كتاب -الشخصية العراقية- للدكتور إبراهيم الحيدري، هل يمثل الشخصية العراقية فعلا ؟

يوسف علاء حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 23:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لماذا كتاب "الشخصية العراقية" لإبراهيم الحيدري ؟

هل يمثّل فعلاً "الشخصية العراقية؟"

يُعدّ كتاب "الشخصية العراقية: البحث عن الهوية - تحليل نفسي – اجتماعي للسلوك والأنماط والقيم" للدكتور إبراهيم الحيدري من المحاولات الجادة والبحثية العميقة لفهم ملامح الشخصية العراقية، من خلال أدوات علم الاجتماع والتحليل النفسي. لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه بعد قراءة هذا العمل: هل ما طرحه الحيدري يمثّل فعلاً الشخصية العراقية؟

في الواقع، يتّسم الكتاب بنزعة نقدية واضحة، إذ ركز الكاتب بشكل كبير على السلبيات والأزمات البنيوية التي يعاني منها الفرد العراقي. من العشائرية والطائفية، إلى الازدواجية في السلوك، والقلق الوجودي الناتج عن تجارب القمع السياسي والعنف المجتمعي. هذه المقاربة جعلت من الشخصية العراقية تبدو كأنها شخصية مأزومة بالكامل، مفعمة بالتناقضات، وغير قادرة على التوازن أو النمو.

صحيح أن المنهج النقدي الذي اعتمده الحيدري كان يهدف إلى تشخيص العوامل المسببة للتراجع والانقسام والهشاشة المجتمعية، لكنه، في المقابل، أغفل الكثير من الجوانب الإيجابية التي تشكّل رصيداً كبيراً في الشخصية العراقية، كالصبر، وروح الجماعة، والكرم، والمرونة العالية في التكيف، والإبداع في مواجهة التحديات. وهي صفات لا يمكن تجاهلها حين نتحدث عن هوية أي شعب.

إذن، يُمكن القول إن الكتاب لا يُمثّل الصورة الكاملة للشخصية العراقية، بل يُمثّل قراءة جزئية – وإن كانت دقيقة – للجانب المعتم من الشخصية. وربما هذا ما قصده الكاتب؛ فهو لم يكن بصدد تقديم صورة مثالية أو شاملة، بل أراد الغوص في الجذور النفسية والاجتماعية للأزمات، ليس من أجل التعميم، بل من أجل الفهم وإثارة النقاش.

الخلاصة ..
كتاب "الشخصية العراقية" لا يُمكن اعتباره مرآة تامة تعكس كل أبعاد الشخصية العراقية، بل هو أشبه بعدسة مكبّرة تُسلّط الضوء على أزماتها، وجانبها السلبي. ومن هنا تأتي أهميته، لكنها في ذات الوقت تُحتم على القارئ أن يُكمل الصورة بجوانب أخرى، ربما لم تُذكر، لكنها حاضرة في وجدان وهوية العراقي.

#يوسف_علاء_حسين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات