أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -1-















المزيد.....

التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -1-


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 21:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

شهد القرن العشرون العديد من الأنظمة السياسية التي أسست على القوة والتسلط، وبواسطة الانقلابات الدموية, والتي تحققت بفعل دعم وتخطيط المخابرات الغربية خصوصا البريطانية والامريكية, ومنها ما حصل بالعراق في الستينات والسبعينات, والتي يتم تسميتها ثورات جزافا! وحقيقتها انها مجرد انقلابات عسكرية, وبدعم غربي لتحقيق اهداف القوى العالمية عبر دمى محلية, وحديثنا عن نظام صدام المجرم, الذي استغل الظروف ليتسلق للوصول للحكم في بغداد, بعد نهر من الدم, وتاريخيا نجد تشابه عجيب بين نظام صدام التكريتي ونظام أدولف هتلر في ألمانيا النازية رغم الفارق الزمني والمكاني بين النظامين، إلا أن هناك جوانب مشتركة عدة تجمع بينهما، تتعلق بالطموح القومي، ووسائل القمع المتبعة، واستخدام الحرب لتحفيز الولاء الوطني, ولا يمكن ان يكون التشابه مصادفة.

• اولا: النظرة القومية المتطرفة.
كل من هتلر وصدام استخدموا القومية كأداة لتعبئة الجماهير, هتلر على سبيل المثال، طرح فكرة "العرق الآري" كفكرة تفوّق لتبرير سياساته المدمرة ضد القوميات الاخرى والأقليات وتبرير العنف, كذلك استخدم صدام القومية العربية كوسيلة لتعزيز سلطته واداة مهمة لتعبئة الجماهير، معتقدًا بأنه يمثل مصالح العرب في مواجهة الأعداء الخارجيين، وخاصة الجارة إيران والتي جعل منها عدو, وايضا الكيان الصهيوني جعل منها عدو للتسويق الاعلامي فقط.
هتلر ارتكز على مفهوم (العرق الاري) كقاعدة اساسية له, وهكذا أنشأ نظرية شائنة تُعرف بالتفوق الآري، والتي اعتبرت أن الألمان من أصل نازي هم أرقى الكائنات البشرية, في كتابه *كفاحي*، قدم هتلر أفكاره حول العرق وشدد على ضرورة تطهير ألمانيا من "العرق الأدنى"، الذي تضمّن اليهود، والغجر، والشعوب السلافية, لقد استخدمت هذه الأيديولوجية لتبرير الجرائم الوحشية، وكنت تسمى تلك الاعمال بالسعي "لتنقية" المجتمع الألماني.
في المقابل استخدم صدام حسين القومية العربية لخلق شعور بالوطنية وتعزيز سلطته, حيث نصب نفسه حاميًا للقومية العربية! وممثلًا لمصالح العرب في مواجهة التحديات الخارجية، في خطبه كان يعبر عن ضرورة وحدة العرب ضد الشعوب "غير العربية"، مما ساهم في تشجيع مشاعر القبائل العربية للولاء للنظام, من دون الاكراد والمسيحيين وباقي الاقليات في العراق, واستخدم القومية العربية خلال حرب العراق ضد إيران (1980-1988)، حيث تم تقديم الحرب كصراع من أجل السيادة القومية العربية، مع معاقبة اي انتقاد داخلي للنظام.
كذلك, استخدم كل من هتلر وصدام القومية كوسيلة لتعبئة الجماهير، حيث قاما بتنظيم مظاهرات واحتفالات وطنية تحت مظلة القومية, حفزت هذه الأنشطة الانتماء والولاء، مما جعل الشعوب أكثر تقبلاً للسياسات القمعية والعدوانية التي اتبعاها كلاهما, في ألمانيا، تم تقديم الجيش الألماني (الفيرماخت) بوصفه درعًا لحماية الهوية الألمانية، في حين أن الأجهزة الأمنية العراقية كانت تلعب دورًا مماثلاً من خلال تصدير فكرة أن النظام هو الخط الدفاعي عن القومية العربية.
كذلك, استخدم كل من هتلر وصدام حسين صورة العدو الخارجي لتعزيز موقفهم القومي وإسكات المعارضة, هتلر استغل الأنماط الثقافية والدينية المتأصلة في المجتمع الألماني للتحريض على الكراهية ضد الاقليات كأعداء داخليين، بينما صدام حسين قدم إيران كتهديد دائم للنظام العراقي، وهو ما ساعد في تكريس الولاء للنظام خلال فترات الصراعات المسلحة.
يتضح أن النزعة القومية لدى هتلر وصدام لم تكن مجرد أداة سياسية فحسب، بل كانت أيديولوجية متجذرة في المفاهيم العنصرية والتسلطية، أدت إلى دمار إنساني كبير, هذه العوامل تبرز أهمية الوعي النقدي تجاه الأيديولوجيات القومية المتطرفة لحماية المجتمعات من الاضطهاد والعنف.

• ثانيا: القمع السياسي
عُرف النظامان بقمعهم العنيف للمعارضة بالأساليب القاسية التي استخدماها لقمع المعارضة وإسكات أي صوت يهدد سلطتهما, لقد اقام هتلر نظامًا بوليسيًا دقيقًا من خلال "الغيستابو" (الشرطة السرية)، حيث قمع أي صوت معارض وأعدم أو سجن العديد من المعارضين بشكل وحشي, وكذلك، استخدم صدام الأجهزة الأمنية لخلق مناخ من الخوف، حيث يتم استهداف أي شخص يُعتقد أنه يمثل تهديدًا للنظام، مما أدى إلى إرهاب واسع النطاق ضد الشعب العراقي.
ويمكن تحديد اساليب القمع السياسي التي اعتمد عليها هتلر ضد الشعب الالماني.. بالتالي:
1- الآلية البوليسية في النظام النازي.
في ظل حكم هتلر، تم تأسيس نظام بوليسي صارم يعرف بـ "الغيستابو" (الشرطة السرية), كانت هذه القوة تعمل بشكل مستقل وفعّال في مطاردة أي معارضة سياسية أو فكرية, وكانت مهام الغيستابو تشمل: التجسس والمراقبة: حيث قام رجال الغيستابو بالتجسس على المواطنين، وتحليل رسائلهم الهاتفية والبريدية، ومراقبة أنشطتهم اليومية, كان لديهم السلطة الكاملة لإجراء الاعتقالات دون محاكمة.
2- الاعتقالات التعسفية.
تم اعتقال الخصوم السياسيين بشكل عشوائي دون أي دليل قانوني. وكان يتم اقتياد هؤلاء المعتقلين إلى معسكرات الاعتقال مثل "داتشاو" و"أوشفيتس"، حيث تعرضوا للتعذيب والإعدام.
3- أعمال العنف المنظم:
قام النظام النازي بتنفيذ عمليات تطهير عنيف ضد الأقليات الأخرى، مما ساهم في نشر الرعب بين السكان. كانت هذه السياسات تعمل على تعزيز "الولاء" للنظام من خلال خلق حالة من الخوف.
اما اساليب القمع السياسي التي اعتمد عليها صدام ضد الشعب العراقي, فقد تم استخدام مجموعة من الأجهزة الأمنية لتحقيق نفس الأهداف القمعية, وكان أبرز هذه التنظيمات:
1- الاستخبارات العسكرية:
كانت تعمل كمراقب رئيسي على الأنشطة السياسية والاجتماعية، وتمتلك صلاحيات واسعة للاعتقال والتعذيب.
2- الحرس الجمهوري:
كان يُعتبر القوة الأكثر ولاءً لصدام، وتم استخدامه لقمع الاحتجاجات الداخلية وضمان السيطرة على الوضع الأمني.
3- ترويع المواطن العادي:
استهدفت الأجهزة الأمنية أي شخص يُشتبه في كونه معارضًا للنظام، سواء كان سياسيًا أو مثقفا أو صحفيًا. كما كانت تصدر تهديدات علنية للمعارضين ولأسرهم بهدف إخماد أي دعوات للمقاومة.

• أساليب القمع والعنف:
عُرف النظامان بعنفهما في قمع المعارضين، فقد تبنى كلٌ منهما أساليب ترويع متشابهة، منها, اولا: (التعذيب): استخدمت كل من الغيستابو والأجهزة الأمنية العراقية أساليب تعذيب وحشية مع المعتقلين, كانت هذه الأساليب تشمل الضرب، الصدمات الكهربائية، وطرق أخرى تهدف إلى كسر إرادة الأفراد... ثانيا:(الإعدامات الجماعية): نفذت كل من نظام هتلر ونظام صدام عمليات إعدام جماعي للمعتقلين السياسيين، حيث كانت تُستخدم كوسيلة لترهيب الجماهير وإخافة كل من يفكر في المعارضة... ثالثا: (زراعة ثقافة الخوف): كان الهدف الرئيسي من هذه السياسات هو خلق مناخ من الخوف الشديد, الذي يجعل المواطنين غير قادرين على التعبير عن آرائهم أو معارضتهم للنظام, هذه الثقافة كانت تسهل على النظام الحفاظ على سلطته بلا معارضة.
وكانت النتائج المترتبة على القمع السياسي: هي تدمير الحياة السياسية والاجتماعية: لقد أدى قمع المعارضة إلى غياب أي أفق ديمقراطي، حيث توقفت النقاشات السياسية وأُغلقت جميع وسائل الإعلام المستقلة. وايضا تسبب القمع السياسي في إضعاف المجتمع المدني, حيث ساهمت أعمال القمع في تدمير البنية التحتية للمجتمع المدني، مما جعل من الصعب على أي مجموعات أو منظمات معارضة أن تنشط.
ويمكن القول إن القمع السياسي الذي مارسه نظام هتلر ونظام صدام لم يكن مجرد عنف عشوائي، بل كان جزءًا من استراتيجية منهجية لتخويف المجتمع وفرض السيطرة. كان أثر هذا القمع واضحًا في تجريف الحياة السياسية والاجتماعية، مما يذكرنا بمخاطر الأنظمة الاستبدادية وأهمية الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
العراق – بغداد
موبايل/07702767005
ايميل/ [email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار ايران وجريمة تكريت
- امريكا والامارات والصهاينة سرقوا آثار العراق
- الخطايا الثلاث لمرشح الانتخابات
- كيف يمكن ان تغير عقلك الى الابد ؟
- العقارات في بغداد اغلى من باريس
- كيف يمكن لكيان سياسي الفوز بالانتخابات؟
- سوريا الجديدة بين الاحتراق ومخاطر التقسيم
- مشاكل التعليم المحاسبي في العراق
- البنك المركزي العراقي والضغط على الشعب العراقي
- الكيان الصهيوني وإشعال نار الحرب السيبرانية
- العراقيون بحاجة لمخصصات بدل ايجار
- السفر الى الماضي: العالم قبل 26 عاما
- العراق والتحديات الكبيرة مع عودة ترامب
- ارتفاع اسعار ايجار السكن وغياب الدور الحكومي
- أسباب تركيز -إسرائيل- المتجدد على سوريا
- توقعات حول ماذا سيفعل ترامب بشأن إيران؟
- عجلة التكتوك وغياب الرقابة الحكومية
- مكاسب تركيا من التغيير في سوريا
- تأثير سوريا الجديدة على إيران وروسيا وباقي المنطقة
- احداث سوريا والدور التركي الخبيث


المزيد.....




- ترامب يضع -شرطا- لإلغاء الرسوم الجمركية على الصين.. ما هو؟
- صيغتان متعارضتان لاتفاق السلام بأوكرانيا.. مسؤول أوروبي يوضح ...
- هل تستطيع الهند وقف تدفّق مياه نهرالسند إلى باكستان؟
- ترامب يعرب عن أمله في توقيع اتفاق المعادن مع أوكرانيا بسرعة ...
- وزير المالية السوري: نعمل على عودة سوريا إلى المؤسسات المالي ...
- عراقجي يصل مسقط للمشاركة في المحادثات مع الولايات المتحدة
- مقتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية
- اتفاقية التجارة الحرة بين روسيا وإيران تدخل حيز التنفيذ الشه ...
- الخارجية الفلسطينية تنعى مواطنين ليبيين قضيا أثناء جمع التبر ...
- بوتين يلتقي ويتكوف في الكرملين


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -1-