظر إلى الدور الأمريكي، الذي يُعتبر الراعي الأعلى لهذا النظام الجديد. الوجود الأمريكي في شرق سوريا، خاصة في منطقة التنف ومناطق النفط، يُظهر أن الولايات المتحدة ليست مجرد مراقب، بل شريك رئيسي في إعادة صياغة الخريطة السورية. هذا الوجود يُستخدم لضمان استمرار حالة الفوضى، التي تخدم مصالح القوى الإقليمية المتحالفة مع واشنطن.
في سياق إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي، يُعتقد أن الولايات المتحدة لعبت دور الوسيط بين إسرائيل وتركيا، مضمنة أن يخدم التقسيم مصالح الجميع. هذا الدور يُذكر بالتجربة العراقية، حيث لعبت الولايات المتحدة دوراً مماثلاً في تكريس الانقسامات الطائفية بعد الغزو عام 2003. في سوريا، يبدو أن الولايات المتحدة تستخدم نفوذها لضمان استمرار حالة عدم الاستقرار، التي تُبقي سوريا دولة ضعيفة وغير قادرة على استعادة سيادتها.
القسم السابع: تداعيات الإعلان – صدمة وتساؤلات
إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي، وإن لم يُغطَ بشكل واسع في وسائل الإعلام الدولية، أثار صدمة في الأوساط السياسية والشعبية السورية. بالنسبة للكثيرين، كان هذا الإعلان تأكيداً لما كان يُشاع منذ سنوات حول مخططات تقسيم سوريا. لكنه أيضاً طرح تساؤلات حول دور القيادة في دمشق، التي بدت عاجزة عن مواجهة هذا التحدي.
قضية العميد شلهوب، على سبيل المثال، أصبحت رمزاً للظلم الذي يتعرض له الوطنيون في سوريا. هذه القضية، التي يُعتقد أنها جزء من حملة أوسع لتصفية المقاومة الداخلية، أثارت غضباً شعبياً، لكنها أيضاً كشفت عن حالة الضعف التي تعاني منها القيادة. بدلاً من توحيد الصفوف لمواجهة الاحتلال، يبدو أن دمشق انشغلت بحروب داخلية، مما يُسهل على القوى الخارجية تنفيذ مخططاتها.
القسم الثامن: هل من مقاومة ممكنة؟
في ظل هذا الواقع القاتم، يبدو الأمل بمقاومة المخططات الإقليمية بعيد المنال. لكن التاريخ يُظهر أن الشعوب قادرة على تجاوز التحديات، بشرط وجود إرادة وطنية قوية. في سوريا، قد تكون قضية شلهوب وغيرها من القضايا بمثابة شرارة لإعادة إحياء الروح الوطنية. المقاومة، إن وجدت، يجب أن تبدأ من رفض الانقسامات الداخلية، وإعادة بناء جبهة موحدة ضد الاحتلال.
إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي، على الرغم من خطورته، قد يكون فرصة لإعادة تقييم الوضع الداخلي في سوريا. فهو كشف عن حجم التحديات التي تواجه البلاد، لكنه أيضاً أظهر أن الشعب السوري ليس وحيداً في هذه المعركة. التضامن الإقليمي والدولي، إذا استُخدم بشكل صحيح، قد يُساهم في دعم جهود المقاومة.
خاتمة الفصل
إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي لم يكن مجرد تصريح عابر، بل لحظة تاريخية كشفت عن مخططات تقسيم سوريا. هذا الإعلان، الذي جاء في وقت تتراجع فيه القيادة في دمشق أمام الاحتلال، وتنشغل بملاحقة الوطنيين مثل العميد علي شلهوب، يُظهر مدى تعقيد التحديات التي تواجه سوريا. لكن هذه اللحظة قد تكون أيضاً فرصة لإعادة توحيد الصفوف، ورفض المخططات الخارجية. فالشعب السوري، بتاريخه العريق، قادر على كتابة فصله الخاص في هذه القصة، إذا ما استطاع تجاوز الانقسامات واستعادة إرادته الوطنية.


الفصل الثاني: جذور التقسيم – من الثورة إلى الفوضى
مقدمة الفصل: من الحلم إلى الكابوس
عندما اندلعت الشرارة الأولى للحراك وفق برنامج خشب الجميز في سوريا عام 2011، حملت معها اوهام كبيرة بإصلاحات سياسية واقتصادية تُعيد للشعب السوري كرامته وحريته. لكن هذا الوهم سرعان ما تحول إلى كابوس، حيث أصبحت سوريا ساحة لصراعات إقليمية ودولية معقدة، تغذيها أجندات متناقضة ومصالح متضاربة. ما بدأ كانتفاضة شعبية تحول إلى حرب أهلية مدمرة، ثم إلى مشروع تقسيم ممنهج، يُزعم أنه يُدار بتفاهمات بين قوى إقليمية مثل إسرائيل وتركيا، بدعم ضمني من قوى دولية. هذا الفصل، الممتد على عشرين صفحة، يستعرض الجذور التاريخية والسياسية لهذا التقسيم، ويحلل كيف تحولت "الثورة" إلى أداة لتفتيت الدولة السورية، مع التركيز على الدور الذي لعبته التدخلات الخارجية في إعادة صياغة الصراع وتكريس الفوضى.
القسم الأول: بدايات الحراك – بذور الأمل والانقسام
في مارس 2011، شهدت مدينة درعا، الواقعة في جنوب سوريا، مظاهرات شعبية احتجاجاً على اعتقال مجموعة من الشباب الذين كتبوا شعارات مناهضة للحكومة على جدران المدارس. هذه الاحتجاجات، التي بدأت سلمية، طالبت بإصلاحات سياسية، ومكافحة الفساد، وتحسين الأوضاع الاقتصادية. لكن الاستجابة القاسية من قبل الأجهزة الأمنية، التي استخدمت العنف لتفريق المتظاهرين، أشعلت فتيل الغضب في أنحاء البلاد. خلال أسابيع، انتشرت الاحتجاجات إلى مدن مثل حمص وحماة وإدلب، حاملة معها شعارات تطالب بالحرية والعدالة.
في هذه المرحلة المبكرة، كان الحراك يعكس طموحات شعبية حقيقية، لكنه لم يكن موحداً تماماً. الانقسامات الاجتماعية والطائفية، التي كانت موجودة في المجتمع السوري ولكنها لم تكن بارزة في العقود السابقة، بدأت تظهر على السطح. بعض المتظاهرين ركزوا على المطالب الإصلاحية، بينما بدأ آخرون يطالبون بإسقاط النظام. هذه الانقسامات جعلت من السهل على القوى الخارجية التدخل، مستغلة الفراغ السياسي والفوضى الناشئة.
القسم الثاني: التدخلات الخارجية – وقود الصراع
مع تصاعد الاحتجاجات، بدأت قوى إقليمية ودولية ترى في الأزمة السورية فرصة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. الدعم المالي والعسكري من دول مثل قطر والسعودية بدأ يتدفق إلى فصائل المعارضة المسلحة، التي تشكلت كرد فعل على العنف الحكومي. هذه الفصائل، التي تضمنت مجموعات مثل "الجيش السوري الحر"، كانت في البداية غير موحدة، لكنها سرعان ما أصبحت أدوات في يد الداعمين الخارجيين.
قطر، التي لعبت دوراً بارزاً في دعم الربيع الصهيوني، ركزت على تمويل فصائل ذات توجه إسلامي استشراقي، مثل جبهة النصرة (التي أصبحت لاحقاً هيئة تحرير الشام). السعودية، من جانبها، دعمت مجموعات أخرى، بهدف إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة. هذه التدخلات لم تكن مجرد دعم للمعارضة، بل كانت جزءاً من صراع إقليمي أوسع بين محور الرياض-الدوحة الصهيو امريكي ومحور طهران-دمشق التحرري.
في الوقت نفسه، بدأت تركيا تلعب دوراً متزايداً في الأزمة. في البداية، حاولت أنقرة التوسط بين الحكومة السورية والمعارضة، لكنها سرعان ما تحولت إلى داعم رئيسي للفصائل المسلحة في الشمال. تركيا رأت في الأزمة فرصة لتعزيز نفوذها الإقليمي، خاصة في مواجهة الأكراد الذين تسيطر قواتهم على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا. العمليات العسكرية التركية، مثل "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، كانت امتداداً لهذه الاستراتيجية، حيث هدفت إلى خلق منطقة نفوذ تركية في الشمال.
القسم الثالث: إسرائيل – اللاعب الخفي
بينما كانت الدول الخليجية وتركيا تتدخل علناً في الأزمة، لعبت إسرائيل دوراً أكثر خفاءً، لكنه لا يقل أهمية. إسرائيل، التي طالما رأت في سوريا تهديداً استراتيجياً بسبب موقعها الجغرافي ودورها في محور المقاومة، استغلت الفوضى لتعزيز نفوذها في الجنوب. تقارير استخباراتية تشير إلى أن إسرائيل قدمت دعماً لوجستياً وطبياً لبعض الفصائل االارهابية المسلحة في الجنوب السوري، خاصة في مناطق درعا والقنيطرة القريبة من هضبة الجولان.
هذا الدعم لم يكن علنياً، لكنه كان كافياً لخلق منطقة عازلة تحمي الحدود الإسرائيلية. على سبيل المثال، فصائل مثل "جيش خالد بن الوليد"، التي ارتبطت بتنظيم داعش، تمتعت بحرية نسبية في العمل قرب الحدود الإسرائيلية، دون تدخل مباشر من الجيش الإسرائيلي. هذا الواقع أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين إسرائيل وبعض الجماعات المتطرفة، التي يُزعم أنها استُخدمت كأداة لإضعاف الدولة السورية.
إسرائيل لم تكتفِ بالدعم اللوجستي، بل نفذت غارات جوية متكررة على أهداف في سوريا، بحجة منع نقل الأسلحة إلى حزب الله. هذه الغارات، التي زادت وتيرتها مع تصاعد الفوضى، كانت تهدف إلى إضعاف الجيش السوري وتعزيز حالة عدم الاستقرار. هذا الدور الإسرائيلي، وإن كان غير معلن في البداية، أصبح أكثر وضوحاً مع إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي عن تفاهمات إقليمية، مما يُشير إلى أن إسرائيل كانت تخطط منذ البداية لتكريس نفوذها في الجنوب.
القسم الرابع: تحول الثورة الصهيونية – من الشعب إلى الوكلاء
مع مرور الوقت، تحولت "الثورة" السورية من حراك شعبي إلى صراع بين فصائل مسلحة مدعومة من الخارج. هذا التحول لم يكن عفوياً، بل نتيجة التدخلات الخارجية التي أعادت صياغة الصراع. الفصائل المسلحة، التي كانت في البداية تعبر عن طموحات محلية، أصبحت أدوات في يد الداعمين الإقليميين. على سبيل المثال، جبهة النصرة، التي تلقت دعماً قطرياً، تحولت إلى قوة مهيمنة في إدلب، بينما سيطرت الفصائل المدعومة من تركيا على مناطق الشمال.
هذا التحول أدى إلى تفتيت المعارضة، حيث أصبحت الفصائل تتنافس فيما بينها على النفوذ والموارد. الصراعات الداخلية بين هذه الفصائل، مثل الاشتباكات بين جبهة النصرة وفصائل أخرى في إدلب، أضعفت قدرتها على مواجهة الحكومة السورية، مما سمح للقوى الخارجية بتعزيز سيطرتها على الأرض. في الوقت نفسه، استغلت هذه القوى حالة الفوضى لتبرير تدخلاتها، سواء تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب" أو "دعم الثورة".
القسم الخامس: الفوضى كاستراتيجية – هندسة التقسيم
الفوضى التي عمت سوريا لم تكن مجرد نتيجة طبيعية للحرب، بل كانت استراتيجية مُمنهجة لتفتيت الدولة. القوى الخارجية، بما في ذلك إسرائيل وتركيا، استفادت من هذه الفوضى لتكريس مناطق نفوذها. في الجنوب، سمحت إسرائيل للفصائل المتطرفة بالعمل بحرية نسبية، مما أضعف سيطرة الحكومة السورية على المنطقة. في الشمال، استخدمت تركيا الفصائل المسلحة لخلق منطقة نفوذ تُدار عبر وكلاء محليين.
هذه الاستراتيجية تُذكر بالممارسات الاستعمارية التاريخية، حيث كانت القوى الكبرى تُشجع الانقسامات الداخلية لتسهيل السيطرة. في سوريا، تم تعزيز الانقسامات الطائفية والعرقية كأداة لتفتيت النسيج الاجتماعي. السنة، العلويون، الدروز، المسيحيون، والأكراد، الذين عاشوا لقرون في تعايش نسبي، أصبحوا عرضة لحملات تحريض تهدف إلى تعميق الانقسامات. هذه الحملات، التي دعمتها وسائل إعلام إقليمية ومنصات تواصل اجتماعي، جعلت من الصعب على السوريين الحفاظ على هويتهم الوطنية الموحدة.
القسم السادس: الجماعات المتطرفة – أداة التفتيت
إحدى أبرز أدوات هذا التقسيم كانت الجماعات المتطرفة، مثل داعش وجبهة النصرة، التي لعبت دوراً محورياً في تعزيز الفوضى. هذه الجماعات، التي تلقت دعماً مباشراً أو غير مباشر من قوى إقليمية، استُخدمت ليس فقط لإضعاف الحكومة السورية، بل لخلق حالة من الرعب تجعل من الصعب على الشعب السوري التفكير في المقاومة. داعش، على سبيل المثال، سيطرت على مناطق واسعة في شرق سوريا، مستغلة فراغ السلطة الناتج عن الحرب.
ما يثير الجدل هو العلاقة بين هذه الجماعات وبعض القوى الإقليمية. تقارير تشير إلى أن إسرائيل سمحت لفصائل متطرفة بالعمل قرب حدودها، مما يُشير إلى نوع من التنسيق الضمني. هذا الدور، الذي يُشار إليه أحياناً بـ"الإسلام الصهيوني"، يُظهر كيف يمكن استخدام الجماعات المتطرفة كأداة لخدمة أجندات إقليمية، حتى لو بدت هذه الأجندات متعارضة في الظاهر.
القسم السابع: الدور الأمريكي – الراعي الأعلى
لا يمكن فهم جذور التقسيم دون النظر إلى الدور الأمريكي، الذي كان بمثابة الراعي الأعلى لهذا الواقع الجديد. الولايات المتحدة، التي دخلت الأزمة السورية تحت ذريعة "دعم الديمقراطية"، سرعان ما أصبحت لاعباً رئيسياً في إعادة صياغة الخريطة السورية. الوجود الأمريكي في شرق سوريا، خاصة في مناطق النفط والغاز، يُظهر أن واشنطن ليست مجرد مراقب، بل شريك في تكريس التقسيم.
الولايات المتحدة دعمت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تسيطر على مناطق واسعة في الشمال الشرقي، بهدف مواجهة داعش، لكن هذا الدعم كان أيضاً وسيلة لإضعاف الحكومة السورية. في الوقت نفسه، سمحت واشنطن لتركيا بالتوسع في الشمال، مما يُشير إلى نوع من التنسيق الضمني بين القوى الإقليمية. هذا الدور الأمريكي يُذكر بالتجربة العراقية، حيث لعبت الولايات المتحدة دوراً مماثلاً في تكريس الانقسامات الطائفية بعد الغزو عام 2003.
القسم الثامن: تداعيات الفوضى – شعب بلا وطن
الفوضى التي عمت سوريا لم تكن مجرد نتيجة للحرب، بل كانت أداة لتكريس التقسيم. الشعب السوري، الذي كان يحلم بالحرية والكرامة، وجد نفسه عالقاً في صراعات لا نهاية لها، بين فصائل مسلحة وقوى خارجية. التهجير الجماعي، الذي أثر على ملايين السوريين، أدى إلى تفكك النسيج الاجتماعي، حيث أصبحت العائلات مشتتة بين المخيمات والدول المجاورة.
على الصعيد الاقتصادي، أدت الفوضى إلى انهيار البنية التحتية السورية، حيث دُمرت المصانع والمدارس والمستشفيات. الموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز، أصبحت تحت سيطرة القوى الخارجية، مما زاد من معاناة الشعب. هذا الواقع يُذكر بالتجربة الفلسطينية، حيث تُستنزف الموارد لصالح المحتل، بينما يعيش السكان في معازل اقتصادية.
القسم التاسع: هل كانت ثورة؟
مع مرور السنين، أصبح من الصعب تصنيف ما حدث في سوريا عام 2011 كـ"ثورة" بالمعنى التقليدي. الحراك الشعبي، الذي بدأ بمطالب مشروعة، تحول إلى أداة في يد القوى الخارجية، التي استخدمته لتحقيق أهدافها الخاصة. هذا التحول يثير تساؤلات حول طبيعة الثورات في العصر الحديث، وكيف يمكن للقوى الخارجية أن تُحول الحركات الشعبية إلى أدوات لتفتيت الدول.
الثورة الصهيو أمريكية غير الوكلاء من محميات الخليج ، إن كانت ثورة في البداية، فقدت طابعها الشعبي مع تصاعد التدخلات الخارجية. الفصائل المسلحة، التي أصبحت تمثل الثورة في نظر البعض، تحولت إلى وكلاء لدول إقليمية، مما جعل من الصعب على الشعب السوري استعادة زمام المبادرة. هذا الواقع يُظهر الحاجة إلى إعادة تقييم مفهوم الثورة، خاصة في سياق الصراعات الإقليمية.
القسم العاشر: خاتمة الفصل – من الفوضى إلى التقسيم
الجذور التاريخية للتقسيم في سوريا تكمن في تحول الحراك الشعبي إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. التدخلات الخارجية، من الدعم الخليجي إلى النفوذ التركي والإسرائيلي، أعادت صياغة الصراع ليصبح أداة لتفتيت الدولة. الفوضى التي عمت البلاد لم تكن مجرد نتيجة طبيعية للحرب، بل استراتيجية مُمنهجة لخلق دولة "رخوة"، تُدار عبر وكلاء محليين وتحت مظلة هيمنة خارجية.
هذا الفصل ليس مجرد استعراض للأحداث، بل دعوة لفهم التحديات التي تواجه الشعب السوري. استعادة السيادة الوطنية تتطلب رفض الانقسامات الداخلية، وإعادة بناء هوية وطنية موحدة. الشعب السوري، بتاريخه العريق، قادر على تجاوز هذه المرحلة، إذا ما استطاع توحيد صفوفه ومواجهة المخططات الخارجية.


الفصل الثالث: نموذج الدولة الرخوة – سوريا وفلسطين
مقدمة الفصل: شبح الدولة الوهمية
في ظل الفوضى التي عصفت بسوريا، تتشكل صورة قاتمة لمستقبل البلاد، حيث تتحول إلى دولة "رخوة"، تفتقر إلى السيادة الحقيقية، وتُدار عبر شبكة من الوكلاء المحليين تحت مظلة هيمنة خارجية. هذا الواقع ليس جديداً في المنطقة، إذ يجد صدى واضحاً في التجربة الفلسطينية، حيث تُدار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ككيان وهمي، يخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي. كلا الحالتين، سوريا وفلسطين، تُظهر نموذجاً للدولة الرخوة، التي تُحرم من جيش وطني قادر على الدفاع عن الشعب، وتُسيطر عليها قوى خارجية تتحكم في مصيرها. هذا الفصل، الممتد على عشرين صفحة، يستعرض هذا النموذج بالتفصيل، مقارناً بين الوضع في سوريا وفلسطين، ومحللاً الآليات التي تُستخدم لتكريس هذا الواقع، من الحواجز العسكرية إلى التفتيت الطائفي والاقتصادي، مع التركيز على التداعيات الإنسانية والسياسية لهذا النمط من الهيمنة.
القسم الأول: مفهوم الدولة الرخوة
الدولة الرخوة، كمصطلح سياسي، تُشير إلى كيان يمتلك مظاهر الدولة – مثل العلم، والنشيد الوطني، والمؤسسات الرسمية – لكنه يفتقر إلى السيادة الحقيقية. هذه الدول تُدار عبر وكلاء محليين يخضعون لقوى خارجية، سواء كانت دولاً إقليمية أو قوى استعمارية. في حالة سوريا، يُزعم أن البلاد تتحول إلى دولة رخوة، حيث يُسيطر الاحتلال الإسرائيلي على الجنوب، وتركيا على الشمال، بينما تُدار مناطق أخرى عبر فصائل مسلحة أو قوى محلية موالية للخارج. هذا الواقع يُشبه إلى حد كبير الضفة الغربية في فلسطين، حيث تُعتبر السلطة الفلسطينية دولة اسمية، لكنها تخضع لسيطرة إسرائيل في كل مناحي الحياة.
الدولة الرخوة تتميز بعدة سمات: غياب جيش وطني موحد، تقييد الحركة عبر الحواجز العسكرية، تفتيت النسيج الاجتماعي عبر الانقسامات الطائفية أو العرقية، واستنزاف الموارد الاقتصادية لصالح القوى المحتلة. في كل من سوريا وفلسطين، تظهر هذه السمات بشكل واضح، مما يجعل المقارنة بينهما ليست فقط ممكنة، بل ضرورية لفهم طبيعة التحديات التي تواجه الشعبين.
القسم الثاني: فلسطين – نموذج الدولة الوهمية
في الضفة الغربية، تُدار السلطة الفلسطينية ككيان يُفترض أنه يمثل الشعب الفلسطيني، لكنه في الواقع يخضع لسيطرة إسرائيل. هذه السيطرة تتجلى في عدة أشكال. أولاً، الحواجز العسكرية التي تقطع أوصال الضفة، حيث يضطر الفلسطينيون للمرور عبر نقاط تفتيش إسرائيلية، قد يُسمح لهم بالعبور أو يُمنعون بناءً على مزاج الجندي. هذه الحواجز ليست مجرد عقبات لوجستية، بل أدوات لتكريس الهيمنة النفسية والجسدية على السكان.
ثانياً، سلطة دايتون الفاشية الفلسطينية في المقاطعة تفتقر إلى جيش وطني. قوات الأمن الفلسطينية، التي أُنشئت بموجب اتفاقيات أوسلو، تُعتبر أجهزة شرطة داخلية، تُشرف عليها إسرائيل والولايات المتحدة عبر برامج مثل "دايتون"، التي تهدف إلى ضمان التنسيق الأمني مع الاحتلال. هذا التنسيق، الذي يُوصف أحياناً بـ"الخيانة" في الأوساط الفلسطينية، يجعل السلطة أداة لقمع أي مقاومة ضد الاحتلال، بدلاً من الدفاع عن الشعب.
ثالثاً، يتم تفتيت النسيج الفلسطيني عبر سياسات الاحتلال، التي تُشجع الانقسامات السياسية والاجتماعية. الانقسام بين فتح وحماس، على سبيل المثال، ليس مجرد صراع داخلي، بل نتيجة سياسات خارجية تهدف إلى إضعاف الجبهة الفلسطينية. اقتصادياً، تُستنزف موارد الضفة عبر السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الزراعية والموارد المائية، بينما تعتمد السلطة على المساعدات الدولية، التي تأتي بشروط سياسية.
هذا النموذج، الذي يُشار إليه ساخراً بـ"يهودا والسامرة" في بعض الدوائر الدولية، يُظهر كيف يمكن للاحتلال أن يُحول دولة إلى سجن كبير، يُدار عبر وكلاء محليين. رئيس السلطة، الذي يُفترض أنه يمثل الشعب، يخضع لقرارات المحتل، حيث يمكن لجندي إسرائيلي على حاجز أن يمنعه من التنقل داخل أراضيه.
القسم الثالث: سوريا – نحو دولة رخوة
في سوريا، يتكرر نموذج الدولة الرخوة بشكل مشابه، وإن كان بسياق مختلف. يُزعم أن البلاد أصبحت مقسمة إلى مناطق نفوذ، حيث تُسيطر إسرائيل على الجنوب، وتركيا على الشمال، بينما تُدار مناطق أخرى عبر فصائل مسلحة أو قوى محلية موالية للخارج. هذا التقسيم ليس مجرد تقاسم جغ rafي، بل محاولة لإعادة صياغة الهوية السورية، حيث يتم استبدال مفهوم الدولة الوطنية بدولة وهمية، تُدار تحت مظلة هيمنة خارجية.
في الجنوب السوري، تُظهر إسرائيل سيطرتها عبر عدة آليات. أولاً، الدعم اللوجستي والطبي لبعض الفصائل المسلحة، مثل تلك التي عملت في درعا والقنيطرة، يهدف إلى خلق منطقة عازلة تحمي حدود هضبة الجولان. ثانياً، الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة على أهداف في سوريا تُضعف قدرات الجيش السوري، مما يُسهل على إسرائيل فرض نفوذها. ثالثاً، يُزعم أن إسرائيل تُشرف على اتفاقيات غير معلنة مع قوى محلية، تضمن ولاءها مقابل الحماية أو المساعدات.
في الشمال، تُدير تركيا مناطق مثل إدلب وعفرين عبر فصائل مسلحة موالية، مثل "الجيش الوطني السوري". هذه الفصائل، التي تُعتبر امتداداً للجيش التركي، تُستخدم لتكريس النفوذ التركي، سواء عبر العمليات العسكرية أو تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة. على سبيل المثال، تهجير السكان الأكراد من عفرين واستبدالهم بموالين لتركيا يُظهر محاولة لإعادة صياغة الهوية الثقافية للمنطقة.
القسم الرابع: غياب الجيش الوطني
أحد أبرز سمات الدولة الرخوة في كل من سوريا وفلسطين هو غياب جيش وطني موحد. في فلسطين، تُمنع السلطة الفلسطينية من تشكيل جيش، حيث تقتصر قواتها على مهام أمنية داخلية، تخضع للتنسيق مع إسرائيل. هذا الواقع يجعل الشعب الفلسطيني عاجزاً عن الدفاع عن نفسه ضد الاحتلال، حيث تُعتبر أي محاولة للمقاومة "إرهاباً" يُبرر القمع.
في سوريا، يُزعم أن الجيش الوطني قد تم تفكيكه فعلياً، سواء بسبب الحرب أو التدخلات الخارجية. في الجنوب، يُمنع تشكيل أي قوة عسكرية موحدة، حيث تُسيطر الفصائل الموالية لإسرائيل على الأرض. في الشمال، تُدير تركيا الفصائل المسلحة كجيش موازٍ، يخدم مصالحها بدلاً من مصالح الشعب السوري. هذا الواقع يجعل سوريا دولة بلا دفاع وطني، حيث يُصبح الشعب عرضة للقوى الخارجية دون أي حماية.
القسم الخامس: التفتيت الطائفي والعرقي
التفتيت الطائفي والعرقي هو أداة رئيسية لتكريس الدولة الرخوة. في فلسطين، يُشجع الاحتلال الإسرائيلي الانقسامات السياسية والاجتماعية، مثل الصراع بين فتح وحماس، لإضعاف الجبهة الفلسطينية. هذا الانقسام يُعزز عبر سياسات مثل الحصار على غزة، والضغوط الاقتصادية على الضفة، مما يجعل من الصعب على الفلسطينيين توحيد صفوفهم.
في سوريا، يتم تعزيز الانقسامات الطائفية والعرقية بشكل أكثر وضوحاً. يُزعم أن هناك خطة ممنهجة لتقسيم الشعب السوري إلى كيانات متصارعة، تشمل السنة، العلويين، الدروز، المسيحيين، والأكراد. داخل السنة أنفسهم، يتم خلق انقسامات بين من يدعمون الفصائل المدعومة من تركيا ومن ينضوون تحت لواء الجماعات المتطرفة مثل داعش أو جبهة النصرة. هذه الانقسامات تُغذيها حملات إعلامية ودعم خارجي لفصائل معينة، مما يجعل من الصعب على السوريين الحفاظ على هويتهم الوطنية.
القسم السادس: السيطرة الاقتصادية
السيطرة الاقتصادية هي سمة أخرى مشتركة بين سوريا وفلسطين. في فلسطين، تُسيطر إسرائيل على الموارد الطبيعية، مثل المياه والأراضي الزراعية، مما يجعل الاقتصاد الفلسطيني معتمداً على المساعدات الدولية. هذه المساعدات تأتي بشروط سياسية، مثل التنسيق الأمني مع الاحتلال، مما يُعزز من تبعية السلطة الفلسطينية.
في سوريا، تُسيطر القوى الخارجية على الموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز في الشرق، بينما يعاني السكان من الفقر والجوع. في الجنوب، تُستخدم إسرائيل المساعدات الإنسانية كأداة لتعزيز نفوذها، حيث تُوزع عبر وكلاء محليين موالين لها. في الشمال، تُدير تركيا الاقتصاد المحلي عبر الفصائل المسلحة، التي تتحكم في التجارة والموارد. هذا الواقع يجعل الشعب السوري عاجزاً عن التحكم في مصيره الاقتصادي، مما يُعزز من حالة التبعية.
القسم السابع: الحواجز والمعازل – أدوات الهيمنة
الحواجز العسكرية هي أداة رئيسية لتكريس الدولة الرخوة. في فلسطين، تُقسم الحواجز الضفة الغربية إلى معازل جغرافية، حيث يُصبح التنقل بين المدن عملية شاقة تخضع لسيطرة الاحتلال. هذه الحواجز ليست فقط لتقييد الحركة، بل لتكريس حالة من الإذلال النفسي، حيث يُعامل الفلسطينيون كمواطنين من الدرجة الثانية.
في سوريا، تظهر الحواجز بشكل مختلف، لكنها تخدم نفس الغرض. في الجنوب، تُدير الفصائل الموالية لإسرائيل نقاط تفتيش تُقيد حركة السكان، بينما تُسيطر الفصائل المدعومة من تركيا على الحواجز في الشمال. هذه الحواجز تُستخدم لفرض السيطرة، وجمع الضرائب غير القانونية، وتقييد حركة السلع والأفراد. هذا الواقع يُحول سوريا إلى مجموعة من المعازل، حيث يُصبح السفر بين المناطق عملية محفوفة بالمخاطر.
القسم الثامن: الدور الأمريكي – الراعي الأعلى
في كل من سوريا وفلسطين، يلعب الدور الأمريكي دوراً محورياً في تكريس نموذج الدولة الرخوة. في فلسطين، تُعتبر الولايات المتحدة الراعي الأساسي لاتفاقيات أوسلو، التي أنشأت السلطة الفلسطينية ككيان وهمي. الدعم الأمريكي، سواء عبر المساعدات المالية أو التدريب الأمني، يهدف إلى ضمان استمرار التنسيق مع إسرائيل، مما يُعزز من حالة التبعية.
في سوريا، يتجلى الدور الأمريكي في الوجود العسكري في شرق البلاد، خاصة في مناطق النفط والغاز. هذا الوجود ليس مجرد أداة لمكافحة الإرهاب، بل وسيلة لتكريس التقسيم. الولايات المتحدة، التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية في الشرق، تُشرف أيضاً على تفاهمات ضمنية بين إسرائيل وتركيا، مضمنة أن يخدم التقسيم مصالح الجميع. هذا الدور يُذكر بالتجربة العراقية، حيث لعبت الولايات المتحدة دوراً مماثلاً في تكريس الانقسامات الطائفية.
القسم التاسع: التداعيات الإنسانية
التداعيات الإنسانية لنموذج الدولة الرخوة كارثية. في فلسطين، يعيش السكان في ظل الفقر، والقمع، والحرمان من الحقوق الأساسية. الأطفال يترعرعون في بيئة من العنف والخوف، حيث تُصبح الحواجز والاعتقالات جزءاً من حياتهم اليومية. هذا الواقع يُولد جيلاً جديداً يفتقر إلى الأمل، مما يُعزز من حالة اليأس.
في سوريا، يواجه الشعب معاناة مماثلة. التهجير الجماعي، الذي أثر على ملايين السوريين، أدى إلى تفكك العائلات والمجتمعات. الأطفال، الذين يشكلون نسبة كبيرة من اللاجئين، يترعرعون في مخيمات تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة. الانقسامات الطائفية والعرقية، التي تُغذيها القوى الخارجية، تجعل من الصعب على السوريين إعادة بناء هويتهم الوطنية.
القسم العاشر: خاتمة الفصل – هل من أمل للتغيير؟
نموذج الدولة الرخوة في سوريا وفلسطين يُظهر مدى تعقيد التحديات التي تواجه الشعبين. في كلتا الحالتين، تُستخدم آليات مثل الحواجز، والتفتيت الطائفي، والسيطرة الاقتصادية لتكريس الهيمنة الخارجية. لكن التاريخ يُظهر أن الشعوب قادرة على مقاومة هذه المخططات، بشرط وجود إرادة وطنية قوية.
في فلسطين، تستمر المقاومة الشعبية، سواء عبر الانتفاضات أو المقاومة الثقافية، في تحدي الاحتلال. في سوريا، قد تكون المقاومة أكثر تعقيداً بسبب الفوضى والانقسامات، لكن بذور التغيير موجودة في صمود الشعب. استعادة السيادة تتطلب رفض الانقسامات، وإعادة بناء هوية وطنية موحدة، بعيداً عن التدخلات الخارجية. هذا الفصل ليس مجرد مقارنة بين حالتين، بل دعوة للتفكير في سبل المقاومة، لأن الشعبين، بتاريخهما العريق، قادران على كتابة مستقبل مختلف.


الفصل الرابع: الدور الأمريكي والإسلام الصهيوني – هندسة الفوضى في سوريا
مقدمة الفصل: الراعي الأعلى وأدواته الخفية
في خضم الأزمة السورية، برزت الولايات المتحدة كلاعب محوري، ليس فقط كقوة عسكرية، بل كمهندس استراتيجي يُشرف على إعادة صياغة الشرق الأوسط. هذا الدور لم يقتصر على التدخل العسكري أو الدعم السياسي، بل امتد إلى استخدام أدوات معقدة، من بينها ما يُسمى "الإسلام الصهيوني"، وهو مصطلح يُشير إلى التحالف الضمني بين بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة، التي تتلقى دعماً من محميات الخليج المدعومة أمريكياً، وبين المصالح الصهيونية التي تسعى إلى تفتيت الدول العربية. في سوريا، يُزعم أن هذا التحالف تجلى في تمويل جماعات مثل داعش، والقاعدة (عبر جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام)، وجماعة الإخوان المسلمين، بهدف تدمير النسيج الاجتماعي والسياسي للبلاد. هذا الفصل، الممتد على ثلاثين صفحة، يحلل الدور الأمريكي كراعٍ أعلى لهذا المخطط، ويستعرض كيف ساهمت محميات الخليج في تمويل هذه الجماعات، مع التركيز على مفهوم الإسلام الصهيوني. كما يتناول الفصل السياق التاريخي للسيطرة التركية على لواء إسكندرون، التي تمت تحت إشراف حكومة إخوانية بضغط من المحتل الفرنسي، ليُظهر كيف تُستخدم الأجندات الإقليمية لتكريس التقسيم.
القسم الأول: الدور الأمريكي – إستراتيجية الهيمنة
الولايات المتحدة، كقوة عظمى، سعت منذ عقود إلى تعزيز هيمنتها في غرب اسيا، الذي يُعتبر مركزاً استراتيجياً بسبب موارده النفطية وموقعه الجغرافي. الأزمة السورية، التي اندلعت عام 2011، قدمت لواشنطن فرصة ذهبية لإضعاف خصومها، مثل روسيا وإيران، اللذين دعما الحكومة السورية. لكن الدور الأمريكي لم يكن مجرد رد فعل على الأزمة، بل كان جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تفتيت الدول العربية وخلق كيانات ضعيفة تُدار عبر وكلاء.
في سوريا، تجلى هذا الدور في عدة أشكال: الوجود العسكري في شرق البلاد، الدعم السياسي والإعلامي للمعارضة، والتنسيق مع حلفاء إقليميين مثل إسرائيل وتركيا. لكن أخطر أدوات واشنطن كانت استخدام الجماعات المتطرفة، التي تُمول من محميات الخليج، كأداة لتدمير الدولة السورية من الداخل. هذا النهج يُذكر بالتجربة العراقية بعد الغزو الأمريكي عام 2003، حيث استُغلت الفوضى لتكريس الانقسامات الطائفية.
القسم الثاني: الإسلام الصهيوني – مفهوم وآليات
مصطلح "الإسلام الصهيوني" قد يبدو متناقضاً للوهلة الأولى، لكنه يُشير إلى التحالف الضمني بين بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة وبين المصالح الصهيونية، التي تسعى إلى إضعاف الدول العربية. هذا التحالف لا يعني تعاوناً علنياً، بل تنسيقاً غير مباشر يخدم أهدافاً مشتركة. في سوريا، يُزعم أن جماعات مثل داعش، وجبهة النصرة (التي تحولت إلى هيئة تحرير الشام)، وفصائل مرتبطة بالإخوان المسلمين، استُخدمت كأدوات لتدمير النسيج الاجتماعي والسياسي، مما يُسهل على إسرائيل فرض نفوذها في الجنوب.
الإسلام الصهيوني يعتمد على عدة آليات:
التمويل من محميات الخليج: دول مثل قطر والسعودية، المدعومة أمريكياً، قدمت تمويلاً مالياً وعسكرياً لجماعات متطرفة، بحجة دعم "الثورة" السورية. هذا التمويل، الذي تجاوز مليارات الدولارات، ساهم في انتشار السلاح وتجنيد المقاتلين.
الدعم اللوجستي الإسرائيلي: تقارير استخباراتية تشير إلى أن إسرائيل قدمت دعماً طبياً ولوجستياً لبعض الفصائل في الجنوب السوري، مثل تلك التي عملت قرب هضبة الجولان. هذا الدعم، وإن كان غير معلن، سمح لهذه الفصائل بمواجهة الجيش السوري، مما خدم المصالح الصهيونية.
التشويه الإعلامي: وسائل إعلام خليجية وغربية روجت لروايات تُبرر وجود هذه الجماعات، بينما تُشوه صورة الحكومة السورية، مما خلق بيئة مواتية لتكريس الفوضى.
هذا التحالف، رغم تعقيده، يُظهر كيف يمكن لقوى متعارضة ظاهرياً أن تتشارك في هدف مشترك: تدمير الدولة الوطنية السورية.
القسم الثالث: تمويل محميات الخليج – وقود الفوضى
محميات الخليج، خاصة قطر والسعودية، لعبت دوراً رئيسياً في تمويل الجماعات المتطرفة في سوريا. منذ بداية الأزمة، ضخت هذه الدول مليارات الدولارات في دعم فصائل مسلحة، تحت ذريعة دعم "الثورة". قطر، التي كانت رائدة في دعم الثورات العربية، ركزت على تمويل جماعات ذات توجه إسلامي، مثل جبهة النصرة وفصائل مرتبطة بالإخوان المسلمين. السعودية، من جانبها، دعمت مجموعات أخرى، مثل جيش الإسلام، بهدف إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة.
هذا التمويل لم يكن عشوائياً، بل كان جزءاً من استراتيجية مدعومة أمريكياً. تقارير استخباراتية تشير إلى أن الولايات المتحدة كانت على علم بهذه التدفقات المالية، بل ونسقت مع الدول الخليجية لضمان توجيهها نحو أهداف محددة. على سبيل المثال، برنامج "تيمبر سيكامور"، الذي أدارته وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، قدم دعماً لفصائل معارضة، بعضها ارتبط بجماعات متطرفة، مما ساهم في انتشار الفوضى.
داعش، التي سيطرت على مناطق واسعة في سوريا والعراق بين 2014 و2017، استفادت بشكل غير مباشر من هذا التمويل. على الرغم من أن قطر والسعودية نفتا دعم داعش مباشرة، إلا أن الأموال والأسلحة التي قدمتها هذه الدول وصلت إلى التنظيم عبر قنوات غير رسمية، مثل تجار السلاح وشبكات التهريب. هذا الواقع يُظهر أن الإسلام الصهيوني لم يكن مجرد تحالف نظري، بل شبكة عملية خدمت أهدافاً إقليمية ودولية.
القسم الرابع: داعش والقاعدة – أدوات التدمير
داعش وجبهة النصرة (التي ارتبطت بالقاعدة) كانتا من أبرز الأدوات التي استُخدمت لتدمير سوريا. داعش، التي أعلنت "خلافتها" عام 2014، سيطرت على مناطق واسعة في شرق سوريا، مستغلة فراغ السلطة الناتج عن الحرب. هذا التنظيم، الذي اشتهر بوحشيته، لم يكن مجرد ظاهرة محلية، بل نتيجة دعم خارجي، سواء من خلال التمويل الخليجي أو التساهل الدولي في بداياته.
جبهة النصرة، التي تحولت لاحقاً إلى هيئة تحرير الشام، لعبت دوراً مماثلاً في إدلب ومناطق أخرى. هذه الجماعة، التي تلقت دعماً مباشراً من قطر وبعض الدول الغربية، تمكنت من فرض سيطرتها على مناطق استراتيجية، مما ساهم في إطالة أمد الحرب. يُزعم أن إسرائيل سمحت لهذه الجماعات بالعمل بحرية نسبية قرب حدودها، خاصة في الجنوب، مما يُشير إلى نوع من التنسيق الضمني.
هذه الجماعات، رغم اختلاف أيديولوجياتها الظاهرية، خدمت هدفاً مشتركاً: تدمير الدولة السورية. داعش، بفوضويتها، خلقت حالة من الرعب أضعفت قدرة الشعب على المقاومة، بينما ساهمت جبهة النصرة في تفتيت المعارضة، مما جعل من الصعب تشكيل جبهة موحدة ضد الحكومة.
القسم الخامس: الإخوان المسلمون – الوجه السياسي
جماعة الإخوان المسلمين لعبت دوراً مختلفاً، لكنه لا يقل أهمية. في سوريا، حاولت الجماعة استغلال الأزمة لتعزيز نفوذها، مستفيدة من الدعم الخليجي والتركي. الإخوان، الذين كانوا جزءاً من المعارضة السورية في الخارج، روجوا لرواية "الثورة الديمقراطية"، لكنهم في الواقع سعوا إلى فرض أجندتهم السياسية، التي تخدم مصالح حلفائهم الإقليميين.
الدور الإخواني في سوريا يُظهر امتداداً لتاريخهم في المنطقة. في ثلاثينيات القرن العشرين، كانت حكومة إخوانية في سوريا، تحت الانتداب الفرنسي، متورطة في السماح لتركيا بالسيطرة على لواء إسكندرون عام 1939. هذا القرار، الذي تم تحت ضغط المحتل الفرنسي، يُظهر كيف يمكن للإخوان أن يكونوا أداة في يد القوى الاستعمارية. الفرنسيون، الذين لم يملكوا الحق بمنح أراضي سورية لتركيا، استخدموا هذا القرار لحسابات إقليمية، تهدف إلى استرضاء أنقرة وإضعاف سوريا كدولة مستقلة.
في الأزمة السورية الحديثة، يُزعم أن الإخوان لعبوا دوراً مشابهاً، حيث ساعدوا في تبرير التدخلات الخارجية، خاصة التركية، بحجة دعم "الثورة". هذا الدور يُظهر أن الإسلام الصهيوني ليس مجرد تحالف عسكري، بل يشمل أيضاً أجندات سياسية تخدم نفس الأهداف.
القسم السادس: لواء إسكندرون – جرح تاريخي
السيطرة التركية على لواء إسكندرون تُعتبر جرحاً تاريخياً في الذاكرة السورية. هذا اللواء، الذي كان جزءاً من سوريا خلال الانتداب الفرنسي، ضُم إلى تركيا عام 1939 بقرار من الحكومة السورية الإخوانية، تحت ضغط المحتل الفرنسي. الفرنسيون، الذين كانوا يسعون إلى تحسين علاقاتهم مع تركيا في سياق التوترات الأوروبية قبل الحرب العالمية الثانية، استخدموا هذا القرار كورقة سياسية، رغم أنه كان انتهاكاً واضحاً للسيادة السورية.
الحكومة الإخوانية، التي كانت تُدار تحت إشراف الفرنسيين، لم تملك القدرة على رفض هذا القرار، لكنها تحملت مسؤولية تاريخية في السماح بضياع جزء من الأراضي السورية. هذا الحدث يُظهر كيف يمكن للقوى الاستعمارية أن تستخدم وكلاء محليين لتنفيذ أجنداتها، وهو نمط يتكرر في الأزمة السورية الحديثة، حيث تُستخدم تركيا كأداة لتكريس التقسيم في الشمال.
القسم السابع: الدور الأمريكي – التنسيق الضمني
الولايات المتحدة، كراعٍ أعلى، نسقت بين القوى الإقليمية لضمان تكريس التقسيم. في الجنوب، دعمت واشنطن النفوذ الإسرائيلي عبر السماح بالغارات الجوية ودعم الفصائل الموالية لإسرائيل. في الشمال، أشرفت على تفاهمات مع تركيا، تسمح لها بالتوسع في مناطق مثل إدلب وعفرين. هذا التنسيق يُظهر أن الإسلام الصهيوني ليس مجرد تحالف بين الجماعات المتطرفة وإسرائيل، بل جزء من استراتيجية أمريكية أوسع.
الوجود الأمريكي في شرق سوريا، خاصة في مناطق النفط والغاز، يُعتبر أداة للسيطرة على الموارد وإضعاف الحكومة السورية. هذا الوجود، الذي بدأ تحت ذريعة مكافحة داعش، تحول إلى وسيلة لتكريس التقسيم، حيث تُدير القوات الأمريكية، بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، مناطق شبه مستقلة.
القسم الثامن: التداعيات – شعب تحت الضغط
تداعيات هذا المخطط كارثية على الشعب السوري. الجماعات المتطرفة، المدعومة من الخليج ومستفيدة من التساهل الإسرائيلي، خلقت حالة من الرعب والفوضى، مما أضعف قدرة الشعب على المقاومة. التهجير الجماعي، الذي أثر على ملايين السوريين، كان نتيجة مباشرة لهذه الفوضى. الدمار الاقتصادي، الناتج عن تدمير البنية التحتية وسيطرة القوى الخارجية على الموارد، جعل الحياة اليومية كفاحاً مستمراً.
في فلسطين، يواجه الشعب تداعيات مشابهة، حيث يُستخدم الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، لتفتيت النسيج الاجتماعي والاقتصادي. في كلتا الحالتين، يُصبح الشعب ضحية لمخططات خارجية تهدف إلى تكريس التبعية.
القسم التاسع: المقاومة – تحدي الفوضى
على الرغم من قتامة الواقع، تبقى المقاومة ممكنة. في سوريا، أظهر الشعب صموداً استثنائياً في مواجهة الحرب والتدخلات. أفراد مثل العميد الطيار علي شلهوب، الذين دافعوا عن السيادة، يُمثلون رمزاً للمقاومة، حتى وإن واجهوا تهماً ملفقة. في فلسطين، تستمر المقاومة الشعبية في تحدي الاحتلال، مما يُقدم دروساً للسوريين.
المقاومة تتطلب توحيد الصفوف ورفض الانقسامات الطائفية. كما يتطلب الأمر بناء تحالفات إقليمية ودولية، تستلهم من تجارب المقاومة في لبنان وفلسطين. الشعب السوري، بتاريخه العريق، قادر على تحدي الإسلام الصهيوني ومخططات التقسيم.
القسم العاشر: خاتمة الفصل – نحو مستقبل مختلف
الدور الأمريكي، بمساندة محميات الخليج وتحالف الإسلام الصهيوني، حول سوريا إلى ساحة للفوضى والتقسيم. تمويل جماعات مثل داعش والقاعدة والإخوان المسلمين، إلى جانب التاريخ الإخواني في السماح بضياع لواء إسكندرون، يُظهر كيف تُستخدم الأجندات الإقليمية لتدمير الدول العربية. لكن الشعب السوري ليس ضحية سلبية. من خلال المقاومة، والتضامن، وإعادة بناء الهوية الوطنية، يمكن للسوريين استعادة سيادتهم. هذا الفصل ليس مجرد تحليل للواقع، بل دعوة للشعب لكتابة تاريخه، بعيداً عن التدخلات الخارجية والمخططات الاستعمارية.


الفصل الخامس: تداعيات التقسيم – شعب بلا وطن
مقدمة الفصل: وطن ممزق وشعب مشتت
في خضم الفوضى التي عصفت بسوريا، ومع تصاعد الحديث عن تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ تحت سيطرة قوى إقليمية ودولية، يبرز السؤال الأكثر إلحاحاً: ماذا عن الشعب السوري؟ التقسيم المزعوم، الذي يُزعم أنه يُدار بتفاهمات بين إسرائيل في الجنوب وتركيا في الشمال، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، لم يكن مجرد إعادة رسم للخرائط الجغرافية، بل كان محاولة لتفكيك الهوية الوطنية السورية. الشعب السوري، الذي تحمل ويلات الحرب والتهجير، يجد نفسه الآن أمام واقع جديد، حيث تتلاشى فكرة الوطن الموحد، ويُحرم من أبسط حقوقه في العيش بكرامة. هذا الفصل، الممتد على عشرين صفحة، يستعرض التداعيات الإنسانية، الاجتماعية، الاقتصادية، والثقافية لهذا التقسيم، مع مقارنات بالتجربة الفلسطينية، ويحلل كيف أدى هذا الواقع إلى خلق شعب بلا وطن، مع إلقاء الضوء على إمكانيات المقاومة والأمل في استعادة الهوية الوطنية.
القسم الأول: التهجير الجماعي – اقتلاع الجذور
إحدى أبرز تداعيات التقسيم هي التهجير الجماعي، الذي أثر على ملايين السوريين. منذ بداية الأزمة عام 2011، نزح أكثر من 6 ملايين سوري داخل البلاد، بينما لجأ حوالي 5.5 مليون آخرين إلى دول الجوار، مثل تركيا ولبنان والأردن، وإلى أوروبا ومناطق أخرى. هذا التهجير لم يكن مجرد انتقال جغرافي، بل كان اقتلاعاً للجذور الاجتماعية والثقافية، حيث تمزقت العائلات، وتشتت المجتمعات.
في المناطق الخاضعة للنفوذ الإسرائيلي في الجنوب، مثل درعا والقنيطرة، دفع الخوف من السيطرة الخارجية والاشتباكات المستمرة العديد من السكان إلى الفرار. في الشمال، أدت العمليات العسكرية التركية، مثل "غصن الزيتون" في عفرين، إلى تهجير جماعي، خاصة للسكان الأكراد، الذين استُبدلوا بموالين لتركيا. هذا التغيير الديموغرافي ليس مجرد نتيجة للحرب، بل جزء من استراتيجية لإعادة صياغة الهوية الثقافية للمنطقة.
التهجير الجماعي يُشبه إلى حد كبير ما حدث للشعب الفلسطيني خلال النكبة عام 1948، حيث أُجبر مئات الآلاف على ترك ديارهم، ليعيشوا في مخيمات اللاجئين. في كلتا الحالتين، يُستخدم التهجير كأداة لتفتيت النسيج الاجتماعي، مما يجعل من الصعب على الشعب استعادة وحدته أو مقاومة المخططات الخارجية.
القسم الثاني: تفكك النسيج الاجتماعي
التقسيم لم يؤثر فقط على الأفراد، بل على النسيج الاجتماعي السوري ككل. سوريا، التي كانت تُعرف بتنوعها الثقافي والطائفي، حيث عاش السنة، العلويون، الدروز، المسيحيون، والأكراد في تعايش نسبي لقرون، أصبحت الآن ساحة للانقسامات الطائفية والعرقية. هذه الانقسامات لم تكن عفوية، بل تُغذيها قوى خارجية تسعى إلى تفتيت الهوية الوطنية.
في الجنوب، يُزعم أن إسرائيل تُشجع الانقسامات بين الدروز والسنة، مستغلة التوترات التاريخية لضمان ولاء بعض الفصائل المحلية. في الشمال، تُعزز تركيا الانقسامات بين الأكراد والعرب، من خلال دعم فصائل مسلحة تستهدف السكان الأكراد. هذه السياسات تُذكر بالتجربة الفلسطينية، حيث يُشجع الاحتلال الإسرائيلي الانقسام بين فتح وحماس، مما يُضعف الجبهة الفلسطينية.
تفكك النسيج الاجتماعي لا يقتصر على الانقسامات الطائفية، بل يمتد إلى العلاقات الأسرية والمجتمعية. العائلات التي تشتت أفرادها بين المخيمات والدول المجاورة تواجه صعوبات في الحفاظ على التواصل، مما يُؤدي إلى فقدان الروابط التقليدية. هذا الواقع يُولد جيلاً جديداً ينشأ بعيداً عن جذوره، مما يُعزز من حالة الاغتراب.
القسم الثالث: الدمار الاقتصادي – شعب على حافة الفقر
التقسيم أدى إلى دمار اقتصادي غير مسبوق في سوريا. البنية التحتية، التي كانت تُعتبر من الأفضل في المنطقة قبل الحرب، دُمرت بالكامل تقريباً. المصانع، المدارس، المستشفيات، وشبكات الكهرباء والمياه أصبحت أطلالاً، مما جعل الحياة اليومية للسوريين كفاحاً مستمراً. هذا الدمار لم يكن مجرد نتيجة للحرب، بل جزء من استراتيجية لإضعاف قدرة الشعب على الصمود.
في المناطق الخاضعة للنفوذ الإسرائيلي في الجنوب، تُستخدم المساعدات الإنسانية كأداة لتعزيز التبعية، حيث تُوزع عبر وكلاء محليين موالين. في الشمال، تُسيطر الفصائل المدعومة من تركيا على التجارة والموارد، مما يُفاقم من الفقر بين السكان. الموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز في الشرق، أصبحت تحت سيطرة القوات الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية، مما يحرم الحكومة السورية من عائداتها ويُعيق إعادة الإعمار.
هذا الواقع يُشبه التجربة الفلسطينية، حيث تُسيطر إسرائيل على الموارد الطبيعية، مثل المياه والأراضي الزراعية، بينما تعتمد السلطة الفلسطينية على المساعدات الدولية. في كلتا الحالتين، يُصبح الاقتصاد أداة لتكريس التبعية، حيث يعيش السكان في فقر مدقع، بينما تُستنزف مواردهم لصالح القوى المحتلة.
القسم الرابع: الأزمة الإنسانية – جيل بلا مستقبل
التداعيات الإنسانية للتقسيم كارثية. الأطفال، الذين يشكلون نسبة كبيرة من المتضررين، يواجهون ظروفاً قاسية في المخيمات، حيث يفتقرون إلى التعليم، والرعاية الصحية، والتغذية السليمة. تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن أكثر من 2.5 مليون طفل سوري خارج المدارس، مما يُهدد بإنشاء جيل "ضائع" يفتقر إلى المهارات الأساسية للمستقبل.
النساء، اللواتي تحملن عبء الحرب، يواجهن تحديات مضاعفة، من العنف القائم على الجنس إلى صعوبات تربية الأطفال في ظل الفقر. كبار السن، الذين فقدوا دعم أسرهم بسبب التهجير، يعيشون في عزلة وإهمال. هذه الأزمة الإنسانية لا تقتصر على اللاجئين، بل تمتد إلى السوريين داخل البلاد، الذين يعانون من نقص الخدمات الأساسية وانتشار الأمراض.
في فلسطين، تواجه الأزمة الإنسانية تحديات مشابهة. الأطفال في الضفة الغربية وغزة يترعرعون في بيئة من العنف والحصار، حيث تُصبح الحواجز والاعتقالات جزءاً من حياتهم اليومية. هذا الواقع يُولد جيلاً يعاني من الصدمات النفسية، مما يُعيق قدرته على بناء مستقبل أفضل.
القسم الخامس: فقدان الهوية الوطنية
أحد أخطر تداعيات التقسيم هو فقدان الهوية الوطنية. في سوريا، كانت فكرة الوطن الموحد ركيزة أساسية للمجتمع، حيث تجاوز السوريون التنوع الطائفي والعرقي ليشكلوا هوية وطنية جامعة. لكن التقسيم، بما يحمله من انقسامات طائفية وعرقية، يُهدد هذه الهوية. في الجنوب، تُروج إسرائيل لروايات تُشجع الانفصالية، مثل تعزيز الهوية الدرزية على حساب الهوية الوطنية. في الشمال، تُحاول تركيا فرض هوية ثقافية موالية لها، من خلال تغيير المناهج الدراسية وتعزيز اللغة التركية.
هذا الواقع يُشبه ما يحدث في فلسطين، حيث يُحاول الاحتلال الإسرائيلي طمس الهوية الفلسطينية عبر سياسات مثل هدم البيوت، وتغيير أسماء المدن، وتقييد التعليم. في كلتا الحالتين، يُصبح الحفاظ على الهوية الوطنية أحد أشكال المقاومة، حيث يتمسك الشعبان بتاريخهما وثقافتهما كوسيلة للصمود.
القسم السادس: الصدمات النفسية – جروح لا تُرى
الصدمات النفسية هي تداعية أخرى للتقسيم، تؤثر على جميع شرائح المجتمع. في سوريا، تعرض الملايين لمشاهد العنف، من القصف إلى الاعتقالات، مما ترك ندوباً نفسية عميقة. الأطفال، الذين شهدوا دمار منازلهم وفقدان أحبائهم، يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، بينما يواجه البالغون القلق والاكتئاب بسبب فقدان الأمل في المستقبل.
في فلسطين، تُعتبر الصدمات النفسية جزءاً من الحياة اليومية. الاعتقالات الليلية، والحواجز، والعنف المستمر يُولد شعوراً بالعجز والخوف. هذه الصدمات لا تؤثر فقط على الأفراد، بل على المجتمع ككل، حيث يُصبح من الصعب بناء علاقات اجتماعية صحية في ظل الضغوط المستمرة.
القسم السابع: مقارنة مع فلسطين – شعبان تحت الاحتلال
التجربة الفلسطينية تُقدم مرآة لفهم تداعيات التقسيم في سوريا. في فلسطين، أدى الاحتلال الإسرائيلي إلى خلق شعب مشتت، يعيش في معازل جغرافية واجتماعية. الضفة الغربية، التي تُقسمها الحواجز، وغزة، التي تعاني من الحصار، تُظهر كيف يمكن للاحتلال أن يُحول شعباً إلى أقليات متفرقة، تُدار عبر وكلاء محليين.
في سوريا، يُظهر التقسيم المزعوم نمطاً مشابهاً. الجنوب، تحت النفوذ الإسرائيلي، والشمال، تحت السيطرة التركية، يُحولان البلاد إلى مجموعة من المعازل، حيث يُصبح السفر بين المناطق عملية محفوفة بالمخاطر. في كلتا الحالتين، يُحرم الشعب من حقه في السيادة، ويُصبح أسيراً لمخططات خارجية تهدف إلى تكريس الهيمنة.
القسم الثامن: دور المجتمع الدولي – بين الإهمال والتواطؤ
المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، لعب دوراً مزدوجاً في الأزمة السورية. من جهة، قدمت المنظمات الدولية مساعدات إنسانية للاجئين والنازحين، لكن هذه المساعدات غالباً ما جاءت بشروط سياسية، أو تم توزيعها عبر قنوات تخدم مصالح القوى المحتلة. من جهة أخرى، ساهم صمت المجتمع الدولي حيال التدخلات الإقليمية في تكريس التقسيم، حيث لم تُتخذ أي خطوات جادة لوقف انتهاكات إسرائيل أو تركيا.
هذا الواقع يُشبه التجربة الفلسطينية، حيث يُعتبر المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، متواطئاً في دعم الاحتلال الإسرائيلي. القرارات الأممية، التي تدعو إلى إنهاء الاحتلال، تظل حبراً على ورق، بينما تستمر المساعدات الدولية في تعزيز تبعية السلطة الفلسطينية. في كلتا الحالتين، يُصبح الشعب ضحية لسياسات دولية تهدف إلى الحفاظ على الوضع الراهن.
القسم التاسع: إمكانيات المقاومة – بذور الأمل
على الرغم من قتامة الواقع، تبقى هناك بذور أمل للمقاومة. في سوريا، يُظهر صمود الشعب في مواجهة الحرب والتهجير قدرة استثنائية على التحمل. المبادرات المجتمعية، مثل إنشاء مدارس مؤقتة في المخيمات، أو تنظيم حملات تضامن محلية، تُظهر أن السوريين لم يفقدوا الأمل في استعادة وطنهم.
في فلسطين، تستمر المقاومة الشعبية، سواء عبر المقاومة المسلحة وحرب العصابات و الانتفاضات، أو المقاومة الثقافية، في تحدي الاحتلال. حركات مثل مقاطعة إسرائيل (BDS) تُظهر كيف يمكن للشعب أن يُحدث تغييراً حتى في ظل الضغوط. هذه التجارب تُقدم دروساً للسوريين، حيث يمكن للتضامن الشعبي والمقاومة السلمية أن تُشكل بداية لاستعادة السيادة.
القسم العاشر: خاتمة الفصل – نحو استعادة الوطن
تداعيات التقسيم في سوريا كارثية، حيث أدى إلى تهجير الملايين، وتفكك النسيج الاجتماعي، ودمار الاقتصاد، وفقدان الهوية الوطنية. لكن هذه التداعيات ليست نهاية القصة. الشعب السوري، بتاريخه العريق وصموده الأسطوري، قادر على تجاوز هذا التحدي، إذا ما استطاع توحيد صفوفه ورفض الانقسامات الطائفية. المقارنة مع فلسطين تُظهر أن المقاومة، حتى في أحلك الظروف، يمكن أن تُحيي الأمل. هذا الفصل ليس مجرد استعراض للمعاناة، بل دعوة للتفكير في سبل استعادة الوطن، لأن الشعب السوري، مثل الشعب الفلسطيني، يستحق أن يعيش في وطن حر وموحد.

الخاتمة: من ظلال التقسيم إلى أفق المقاومة والأمل
مقدمة الخاتمة: استعادة الروح الوطنية
في خضم الصراعات التي مزقت سوريا، ومع تصاعد الحديث عن تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ تحت سيطرة قوى إقليمية ودولية، تظل الخاتمة ليست مجرد ختام للنقاش، بل دعوة مفتوحة لإعادة تصور المستقبل. التقسيم المزعوم، الذي أُعلن عنه بشكل غير مباشر من قبل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، والذي يُزعم أنه يُدار بتفاهمات بين إسرائيل في الجنوب وتركيا في الشمال، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، ليس مجرد مخطط جغرافي، بل محاولة لتفكيك الهوية السورية وإعادة صياغة مصير شعب بأكمله. لكن التاريخ يُعلمنا أن الشعوب، حتى في أحلك لحظاتها، قادرة على مقاومة الظلم واستعادة كرامتها. هذه الخاتمة، الممتدة على ثلاثين صفحة، ليست مجرد تلخيص لما سبق، بل رؤية شاملة تستعرض تحديات الواقع السوري، وتستلهم من التجربة الفلسطينية، وتطرح سبل المقاومة والأمل في بناء وطن موحد، متجاوزاً الانقسامات والتدخلات الخارجية.
القسم الأول: استعراض الواقع – سوريا على مفترق طرق
سوريا اليوم تقف على مفترق طرق تاريخي. ما بدأ كحراك شعبي عام 2011 تحول إلى حرب أهلية مدمرة، ثم إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية. التقسيم المزعوم، الذي يُشار إليه في إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي، يُظهر أن البلاد أصبحت مقسمة إلى مناطق نفوذ: الجنوب تحت النفوذ الإسرائيلي، الشمال تحت السيطرة التركية، والشرق تحت الوجود الأمريكي وقوات سوريا الديمقراطية. هذا التقسيم ليس مجرد تقاسم جغرافي، بل محاولة لإعادة صياغة الهوية السورية، حيث تُحل فكرة الدولة الوطنية محل دولة "رخوة" تُدار عبر وكلاء محليين.
التداعيات الإنسانية لهذا الواقع كارثية. التهجير الجماعي، الذي أثر على ملايين السوريين، أدى إلى تفكك العائلات والمجتمعات. الدمار الاقتصادي، الذي طال البنية التحتية والموارد الطبيعية، جعل الحياة اليومية كفاحاً مستمراً. الانقسامات الطائفية والعرقية، التي تُغذيها القوى الخارجية، هددت الهوية الوطنية الجامعة. في ظل هذا الواقع، يُصبح السؤال المحوري: هل يمكن للشعب السوري أن يتجاوز هذه التحديات ويستعيد وطنه؟
القسم الثاني: دروس من التاريخ – صمود الشعوب
التاريخ مليء بأمثلة لشعوب واجهت تحديات مماثلة ونجحت في استعادة سيادتها. تجربة فيتنام، التي قاومت الاحتلال الأمريكي في القرن العشرين، تُظهر كيف يمكن للإرادة الشعبية أن تتغلب على قوة عسكرية متفوقة. في غرب اسيا، تُقدم تجربة المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي نموذجاً آخر، حيث أجبرت إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 بعد مقاومة شعبية وعسكرية.
في سياق سوريا، يمكن للتاريخ أن يكون مرشداً. الشعب السوري، الذي صمد في وجه حرب مدمرة استمرت أكثر من عقد، يمتلك إرادة قوية وتاريخاً غنياً بالصمود. منذ الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي عام 1946، أظهر السوريون قدرة على التمسك بهويتهم الوطنية، حتى في ظل التحديات الإقليمية. هذا التاريخ يُشكل أساساً يمكن البناء عليه لمواجهة التقسيم الحالي.
القسم الثالث: المقارنة مع فلسطين – شعبان تحت الاحتلال
التجربة الفلسطينية تُقدم مرآة لفهم التحديات التي تواجه الشعب السوري. منذ النكبة عام 1948، عاش الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم تهجيرهم، وتقسيم أراضيهم، وتفتيت هويتهم الوطنية. السلطة الفلسطينية، التي أُنشئت بموجب اتفاقيات أوسلو، أصبحت رمزاً للدولة الرخوة، حيث تُدار تحت مظلة الاحتلال، وتفتقر إلى سيادة حقيقية.
على الرغم من هذه التحديات، استمر الشعب الفلسطيني في المقاومة، سواء عبر حرب العصابات في غزة و الانتفاضات، أو المقاومة الثقافية، أو حركات مثل مقاطعة إسرائيل (BDS). هذه المقاومة، التي تجمع بين الأساليب السلمية والمسلحة، تُظهر أن الشعوب قادرة على تحدي الاحتلال، حتى في ظل التفاوت الكبير في القوة. بالنسبة للسوريين، تُقدم التجربة الفلسطينية دروساً قيمة، خاصة في أهمية توحيد الصفوف ورفض الانقسامات الداخلية.
القسم الرابع: الانقسامات الداخلية – العدو الخفي
أحد أكبر التحديات التي تواجه الشعب السوري هي الانقسامات الداخلية، التي تُغذيها القوى الخارجية. الانقسامات الطائفية والعرقية، بين السنة، العلويين، الدروز، المسيحيين، والأكراد، تم استغلالها لتفتيت النسيج الاجتماعي. في الجنوب، تُشجع إسرائيل الانقسامات بين الدروز والسنة، بينما تُعزز تركيا الانقسامات بين الأكراد والعرب في الشمال. هذه الانقسامات ليست طبيعية، بل تُصنع عبر حملات إعلامية، ودعم فصائل مسلحة، وتوزيع المساعدات بشكل انتقائي.
في فلسطين، يواجه الشعب تحدياً مشابهاً، حيث يُغذي الاحتلال الانقسام بين فتح وحماس، مما يُضعف الجبهة الفلسطينية. تجاوز هذه الانقسامات يتطلب وعياً وطنياً يرفض الروايات الطائفية والعرقية، ويُعيد التركيز على الهوية الوطنية الجامعة. بالنسبة للسوريين، يُعتبر رفض الانقسامات الخطوة الأولى نحو استعادة السيادة، حيث يجب أن يُدرك الجميع أن العدو الحقيقي هو التدخل الخارجي، وليس التنوع الداخلي.
القسم الخامس: دور القيادة – بين الضعف والمسؤولية
القيادة في دمشق، التي يُشار إليها ساخراً بـ"عصابة السطو المسلح" في بعض الأوساط، واجهت انتقادات حادة بسبب انسحابها أمام التدخلات الخارجية، وانشغالها بملاحقة الوطنيين، كما في قضية العميد الطيار علي شلهوب. هذا الضعف، إن صح، يُعزز من قدرة القوى الخارجية على فرض مخططاتها. لكن هذه القيادة التي هي فعلا عصابة سطو مسلح جاءت بتوقيع من المحتل الصهيوني والأمريكي معا ومقاولهم التركي بالباطن ،فهب أعجز من تحرير شبر واحد
في فلسطين، تُظهر سلطة عصابات دايتون الفاشية الفلسطينية ضعفاً مشابهاً، حيث تخضع لسيطرة الاحتلال، وتُشارك في التنسيق الأمني الذي يُضعف المقاومة. بالنسبة للسوريين، تُظهر قضية شلهوب، التي يُزعم أنها صيغت في غرف الوحدة 8200 الإسرائيلية، أن القيادة قد تكون أداة في يد القوى الخارجية، سواء عن قصد أو غير قصد.
استعادة السيادة تتطلب قيادة وطنية حقيقية، تُعطي الأولوية لمصالح الشعب، وترفض الخضوع للضغوط الخارجية. هذه القيادة يمكن أن تظهر من داخل المجتمع، من خلال قادة محليين أو حركات شعبية، كما حدث في تجارب مقاومة أخرى. الشعب السوري، بصموده ووعيه، قادر على فرض قيادة تمثله، إذا ما تجاوز الانقسامات واستلهم من تجارب الشعوب الأخرى.
القسم السادس: المقاومة الشعبية – القوة الناعمة
المقاومة لا تعني بالضرورة السلاح، بل يمكن أن تأخذ أشكالاً سلمية وثقافية. في فلسطين، تُظهر حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) كيف يمكن للضغط الاقتصادي والثقافي أن يُحدث تغييراً. المقاومة الثقافية، مثل الحفاظ على التراث الفلسطيني والروايات التاريخية، تُساهم في تعزيز الهوية الوطنية.
في سوريا، يمكن للمقاومة الشعبية أن تأخذ أشكالاً مشابهة. المبادرات المجتمعية، مثل إنشاء مدارس مؤقتة في المخيمات، أو تنظيم حملات تضامن، تُظهر أن السوريين قادرون على بناء مستقبل أفضل. الحفاظ على التراث السوري، من الموسيقى إلى الأدب، يُعتبر شكلاً من أشكال المقاومة، حيث يُعزز من الشعور بالانتماء الوطني.
القسم السابع: التضامن الإقليمي والدولي
التضامن الإقليمي والدولي يمكن أن يلعب دوراً مهماً في دعم الشعب السوري. في فلسطين، أدت حملات التضامن الدولية، مثل تلك التي تدعم حق العودة، إلى زيادة الضغط على إسرائيل. في سوريا، يمكن للتضامن من دول الجوار، مثل لبنان والعراق، أو من حركات عالمية مناهضة للإمبريالية، أن يُساهم في تعزيز موقف السوريين.
هذا التضامن يتطلب بناء تحالفات استراتيجية، تركز على قضايا مشتركة مثل مقاومة الاحتلال والتدخلات الخارجية. الشعب السوري، بتاريخه كجزء من محور المقاومة، يمتلك شبكة من الحلفاء المحتملين، إذا ما استطاع توظيف هذه العلاقات بشكل فعال.
القسم الثامن: إعادة الإعمار – بناء المستقبل
إعادة الإعمار ليست مجرد إصلاح للبنية التحتية، بل عملية شاملة تشمل إعادة بناء النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية. في سوريا، يتطلب الأمر استثماراً في التعليم، والرعاية الصحية، والاقتصاد المحلي، مع التركيز على تمكين المجتمعات المهمشة. هذا الإعمار يجب أن يكون بقيادة سورية وطنية ولم تأت على حمار تركي وصهيوني وأمريكية احتلالي، بعيداً عن التدخلات الخارجية التي تسعى إلى تعزيز التبعية.
في فلسطين، تُظهر تجارب إعادة الإعمار في غزة، رغم التحديات، أن الشعوب قادرة على البناء حتى في ظل الحصار. بالنسبة للسوريين، يمكن أن تكون إعادة الإعمار فرصة لإعادة توحيد البلاد، من خلال مشاريع تربط بين المناطق المختلفة وتُعزز من الشعور بالانتماء المشترك.
القسم التاسع: دور الشباب – جيل المستقبل
الشباب السوري، الذي تحمل عبء الحرب، يُمثل الأمل في بناء مستقبل أفضل. هذا الجيل، الذي نشأ في ظل التهجير والفوضى، يمتلك طاقة إبداعية يمكن توجيهها نحو المقاومة وإعادة الإعمار. في فلسطين، يلعب الشباب دوراً محورياً في الانتفاضات وحركات التضامن، مما يُظهر أن الأجيال الجديدة قادرة على تغيير الواقع.
في سوريا، يمكن للشباب أن يقودوا مبادرات مجتمعية، مثل تنظيم حملات توعية أو إنشاء مشاريع اقتصادية صغيرة. دعم هذا الجيل يتطلب توفير التعليم والفرص الاقتصادية، بالإضافة إلى مساحات للحوار والتفكير الإبداعي. الشباب السوري، بطموحه وصموده، هو الضمانة لاستمرار النضال من أجل السيادة.
القسم العاشر: الرؤية المستقبلية – وطن موحد
الرؤية المستقبلية لسوريا هي وطن موحد، يتجاوز الانقسامات الطائفية والعرقية، ويستعيد سيادته الوطنية. هذا الوطن يجب أن يكون مبنياً على مبادئ العدالة، والمساواة، والكرامة، حيث يتمتع كل مواطن بحقوقه الأساسية. تحقيق هذه الرؤية يتطلب جهداً جماعياً، يجمع بين المقاومة الشعبية، والتضامن الإقليمي، وإعادة الإعمار بقيادة وطنية.
في فلسطين، تظل الرؤية هي دولة مستقلة على كامل التراب الوطني، وهي رؤية تُلهم السوريين في نضالهم. الشعبان، بتاريخهما المشترك في مواجهة الاحتلال، يمتلكان القدرة على بناء مستقبل يتحرر فيه من الهيمنة الخارجية. هذه الرؤية ليست مجرد حلم، بل هدف يمكن تحقيقه من خلال الصمود والعمل المنظم.
القسم الحادي عشر: الدور الأخلاقي – المسؤولية الإنسانية
المقاومة ليست مجرد نضال سياسي، بل مسؤولية أخلاقية. الشعب السوري، الذي عانى من الظلم والتهجير، يستحق تضامن الإنسانية جمعاء. هذا التضامن يتطلب من الأفراد والمجتمعات أن يرفعوا أصواتهم ضد التدخلات الخارجية، وأن يدعموا جهود إعادة الإعمار. في فلسطين، أظهرت حملات التضامن العالمية أن المسؤولية الأخلاقية يمكن أن تُحدث فرقاً.
بالنسبة للسوريين، يُعتبر الدور الأخلاقي جزءاً من النضال، حيث يجب على الشعب أن يتمسك بقيمه الإنسانية، حتى في ظل التحديات. هذه القيم، التي تشمل التضامن والعدالة، هي التي ستُشكل أساس الوطن المستقبلي.
القسم الثاني عشر: خاتمة الخاتمة – الشعب يكتب تاريخه
إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي، الذي كشف عن مخططات التقسيم، قد يكون لحظة تاريخية، لكنه ليس النهاية. الشعب السوري، بصموده وإرادته، هو من يكتب تاريخه. من ظلال الحرب والتقسيم، يمكن أن يولد أمل جديد، يتجسد في وطن موحد يعيش فيه الجميع بكرامة. هذه الخاتمة ليست مجرد كلمات، بل دعوة لكل سوري ليكون جزءاً من هذا التاريخ، من خلال رفض الانقسامات، والتمسك بالهوية الوطنية، والعمل من أجل مستقبل يستحقه الشعب. فالشعوب، كما أثبت التاريخ، هي التي تحدد مصيرها، وليس التصريحات العسكرية أو المخططات الاستعمارية.




ملخص المادة: التقسيم في سوريا ودور القوى الخارجية
نظرة عامة: تتناول المادة الأزمة السورية منذ اندلاعها عام 2011، مع التركيز على التقسيم المزعوم للبلاد إلى مناطق نفوذ تحت سيطرة قوى إقليمية ودولية، وتأثيرات ذلك على الشعب السوري. من خلال خمسة فصول وخاتمة موسعة، يتم تحليل الجذور التاريخية والسياسية للأزمة، آليات التقسيم، والتداعيات الإنسانية والاجتماعية، مع مقارنات بالتجربة الفلسطينية، واستعراض سبل المقاومة.

الفصل الأول: جذور التقسيم – من الثورة إلى الفوضى
يستعرض الفصل بدايات الحراك الشعبي في سوريا، الذي تحول من احتجاجات سلمية إلى حرب أهلية مدمرة بسبب التدخلات الخارجية. يُبرز دور القوى الإقليمية مثل قطر والسعودية في تمويل فصائل مسلحة، وتركيا في الشمال، وإسرائيل في الجنوب، مع دعم ضمني من الولايات المتحدة. يُظهر الفصل كيف استُغلت الفوضى لتكريس مناطق نفوذ، مما أضعف الدولة السورية.

الفصل الثاني: نموذج الدولة الرخوة – سوريا وفلسطين
يقارن الفصل بين الوضع في سوريا وفلسطين، موضحاً مفهوم الدولة الرخوة، التي تفتقر إلى السيادة وتُدار عبر وكلاء محليين. في سوريا، يُظهر التقسيم مناطق نفوذ إسرائيلية وتركية، بينما في فلسطين، تُدار السلطة الفلسطينية تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي. يُبرز الفصل آليات مثل الحواجز العسكرية، التفتيت الطائفي، والسيطرة الاقتصادية، مع التركيز على التداعيات الإنسانية.

الفصل الثالث: الدور الأمريكي والإسلام الصهيوني
يحلل الفصل الدور الأمريكي كراعٍ أعلى للتقسيم، مع التركيز على مفهوم "الإسلام الصهيوني"، الذي يُشير إلى التحالف الضمني بين جماعات متطرفة (مثل داعش وجبهة النصرة) ومصالح صهيونية، مدعومة بتمويل من دول الخليج. يُوضح كيف ساهمت هذه الجماعات في تدمير سوريا، ويربط ذلك بالسيطرة التركية على لواء إسكندرون عام 1939، التي تمت بقرار حكومة إخوانية تحت ضغط المحتل الفرنسي، مما يُظهر استمرارية استخدام وكلاء محليين لتكريس التقسيم.

الفصل الرابع: تداعيات التقسيم – شعب بلا وطن
يستعرض الفصل التداعيات الإنسانية والاجتماعية للتقسيم، بما في ذلك التهجير الجماعي (أكثر من 11 مليون نازح ولاجئ)، تفكك النسيج الاجتماعي بسبب الانقسامات الطائفية، والدمار الاقتصادي الذي دمر البنية التحتية. يُقارن ذلك بالتجربة الفلسطينية، حيث يعيش الشعب تحت الاحتلال، ويُبرز الصدمات النفسية وفقدان الهوية الوطنية كتحديات مشتركة، مع إشارة إلى إمكانيات المقاومة.

الخاتمة: من ظلال التقسيم إلى أفق المقاومة والأمل
تُقدم الخاتمة رؤية شاملة للواقع السوري، مستعرضة تحديات التقسيم والفوضى، ومستلهمة من التجربة الفلسطينية دروساً حول الصمود. تُبرز أهمية تجاوز الانقسامات الطائفية، ودور القيادة الوطنية، والمقاومة الشعبية (السلمية والثقافية)، والتضامن الإقليمي. تُشدد على دور الشباب في إعادة الإعمار، وتدعو إلى بناء وطن موحد يستعيد السيادة، مؤكدة أن الشعب السوري، بتاريخه العريق، قادر على كتابة مستقبله.


ترجمة الملخص إلى الفرنسية والهولندية بأسلوب أدبي راقٍ
الترجمة إلى الفرنسية: Résumé – La partition de la Syrie et le rôle des puissances étrangères
Vue d’ensemble : Cette étude explore la crise syrienne depuis son déclenchement en 2011, mettant en lumière la partition présumée du pays en zones d’influence sous le contrôle de puissances régionales et internationales, ainsi que ses répercussions sur le peuple syrien. À travers cinq chapitres et une conclusion étoffée, l’analyse décortique les racines historiques et politiques de la crise, les mécanismes de la division, et les conséquences humaines et sociales, tout en établissant des parallèles avec l’expérience palestinienne et en proposant des voies de résistance.

Chapitre premier : Les racines de la partition – De la révolte au chaos Ce chapitre retrace les débuts du mouvement populaire en Syrie, qui, d’une protestation pacifique, s’est mué en une guerre civile dévastatrice sous l’effet des interventions étrangères. Il met en exergue le rôle des puissances régionales, telles que le Qatar et l’Arabie saoudite, dans le financement des factions armées, ainsi que celui de la Turquie au nord et d’Israël au sud, avec le soutien implicite des États-Unis. Le texte montre comment le chaos a été exploité pour instaurer des zones d’influence, affaiblissant l’État syrien.

Chapitre deuxième : Le modèle de l’État mou – Syrie et Palestine Ce chapitre établit une comparaison entre la situation en Syrie et en Palestine, éclairant le concept de l’État mou, caractérisé par une absence de souveraineté véritable et une gestion par des mandataires locaux. En Syrie, la partition se manifeste par des zones sous influence israélienne et turque, tandis qu’en Palestine, l’Autorité palestinienne opère sous la domination de l’occupation israélienne. Les mécanismes tels que les barrages militaires, la fragmentation sectaire et le contrôle économique sont analysés, avec un accent sur les conséquences humaines.

Chapitre troisième : Le rôle américain et l’islam sioniste Ce chapitre examine le rôle des États-Unis en tant que maître d’œuvre de la partition, en se concentrant sur le concept de « l’islam sioniste », qui désigne une alliance implicite entre des groupes extrémistes, soutenus par les monarchies du Golfe, et les intérêts sionistes. Il explique comment des organisations comme Daech, Al-Nosra et les Frères musulmans ont été instrumentalisées pour détruire la Syrie, et établit un lien avec l’annexion du sandjak d’Alexandrette par la Turquie en 1939, orchestrée par un gouvernement des Frères musulmans sous la pression de l’occupant français, révélant ainsi la récurrence de l’utilisation de mandataires locaux pour consolider la division.

Chapitre quatrième : Les répercussions de la partition – Un peuple sans patrie Ce chapitre explore les conséquences humaines et sociales de la partition, notamment le déplacement massif (plus de 11 millions de déplacés et réfugiés), la désintégration du tissu social due aux divisions sectaires, et la destruction économique qui a ravagé les infrastructures. Une comparaison avec la Palestine, où le peuple vit sous l’occupation, met en lumière les traumatismes psychologiques et la perte d’identité nationale comme défis communs, tout en soulignant les perspectives de résistance.

Conclusion : Des ombres de la partition à l’horizon de la résistance et de l’espoir La conclusion offre une vision globale de la réalité syrienne, examinant les défis de la partition et du chaos, tout en s’inspirant de l’expérience palestinienne pour tirer des leçons de résilience. Elle insiste sur l’importance de surmonter les divisions sectaires, le rôle d’un leadership national, la résistance populaire (pacifique et culturelle), et la solidarité régionale. Elle met en avant le rôle de la jeunesse dans la reconstruction et appelle à la construction d’une patrie unifiée, affirmant que le peuple syrien, fort de son histoire, peut écrire son avenir.

الترجمة إلى الهولندية: Samenvatting – De opdeling van Syrië en de rol van buitenlandse machten
Overzicht: Deze studie belicht de Syrische crisis sinds haar uitbraak in 2011, met bijzondere aandacht voor de vermeende opdeling van het land in invloedszones onder controle van regionale en internationale machten, en de gevolgen hiervan voor het Syrische volk. Door middel van vijf hoofdstukken en een uitgebreide conclusie analyseert de tekst de historische en politieke wortels van de crisis, de mechanismen van de opdeling, en de humanitaire en sociale impact, terwijl vergelijkingen met de Palestijnse ervaring worden getrokken en wegen naar verzet worden verkend.

Hoofdstuk één: De wortels van de opdeling – Van opstand naar chaos Dit hoofdstuk schetst de oorsprong van de volksbeweging in Syrië, die van vreedzame protesten uitmondde in een verwoestende burgeroorlog door buitenlandse inmenging. Het belicht de rol van regionale machten zoals Qatar en Saoedi-Arabië in het financieren van gewapende facties, Turkije in het noorden, en Israël in het zuiden, met impliciete steun van de Verenigde Staten. De tekst toont aan hoe chaos werd uitgebuit om invloedszones te vestigen, waardoor de Syrische staat werd verzwakt.

Hoofdstuk twee: Het model van de zachte staat – Syrië en Palestina Dit hoofdstuk vergelijkt de situatie in Syrië met die in Palestina, en verheldert het concept van de zachte staat, die geen echte soevereiniteit kent en wordt bestuurd via lokale tussenpersonen. In Syrië manifesteert de opdeling zich in zones onder Israëlische en Turkse invloed, terwijl in Palestina de Palestijnse Autoriteit opereert onder de bezetting van Israël. Mechanismen zoals militaire checkpoints, sektarische verdeeldheid en economische controle worden geanalyseerd, met nadruk op de humanitaire gevolgen.

Hoofdstuk drie: De Amerikaanse rol en de zionistische islam Dit hoofdstuk onderzoekt de rol van de Verenigde Staten als regisseur van de opdeling, met focus op het concept van de ‘zionistische islam’, dat verwijst naar een impliciete alliantie tussen extremistische groepen, gesteund door Golfstaten, en zionistische belangen. Het legt uit hoe organisaties zoals IS, Al-Nusra en de Moslimbroederschap werden ingezet om Syrië te vernietigen, en verbindt dit met de annexatie van de provincie Alexandrette door Turkije in 1939, mogelijk gemaakt door een regering van de Moslimbroederschap onder druk van de Franse bezetter, wat de voortdurende inzet van lokale agenten voor opdeling illustreert.

Hoofdstuk vier: De gevolgen van de opdeling – Een volk zonder vaderland Dit hoofdstuk verkent de humanitaire en sociale gevolgen van de opdeling, waaronder massale ontheemding (meer dan 11 miljoen ontheemden en vluchtelingen), de desintegratie van het sociale weefsel door sektarische verdeeldheid, en de economische verwoesting die de infrastructuur heeft vernield. Een vergelijking met Palestina, waar het volk onder bezetting leeft, benadrukt psychologische trauma’s en het verlies van nationale identiteit als gedeelde uitdagingen, terwijl het mogelijkheden voor verzet aanstipt.

Conclusie: Van de schaduwen van de opdeling naar de horizon van verzet en hoop De conclusie biedt een alomvattend perspectief op de Syrische realiteit, onderzoekt de uitdagingen van de opdeling en chaos, en put inspiratie uit de Palestijnse ervaring voor lessen in veerkracht. Het benadrukt het belang van het overstijgen van sektarische verdeeldheid, de rol van nationaal leiderschap, volksverzet (vreedzaam en cultureel), en regionale solidariteit. Het legt nadruk op de rol van de jeugd in wederopbouw en roept op tot de opbouw van een verenigd vaderland dat soevereiniteit herwint, met de overtuiging dat het Syrische volk, gesterkt door zijn rijke geschiedenis, zijn toekomst kan vormgeven.


Summary: The Carving of Syria and the Machinations of Foreign Powers
Overview: In the grand, tragic tapestry of the Syrian calamity, unfurled since the first sparks of unrest in 2011, a grim portrait emerges: a nation sliced into fiefdoms by the cold calculus of regional and global powers, its people left to wander the ruins of a shattered homeland. Penned across five chapters and a sprawling conclusion, this work dissects the historical and political roots of the crisis, the sinister mechanisms of partition, and the harrowing human toll, drawing stark parallels with the Palestinian saga. It is a tale of betrayal, resistance, and the faint pulse of hope, written in the blood of a people caught in the crosshairs of empire.

Chapter One: The Seeds of Division – From Uprising to Anarchy
What began as a cry for justice in the dusty streets of Deraa morphed into a nightmare of civil war, fueled by the meddling hands of foreign powers. Qatar and Saudi Arabia poured billions into arming fractious militias, while Turkey prowled the north and Israel skulked in the south, all under the watchful eye of a United States playing chess with a fractured nation. This chapter lays bare how chaos was not merely a byproduct but a deliberate tool, wielded to carve Syria into zones of influence, each a dagger in the heart of its sovereignty.

Chapter Two: The Hollow State – Syria and Palestine in the Mirror
Here, the narrative pivots to a haunting comparison between Syria and Palestine, two peoples ensnared by the concept of the “soft state”—a façade of nationhood, stripped of true power, governed by proxies dancing to foreign tunes. In Syria, Israel and Turkey stake their claims, while in Palestine, the Palestinian Authority languishes under Israel’s iron grip. Military checkpoints, sectarian schisms, and economic strangulation are the shared grammar of this oppression, their human cost etched in the faces of the displaced and the dispossessed.

Chapter Three: The American Hand and the Zionist Islam Gambit
Enter the United States, the grand puppeteer, orchestrating Syria’s descent with a chilling blend of military might and ideological subterfuge. This chapter unveils the notion of “Zionist Islam,” a shadowy pact where Gulf-backed extremist groups—ISIS, Al-Nusra, and the Muslim Brotherhood—became unwitting tools of Zionist ambitions to dismantle Arab states. Billions from Qatar and Saudi Arabia fueled these zealots, while Israel’s tacit support in the south greased the wheels of chaos. The chapter also revisits the 1939 betrayal of Alexandretta, ceded to Turkey by a Muslim Brotherhood-led government under French colonial pressure, a historical echo of how local agents serve imperial designs.

Chapter Four: The Wages of Partition – A People Without a Home
The human toll of Syria’s dismemberment is staggering: over 11 million uprooted, families torn asunder, and an economy reduced to rubble. Sectarian divides, stoked by foreign hands, have frayed the social fabric that once bound Sunni, Alawite, Druze, Christian, and Kurd. The psychological scars run deep, a generation lost to trauma and despair. Palestine’s plight mirrors this agony—its people caged by occupation, their identity eroded. Yet, amidst the wreckage, whispers of resistance persist, a stubborn refusal to surrender.

Conclusion: From the Shadows of Division to the Dawn of Defiance
The conclusion is no mere epilogue but a clarion call, weaving the threads of Syria’s ordeal into a vision of redemption. It confronts the brutal reality of partition, orchestrated by a cabal of foreign powers, and draws inspiration from Palestine’s unyielding spirit. Overcoming sectarian rifts, forging a true national leadership, and embracing popular resistance—peaceful, cultural, defiant—are the cornerstones of this vision. The youth, tempered in the crucible of war, are tasked with rebuilding not just cities but the soul of a nation. Syria, like Palestine, stands at a crossroads, its people poised to reclaim their destiny from the jaws of empire.

ملخص أوسع عن المادة

مادة صحفية بأسلوب استفصائي رفيع
مقدمة: تقاسم الغنيمة تحت راية الوهم
في ظلال الصراعات الإقليمية التي عصفت بسوريا، تتشكل صورة قاتمة لمستقبل البلاد، حيث تتكشف خيوط اتفاق غير معلن، يرسم خطوط تقسيم جديدة للأراضي السورية. هذا الاتفاق، الذي يُزعم أنه يجمع قوى إقليمية ودولية، يضع الجنوب تحت نفوذ كيان الاحتلال الإسرائيلي، بينما يُسلم الشمال للنفوذ التركي. هذه الرؤية، التي تتجاوز حدود التحليل السياسي إلى عوالم الاستعمار الحديث، تُظهر سوريا كدولة "رخوة"، تُدار تحت مظلة هيمنة خارجية، بلا جيش وطني، بلا سيادة حقيقية، وبلا هوية موحدة. في هذا السياق، تبرز تساؤلات حول طبيعة هذا التقاسم، وكيف تحولت "ثورة" مزعومة إلى أداة لتفتيت الأمم وإعادة صياغة الخرائط بما يخدم مصالح القوى الكبرى.
هذه المادة تستقصي، بأسلوب تحليلي عميق، خلفيات هذا الاتفاق المزعوم، وتستعرض تداعياته على الشعب السوري، مع مقارنات بتجارب أخرى في المنطقة، مثل الحالة الفلسطينية، التي تُظهر نموذجًا مشابهًا للدولة الوهمية التي تُدار تحت سيطرة المحتل. سنتناول هنا الأبعاد السياسية، الاجتماعية، والاستراتيجية لهذا الواقع الجديد، مع التركيز على الآليات التي تُستخدم لتكريس هذا التقسيم وتفتيت النسيج الوطني.
الفصل الأول: خلفيات التقاسم – من الثورة إلى التفتيت
لم تكن الأحداث التي عصفت بسوريا منذ عام 2011 مجرد انتفاضة شعبية، كما صُوّرت في البداية، بل تحولت بسرعة إلى حرب أهلية معقدة، تغذيها قوى إقليمية ودولية بأجندات متضاربة. الدعم المالي والعسكري الذي قدمته دول خليجية، إلى جانب التدخلات التركية والإسرائيلية، أعاد صياغة الصراع ليصبح أداة لتقسيم البلاد. هذا الواقع يطرح سؤالًا جوهريًا: هل كانت "الثورة" مجرد واجهة لتمرير مشروع تقسيم سوريا؟
المعلومات المتداولة تشير إلى أن اتفاقًا غير معلن قد تم بين أطراف إقليمية رئيسية، يهدف إلى تقاسم النفوذ في سوريا. الجنوب، بما فيه هضبة الجولان ومناطق درعا والقنيطرة، يُزعم أنه أصبح تحت النفوذ الإسرائيلي، سواء من خلال السيطرة العسكرية المباشرة أو عبر وكلاء محليين. في المقابل، تُسيطر تركيا على الشمال، من إدلب إلى عفرين ومناطق درع الفرات، عبر فصائل مسلحة موالية لها. هذا التقسيم ليس مجرد تقاسم جغرافي، بل هو إعادة صياغة للهوية السورية، حيث يتم استبدال مفهوم الدولة الوطنية بدولة "رخوة"، تُدار عبر شبكة من الوكلاء والمصالح الخارجية.
الفصل الثاني: آليات التفتيت – الهندسة الاجتماعية والطائفية
إحدى أبرز أدوات هذا التقسيم هي الهندسة الاجتماعية التي تُستخدم لتفتيت النسيج السوري. يُزعم أن هناك خطة ممنهجة لتقسيم الشعب السوري إلى كيانات طائفية وعرقية متصارعة، بحيث يتم إضعاف أي إمكانية لتشكيل هوية وطنية موحدة. هذه الخطة تشمل تعزيز الانقسامات بين السنة والعلويين والدروز والمسيحيين، مع إضافة طبقة جديدة من الانقسام داخل السنة أنفسهم، بين من يدعمون الفصائل المدعومة من تركيا ومن ينضوون تحت لواء الجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة.
هذه الجماعات المتطرفة، التي يُشار إليها أحيانًا بـ"الإسلام الصهيوني"، تُستخدم كأداة لتعزيز الفوضى وتبرير التدخلات الخارجية. فمن خلال تصوير سوريا كأرض للإرهاب، يصبح من السهل على القوى الخارجية فرض سيطرتها تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب". هذا النمط يُذكر باستراتيجيات استعمارية قديمة، حيث يتم خلق الفوضى لتبرير الاحتلال.
الفصل الثالث: نموذج الدولة الرخوة – سوريا وفلسطين
لعل أوضح مقارنة مع الوضع السوري الحالي هو الحالة الفلسطينية، حيث تُدار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية كدولة "وهمية" تحت السيطرة الإسرائيلية. في فلسطين، تُستخدم آليات مثل الحواجز العسكرية، والاعتقالات التعسفية، وتقييد الحركة لتكريس واقع الاحتلال. السلطة الفلسطينية، التي يُشار إليها ساخرًا بـ"يهودا والسامرة" في بعض الدوائر الدولية، تفتقر إلى أي سيادة حقيقية، حيث يخضع تحرك قادتها لموافقة الجندي الإسرائيلي على الحاجز.
في سوريا، يبدو أن النموذج مشابه، حيث تُدار المناطق المختلفة عبر وكلاء محليين يخضعون للقوى الخارجية. في الجنوب، تُشرف إسرائيل على الأمن عبر اتفاقيات غير معلنة مع فصائل محلية، بينما تُدير تركيا الشمال عبر فصائل مثل "الجيش الوطني السوري"، الذي يُعتبر امتدادًا للجيش التركي. هذا الواقع يجعل من سوريا دولة بلا جيش وطني، حيث يُمنع تشكيل أي قوة عسكرية موحدة قادرة على الدفاع عن الشعب.
الفصل الرابع: الدور الأمريكي – الراعي الأعلى
لا يمكن فهم هذا التقسيم دون النظر إلى الدور الأمريكي، الذي يُعتبر الراعي الأعلى لهذا النظام الجديد. الوجود الأمريكي في شرق سوريا، خاصة في منطقة التنف ومناطق النفط، يُظهر أن الولايات المتحدة ليست مجرد مراقب، بل شريك رئيسي في إعادة صياغة الخريطة السورية. هذا الوجود يُستخدم لضمان استمرار حالة الفوضى، التي تخدم مصالح القوى الإقليمية المتحالفة مع واشنطن.
الدور الأمريكي يتجاوز الوجود العسكري إلى دعم الخطابات التي تُبرر هذا التقسيم. فمن خلال تصوير سوريا كدولة فاشلة، يتم تمهيد الطريق لتكريس واقع التقسيم كحل "واقعي" للأزمة. هذا الخطاب يُذكر بالخطابات التي استخدمت لتبرير تقسيم العراق إلى مناطق نفوذ طائفية بعد الغزو الأمريكي عام 2003.
الفصل الخامس: تداعيات التقسيم – شعب بلا وطن
التداعيات الإنسانية لهذا التقسيم كارثية. الشعب السوري، الذي عانى من الحرب والتهجير، يجد نفسه الآن أمام واقع جديد، حيث لا وجود لهوية وطنية موحدة. الانقسامات الطائفية والعرقية، التي تُغذيها القوى الخارجية، تجعل من الصعب تصور عودة سوريا كدولة مستقلة. الأجيال الجديدة، التي تترعرع في ظل هذا الواقع، تكبر في بيئة من الصراعات المحلية والتبعية للخارج.
على الصعيد الاقتصادي، يُفاقم التقسيم من معاناة السوريين، حيث تُسيطر القوى الخارجية على الموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز، بينما يعاني السكان من الفقر والجوع. هذا الواقع يُذكر بالتجربة الفلسطينية، حيث تُستنزف الموارد لصالح المحتل، بينما يعيش السكان في معازل اقتصادية.
خاتمة: هل من أمل لسوريا؟
في ظل هذا الواقع القاتم، يبدو الأمل بعودة سوريا كدولة موحدة بعيد المنال. لكن التاريخ يُظهر أن الشعوب قادرة على مقاومة مشاريع التفتيت، بشرط وجود إرادة وطنية قوية. إن استعادة السيادة السورية تتطلب رفض الانقسامات الطائفية، وإعادة بناء هوية وطنية جامعة، بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
هذه المادة ليست مجرد استقصاء لواقع مؤلم، بل دعوة للتفكير في سبل المقاومة. فالشعب السوري، بتاريخه العريق وصموده الأسطوري، قادر على تجاوز هذا التحدي، إذا ما استطاع توحيد صفوفه ورفض مشاريع التقسيم التي تُرسم له تحت ستار "الحلول الواقعية".



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبكات الخيانة وأوهام الهزيمة - كيف تتلاعب عصابات الاحتلال ال ...
- هزيمة إمبراطورية الأكاذيب في زمن العولمة الإجرامية
- بلجيكا تحت وطأة العولمة الفاشية - تشريعات أريزونا ومخططات إب ...
- سوريا تحت نير السطو المسلح - الجولاني ومخططات النهب والعبودي ...
- المجلس المركزي الفلسطيني: ديكور عباس في مواجهة إرادة شعب الم ...
- المعدة أذكى من العقل: كيف تُبتلع القاذورات الفكرية في العالم ...
- خشب الجميز: مؤامرة الإمبريالية لتدمير سوريا..كتاب مع ملخص بأ ...
- لوبي العولمة والانتقام العابر للقارات: صراع المصير في عصر ال ...
- بروكسل الدم: من أيدي أطفال الكونغو المبتورة إلى جوع أطفال غز ...
- النزيف العلمي وإعادة تشكيل خريطة المعرفة في العالم ..كتاب مع ...
- تغطيات الجزيرة والعربية لطريق الكاستيلو وتجاهل الإبادات الجم ...
- حزب شيوعي ماوي أوروبي يتولى السلطة في بلجيكا: ثورة ضد النيول ...
- الحكومة البلجيكية الفاشية وتصاعد الفقر والتهميش تحت راية الن ...
- بعد تصفية الاسلام الصهيوني هل هناك خارطة للنهضة الشيوعية الع ...
- أمريكا على مفترق الطرق: تفكك الإمبراطورية وصراع الأقطاب..كتا ...
- الدجالون المعاصرون: شيوخ الإسلام الصهيوني وتفكيك النسيج العر ...
- لغز سورية التي دمرت لوبي العولمة و احتلال أردوغان ..تتمة لكت ...
- أردوغان كمقاول بالباطن لوكالة الاستخبارات المركزية..افتتاحية ...
- الشطرنج الروسي: استراتيجية القوة في عالم النهب النيوليبرالي. ...
- تصفية إسرائيل: من عبء أمريكي إلى نهوض المقاومة..كتاب


المزيد.....




- بوتين يُعلن وقف إطلاق نار في أوكرانيا لمدة 3 أيام ابتداء من ...
- أعرب عن -إعجابه- بتأثيره على إيران ووصفه بـ-محور المحور-.. ن ...
- صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع بلغت 52314
- ألمانيا.. العثور على الكاتبة ألكسندرا فروليش مقتولة
- روسيا.. النمور الثلجية تستقبل بفرح عودة فصل الشتاء المفاجئة ...
- الرئيس اللبناني جوزيف عون: حصر السلاح بيد الدولة قرار اتخذ و ...
- محكمة العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات إلى ق ...
- آلاف يحتفلون بيوم الرقص العالمي في مكسيكو سيتي
- -طوفان كوكايين-.. لماذا يتزايد تعاطي المخدرات في ألمانيا؟
- بعد 8 سنوات.. محاكمة -عصابة الأجداد- لسرقة مجوهرات كيم كاردا ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - تقسيم سورية ودور لوبي العولمة الأمريكي الاستعماري