عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 04:50
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ثلاثة وخمسون عاما فقط عاشها ڤلاديمير إيليتش أوليانوف "لينين". في هذه الأعوام القصيرة قاد وأسس أنبل وأكبر وأطول مسيرة في التأريخ، لتحويل أحلام البشر في المساواة والكرامة والعدل إلى واقع مادي ومعنوي ملموس.
رصاصات الغدر التي استقرت في جسده لم تمكنه من مواصلة قيادة المسيرة، وتوطيد أسسها، وتجنيبها العثرات والأنحرافات إلا لفترة قصيرة لم تتجاوز السنوات الست، كان عليه خلالها أن يقلب روسيا رأسا على عقب ليعيد بنائها على أسس لم تعرفها البشرية على مر تأريخها. ويبدأ تأريخاً جديداً للعالم كله.
ورغم انحراف من خلفوه في قيادة المسيرة عن نهجه، ورغم تشوه بعض جوانبها على أيديهم وأيدي من خلفوهم، لكنها تواصلت لأكثر من سبعين عاما، تحولت روسيا خلالها من بلد منهار وشبه محطمة في الحرب العالمية الأولى، بلد مزقتة الحرب الأهلية والحصار والتدخل الخارجي الإمبريالي، الذي لم يغفر لروسيا أختيارها الإشتراكية، تحولها إلى المنتصر الأكبر في الحرب العالمية الثانية، وإلى قطب دولي شمل تأثيره العالم كله. قطب اجترح مأثرة أرتياد الفضاء، وكسر احتكار امتلاك أسرار الذرة باستخداماتها السلمية التي تطور الأقتصاد وبدورها العسكري الذي يحمي التجربة الإشتراكية.
المسيرة التي قادها "لينين، انهارت بعد سبعين عاما، بفعل إخفاقاتها الذاتية الناجمة عن انحراف أو عدم كفاءة من تولوا قيادتها من بعده، وانعدام قدرتهم على تطويرها وحل ما يواجهها من مهام وصعوبات، وربما خيانة بعضهم، وبفعل عدوانية وتآمر أعدائها في المعسكر الأمبريالي. وبانهيارها عادت حياة البشر إلى ما كانت عليه على مر تأريخهم من انعدام المساواة والعدل وامتهان كرامة الضعفاء، واستشرس القطب الأمبريالي الذي أصبح المتحكم الوحيد في العلاقات الدولية ليكسو تلك العلاقات طابع البلطجة غير الملتزمة بأي مبدأ أو خلق.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟