عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 08:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"هيهات هيهات. لا يجتمع سيفان في غِمدٍ واحد". بهذه القولة الحاسمة الجازمة المحذرة
المتوعدة، أعلنت قريش على لسان عمر بن الخطاب، ردها على طلب الأنصار "منا أمير ومنكم أمير"، في اجتماع سقيفة بني ساعدة لاختيار أول خليفة للنبي بعد وفاته.
مُذَّاك، وحتى صراع "الجنرالين" حميدتي والبرهان على كرسي الحكم في السودان الشقيق، مروراً بما حصل للقذافي وغيره، فشل العرب وما يزالون في حل إشكالية السلطة السياسية، رغم الدم الغزير الذي سُفك ويُسفك على مذبحها. يصر بعض الرفاق والأصدقاء والاخوة الأعزاء على أن الأيادي الخارجية، الصهيونية بخاصة، تلعب بالسودانيين. مع التقدير والاحترام، إنها العقلية ذاتها المتمسكة بأن عبدالله بن سبأ، هو سبب الفتنة الكبرى التي استفحلت بعد مقتل عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب. هذه العقلية هي جزء من المشكلة، إن لم تكن المشكلة كلها. إذا عبدالله بن سبأ استطاع أن ينثر الشقاق والاقتتال في صفوف أمة يتصدرها زعامات ما نزال نتغنى بهم حتى اليوم، فهذا بلا شك شخص خارق الذكاء عكس ضحاياه.
وإذا الصهاينة ينفذون مؤامراتهم بهذه السهولة في البلد العربي الذي يريدون، فهذا دليل فاقع على أن الخلل في الضحايا بالدرجة الأولى. هذا هو التفكير المنطقي على ما اعتقد. نعيب زماننا والعيب فينا...وليس لزماننا عيب سوانا. واقعنا مأزوم، ثقافتنا مأزومة. الاستبداد المتوارث، أاوصل بلداننا إلى درك من الانحطاط لن ينتشل مجتمعاتنا منه إلا تحول شامل بمعايير العصر في أنماط التفكير.
لو لم يكن واقعنا مهيئًا لإنجاح "المؤامرات" لما كانت أصلًا.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟