أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آصف ملحم - الخلفيات السياسية لانفجار ميناء بندر عباس















المزيد.....

الخلفيات السياسية لانفجار ميناء بندر عباس


آصف ملحم
باحث وكاتب

(Assef Molhem)


الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسفر الانفجار الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس إلى مقتل 25 شخصاً و جرح حوالي 800 شخصاً.
ميناء الشهيد رجائي هو منشأة ضخمة لشحن الحاويات، تغطي مساحة 2400 هكتار، طاقتها حوالي 70 مليون طن من البضائع سنويًا، بما في ذلك النفط والبضائع المختلفة، وتضم مستودعات بمساحة تقارب 500 ألف متر مربع و35 رصيفًا للشحن.
أسباب الانفجار إما تكون عرضية ناجمة عن خلل فني ما أو متعمدة. في الحالة الأولى يجب انتظار التحقيقات والرواية الإيرانية الرسمية، و بعد فهم هذه الرواية يمكننا الإدلاء برأينا. أما فرضية العمل المقصود فيمكن أن تلقى ترجيحاً واضحاً، نظراً لدور إيران في الكثير من الملفات الإقليمية. فقد حصل الانفجار على خلفية مجموعة من الأحداث، التي ترتبط بإيران بشكل مباشر أو غير مباشر، أهمها:
-جرى الانفجار أثناء الجولة الثالثة للمفاوضات في سلطنة عمان، فالسيد ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، بعد زيارته لموسكو سافر مباشرة إلى عمان للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقشي.
-إعلان روسيا تحرير كامل مقاطعة كورسك و طرد كل القوات الأوكرانية منها.
-سلطان عمان كان في زيارة رسمية إلى موسكو بتاريخ 22 أبريل الجاري، حيث جرى التوقيع على 10 اتفاقيات تعاون بين البلدين.
-المفاوضات الروسية-الأمريكية-الأوكرانية، إذ بدأت منذ أكثر من شهرين لحل الأزمة الأوكرانية، والتي استضافت المملكة العربية السعودية جميع جولاتها.
-التوتر المتصاعد بين إيران وباكستان، والحقيقة أن إيران تطرح نفسها كوسيط في هذه الأزمة، نظراً لعلافاتها الجيدة مع البلدين.
-الحرب في غزة، إذ أنه، نظراً للدعم الذي تقدمه إيران لحماس والحوثيين، تلعب إيران دوراً هاماً.
يعتبر ميناء بندر عباس أحد عقد الوصل الهامة في الممر الدولي للنقل شمال-جنوب، التي تربط مدينة سان بطرسبورغ الروسية وميناء مومباي الهندي، ويشمل 14 دولة، ويبلغ الطول الإجمالي للطرق في هذا المشروع حوالي 7200 كم، انظر الشكل على الرابط:
https://jsmcenter.org/wp-content/uploads/2025/04/JSM-International-North-South-Transport-Corridor.png
في سبتمبر/أيلول 2000، خلال المؤتمر الأوراسي الثاني للنقل في سانت بطرسبرغ، وقعت روسيا وإيران والهند اتفاقية بشأن ممر النقل الدولي "شمال-جنوب"، والذي انضمت إليه فيما بعد عُمان وأذربيجان وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وسوريا وتركيا وطاجيكستان وقيرغيزستان.
يشمل المشروع طرقاً بحرية من ميناء مومباي إلى موانئ تشابهار وبندر عباس الإيرانية، وطرق السكك الحديدية عبر روسيا وأذربيجان وإيران، والنقل البحري في بحر قزوين، بما في ذلك تطوير طرق الأنهار المجاورة، والطرق السريعة عبر أراضي أرمينيا وأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان وإيران وروسيا. في يوليو 2022، تم شحن أول شحنة تجارية عبر هذا الممر.
في منطقة بحر قزوين، يمتد ممر شمال-جنوب على طول ثلاثة مسارات: المسار عبر بحر قزوين، باستخدام موانئ روسيا وإيران؛ الطريق الغربي عبر أذربيجان؛ والطريق الشرقي عبر كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان.
في عام 2023، تم توقيع اتفاقية لبناء خط سكة حديد بين مدينتي رشت وأستارا الإيرانيتين. يبلغ طوله 162كم. ومن المقرر أن يبدأ تشغيل المشروع في عام 2025. وكان هذا الخط الحديدي هو القسم الأخير غير المكتمل من الجزء الغربي من الممر.
في عام 2024، أكد وزير الاقتصاد العماني، سعيد بن محمد بن أحمد الصقري، أهمية توسيع ممر النقل الدولي شمال-جنوب ووضع خارطة طريق لتطوير التبادل التجاري. ففي جلسة ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان"، قال الوزير الصقري: "نؤكد أهمية توسيع خط النقل بين الشمال والجنوب، ووضع خارطة طريق لتطوير التبادل التجاري بين روسيا الاتحادية وإيران والهند والقوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأوسط. تتمتع عُمان بمزايا عديدة تجعلها لاعباً محورياً في قطاع اللوجستيات في المنطقة والعالم. إن موقع عُمان الاستراتيجي يجعل موانئنا روابط مهمة في التجارة الدولية".
والحقيقة أن عمان، نظراً لاطلالتها على ثلاثة بحار هامة، الخليج العربي وبحر العرب وبحر عمان، بشواطئ يصل طولها إلى أكثر من 3000كم، يمكن أن تلعب دوراً هاماً، وتتحول إلى عقدة وصل لوجستية هامة ومركز توزيع، وخاصة أن روسيا تحاول توسيع نفوذها في أفريقيا وتنويع طرق وصولها إلى البحر المتوسط.
الآن لو نظرنا إلى الموضوع من زاوية التوتر بين الهند وباكستان، فلقد أبدت إيران رغبتها بأن تلعب دور الوسيط بين البلدين لخفض التصعيد بينهما. في 25 نيسان/أبريل الجاري، اتصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي مع نائب رئيس الوزراء و وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، وأعرب الأخير عن امتنانه لإيران على دورها البناء في الجهود الرامية إلى تخفيف التوترات الإقليمية. كما أن عباس عراقتشي بدوره أكّد على العلاقات الطيبة بين إيران وكل من باكستان والهند، وقال إن إيران مستعدة لبذل كل جهد ممكن للمساعدة في تخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
في الواقع، أشارت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، بأن تحديد السبب سيستغرق بعض الوقت، "ولكن ما تم تحديده حتى الآن هو أن حاويات كانت مخزنة في ركن من الميناء، ويُحتمل أنها كانت تحتوي على مواد كيميائية انفجرت".
في تقرير لشبكة CNN بتاريخ 13 فبراير 2025، أظهرت بيانات تتبع السفن أن أول سفينة من اثنتين تحملان ألف طن من بيركلورات الصوديوم NaClO4 المصنعة في الصين، والتي قد تكون مكوناً رئيسياً للوقود في برنامج الصواريخ العسكرية الإيرانية، رست قبالة ميناء بندر عباس الإيراني في 13 فبراير.
جميع البيركلورات مؤكسدات قوية. عند خلطها مع المركبات العضوية، قد تحدث تفاعلات احتراق شديدة، ومن هنا تأتي أهمية استخدامها في الألعاب النارية، ووقود الصواريخ منخفض التقنية، والمتفجرات يدوية الصنع. ونظرًا لخواصها الحركية الخاملة، فإن خلائط البيركلورات مع المركبات العضوية قد تشتعل أو تنفجر تلقائيًا، و هي حساسة للصدمات.
في تقرير لوكالة أسوشيتد برس، صدر في اليوم التالي، أشارت إلى أن: "شركة أمبري Ambrey الأمنية الخاصة أفادت أن الميناء استلم مادة كيميائية لوقود الصواريخ في مارس/آذار. وهذه المادة جزء من شحنة بيركلورات الأمونيوم من الصين على متن سفينتين إلى إيران، والتي أفادت بها صحيفة "فاينانشيال تايمز" لأول مرة في يناير/كانون الثاني. وكانت المادة الكيميائية المستخدمة في صنع الوقود الصلب للصواريخ ستُستخدم لتجديد مخزونات الصواريخ الإيرانية، التي استُنفدت جراء هجماتها المباشرة على إسرائيل خلال الحرب مع حماس في قطاع غزة. وأضافت أمبري: "أفادت التقارير أن الحريق نجم عن سوء التعامل مع شحنة من الوقود الصلب مخصصة للاستخدام في الصواريخ الباليستية الإيرانية"".
بالمقابل، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، الجنرال رضا طلائينيك، التقارير التي تُفيد باستيراد وقود الصواريخ عبر الميناء. وقال للتلفزيون الرسمي عبر الهاتف: "لم تكن أي شحنة من أي نوع كانت مستوردة أو مُصدّرة للوقود أو للاستخدامات العسكرية موجودة في الميناء". ووصف التقارير الأجنبية حول وقود الصواريخ بأنها عارية عن الصحة.
تؤكد وكالة أسوشيتد برس في تقريرها: "أظهرت لقطاتٌ نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي للانفجار الذي وقع يوم السبت في مستشفى الشهيد رجائي دخانًا أحمر اللون يتصاعد من الحريق قبيل الانفجار. يشير ذلك إلى استخدام مركب كيميائي في الانفجار، كما حدث في انفجار بيروت". وفي الوقت نفسها تطرح السؤال: "من غير الواضح لماذا لم تنقل إيران المواد الكيميائية من الميناء، خاصة بعد انفجار ميناء بيروت في عام 2020".
بناءً على ما تقدم، فإن الآثار السياسية لتفجير ميناء بندر عباس، إن لم يكن عرضياً، ستمتد على عدة دول في الشرق الأوسط و آسيا الوسطى و أوراسيا.
ننتظر و نراقب!



#آصف_ملحم (هاشتاغ)       Assef_Molhem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية ترامب في مقاربة الأزمة الأوكرانية
- الدور الفرنسي في الصراع المحتمل بين أرمينيا وأذربيجان
- صورة روسيا في دول بريكس
- يتسارع تحولُ أوكرانيا إلى دولة فاشلة يوماً بعد يوم!
- من مصادري الخاصة: أعدت أوكرانيا فبركات إعلامية مع الأسرى الر ...
- صفقة تبادل السجناء بين روسيا و الدول الغربية
- آفاق التعاون بين جمهورية إنغوشيا و الدول العربية
- من يقف وراء الهجوم الإرهابي على مجمع كروكوس سيتي هول في موسك ...
- مساهمة أولية في تطوير المفهوم الفينومينولوجي للحرية
- غربٌ مأزومٌ و شرقٌ أرهفته المِحَن!
- صفقة أمريكية-تركية لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطين ...
- مصير تحالف المقاتلات بعد الانتخابات البرلمانية الهولندية
- ابتزاز فنلندي لروسيا على حساب اللاجئين
- دور المنتدى الإقتصادي الشرقي في تطوير الشرق الأقصى
- شكل النظام الدولي الجديد
- القمة الروسية-الأفريقية ودورها في حل مشاكل القارة السمراء
- ثالوث النفاق: أدونيس، القباني، الماغوط!
- السيناريوهات المحتملة لحدوث حوادث نووية في محطة زاباروجيا ال ...
- روسيا والغرب... أعطتهم نزيراً وحصدت وفيراً
- ما الذي حدث في إيزوم الأوكرانية؟


المزيد.....




- بوتين يُعلن وقف إطلاق نار في أوكرانيا لمدة 3 أيام ابتداء من ...
- أعرب عن -إعجابه- بتأثيره على إيران ووصفه بـ-محور المحور-.. ن ...
- صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع بلغت 52314
- ألمانيا.. العثور على الكاتبة ألكسندرا فروليش مقتولة
- روسيا.. النمور الثلجية تستقبل بفرح عودة فصل الشتاء المفاجئة ...
- الرئيس اللبناني جوزيف عون: حصر السلاح بيد الدولة قرار اتخذ و ...
- محكمة العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات إلى ق ...
- آلاف يحتفلون بيوم الرقص العالمي في مكسيكو سيتي
- -طوفان كوكايين-.. لماذا يتزايد تعاطي المخدرات في ألمانيا؟
- بعد 8 سنوات.. محاكمة -عصابة الأجداد- لسرقة مجوهرات كيم كاردا ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آصف ملحم - الخلفيات السياسية لانفجار ميناء بندر عباس