ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 23:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في تاريخ العراق السياسي المعاصر ، وفي تاريخ الحركة الكردية العراقية ، رموز وشخصيات ليس من السهولة الابتعاد عنها ، وعدم توثيق دورها .
وحسبما اخبرتني الاخت زينة كريم ؛ فإنها تكتب عن السياسي ، والمناضل ، والوزير العراقي الكردي الاستاذ محسن دزه ئي (مواليد اربيل سنة 1932) رسالة ماجستير بعنوان ( محسن دزه ئي ودوره في تاريخ العراق السياسي 1932-1975 ) ، فشجعتها ، وايدتها في هذا التوجه ؛ فالاستاذ محسن دزه ئي شخصية عراقية وطنية ، وشخصية قومية كردية وكان لمدة ممثلا شخصيا لرئيس اقليم كردستان العراق السابق الزعيم الكردي الاستاذ مسعود مصطفى البارزاني .
تخرج في كلية الحقوق بجامعة بغداد في حزيران 1945 زاول المحاماة الى حزيران 1963 والتحق بالحركة الكردية المسلحة في 4 حزيران سنة 1974 كما انه كان وزيرا ، وتسنم مناصب عديدة في الدولة العراقية . وفضلا عن ذلك فهو من الذين عارضوا النظام السابق 1968-2003 ، وحضر مؤتمر لندن للمعارضة ، وهو من كان على اطلاع كامل بالقضية الكردية ، وملابساتها لانه كان طرفا في وفود التفاوض مع الحكومة العراقية .
عمل وزيرا لإعمار الشمال . كما تولى منصب وزير الاشغال والاسكان ، وهو مناضل كردي لم يكن بعيدا عن الحركة الكردية المسلحة لسنوات ، واتذكر انني وجدت في خزانة الدكتور احسان شيرزاد في الاكاديمية العلمية الكردية في اربيل جانبا من مذكرات الدكتور احسان شيرزاد وهو يتحدث فيها عن السياسي والمناضل محسن دزه ئي .
الباحثة تتناول دوره من سنة 1932 حتى سنة 1975 ، وهنا يجب ان نعود الى صحف تلك الفترة ، وهي موجودة في المكتبة الوطنية ببغداد ودار الكتب والوثائق الوطنية .
كما يجب ان نعود الى ملفته التقاعدية ، والى كتاب (تاريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري ) الذي اصدره بيت الحكمة ببغداد ويقع في عشر مجلدات لكي نتعرف على الوزارات التي اشترك بها في بغداد وما الذي قام به سواء في وزارة اعمار الشمال أم في وزارة الاشغال والاسكان .
في الصورة التي ترونها ، وهي منشورة في الموقع التالي ورابطه : https://kurdistantv.net/ نجد ان الرئيس مسعود البارزاني قد زار الشخصية السياسية الكردية المعروفة الاستاذ محسن دزه ئي يوم الإثنين،7 تشرين الأول- اكتوبر سنة 2019، في داره واطلع على وضعه الصحي ، وتمنى له السلامة والعافية
في 29 من نيسان -ابريل سنة 2014 قابلته مجلة (كولان ميديا ) والرابط :
https://www.gulanmedia.com/
ومما جاء في المقابلة : "نحن اليوم مع رجل هو شاهد عيان لأكثر من (75) عاماً من التاريخ المعاصر لأربيل (هه ولير ) ذلك الرجل النبيل هو الأستاذ محسن دزه يى القيادي البارز في أربيل ، و عموم كوردستان ورافق في جانب من حياته و صادق البارزاني الراحل و هو ممثل للرئيس مسعود بارزاني، وقد أخذنا في سرد تاريخي ممتع الى سير العلاقة مع أربيل و البارزاني الخالد و أربيل و الحزب الديمقراطي الكوردستاني و الرئيس مسعود بارزاني " .في المقابلة قال :" أنا من أهالي سهل أربيل ، و قد دخلتُ مدرسة أربيل – الأولى الابتدائية في سنة 1938 . و كان هناك طريق واحد شبه معبد في أربيل آنذاك يتوجه عبره من كركوك الى الموصل، أتذكر جيداً، و كنتُ يومها طالباً في الصف الثاني المتوسط، عندما أجرى التعداد العام للسكان في العراق سنة 1947، وقد سجلت آنذاك كاتباً فيه ، وبلغ تعداد السكان أربيل آنذاك (39) ألف نسمة ، و ارتفعت النسبة في التعداد العام للسكان عام 1957 الى (100)الف نسمة، أنا شخصياً التحقتُ بثورة أيلول التحررية (1961-1975) في سنة 1963 إلا أن أهالي أربيل كانوا يساندون البارزاني الخالد منذ بدايات ثورات بارزان ، و كذلك في ثورة أيلول العظيمة، و كانوا يساعدون البيشمركه إبان ستينيات القرن الماضي و هم يؤيدون نشاطات الثورة، ورغم أن حزب البعث كان حديث العهد بالسلطة آنذاك،إلا أنهم كانوا يراقبون أوضاع المدينة بتفاصيلها فيما كان أبناء أربيل ينظرون بكل تقدير و احترام الى الثورة و البارزاني القائد و كانوا يعتبرونه قائد جميع الكورد و زعيمهم و يفتخرون بأنه المنقذ و المحرر لعموم كوردستان" .
ثم تابع حديثه التاريخي ليقول : " أن الزعيم مصطفى البارزاني زار مدينة أربيل، ولأول مرة في سنة 1944 و يومها كنتُ طالباً في مدرسة أربيل الأولى التي كانت الدراسة في معظمها باللغة الكوردية و أصبحت اليوم متحفاً للتربية ، و تقع مقابل بناية نادي الموظفين القديم .. و في زيارته تلك فقد زارنا البارزاني القائد في قرية (باداوه ملا فندي ) الذي كان شخصية معروفة على مستوى المدينة و كوردستان و عموم العراق . و ذلك لمواساة السيد عز الدين ملا أفندي و عائلته حيث كان الأخير قد وافته المنية في السنة الماضية ، وبقي البارزاني لعدة أيام في مدينة أربيل أثناء تلك الزيارة و أتذكر انه قد مر أمام مدرستنا في أحد الأيام فما كان علينا، معلمين و طلبة، إلا أن خرجنا من المدرسة ، ووقفنا ننظر اليه ونحييه بكل سرور و إعجاب .. "
يقول الاستاذ محسن دزه ئي انه كتب في الجزء الثاني من كتابه الموسوم : (ذكرياتي) : " أن البارزاني و البارتي هما صنوان لا ينفصلان ".. و بالنسبة لأربيل أقولها بكل اطمئنان إن غالبية أهالي أربيل هم مؤيدون لنهج البارزاني و الحزب الديمقراطي الكوردستاني و الرئيس مسعود بارزاني " .واضاف يقول :" لقد تغيرت أربيل كثيراً فمن زارها قبل عدة سنوات و يزورها اليوم لا يتعرف عليها على الأكثر و كثيراً ما سمعتُ الأجانب و هم يشيدون بتطور المدينة و نمائها و إعادة إعمارها و لابد أن نتذكر دور الرئيس مسعود بارزاني المساند لمن يخدمون أربيل، كما أن السيد نوزاد هادي، محافظ أربيل يحتفظ ببصماته الجميلة و الإنمائية على المدينة و عموم المحافظة و التقدم الذي شهدته أربيل خلال السنوات الأخيرة، وتحقق في إطار برنامج الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وجهود و مساعي هذا الرجل و كفاءته، ولا يقتصر دوره في توفير الخدمات الأساسية للمحافظة فحسب ؛ بل في تعايشه و اختلاطه مع الناس في أفراحهم و أتراحهم و يحظى من لدنهم بكل تقدير و احترام " .
في انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية ، والرابط هو :https://ar.wikipedia.org/
ورد ان الاستاذ ( محسن محمد امين دزه ئي ) وهذا هو اسمه الكامل سياسي عراقي كردي .وهو ينتمي لقبيلة دزه ئي الكردية التي موطنها في ناحية قوشتبة في قضاء مخمور.وكان ضمن اللجان الكردية المفاوضة للحكومة العراقية فترة وزارة الدكتور عبد الرحمن البزاز (1965-1966) وكذلك بعد سنة 1968 وما بعدها. وقد شغل منصب وزير إعمار الشمال في حكومة السيد عبد الرزاق النايف بعد انقلاب 17 تموز 1968 ، والتي استمرت حتى 30 من تموز 1968 . وهنا يمكن مراجعة كتاب (القرارات العامة لمجلس قيادة الثورة 1968-1977) المجلد الاول ،مطبعة العاني ،بغداد 1977 الصفحة(24) وفيه البيان رقم (19) لمجلس قيادة الثورة والمتضمن تشكيل وزارة السيد عبد الرزاق النايف)وفيه تعيين السيد محسن دزه ئي وزيرا لاعمار الشمال . كما استوزر في31 تموز1968 كوزير لشؤون الشمال واستقال من الوزارة في ايلول 1968 وعاد الى صفوف الحركة الكردية المسلحة .
كما شغل منصب وزير الأشغال العامة والإسكان في آب- اغسطس سنة 1973 حتى 11 تشرين الثاني - نوفمبر 1974 أي في وزارة السيد احمد حسن البكر . وفي وزارة السيد احمدحسن البكر كان يشغل منصب وزير الدولة للشؤون الكردية من 30 تموز - يوليو 1968 – 31 - كانون الاول - ديسمبر 1969 .وبشأن عمله في هذه الوزارات يمكن العودة الى كتاب (تاريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري) حرره المرحوم الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي وآخرون وصدر عن بيت الحكمة ببغداد
وقد التحق بعدها بالحركة الكردية المسلحة. وفي سنة 1975، ترأس وفدا كرديا إلى لبنان والأردن. وتشير المصادر المتداولة انه كان من المقربين من الرئيس مسعود بارزاني وشغل منصب الممثل الشخصي له، وكان من المشاركين في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن في كانون الأول-ديسمبر سنة 2002.وله من الاولاد سفين ، وبارزان ، وشيروان .
بعد اتفاقية آذار سنة 1970 عين سفيرا للعراق في العاصمة الجيكوسلوفاككية براغ في نيسان 1970 كما عمل سفيرا للعراق في العاصمة الجيكيوسلوفاكية براغ سنة 1973 وكان له دورا كبيرا في قبول عدد من الطلبة الكورد في الجامعات الجيكية .ثم نقل سفيرا للعراق في اوتاوا (كندا ) واستمر الى آب سنة 1973 واستوزر للمرة الثالثة في آب سنة 1973 وزيرا للاشغال والاسكان ثم استقال في 17 اذار 1974 وصدر قرار من مجلس قيادة الثورة بقبول استقالته في 7 من نيسان 1974 ، وعاد ليلتحق بصفوف الحركة الكردية وبقي في صفوف المعارضة للنظام وزاول العمل فيها حتى سقوط النظام ووقوع الاحتلال الامريكي في 9 نيسان 2003 .
يذكر الدكتور احسان شيرزاد في مذكراته عن دور محسن دزه ئي :" اجتمعت في 29 تموز- يوليو سنة 1968 بصحبة محسن دزه ئي مع الفريق صالح مهدي عماش نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية العراقي وأقنعته بتعيين محافظين أكراداً للسليمانية وأربيل ودهوك ... وكذلك زرت مع محسن دزه ئي الرئيس العراقي احمد حسن البكر وطلبنا منه إرسال وفد إلى الملا مصطفى البارزاني للتفاهم حول المشكلة الكردية" .
ومعنى هذا ان الاستاذ محسن دزه ئي ، كان من المؤمنين بالحل السلمي الديموقراطي للقضية الكردية واحد من وضعوا الاسس لما سمي بالحكم الذاتي لكردستان ومن ثم لإقامة اقليم كردستان العراق .
تمنياتي للاستاذ محسن دزه ئي بالشفاء والخير والعافية والبركة .
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟