أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - زجل الحرب الأهلية -المارونية السياسية والشيعية السياسية














المزيد.....

زجل الحرب الأهلية -المارونية السياسية والشيعية السياسية


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للتذكير مرة أخرى، المارونية السياسية ليست طائفة، والشيعية السياسية ليست مذهباً دينياً. هما مصطلحان سياسيان يحيلان إلى تشكيلات حزبية. يحلو للبعض أن يعمموا، باللغة الطائفية، فيقولون بوجود سنية سياسية ودرزية سياسية وهو ما لا يتطابق مع واقع الحال.
مصطلح سياسي يعني منهج تفكير يستخدم سردية ويوظف أفكاراً ومشاعر دينية لبناء برنامج للحكم يخدم مصالح الحزب أو زعيمه وقد تستفيد منه الحاشية القريبة. أما الزجالون فيملكون من التعصب ما يكفي للشحن والتحريض وإضرام النار في هشيم الجهل، حيث الضحايا هم ضعاف النفوس وضعاف الوعي الذين يقاتلون باسم الدين والزعيم، ويستبسلون دفاعاً عن مصالح ليست بالتأكيد مصالح الوطن ولا الطائفة ولا الدين.
على الضفة الأولى تعود الذاكرة بأحد المعممين ليرى أن الجراجمة الذين كانوا موارنة في حلب وحمص وهاجروا إلى لبنان وحماهم الإمام الأوزاعي في البداية ثم نظام المتصرفية وتعهدتهم المؤامرة الأميركية الصهيونية هم من تسببوا بكل الحروب مع المسلمين.
على الضفة ذاتها ينبري من يطالب بحقوق مهدورة للشيعية ويريد "تبادلاً بالمناصب ونظاماً سياسيّاً جديداً بالبلد، من قانون انتخاب، إلى إلغاء الطائفيّة، إلى تبادل بالرئاسات، ويرى أن المشكل لا يزال مع رأس المارونيّة السياسيّة"
على الضفة الثانية يستحضر أحد الفدراليين لغة طائفية مقيتة فيعيد أسباب الحرب إلى عداء للمكون المسيحي ويدعو المسيحيين إلى "أن يتصالحوا مع فكرة أن الصراع الطائفي لا ينتهي"، ويستفيض في استخدام مصطلحات من لغة المحاصصة الميليشيوية، فيرى أن ما يشتهيه الشيعة هو من حساب حصة المسيحيين، إلى آخر السردية التي تبرر انطواء كل طائفة على نفسها داخل كانتونها.
على الضفة الثانية أيضاً كورس من المبتهجين بهزيمة حزب الله الذين يختزلون نتائج الحرب الإسرائيلية على لبنان بشعار "نزع السلاح" مع ما ينطوي عليه من شماتة وقلة تبصر. الأخطر عود على بدء وسردية تحمّل الفلسطينيين والغرباء واليسار الدولي المسؤولية عن كل المآسي وتبرئ من دافعوا عن لبنان القديم قدم التاريخ، لبنان الذين كان صغيراً فضمت المارونية السياسية إلى جبله الأشم شعوباً أخرى ظلت عصية على الاندماج.
وضفة ثالثة بطلها حزب الله نسيج وحده. المنتصر دوماً، حتى لو استشهد قادته وقضى مجاهدوه تحت ركام القرى المهدمة. الرافع دوماً إصبع الوعيد والمهدد بعظائم الأمور إذا ما نطق أحد بكلمة السلاح مقرونة بجمعه أو تسليمه أو حتى إهدائه لقوى الشرعية اللبنانية، والويل الويل لمن ينطق بنزعه فيهددونه بحرب لا تنتهي إلا مع ظهور المهدي المنتظر.
على الضفاف كلها يغرف الزجالون من معين الشحن العنصري الطائفي المذهبي ويستهويهم الكلام عن ثنائيات تقسيمية، ثقافة الحياة وثقافة الموت، الغرب والشرق، نحن وهم، عندنا وعندهم، مقاومون وعملاء، سياديون وعملاء، متصهينون ومستعربون، عثمانيون وفرس. زجالون يرون في النقد الذاتي نقيصة وفي الاعتراف بالخطأ عاراً.
لن نكلّ ولن نملّ من القول، لا حل إلا بالدولة. الدولة التي لم تنشأ لا أيام الجراجمة والأمويين ولا أيام الفينيقيين ونبوخذ نصر، بل هي دولة الجمهورية التي تأسست مع إعلان الدستور وقيام لبنان الحديث، أحد مؤسسي الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة. لبنان الذي أثخنته الحروب جراحاً ودمرت الميليشيات مؤسساته وانتهكت قوانينه وعاث حكامه فساداً ونهبت المافيات خيراته والمال العام.
لبنان الوطن والدولة انكشفت أمامه بارقة أمل مع عهد جديد. فليسترح أهل الضفاف الحربجيين وليتركوا البناء للراغبين بإعادة البناء وللقادرين عليه.







#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد المنبر الوطني للإنقاذ
- -موران كنعان- وعهود الوصاية
- السلاح غير الشرعي والميليشيات
- لا للتوافق
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(5) الولايات المتحدة واللوبي اللبن ...
- الذكاء الاصطناعي والبديل الاشتراكي رؤية من منظور اليسار الإل ...
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(4) هل العرب استثناء؟
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(3) الاتحاد السوفياتي
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(2) منهج البحث الروائي عن -الهويات ...
- المنهج الروائي في البحث عن الهوية عن -متاهة الضائعين- لأمين ...
- لماذا نحن في أزمة ممتدة؟
- رفيق الحريري ومشهد 2025
- نحو بناء دولة القانون والمؤسسات
- الكورد، مشكلة أم قضية
- الهزيمة ليست عيباً العيب ألا نتعلم من الهزيمة
- رئيسان من نتاج الثورة
- الاستقلال الخامس والنهائي للبنان
- الممانعة والمحور


المزيد.....




- بعد رحيل فرنسيس.. ما هو -المجمع السري- وكيف يتم اختيار الباب ...
- كيف ترون إرث البابا فرنسيس وتعامله مع قضايا الشرق الأوسط؟
- روسيا تستأنف ضرباتها الجوية على أوكرانيا بعد انتهاء الهدنة
- سلطان عمان يصل إلى موسكو في زيارة دولة (فيديو+صور)
- روسيا تطور سلسلة من الطابعات ثلاثية الأبعاد لطباعة المنتجات ...
- بوتين يوقع قانونا لضحايا الإبادة الجماعية للشعب السوفيتي في ...
- منتدى -روسيا-العالم الإسلامي- يشهد هذا العام مشاركة دولية وا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر في -الجهاد الإسلامي-
- محميات -أرض النمر- الروسية تكشف عن حالة النمر النادر الذي كا ...
- مكتب زيلينسكي ينفي موافقة أوكرانيا على الاعتراف بتبعية القرم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - زجل الحرب الأهلية -المارونية السياسية والشيعية السياسية