|
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق: الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ
حمودة المعناوي
الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 00:04
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
_ مَاهُو الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ
الْأَمْنِ الْبَيُولُوجِيّ "Biosecurity" هُوَ نَهْجُ إسْتِرَاتِيجِيّ مُتَكَامِل لِتَحْلِيل وَإِدَارَة الْمَخَاطِر الْبَيُولُوجِيَّة الَّتِي تُؤَثِّرُ عَلَى حَيَاةِ وَصِحَّة الْإِنْسَانِ وَ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ. فِي السَّنَوَاتِ الْأَخِيرَةِ، شَهِدَ الْعَالِمُ زِيَادَة مَلْحُوظَةً فِي الِإهْتِمَامِ بِالْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ بِسَبَبِ تَزَايُدِ مَخَاطِر تَفَشِّي الَّأوبِئَة وَالْأَمْرَاضُ الْمُعَدِّيَة وَالْآفَات الْبَيُولُوجِيَّة، وَ إِمْكَانِيَّة إسْتِخْدَامُهَا كَتَهْدِيدِات أَوْ أَسْلِحَةً بَيُولُوجِيَّة. الْهَدَف الرَّئِيسِيّ لِلْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ هُو الْوِقَايَةِ مِنْ الَّأوبِئَة وَالْحَدُّ مِنْ إنْتِشَارِ الْعَدْوَى وَالسَّيْطَرَة عَلَيْهَا قَبْلَ تَفْشَيها، وَحِمَايَةِ الصِّحَّة الْعَامَّةِ مِنْ خِلَالِ مَنعَ وُصُولَ مُسَبَّبَات الْأَمْرَاض الْخَطِرَة إلَى السُّكَّانِ. كَمَا يَهْدِفُ إِلَى تَأْمِينِ الزِّرَاعَة وَ الثَّرْوَة الْحَيَوَانِيَّة مِنْ خِلَالِ الْحفَّاظُ عَلَى صِحَّةِ الْمَحَاصِيل وَ الْحَيَوَانَات وَتَقْلِيل الْمَخَاطِر الْبَيُولُوجِيَّة، وَالتَّعَامُل الْآمِن مَعَ الْكَائِنَات الْمُعَدَّلَةِ وِرَاثِيًّا لِمَنْع تَسْرِبها وَالتَّأْثِيرُ الْمُحْتَمَلُ عَلَى الْبِيئَةِ أَوْ الصِّحَّةِ. تَشْمَل إسْتِرَاتِيجِيَّات الْأَمْنِ الْبَيُولُوجِيّ الْمُرَاقَبَة وَالرَّصَد، وَسنّ التَّشْرِيعَات وَالسِّيَاسَات لِضَبْط التَّعَامُلِ مَعَ الْعَوَامِل الْبَيُولُوجِيَّة الْخَطِرَة، وَ التَّدْرِيب وَالتَّوْعِيَة فِي مَجَالَاتِ الرِّعَايَةِ الصِّحِّيَّةِ وَالزِّرَاعَة، وَدَعْم الْأَبْحَاثِ الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى فَهْمِ الْأَمْرَاض وَكَيْفِيَّة مَنْعُهَا. كَمَا يُعَدُّ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ جُزْءًا حَيَوِيًّا مِنْ مَنْظُومَة الْأَمْن الْقَوْمِيّ؛ حَيْث يُسْهِمُ فِي حِمَايَةِ الْمُجْتَمِعِ مِنْ مَخَاطِرِ الَّأوبِئَة وَالْأَمْرَاضُ وَ تَجَنُّب أضْرَارِهَا البِيئِيَّة وَالِإقْتِصَادِيَّة. وَلَقَدْ كَانَتْ دَوْلَةِ الْإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُتَّحِدَة سِبَاقَة فِي تَكْوِينِ لَجْنَة وَطَنِيَّة لِلْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ تُعْنَى بِكَافَّة المَوَاضِيع الْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ. وَقَدْ أَصْدَرَتْ هَذِهِ اللَّجْنَة إسْتِرَاتِيجِيَّة الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ (2013-2017)، وَاَلَّتِي تَمّ تَحْدِيثُهُا مُؤَخِّرًا فِي شَكْلِ الْإِطَار الْوَطَنِيّ لِلْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ (2023-2032)، الَّذِي يَهْدِفُ إِلَى حِمَايَة أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ وَالْبِيئَة وَالْمَوَارِد الطَّبِيعِيَّةِ مِنْ الْمَخَاطِرِ وَالتَّهْدِيدَات الْبَيُولُوجِيَّةِ مِنْ خِلَالِ تَعْزِيز تَكَامُل الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ. عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَالَمِيّ، هُنَاكَ جُهُودٌ مُتَزَايِدَة لِتَعْزِيز الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ. فَقَدْ أَصْدَرَتْ مُنَظَّمَةُ الصِّحَّةِ الْعَالَمِيَّةِ مُؤَخَّرًا إرْشَادَات مُحْدَثَة لِلسُّلْطَات الْوَطَنِيَّةِ وَمُخْتَبرات الشُّؤُونِ الطِّبِّيَّة الْحَيَوِيَّة لِإِدَارَة الْمَخَاطِر الْبَيُولُوجِيَّة، بِمَا فِي ذَلِكَ تَعْزِيز تَدَابِير الْأَمْن السَّيبراني وَالتَّعَامُلُ مَعَ الْمَعْلُومَات السَّرِيَّة، وَ الْحَدُّ مِنْ الْمَخَاطِرِ النَّاجِمَةِ عَنِ إسْتِغْلَال التِّكْنُولُوجْيات الْجَدِيدَةُ كَالتَّعْدِيل الْوِرَاثِيّ وَالذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ. كَمَا أَنَّ مُنَظَّمَة الْأَغْذِيَة وَالزِّرَاعَة لِلْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ (الْفَاو) طَوَرَت مَسَار إدَارَة تَدْرِيجِيّ لِلْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ لِحَيَوَانَات الْيَابِسَة، وَهُو نَهْج تَعَاوِنَيْ لِمُسَاعَدَة الْبُلْدَان وَ الصِّنَاعَات وَالْمُنْتَجين عَلَى تَقْيِيمِ وَإِدَارَة الْمَخَاطِر الْبَيُولُوجِيَّة. بِالْإِضَافَةِ إلَى ذَلِكَ، هُنَاكَ جُهُودٌ أُخْرَى لِتَعْزِيز ثَقَافَة الْمَسْؤُولِيَّةَ فِي مَجَالِ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ. فَقَدْ أَصْدَرَتْ بَعْض الجَمْعِيَّات الْعِلْمِيَّة الْبَارِزَة بَيَانَات بِشَأْن "النَّشْر الْمَسْؤُول" لِتَعَكس إهْتِمَامًات الْأَمْنِ الْبَيُولُوجِيّ فِي مُرَاجَعَةِ الْأَبْحَاث الْمُقَدِّمَة لِمجَلَاتِهِمْ. كَمَا أَنَّ بَعْضَ الْكُلِّيَّات وَالْجَامِعَات أَنْشَأَتْ بَرَامِج مُتَّخَصِّصَة فِي الْأَمْنِ الْبَيُولُوجِيّ لِإِعْدَاد الطُّلَّاب لِلْعَمَلِ فِي هَذَا الْمَجَالِ. فِي الْخِتَامِ، يُعَدّ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ أَمْرًا بَالِغَ الْأَهَمِّيَّةِ فِي ظِلِّ التَّهْدِيدَات الْبَيُولُوجِيَّة الْمُتَنَامِيَّة وَالتَّطَوُّرَاتُ التِّكْنُولُوجِيَّة المُتَسَارِعَة. وَتَسْعَى الْجُهُود الدَّوْلِيَّة وَالوَطَنِيَّة إِلَى تَعْزِيزِ قُدُرَات الدُّوَل وَ المُؤَسَّسَات عَلَى إدَارَةِ هَذِهِ الْمَخَاطِرِ وَحِمَايَة صِحَّةَ الْإنْسَانِ وَ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالْبِيئَة. بِإعْتِبَارِه جُزْءًا مِنْ مَنْظُومَة الْأَمْن الْقَوْمِيّ، فَإِنْ تَطْوِير وَتَنْفِيذ إسْتِرَاتِيجِيَّات فَعَّالَة لِلْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ أَمَر حَيَوِيّ لِضَمَان السَّلَامَة وَالِإسْتِدَامَةُ عَلَى الْمَدَى الطَّوِيلِ.
_ مَاهِيّ أَهَمِّيَّةُ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ فِي حِمَايَةِ الصِّحَّة الْعَامَّة
الْأَمْنُ الْبَيُولُوجِيّ لَهُ أَهَمِّيَّةٌ كَبِيرَةٌ فِي حِمَايَةِ الصِّحَّة الْعَامَّة. يُسَاعِد الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ فِي الْوِقَايَةِ وَالتَّصَدِّي لِلْأَمْرَاض الْمُعَدِّيَة وَالكَوَارِث الْبَيُولُوجِيَّة الَّتِي قَدْ تُؤَثِّرُ عَلَى الْمُجْتَمَعِ بِأَكْمَلِه. مِنْ خِلَالِ تَطْبِيق إجْرَاءَات الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ، يُمْكِنُ الْحَدُّ مِنْ إنْتِشَارِ الأَمْرَاضِ الْمُعَدِّيَة وَتَقْلِيل الْأثَار السَّلْبِيَّةِ عَلَى الصِّحَّةِ الْعَامَّةِ. كَمَا يُسَاعِد الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ فِي التَّخْطِيط وَ الِإسْتِعْدَاد لِلتَّصْدِي لِلتَّهْدِيدَات البَيُولُوجِيَّةِ الْمُحْتَمَلَة وَحِمَايَة الْمَوَارِد الْحَيَوِيَّة الهَامَّةِ. فِي النِّهَايَةِ، الْأَمْن الْبَيُولُوجِيِّ يَلْعَبُ دَوْرًا حَاسِمًا فِي الْحِفَاظِ عَلَى صِحَّةِ المُجْتَمَعِ وَ تَقْلِيل الْمَخَاطِر النَّاجِمَةِ عَنِ الْأَمْرَاض الْمُعْدِيَةِ وَالكَوَارِث الْبَيُولُوجِيَّة. يُسَاعِد الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ فِي تَطْبِيقِ إجْرَاءَات الْوِقَايَة وَ السَّيْطَرَةَ عَلَى إنْتِشَارِ الأَمْرَاضِ الْمُعَدِّيَة مِثْل الْفَيْرُوسَات وَ الْبكْتِيَرَيَا الخَطِرَةَ. مِنْ خِلَالِ تَنْفِيذ بُرُوتُوكُولَات الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ، يُمْكِنُ الْحَدُّ مِنْ انْتِقَالِ الْأَمْرَاض بَيْنَ الْأَفْرَادِ وَ المُجْتَمَعَات. إنَّ الْأَمْنَ الْبَيُولُوجِيّ يُسَاعِدُ فِي التَّخْطِيط وَ الِإسْتِعْدَادُ لِلتَّصْدِي لِلتَّهْدِيدَات البَيُولُوجِيَّةِ الْمُحْتَمَلَةُ مِثْلَ الْهَجَمَات الْبَيُولُوجِيَّة أَوْ الْحَوَادِث الْمُتَعَلِّقَة بِالْمَوَادّ الْخَطِرَةِ. مِنْ خِلَالِ التَّأَهُّب وَ الِإسْتِجَابَة السَّرِيعَة، يُمْكِن تَقْلِيل الْأثَار السَّلْبِيَّة لِلْكَوَارِث الْبَيُولُوجِيَّة عَلَى الصِّحَّةِ الْعَامَّة. الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ يُسَاعِدُ فِي حِمَايَةِ الْمَصَادِر الْحَيَوِيَّة مِثْل الْمَحَاصِيل وَالثَّرْوَة الْحَيَوَانِيَّة مِنْ التَّلَوُّثِ أَوْ الْأَمْرَاض. وَ الْحِفَاظِ عَلَى هَذِهِ الْمَوَارِدِ الْحَيَوِيَّة الْهَامَة يُسَاهِمُ فِي ضَمَانِ أَمِن الْغِذَاء وَالصِّحَّة الْعَامَّة.
_ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلدُّوَل تَعْزِيز إسْتِرَاتِيجِيَّات الْأَمْنِ الْبَيُولُوجِيّ
لِتَعْزِيزِ إسْتِرَاتِيجِيَّات الْأَمْنِ الْبَيُولُوجِيّ، يُمْكِن لِلدُّوَل إتِّخَاذ الْخُطُوَات التَّالِيَة؛ تَطْوِير إِطَار تَنْظُيمي صَارِمْ، تَعْزِيز القُدُرَات التِّقْنِيَّة وَ الْبَحْثُية، تَعْزِيزِ التَّعَاوُنِ الدَّوْليِّ وَ الْمُشَارَكَة، تَوْعِيَّة الْمُجْتَمَع وَ بِنَاء القُدُرَات. تَقْتَضِي الضَّرُورَةُ وَضْعِ قَوَانِين وَ تَشْرِيعَات صَارِمَة لِلتَّعَامُلِ مَعَ الْمَوَادِّ الْبَيُولُوجِيَّة الْخَطِرَة وَ التَّهْدِيدَات الْبَيُولُوجِيَّةِ. كَمَا يَجِبُ الْقِيَامُ بإنْشَاء وَكَالَات وَطَنَيْة مُخْتَصَّة بِالْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ لِإِدَارَة جَمِيع الْجُهُودِ فِي هَذَا الْمَجَالِ. وَ الْعَمَلِ عَلَى تَعْزِيز التَّنْسِيق وَ التَّعَاوُنِ بَيْنَ الْوَكَالَات الحُكُومِيَّة الْمُخْتَلِفَة ذَات الصِّلَة. يُعَدُّ الِإسْتِثْمَار فِي الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ وَ الْمُخْتَبَرًاتْ الْمُتَخَصِّصَة فِي الْبَحْثِ وَالتَّطْوِير الْبَيُولُوجِيّ أَمَر حَيَوِيّ تَفْرِضُه الضَّرُورَة، نَاهِيك عَنْ تَطْوِيرِ أَنْظِمَة مُرَاقَبَة وَ كَشَف مُبَكِّر لِلتَّهْدِيدَات الْبَيُولُوجِيَّة. وَ بِنَاءُ قُدُرَات التَّشْخِيص وَالِإسْتِجَابَة السَّرِيعَة لِلْحَوَادِث الْبَيُولُوجِيَّة. مِنْ جِهَةِ تُطْرَح مَسْأَلَةِ الْمُشَارَكَةِ فِي الْمُعَاهَدات وَالِإتِّفَاقِيَّات الدَّوْلِيَّة ذَات الصِّلَة بِالْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ. وَتَبَادُل الْمَعْلُومَات وَ الْخَبَرُات مَعَ الدُّوَلِ الْأُخْرَى وَ تَنْسيق الْجُهُود. و الْمُسَاهَمَةِ فِي بِنَاءِ الْقُدْرَاتِ الدَّوْلِيَّة فِي مَجَالِ الْأَمْنِ الْبَيُولُوجِيّ. مِنْ جِهَةِ أُخْرَى لَا بُدَّ مِنْ تَطْوِير بَرَامِج لِلتِّوعِيَّة وَالتَّثْقِيف الْمُجْتَمَعي بِشَأْنِ الْمَخَاطِر الْبَيُولُوجِيَّة. و تَدْرِيب وَتَأْهِيل الْكَوَادِر الْوَطَنِيَّةِ فِي مَجَالِ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ. ثُمَّ إشْرَاكُ الْقِطَاعِ الْخَاصِّ وَ الْمُجْتَمَع الْمَدَنِيُّ فِي تَعْزِيزِ جُهُود الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ. إنْ تَطْبِيقُ هَذِهِ الِإسْتِرَاتِيجِيَّات بِشَكْلٍ مُتَكَامِل سَيُسَاعِد الدُّوَلِ عَلَى تَعْزِيز قُدْرَاتِهَا فِي مَجَالِ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ وَمُوَاجَهَة التَّهْدِيدَات الْبَيُولُوجِيَّة بِفَعَالِيَّة.
_ التَّهْدِيدَاتِ الرَّئِيسِيَّةِ الَّتِي تُوَاجِهُ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ الْيَوْمَ
إنْ التَّهْدِيدَات الشَّامِلَة الَّتِي تُوَاجِهُ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ الْيَوْم مُتَعَدِّدَة وَمُتَنَوِّعَة. مِنْ أَبْرَزَهَا . التَّطَوُّر السَّرِيع لِلْأَمْرَاض الْمُعَدِّيَة. يَشْهَد الْعَالِم تَطَوُّرًا مُتَسَارِعٍا فِي ظُهُورِ أمْرَاضٍ مُعْدِيَة جَدِيدَةٍ، كَمَا تَشْهَدُ الْأَمْرَاض الْقَدِيمَة تَحَوُّرَاتٍ سَرِيعَةُ تَزِيدُ مِنْ قُدْرَتِهَا عَلَى الِإنْتِشَارِ وَ التَّأْثِير. وَيُشْكِلُ هَذَا تَهْدِيدًا كَبِيرًا لِلْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ عَلَى الْمُسْتَوِيَيْنِ الْمَحَلِّيّ وَالْعَالَمِيّ. . تِكْنُولُوجْيَا التَّلَاعُب الْجِينِيّ. تَقَدُّمِ الْعِلْمِ فِي مَجَالِ التِّكْنُولُوجْيَا الْحَيَوِيَّة أَتَاح إِمْكَانِيَّة التَّلَاعُب الْجِينِيّ بِشَكْل مُتَزَايِد. وَقَدْ أَثَارَ هَذَا مَخَاوِفَ مِنْ إِمْكَانِيَّة إسْتِخْدَامِ هَذِهِ التِّقْنِيَّات لِتَطْوِير أَسْلِحَة بَيُولُوجِيَّة مُتَطَوِّرَة. . الْإِرْهَاب الْبَيُولُوجِيّ. يُشْكِل خَطَر الْإِرْهَاب الْبَيُولُوجِيّ، أَيْ إسْتِخْدَام الْإِرْهَابْيِين لِلْعَوَامِّل الْبَيُولُوجِيَّةِ كَأسْلحة، تَهْدِيدًا خَطِيرًا لِلْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَالَمِيّ. . التَّغَيُّرَاتِ الْمُنَاخِيَّةِ. تُؤَدَّي التَّغَيُّرَاتِ الْمُنَاخِيَّةِ إلَى ظُهُورِ تَحَدِّيَات جَدِيدَة لِلْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ، كَإنْتِشَار الْأَمْرَاضِ فِي مَنَاطِقَ جَدِيدَة وَظُهُور آفَاتٍ وَأَوْبِئَة جَدِيدَة. . الصِّرَاعَات الْمُسَلَّحَة. تُشْكِل الصِّرَاعَات الْمُسَلَّحَة تَهْدِيدًا كَبِيرًا لِلْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ مِنْ خِلَالِ تَدْمِير الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ الْحَيَوِيَّة وَ التَّأْثِير عَلَى الْبِيئَةِ وَالْمَوَارِد الطَّبِيعِيَّةِ. إنَّ مُعَالَجَةِ هَذِهِ التَّهْدِيدَات الشَّامِلَة تَتَطَلَّب جُهُودًا دَوْلِيَّة مُتَكَامِلَة وَتَعَاوَنَا وَثِيقًا بَيْنَ مُخْتَلِفِ الْجِهَات الْمُعْنِيَة بِالْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ عَلَى الْمُسْتَوَيَات الْمَحَلِّيَّة وَالْإِقْلِيمِيَّة وَالْعَالَمِيَّة.
_ أَبْرَزَ التَّهْدِيدَات الْبَيُولُوجِيَّة الْحَالِيَّةِ الَّتِي يُوَاجِهُهَا الْعَصْر
فِي الْوَقْتِ الْحَالِي، يُوَاجِهُ الْعَالَمَ مَجْمُوعَةً مُتَنَوِّعَةً مِنَ التَّهْدِيدَات الْبَيُولُوجِيَّة الَّتِي تُؤَثِّرُ عَلَى الصِّحَّةِ الْعَامَّة وَالْبِيئَة وَالِإقْتِصَاد. هَذِه التَّهْدِيدَات تَتَطَلَّب إهْتِمَامًا عَالَمِيًّا وَتَعَاوَنَا لِلْحَدِّ مِنْ تَأْثِيرَاتِهَا السَّلْبِيَّة. فِيمَا يَلِي نَظَرَة عَلَى بَعْضٍ هَذِه التَّهْدِيدَات: 1. الَّأٌوْبِئَة وَالْفَيْرُوسَات النَّاشِئَةُ. تُعْتَبَر الَّأٌوْبِئَة وَالْفَيْرُوسَات النَّاشِئَةُ مِنْ أَبْرَزِ التَّهْدِيدَات الْبَيُولُوجِيَّة. إنْتِشَار فَيْرُوسِ كُورُونَا الْمُسْتَجَدّ (COVID-19) هُوَ مِثَالٌ حَدِيثِ عَلى كَيْفِيَّة تَأْثِير الْفَيْرُوسَات النَّاشِئَة عَلَى الصِّحَّةِ الْعَامَّة وَالِإقْتِصَاد الْعَالَمِيّ. كَمَا أَنَّ هُنَاكَ فَيْرُوسَات أُخْرَى مِثْلَ الْإِنْفِلْوَنْزَا الطُّيُور وَ إِنْفلونزا الْخَنَازِيرِ الَّتِي تَسْتَمِرُّ فِي الظُّهُورِ وَتَشْكِيل تَهْدِيدَات مُحْتَمِلَة. 2. الْأَمْرَاض الْمُقَاوِمَةِ لِلْمُضَادَّاتِ الْحَيَوِيَّةِ. تُعْتَبَر مُقَاوَمَة الْمُضَادَّاتِ الْحَيَوِيَّةِ مِنْ أَكْبَرِ التَّحَدِّيَات الصِّحِّيَّةِ فِي الْقَرْنِ الْوَاحِدِ وَالْعِشْرِينَ. تَتَسَبَّب هَذِهِ الظَّاهِرَةِ فِي عَدَمِ فَعَّالِيَّة العِلَاجَات التَّقْلِيدِيَّة وَزِيَادَة مُعَدَّلَات الْوَفَيَات بِسَبَبِ الْأَمْرَاضِ الْبَكْتِيرِيَّة. هُنَاكَ حَاجَةٌ مَاسَّةٌ لِتَطْوِير أَدْوِيَة جَدِيدَة وَ إسْتَرَاتيجيات عِلَاجِيَّة لِمُوَاجَهَة هَذِه الْمُشْكِلَة. 3. التَّغَيُّرَاتِ الْمُنَاخِيَّةِ وَتَأْثِيرِهَا عَلَى الصِّحَّةِ. التَّغَيُّرَاتِ الْمُنَاخِيَّةِ تُؤَثِّر بِشَكْلٍ كَبِيرٍ عَلَى إنْتِشَارِ الْأَمْرَاضِ. إرْتِفَاعِ دَرَجَاتِ الْحَرَارَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَزِيدَ مِنْ إنْتِشَارِ الْأَمْرَاضِ الْمَنْقُولَة بِالنَّوَاقل مِثْلُ الْمَلَارْيَا وَحُمَّى الضَّنَك. كَمَا أَنَّ التَّغَيُّرَاتِ الْمُنَاخِيَّةِ تُؤَثِّرُ عَلَى النَّظْمِ البِيئِيَّة، مِمَّا يُؤَدِّي إلَى فقْدَان التَّنَوُّع الْبَيُولُوجِيّ وَزِيَادَة خَطَر إنْتِشَار الْأَمْرَاض. 4. الْهَجَمَات الْبَيُولُوجِيَّة الْمُحْتَمَلَة. الْهَجَمَات الْبَيُولُوجِيَّة تَشْمَل إسْتِخْدَام الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ أَوْ السَّمُوم لِإِلْحَاقِ الضَّرَرِ بِالْإِنْسَانِ أَوْ الْبِيئَة لِأَغْرَاض عَدَائية. مَعَ التَّقَدُّمِ فِي التِّكْنُولُوجْيَا الْحَيَوِيَّة، تَزْدَاد الْمَخَاوِفِ مِنَ إحْتِمَال إسْتِخْدَام الْأَسْلِحَة الْبَيُولُوجِيَّة فِي النِّزَاعَات. 5. التَّلَوُّث البِيئِيّ وَالتَّعَرُّض لِلْمَوَادّ الكِيمْيَائِيَّة. التَّلَوُّث البِيئِيّ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إلَى مَشَاكِل صِحِّيَّة خَطِيرَةٌ. التَّعَرُّض لِلْمَوَادّ الكِيمْيَائِيَّة السَّامَة مِثْل الزِّئْبَق وَالرَّصَاص يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَ تَلَفَاً فِي الْأَعْضَاءِ وَتَطْوِير أَمْرَاض مُزْمِنَة. 6. الِاخْتِرَاقَات التِّكْنُولُوجِيَّة. إِمْكَانِيَّة تَعْدِيل الْجِينَات وَإِنْشَاء كَائِنَاتٌ حَيَّةٌ مُعَدَّلَة وِرَاثِيًّا بِطُرُق قَدْ تَكُونُ غَيْرَ أَمَّنة. أَيْضًا سَرِقَة الْبَيَانَات الْحَيَوِيَّة كَالْحمض النَّوَوِيُّ وَالْمَعْلُومَات الطِّبِّيَّة مِنْ قِبَلِ الْجِهَات الْمُخَرِّبُة الْخُلَاصَةِ، مَعَ تَزَايُدِ التَّهْدِيدَات الْبَيُولُوجِيَّة، مِنْ الضَّرُورِيِّ تَعْزِيز الْأَبْحَاث وَالتَّعَاوُن الدَّوْلِيّ لِمُوَاجَهَتها. الِإسْتِثْمَار فِي الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ الصِّحِّيَّة، وَتَعْزِيز الْوَعْي الْعَامّ، وَتَطْوِير سِيَاسَات بِيئِيَّة مُسْتَدَامَة هِي خُطُوَات أَسَاسِيَّة لِحِمَايَة الْبَشَرِيَّةِ مِنْ هَذِهِ التَّهْدِيدَات.
_ كَيْفَ يُمْكِنُ تَعْزِيز الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ لِمُوَاجَهَة هَذِه التَّهْدِيدَات
هُنَاكَ عِدَّةِ طُرُقٍ يُمَكَّنُ مِنْ خِلَالِهَا تَعْزِيز الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ لِمُوَاجَهَة التَّهْدِيدَات الْمُخْتَلِفَة. . تَحْسِين الْإِطَار التَّشْرِيعِيّ وَالتَّنْظِيمي. أوَّلًا، يَجِبُ تَحْسِينُ الْإِطَار التَّشْرِيعِيّ وَالتَّنْظِيمي لِلْأَمْنِ الْبَيُولُوجِيّ عَلَى الْمُسْتَوَى الْوَطَنِيِّ وَالدَّوْلِيّ. هَذَا يَشْمَلُ وَضْعَ قَوَانِين وَسِيَاسَات صَارِمَة لِتَنْظِيم إسْتِخْدَام وَتَدَاوُل الْمَوَادّ الْبَيُولُوجِيَّة الْخَطِرَة، وَتَحْدِيد المَسْؤُولِيَّات وَالصَّلَاحِيَّات بَيْنَ الْجِهَات الْمُعْنِيَة. كَمَا يَجِبُ تَعْزِيز آلِيَّات الرِّقَابَة وَالْمُرَاقَبَة لِضَمَان الِإلتِزَامِ بِهَذِهِ التَّشْرِيعَات. . تَعْزِيز التَّنْسِيق وَالتَّعَاوُن الدَّوْلِيّ. ثَانِيًا، مِنْ الضَّرُورِيِّ تَعْزِيز التَّنْسِيق وَالتَّعَاوُن الدَّوْلِيُّ فِي مَجَالِ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ. فَالتَّهْدِيدَات البَيُولُوجِيَّةِ عَابِرَة لِلْحُدُود الْوَطَنِيَّة، لِذَا يَتَطَلَّب التَّصَدِّي لَهَا جُهُودًا تَنْسَيقِيَّة بَيْنَ الدُّوَلِ وَ الْمُنَظَّمَات الدَّوْلِيَّة الْمُخْتَلِفَة. وَيُمْكِنُ تَحْقِيقُ ذَلِكَ مِنْ خِلَالِ تَبَادُل الْمَعْلُومَات وَالْخِبْرَات، وَتَنْسيق الجُهُودِ فِي مَجَالَاتِ الْوِقَايَة وَالِإسْتِجَابَة وَالتَّحْقِيق. . بِنَاءِ القُدْرَاتِ الْوَطَنِيَّة. ثَالِثًا، يَجِبُ بِنَاءً وَتَطْوِير القُدُرَات الْوَطَنِيَّةِ فِي مَجَالُ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ. هَذَا يَتَضَمَّنُ تَدْرِيب الْكَوَادِر الْبَشَرِيَّة، وَتَحْدِيث الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ التِّقْنِيَّة وَالْمُخْتَبَرِيَّة، وَتَعْزِيزِ نُظَّم الَّتَرَّصُد وَ الِإسْتِجَابَة السَّرِيعَة لِلْحَوَادِث الْبَيُولُوجِيَّة. كَمَا يَتَطَلَّبُ ذَلِكَ تَوْفِيرَ التَّمْوِيل اللَّازِم وَأَرَساء أَنْظِمَة الْإِدَارَة وَالحَوْكَمَة الفَعَالَة. . زِيادَةِ الْوَعْيِ وَالتَّوْعِيَة الْمُجْتَمَعِيَّة. رَابِعًا، مِنْ الضَّرُورِيِّ زِيادَةِ الْوَعْيِ وَالتَّوْعِيَة الْمُجْتَمَعِيَّة بِأَهَمِّيَّة الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ وَتَحَدِّيَاته. فَمُشَارِكة الْأفْرَادُ وَالمُؤَسَّسَات الْمُخْتَلِفَة أَمَر حَيَوِيّ لِتَحْقِيق الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ. وَيُمْكِنُ تَحْقِيقُ ذَلِكَ مِنْ خِلَالِ بَرَامِج التَّثْقِيف وَالتَّدْرِيب، وَنَشْر الْمَعْلُومَات وَ التَّوْعِيَة الْإِعْلَامِيَّة، وَإِشْرَاك الْمُجْتَمَع الْمَدَنِيُّ فِي الْجُهُود الْوَطَنِيَّة. .تَعْزِيز الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَالِابْتِكَار. خَامِسًا، يَجِب تَعْزِيز الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَالِإبْتِكَار فِي مَجَالِ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ. فَالتَّطَوُّرَات التِّقْنِيَّة وَالْعِلْمِيَّة يُمْكِنُ أَنْ تُسْهِم بِشَكْلٍ كَبِيرٍ فِي تَعْزِيزِ قُدُرَات الْكَشْف وَالْمُرَاقَبَة وَالِإسْتِجَابَة لِلتَّهْدِيدَات البَيُولُوجِيَّةِ. وَيَتَطَلَّب ذَلِك إسْتِثْمَار الْمَوَارِد اللَّازِمَةِ فِي مَجَالَاتِ الْبَيُولُوجْيَا وَالطِّبِّ وَالتِّكْنُولُوجْيَا الْحَيَوِيَّة وَ غَيْرِهَا. . تَحْسِينُ نَظْم الصِّحَّة الْوَاحِدَة. أخِيرًا، يَجِبُ تَحْسِينُ نُظَّم الصِّحَّة الْوَاحِدَة وَالرَّبْطُ بَيْنَ صِحَّةِ الْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ وَالْبِيئَة. فَالتَّدَاخُل بَيْنَ هَذِهِ الْمُكَوِّنَات هُوَ أَسَاسُ لِتَحْقِيق الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ الشَّامِل. وَيتَطَلَّب ذَلِك تَعْزِيزِ التَّعَاوُنِ بَيْن الْقطَّاعِات ذَاتَ الصِّلَة، وَتَطْوِير الأَنْظِمَة التَّشْخِيصِيَّة وَالرَّصَدِ البِيئِيّ، وَتَنْفِيذ بَرَامِج الْوِقَايَة وَالتَّأَهُّب وَ الِإسْتِجَابَة. بِتَكَامُل هَذِه الْجُهُود عَلَى الْمُسْتَوَيَات الْوَطَنِيَّة وَ الْإِقْلِيمِيَّة وَالدُّولَيَّة، يُمْكِنُ بِنَاءُ نِظَامٌ مُتَكَامِلٌ لِلْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ قَادِرٌ عَلَى مُوَاجَهَةِ التَّهْدِيدَات الْمُتَنَوِّعَة وَالْمُتَطَوِّرَة. وَهَذَا يَتَطَلَّب إلْتِزَامًا سِيَاسِيًّا قَوِيًّا وَتَضَافُر الْجُهُود بَيْن كَافَّة الْجِهَات الْمُعْنِيَة.
_ التَّدَابِير المُتَّخَذَةِ عَلَى مُسْتَوَى الدُّوَل لِمُوَاجَهَة هَذِه التَّهْدِيدَات
عَلَى مُسْتَوَى الدُّوَل، هُنَاكَ عَدَدُ مَنْ التَّدَابِير الْمُتَّخَذَة لِمُوَاجَهَة التَّهْدِيدَات الْأُمْنِيَة غَيْر التَّقْلِيدِيَّة وَالتَّهْدِيدَات الْإِرْهَابِيَّة الْمُتَطَوِّرَة. بِمَا فِيهَا التَّعَاوُنِ الدَّوْليِّ وَالتَّنْسِيق، بِنَاءِ القُدْرَاتِ الْوَطَنِيَّة، التَّنْسِيق الأَمْنِيّ وَالِإسْتِخْبَارَاتِي الْإِقْلِيمِيّ، تَعْزِيز الرِّقَابَة وَالْأَمْن السَّيبراني، تَطْوِير الِاسْتِرَاتِيجِيَّات الْوَطَنِيَّةِ، الْجُهُود الدِّبْلُومَاسِيَّة وَالتَّوْعَّوِيَّة. دُوَلٍ الْعَالِم تَعْمَلُ عَلَى تَعْزِيزِ التَّعَاوُنِ الدَّوْليِّ وَالتَّنْسِيق الأَمْنِيّ فِيمَا بَيْنَهَا لِمُوَاجَهَة هَذِه التَّهْدِيدَات الَّتِي لَا تُعْرَفُ حُدُود جُغْرَافِيَّة. فَقَدْ تَمَّ إنْشَاء آلِيَّات وَقَنَوَات لِلتَّشَاوُر وَالتَّبَادُل الْمَعْلُومَاتِي بَيْنَ الأَجْهِزَةَ الأَمْنِيَّةَ وَ الِإسْتِخْبَارِيَّة لِلدُّوَل، مِمَّا يُسَاعِدُ عَلَى إكْتِشَاف الْمُخَطَّطَات الْإِرْهَابِيَّة وَ الحَيْلُولَةِ دُونَ تَنْفِيذُهَا. تَقُوم الدُّوَل بِتَعْزِيز قُدُرَات أَجْهَزَتِهَا الأَمْنِيَّةِ وَ الْعَسْكَرِيَّة لِلتَّصْدِي لِلتَّهْدِيدَات الْإِلِكْتِرُونِيَّة وَ التَّخْرِيبِيَّة. فَيَتِمُّ تَطْوِير الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ التِّكْنُولُوجِيَّة، وَ تَأْهِيل وَ تَدْرِيبُ الْكَوَادِر الْبَشَرِيَّة، وَإعْتِمَاد تِقْنِيَات مُتَطَوِّرَة فِي الرَّصَد وَالِإسْتِخْبَارَات وَالِإسْتِجَابَة السَّرِيعَة. كَمَا يَتِمُّ تَحْدِيث التَّشْرِيعَات الْوَطَنِيَّة لِتِجَريم الْأَنْشِطَة الْإِرْهَابِيَّة وَ الَّإلِكْتِرُونِيَّة وَ الْجَرَائِمَ الْمُنَظَّمَة عَبَّر الْحُدُودِ. عَلَى الْمُسْتَوَى الْإِقْلِيمِيّ، تَعْمَل الدُّوَلِ عَلَى تَطْوِير آلِيَّات لِلتَّعَاوُن وَالتَّنْسِيق الأَمْنِيّ وَ الِإسْتِخْبَارَاتِي فِيمَا بَيْنَهَا لِمُوَاجَهَة التَّهْدِيدَات الْمُشْتَرَكَةِ. فَقَدْ أَنْشَأَتْ دُوَل الِإتِّحَاد الْأُورُوبِّيِّ عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ وَحَدَات مُتَّخَصِصَة لِمُكَافَحَة التَّطَرُّف وَ الْإِرْهَاب، وَكَذَلِك قَنَوَات لِتَبَادُل الْمَعْلُومَات وَ إتِّخَاذ التَّدَابِير الْمَنَسَقَة. تَعْمَلُ الدُّوَلِ عَلَى تَعْزِيز الرِّقَابَة وَالْأَمْن السَّيبراني عَلَى الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ الْحَيَوِيَّة وَ الْمُنْشَات الْحَسَّاسَة لِمَنْع التَّخْرِيب وَالِإخْتِرَاقَات الْإِلِكْتِرُونِيَّة. كَمَا تُشَدَّدَ عَلَى ضَرُورَةِ إتِّخَاذ تَدَابِير أُمْنِيَة مَادِّيَّة لِحِمَايَة الْمَرَافِق وَالْمَعْدِات الْحَيَوِيَّة. وَتَوَفُّر الدُّوَل الدَّعْم الْمَالِيّ وَ التِّقْنِيّ لِلْجِهَات الْمُعْنِيَة لِتَطْوِير قُدْرَاتِهَا فِي هَذَا الْمَجَالِ. وَضَعْت الْعَدِيدِ مِنَ الدُّوَلِ إسْتِرَاتِيجِيَّات وَطَنَيْة شَامِلَة لِمُوَاجَهَة التَّهْدِيدَات الْأُمْنِيَة الْمُعَاصِرَة. تَتَضَمَّنْ هَذِهِ الِإسْتِرَاتِيجِيَّات مَبَادِئُ وَإِجْرَاءِات لِتَعْزِيزِ التَّعَاوُنِ الدَّوْليِّ وَ الإِقْلِيمِيّ، وَ بِنَاء القُدُرَات الْوَطَنِيَّة، وَ تَبْنِي تِقْنِيَات مُتَقَدِّمَةً فِي الْمُرَاقَبَةِ وَالِإسْتِخْبَارَات، وَتَحْدِيث التَّشْرِيعَات وَ الْقَوَانِين ذَات الصِّلَة. تَقُوم الدُّوَل بِجِهَود دِبْلُومَاسِيَّة لِتَعْزِيزِ التَّفَاهُم وَ الشِّرَاكات الدَّوْلِيَّة فِي مَجَالِ مُكَافَحَةِ التَّهْدِيدَات الْأُمْنِيَة. كَمَا تَسْعَى إِلَى زِيَادَةِ التَّوْعِيَة الْمُجْتَمَعِيَّة بِخَطِّورة هَذِهِ التَّهْدِيدَات وَأَهَمِّيَّة التَّعَاوُنُ فِي التَّصَدِّي لَهَا. وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ حَمَلَات إِعْلَامِيَّة وَ تَثْقِيفيَّة مُوَجِّهَهُ لِلْجُمْهُور. بِشَكْلٍ عَامٍّ، يَتَطَلَّب التَّصَدِّي لِهَذِه التَّهْدِيدَات الْأُمْنِيَة الْمُعَاصِرَة تَضَافَر الْجُهُود عَلَى مُخْتَلِفِ الْمُسْتَوَيَاتِ، الدَّوْلِيّ وَالإِقْلِيمِيّ وَالْوَطَنِي، مِنْ خِلَالِ إتِّخَاذ تَدَابِير مُتَكَامِلَة تَجْمَعُ بَيْنَ التَّعَاوُن الْمُؤَسَّسَي، وَ بِنَاءً القُدُرَات، وَالْحِمَايَة التِّقْنِيَّة وَالْمَادِّيَّة، وَالْجُهُود الدِّبْلُومَاسِيَّة وَالتَّوْعَّوِيَّة. وَتَعْكِسُ هَذِه الْجُهُود الدُّوَل الْمُلْتَزَمَة بِضَمَان الْأَمْن وَالِإسْتِقْرَارُ عَلَى الْمُسْتَوَى الدَّوْلِيّ.
_ الْأَمْنِ الْبَيُولُوجِيّ وَعِلْمِ الْوِرَاثَة
الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ وَالْأَمْن الصِّحِّيّ هُمَا مَجَالَان مُتَرَابِطَان بِشَكْل وَثِيق، إذْ أَنَّ التَّقَدُّمَ السَّرِيعُ فِي عُلُومِ الحَيَاةِ وَ التِّكْنُولُوجِيَّات الْبَيُولُوجِيَّةِ قَدْ أَدَّى إلَى ظُهُورِ تَحَدِّيَات جَدِيدَة تَتَعَلَّق بِالْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ. عَلِم الْوِرَاثَة هُوَ أَحَدُ الْمَجَالَات الرَّئِيسِيَّة الْمُرْتَبِطَة بِالْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ. فَالتَّقَدُّمُ فِي فَهْمِ الْجِينُومِ الْبَشَرِيِّ وَالْكَائِنَات الْحَيَّة الْأُخْرَى قَدْ أَتَاح إِمْكَانِيَّة التَّلَاعُب الْجِينِيّ وَتَصْمِيم كَائِنَاتٌ حَيَّةٌ مُعَدَّلَة وِرَاثِيًّا، مِمَّا يُثِيرُ مَخَاوِفَ كَبِيرَة بِشَأْن إمْكَانِيَّةُ إسْتِخْدَامِ هَذِهِ التِّقْنِيَّات لِأَغْرَاض إِرْهَابِيَّة أَوْ عَسْكَرِيَّة. لِذَلِكَ، فَإِنْ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ يَشْمَل بِشَكْلٍ أَسَاسِيٍّ الْإِجْرَاءَات وَالتَّدَابِير الرَّامِيَة إلَى مَنْعِ وُصُولِ الْجِهَاتِ غَيْرُ الْمُصَرَّحِ لَهَا إلَى الْمَوَادِّ الْبَيُولُوجِيَّة الْخَطِرَة أَوْ الْمَعْلُومَات الْحَسَّاسَة الْمُتَعَلِّقَةِ بِهَا، بِمَا فِي ذَلِكَ تِلْكَ النَّاتِجَةِ عَنِ التَّطَوُّرَات فِي عِلْمِ الْوِرَاثَة. هَذِه التَّدَابِير تَشْمَل الرِّقَابَة عَلَى عَمَلِيَّات تَخْلِيق الْجِينَات وَتَحْلِيل الْمَخَاطِر الْبَيُولُوجِيَّة الْمُحْتَمَلَة، وَتَحْسِين أَنْظِمَة الْإِبْلَاغ وَالِإسْتِجَابَة لِلْحَوَادِث الْبَيُولُوجِيَّة. عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، أَدَّتْ التَّجَارِب الْجَدَلِيَّة فِي مَجَالِ عَلِم الْوِرَاثَة مِثْل إصْطِنَاع فَيْرُوس الْإِنْفِلْوَنْزَا وَالتَّعْدِيل الْجِينِيّ لِجَرْثُومَة الْجَمْرَةَ الْخَبِيثَةِ إلَى الْمُنَادَاة بِإِجْرَاءِات أَكْثَرُ صَرَامَةً فِي مَجَالِ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ لِضَبْط عَمَلِيَّات التَّعَامُلِ مَعَ هَذِهِ الْمَوَادِّ. كَمَا أَنَّ التَّطَوُّرَات فِي مَجَالِ تَحْرِير الْجِينَات وَ الْبُيُولُوجِيَا الِإصْطِنَاعِيَّة تَتَطَلَّب وَضْعَ ضَوَابِطَ وَتَدْابِير جَدِيدَةٍ لِلْحَدِّ مِنْ الْمَخَاطِرِ الْمُحْتَمَلَةِ. فِي الْمُقَابِلِ، يُسَاهِم عَلِم الْوِرَاثَةِ فِي تَعْزِيزِ قُدُرَات الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ مِنْ خِلَالِ تَطْوِير أَسَالِيب تَشْخِيصِيَّة وَتَحْلِيلُيَّة حَدِيثَّة لِلْكَشْفِ عَنْ التَّهْدِيدَاتِ الْبَيُولُوجِيَّة وَتَتَبُّع إنْتِشَارِهَا. كَمَا أَنَّ الْفَهْمَ الْعَمِيق لِلْبِنْيَة الْجِينِيَّة لِلْكَائِنَات الْحَيَّة يَسْمَح بِتَطْوير لِقَاحَات وَعِلَاجًات فَعَّالَة ضِدّ الْأَمْرَاضَ الْمُعْدِيَةَ. وَ عَلَيْهِ، فَإِنْ التَّكَامُلَ بَيْنَ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ وَعِلْمِ الْوِرَاثَة أَمَر حَيَوِيّ لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ النَّاشِئَةِ فِي ظِلِّ التَّقَدُّمَ الْعِلْمِيَّ السَّرِيعَ، مِنْ خِلَالِ وَضَع إِطَار تَنْظِيمِّي قَوِيٍّ وَتَعْزِيز القُدُرَات فِي مَجَالَاتِ الْمُرَاقَبَة وَالتَّشْخِيص وَالِإسْتِجَابَة لِلْمَخَاطِر الْبَيُولُوجِيَّة. وَتُعَدّ دَوْلَةِ الْإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُتَّحِدَة مِثَالًا عَلَى الْجُهُود الْمَبْذُولَةُ فِي هَذَا الْإِطَارِ، حَيْثُ تَمَّ إعْلَانُ تَشْكِيل اللَّجْنَة الْوَطَنِيَّةِ لِلْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ لِإِدَارَة الْمَخَاطِر الْبَيُولُوجِيَّة وَتَعْزِيز التَّعَاوُنِ الدَّوْليِّ فِي هَذَا الْمَجَالِ. بِالْإِجْمَال، الْعَلَاقَةِ بَيْنَ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ وَ عِلْمِ الْوِرَاثَةُ هِيَ عَلَاقَةٌ تَكَامُلِيٍّة مُهِمَّةٌ لِحِمَايَة الْمُجْتَمَعَاتِ مِنَ التَّهْدِيدَات الْبَيُولُوجِيَّة فِي ظِلِّ التَّطَوُّرَات السَّرِيعَة فِي الْعُلُومِ الْحَيَاتِيَّة.
_ إسْتِخْدَامُ الْمَوَادّ الْبَيُولُوجِيَّة كَأسْلِحَة
إسْتِخْدَام الْأَسْلِحَة الْبَيُولُوجِيَّة يَنْطَوِي عَلَى مَخَاطِر جَسِيمَة وَخَطِيرَة، وَيُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إلَى عَوَاقِب وَخِيمَةٌ عَلَى الصَّعِيدِ الْإِنْسَانِيّ وَالْبِيئَي تَكْمُنُ فِي إنْتِشَارِ الْأَمْرَاضِ وَالْأَوْبِئَةِ الَّتِي قَدْ تَتَفَشَّى بِشَكْلٍ غَيْرِ مَحْدُودٍ وَغَيْرَ مُتَوَقَّع وَتَتَسبب بِوَفَيات جَمَاعِيَّة. إلَى جَانِبِ ذَلِكَ هُنَاكَ التَّأْثِيرِ السَّلْبِيِّ عَلَى الْبِيئَةِ وَ النَّظْم البِيئِيَّة مِنْ خِلَالِ التَّلَوُّث وَالتَّدْمِير لِلنَّبَاتِات وَالْحَيَوَانَاتِ. كَمَا أَنَّ لإسْتِخْدَامَ مَوَادّ كِيمْيَائِيَّة سَامَة وَتُوكْسِينَّات تَّأْثِيرُات عَلَى الْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ وَالْبِيئَي خَطِيرَةٌ قَدْ تُؤَدِّي إلَى إصَابَات وَ أضْرَار بَالِغَةً. مِنْ جِهَةِ أُخْرَى هُنَاكَ إِحْتِمَالِيَّة وُصُول هَذِهِ الْأَسْلِحَةِ إلَى أَيْدِي جِهَات إِرْهَابِيَّة أَوْ مُتَطَرِّفَة مِمَّا قَدْ يَزِيدُ مِنْ تَهْدِيدًاتِهَا. إضَافَةُ إلَى عَدَمِ الْقُدْرَةِ عَلَى التَنَبُّؤ وَالتَّحَكُّمُ بِإنْتِشَار وَأثَار هَذِهِ الْأَسْلِحَةِ بِشَكْل دَقِيقِ. هَذِهِ التَّحَدِّيَات وَ الْمَخَاطِر تَفْرِضُ ضَرُورَةِ تَعْزِيزِ الْإِطَار الْقَانُونِي الدَّوْلِيِّ لِحَظْر إسْتِخْدَام الْأَسْلِحَة الْبَيُولُوجِيَّة وَتَطْوِيرِهَا وَالتَّخَلُّص مِنْهَا بِشَكْل كَامِل. و تَشْدِيد الرِّقَابَة وَالتَّفْتِيش عَلَى الْمُخْتَبَرات وَ الْمُنْشَات الْبَيُولُوجِيَّة لِمَنْعِ إسْتِخْدَامُهَا لِأَغْرَاض عَسْكَرِيَّة. و تَعْزِيزِ التَّعَاوُنِ الدَّوْليِّ وَالتَّبَادُل الْعِلْمِيّ السِّلْمِي فِي مَجَالِ الْأَبْحَاث الْبَيُولُوجِيَّة. نَاهِيك عَنْ تَطْوِيرِ قُدُرَات الِإسْتِجَابَة وَ الْوِقَايَةِ مِنْ الْأَمْرَاضِ الْمُعَدِّيَة وَالْأَوْبِئَة عَلَى الْمُسْتَوَيَات الْوَطَنِيَّة وَالدُّولَيَّة. ثُمَّ زِيَادَةُ الْوَعْي الْمُجْتَمَعي بِمُخَاطَر الْأَسْلِحَةِ الْبَيُولُوجِيَّة وَدُور الْمُجْتَمَع الْمَدَنِيُّ فِي مَكَافَحَتَّهَا. بِالتَّصَدِّي الْفَعَال لِهَذِه الْمَخَاطِر عَبَّر الْجُهُود الْوَطَنِيَّة وَالدُّولَيَّة الْمُنَسَقَة، يُمْكِنُ الْحَدُّ مِنْ مَخَاطِرِ إسْتِخْدَام الْأَسْلِحَة الْبَيُولُوجِيَّة وَالْحِفَاظِ عَلَى سَلَامَةِ الإِنْسَانُ وَالبِيئَةُ.
_ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ وَالْأَمْن الْغِذَائِيّ وَالْبِيئَي
الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ وَالْأَمْن الْغِذَائِيّ وَالْبِيئَي تَرْتَبِطُ بِبَعْضِهَا الْبَعْضِ بِشَكْل وَثِيق. يُعْرَف الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ بِأَنَّه مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْإِجْرَاءَات وَالْمَمَارَسَات الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى حِمَايَة الأَنْظِمَة الْبَيُولُوجِيَّة مِنْ التَّهْدِيدَاتِ الْبَيُولُوجِيَّة مِثْل الأَوْبِئَة وَالْأَمْرَاضُ الْمُعَدِّيَة. بَيْنَمَا يُشِير الْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ إلَى إِمْكَانِيَّة الْوُصُول الْآمِن وَالْكَافِي لِلْإِغْذِيَة الصِّحِّيَّة وَالمُغَذِّيَة. وَأَخِيرًا، يَتَعَلَّق الْأَمْن البِيئِيّ بِحِمَايَة النَّظْم البِيئِيَّة وَالْمَوَارِد الطَّبِيعِيَّة. الْعَلَاقَةِ بَيْنَ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ وَالْأَمْن الْغِذَائِيّ وَالْبِيئَي تَتَجَلَّى فِي الْآتِي. الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ لَهُ تَأْثِيرٌ مُبَاشِرٌ عَلَى الْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ، حَيْث يَهْدِفُ إِلَى حِمَايَة الْمَحَاصِيل وَالْمَاشِيَةَ مِنْ الْأَمْرَاضِ وَالْآفَاتِ الَّتِي قَدْ تُؤَثِّرُ عَلَى إنْتَاجِيَّة الْغِذَاءَ. كَمَا أَنَّ الْأَمْنَ الْبَيُولُوجِيّ يُسَاهِمُ فِي الْحِفَاظِ عَلَى التَّنَوُّع الْبَيُولُوجِيّ وَالْمَوَارِد الطَّبِيعِيَّة اللَّازِمَة لِإِنْتَاج الْغِذَاء بِشَكْل مُسْتَدَامٌ. فِي الْمُقَابِلِ، الْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ يَعْتَمِدُ عَلَى الْمَوَارِد البِيئِيَّة السَّلِيمَة، مِثْل التُّرْبَةَ الْخِصْبَةَ وَالْمِيَاه النَّظِيفَة وَالْهَوَاء النَّقِيّ، وَاَلَّتِي تَتَأَثَّر بِمُمَارَسَات الْأَمْن البِيئِيّ. أَنْ الْفَشَلِ فِي الْحِفَاظِ عَلَى الْأَمْنِ البِيئِيّ قَدْ يُؤَدِّي إلَى تَدَهْوُر الْبِيئَة وَإنْخِفَاض إنْتَاج الْغِذَاء، مِمَّا يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى الْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ وَالْبُيُولُوجِيّ. لِضَمَانِ الِإسْتِدَامَة وَالْآمَانِ عَلَى الْمَدَى الطَّوِيلِ، مِنْ الضَّرُورِيِّ وَضَع سِيَاسَاتِ وَ مُمَارَسَاتِ مُتَكَامِلَة تُحَقِّقُ التَّوَازُنَ بَيْنَ الْأَمْن الْبَيُولُوجِيّ وَ الْغِذَائِيّ وَالْبِيئَي. فَالْتَنْسِيق وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ مُخْتَلِفِ الْجِهَات الْمُعْنِيَة فِي هَذِهِ الْمَجَالَاتِ سَيُسَاعِد عَلَى تَحْدِيدِ التَّهْدِيدَات الْمُشْتَرَكَة وَتَطْوِير إسْتِرَاتِيجِيَّات لِلتَّصْدِي لَهَا. وَ تَعْزِيز الْإِجْرَاءَات الْوِقَائِيَّة وَالِإسْتِجَابَة السَّرِيعَة لِلْأَزْمَات. وَ ضَمَان الِإسْتِخْدَام الْمُسْتَدَام لِلْمَوَارِد الطَّبِيعِيَّةِ. ثُمَّ تَحْقِيقُ التَّوَازُنِ بَيْنَ تَلْبِيَة الإِحْتِيَاجَات الْغِذَائِيَّة وَالْحِفَاظِ عَلَى الْبِيئَة. وَ بِالتَّالِي، فَإِنَّ التَّكَامُلَ بَيْنَ هَذِهِ الْأَبْعَادِ الثَّلَاثَةِ سَيُسَاهم فِي تَحْقِيقِ التَّنْمِيَة الْمُسْتَدَامَة وَضَمَان الْأَمْن الشَّامِل لِلْمُجْتَمَعَات.
#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أَخْلَاقِيَّات التِّكْنُولُوجْيَا
-
فَلْسَفَة التِّكْنُولُوجْيَا: -الْجُزْءِ الثَّانِي-
-
فَلْسَفَةُ التِّكْنُولُوجْيَا : -الْجُزْءُ الْأَوَّلُ-
-
التِّكْنُولُوجْيَا
-
أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ
-
أَخْلَاقِيَّات الْإِعْلَام
-
الْأَخْلَاقِ البِيئِيَّة: -الْجُزْءِ الثَّانِي-
-
الْأَخْلَاقِ البِيئِيَّة :-الْجُزْءِ الْأَوَّلِ-
-
الْأَخْلَاقِ الطِّبِّيَّة
-
الْأَخْلَاقِ التَّطْبِيقِيَّة
-
البْيُّوإِثِيقَا : -الْجُزْءُ الثَّالِثُ-
-
البْيُّوإِثِيقَا : -الْجُزْءِ الثَّانِي-
-
البْيُّوإِثِيقَا : -الْجُزْءِ الْأَوَّلِ-
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق فِي فَلْسَفَةِ الِإخْتِلَاف
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : رِهَان الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِ
...
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : تَحَدِّيَات الْعَوْلَمَة
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق : أَسَاسِيًّات التَّقَدُّمُ
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق : إنْتِقَادَات مَا بَعْدَ الْحَدَاثَة
...
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : تَسَاؤُلَات الْحَدَاثَةِ
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : تَشْكِيلَات الْحَضَارَةُ
المزيد.....
-
للتتويج بلقب الأفضل.. مسابقة غريبة بين 60 مشتركًا لتقليد صيا
...
-
حمص تغرق في أحداث طائفية: اعتداءات على طلاب السكن الجامعي وه
...
-
هل باتت المواجهة بين -قسد- ودمشق حتمية؟
-
بيسكوف: كييف لا تسيطر على كامل قواتها وهذا يؤثر على التزامها
...
-
إعلام: إيران تقترح على -الترويكا الأوروبية- عقد لقاء حول الب
...
-
رئيس المخابرات المصرية يلتقي وفد التفاوض الإسرائيلي
-
البحرية الأمريكية: سقوط مقاتلة من على متن حاملة الطائرات -تر
...
-
أردوغان يدعو إلى الإسراع في تعزيز إسطنبول لمواجهة الزلازل
-
البرازيل تدعو لانسحاب إسرائيل من غزة وتشدد على دور -بريكس- ف
...
-
إيران: حصيلة ضحايا انفجار الميناء ترتفع إلى 65 قتيلا ووزير ا
...
المزيد.....
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
المزيد.....
|