علاء هادي الحطاب
الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 17:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
د. علاء هادي الحطاب
عندما كنا نشاهد الأفلام الهندية كنا نستغرب من وجود كائن غير حي يسير بثلاثة إطارات فلا هو دراجة نارية او هوائية ولا هو سيارة بأربعة إطارات، نشاهد كيف يتغلل الى ازقة الشوارع الضيقة حاملا معه الحاجيات والناس، واليوم بتنا في ألفة مع هذا الكائن المسمى التكتك في شوارعنا، سيما في مناطقنا الشعبية بشكل كبير وواسع، وحتى هذه اللحظة لا اشكال في الامر، فهو وسيلة نقل بسيطة ورخيصة وتدخل المناطق والازقة وتساعد الناس وخصوصا النساء على حمل امتعتهم الى البيوت بشكل سريع.
لكن واقع الحال اليوم تحولت “التكاتك” واصحابها الى جمهورية، نعم جمهورية خاصة بهم في مناطقنا الشعبية، لهم قوانينهم ودستورهم، ومن قوانينهم تلك ان لا يلتزموا بإشارات المرور ويسيرون عكس اتجاه السيارات، لا يحترمون السيارات وسائقيها، والقيادة فن وذوق واخلاق محرمة في دستورهم، غالبية سائقي التكتك اعمارهم اقل من ١٨ عاما، ومن هواياتهم المعرفية والثقافية أن يرفعوا صوت الاغاني او اللطميات او الاناشيد الى اكبر قدر ممكن، متأثرين جدا في قيادتهم بأفلام الاكشن والمغامرات، لا يحترمون المارة ولا المرور، الذي يجتهد ويعاني في سبيل تنظيم السير في تلك المناطق، يعدون انفسهم “دولة وعلم”، فأغلب التكاتك بلا ارقام ولا معلومات، بل يعرف احدهم الاخر فقط، من دون ان تعلم الدولة اعدادهم وماذا يفعلون بتكاتكهم في شوارعها، او ربما تعلم لكنها لم تقم بواجبها في فرض سلطتها وسلطانها عليهم.
وسيلة النقل هذه حولت شوارع المناطق الشعبية الى فوضى عارمة، وهنا حتما لا أدعو أو اتمنى إخراجها عن الخدمة وحرمان العاملين عليها من ارزاقهم، بل أدعو وأتمنى أن تفرض الدولة سلطتها عليهم، إذ تجبرهم أن يطبقوا قوانينها المرورية لا قوانينهم الخاصة، يلتزموا بإشارات المرور ولا يسيرون عكس السير، تنطبق عليهم تعليمات الغرامات المرورية جميعها بما في ذلك أعمار مَن يقودونها، بعد أن يتم تسجيل تلك التكاتك بأرقام معلومة لدى الدولة، وتنظيم عمل هذا الكائن غير الحي فقط، أسوة ببقية وسائط النقل الاخرى في البلاد. أما مدى الالتزام بتلك القوانين من عدمها، فهذا الامر ستحدده معيارية مدى تطبيق القانون وإنفاذه من قبل المسؤولين عليه.
#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟