أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - حساسية الأزمات المستمرة بين العراق والكويت في صورتها الراهنة (خور عبد الله) كامل الدلفي














المزيد.....

حساسية الأزمات المستمرة بين العراق والكويت في صورتها الراهنة (خور عبد الله) كامل الدلفي


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حساسية الأزمات المستمرة بين العراق والكويت في صورتها الراهنة (خور عبد الله)

يقول الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السيّاب في قصيدته الفريدة "أنشودة المطر":

"أصيحُ بالخليجْ،
يا خليجْ
يا واهبَ اللؤلؤ والمحار والردى!
فيرجعُ الصدى
كأنّه النشيجْ:
يا خليجْ
يا واهبَ المحارِ والرّدى..."

نخلص من هذا الصوت الوطني العميق إلى أن الخليج، بمرموزيته المأساوية، يمثل كبسولة الموت والدمار لبلاد الرافدين. وتحديداً، تُعدّ الكويت نافذة دائمة لتصدير الأذى إلى العراق، بدءاً من دورها الاستخباري والإعلامي في الانقلاب الدموي في 8 شباط 1963، وصولاً إلى تمويلها السخي لنظام صدام حسين لإدامة محرقة الحرب العراقية الإيرانية، على حساب دماء الشعبين.

ثم جاءت الكويت لتوقد فتيل حرب الخليج الثانية بذريعة اجتياحها، ففتحت الباب لتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، مكن الأخيرة من بسط هيمنتها على المنطقة. كانت اتفاقية الذل والعار في خيمة صفوان، التي فُرضت على العراق، بمثابة كسر لشوكة العراق الشامخة. كما ارتكبت القوات الأميركية جريمة وحشية خلال انسحاب الجيش العراقي من الكويت في ما عُرف بـ"طريق الموت"، حيث قُتل مئات الآلاف من الجنود العراقيين العزل، وسط صمت عالمي وتشفٍّ خليجي واضح.

لم تكتفِ الكويت بذلك، بل ساهمت مع شركائها في فرض حصار اقتصادي قاسٍ على الشعب العراقي استمر من 1991 حتى 2003. وعند المفترق التاريخي في نيسان 2003، تم إسقاط دكتاتورية صدام، وإعلان الاحتلال الأميركي للعراق. لكن بدلاً من بناء عراق ديمقراطي كما زعمت الولايات المتحدة، ظهرت الألاعيب القذرة للتغطية على فشل المشروع الأميركي، فتم إنتاج نظام المحاصصة الطائفية، وإطلاق برنامج فساد شامل، وفتح الأبواب أمام الإرهاب، حتى بلغت ذروته باجتياح داعش لبلاد الرافدين.

من السهل على أي مراقب أن يلحظ تدخلات الكويت ودول الخليج في دعم هذه المشاريع الهدامة، والتي تهدف إلى إضعاف العراق وتفتيته، خوفاً من نهوضه التاريخي. إن الموقف الوطني الصادق لا يعني التصعيد، لكنه بالتأكيد لا يعني الخضوع. وحده الصوت السيادي العقلاني يمكنه إعادة الاعتبار للعراق في هذا الملف الحساس.

ملف خور عبد الله: الخلفية القانونية والسياسية

بعد الغزو العراقي للكويت، فرض مجلس الأمن قراره رقم 833 لسنة 1993 لترسيم الحدود بين البلدين، وهو قرار اعتبره العراق مجحفاً، إذ فُرض في ظل الاحتلال وضعف الدولة العراقية، لا سيما في الشريط البحري الحساس، حيث جُرّد العراق من حقه في المناورة البحرية.

ورغم سلسلة من اللقاءات السرية والعلنية، أُبرم اتفاق عام 2012 بين الحكومتين العراقية والكويتية لتنظيم الملاحة في خور عبد الله. وقد مرر البرلمان العراقي هذا الاتفاق رغم التحفظ الشعبي، وسط شكوك واسعة بأنه تم تحت ضغط دولي، دون دراسة كافية لتداعياته السيادية.

وفي تطور مفصلي، أعلنت المحكمة الاتحادية العليا في عام 2023 بطلان التصويت البرلماني على الاتفاقية، ما مثّل تحولاً باتجاه استعادة الإرادة الوطنية، وفتح الباب لمراجعة شاملة لجميع الاتفاقات الحدودية المفروضة في ظروف استثنائية. من جانبها، رأت الكويت أن الاتفاقية ملزمة وتمت المصادقة عليها أممياً، وهددت بعواقب في حال التراجع عنها.

يميل الموقف الدولي إلى حماية الاتفاقات الصادرة عن مجلس الأمن، ما يُلزم العراق بتحرك ذكي ومدروس، يستند إلى حجج قانونية ومصلحة وطنية عليا. ونحذر هنا من تغلغل المال الكويتي في مفاصل القرار العراقي عبر بعض الفاسدين وعديمي الوطنية.

الرؤية الوطنية العراقية:

1- استعادة السيادة:
العراق غير ملزم بما فُرض عليه في مرحلة الانكسار، ويحق له إعادة التفاوض من موقع السيادة لا الخضوع.

2- الحوار لا الصدام:
الحل يجب أن يكون عبر حوار مباشر مع الكويت، بضمانات دولية، وبمراجعة شاملة لكل الاتفاقات المؤثرة على السيادة العراقية.

3- المصلحة الاقتصادية:
يجب أن لا تعيق أي اتفاقات تطوير ميناء الفاو أو حرية الملاحة العراقية في مياهها الإقليمية.

4- إشراك الرأي العام:
ملفات السيادة ليست شأناً حكومياً مغلقاً، بل قضية وطنية تتطلب الشفافية والمساءلة الشعبية.

5- التوصيات:

تشكيل لجنة وطنية عليا لمراجعة ملف خور عبد الله والحدود البحرية.

دعوة الكويت لحوار مباشر غير مشروط، قائم على مبادئ حسن الجوار دون تفريط بالحقوق.

التحرك دولياً لإعادة النظر في القرار 833 وملابساته.

تفعيل الإعلام الوطني والجامعات لفتح النقاش القانوني والتاريخي حول الملف.

إعداد مرافعة قانونية متكاملة تتضمن الخرائط والوثائق التاريخية والسياسية والاقتصادية.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمة ما يُقال في تصحيح سرديات الهوية العراقية
- نواح الساحل القتيل - نص شعري
- سنديانةُ الساحل السوري
- كرسي هزاز - نص شعري
- كاريكاتير محلي / قصة قصيرة جدا
- قرار العفو العام تهديد للاستقرار السياسي والأمني في العراق.
- شعور الخوف من -عزرائيل-عند النخبة اوالعامة
- الموجة الترامبية الجديدة والعشرة المبشرون بالسلطة في العراق.
- كابينة الضحك - قصة بصيرة
- قراءة واقعية في المشروع السياسي السوري الجديد.
- 2 آب 1990 الاسود: فوهة لهجوم الشياطين والافاعي والدبابير على ...
- قراءة في كأس مقلوبة
- 100 عام من تجربة الدولة الوطنية لم تكن كافية لهضم درس الوطني ...
- 9نيسان2004 ذكرى محنة كأداء لعلكم تتفكرون!!
- حدثان فارقان في حياتي يلتقيان معا في يوم واحد
- يصعب على الجوعان نعم الثرد. أفكار في الثقافة المجتمعية
- اخي الكوردي
- كيف يواجه المجتمع العراقي ثقافة العنف وتنمر غرائز القتل.
- على انغام الراديو - قصة قصيرة
- ثرثرة - قصة قصيرة


المزيد.....




- -وول ستريت جورنال- تكشف هوية أقرب مستشار لنائب الرئيس الأمري ...
- في لحظة تاريخية مؤثرة.. عشرات الآلاف يلقون النظرة الأخيرة عل ...
- إيران تبدي استعدادها لمفاوضات نوويّة مع الترويكا الأوروبية.. ...
- لأول مرة في تاريخها - منظمة التحرير الفلسطينية تستحدث منصب ن ...
- نتنياهو: مستعدون لمواجهة إيران لوحدنا
- أوروبا.. توزيع التهم بين موسكو وواشنطن
- عراقجي يدعو لندن وباريس وبرلين للتفاوض
- شويغو: مجلس الأمن الروسي يعد مقترحات لتعديل استراتيجية الأمن ...
- الجزائر.. الحكم بالسجن 5 سنوات ضد المدير العام السابق للتشري ...
- الجثة الثامنة.. تجدد المخاوف من قاتل متسلسل في أمريكا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - حساسية الأزمات المستمرة بين العراق والكويت في صورتها الراهنة (خور عبد الله) كامل الدلفي