عبد الواحد بلقصري /باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة /المملكة المغربية
الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 01:21
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إعداد :عبد الواحد بلقصري
باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة
ظاهرة العنف المدرسي وإشكالية التنشئة الاجتماعية بالمغرب
أضحت ظاهرة العنف المدرسي اليوم في المغرب من الظواهر التي أصبحت تؤثث مدرستنا العمومية
حيث أصبحت وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي تظهر سلوكات عدوانية بشكل يومي في العديد من المؤسسسات التعليمية..
وهو ما يسائل الأنظمة التريوية في المغرب ومنظومة القيم.
هل المدرسة العمومية لم تعد قادرة على استيعاب انفعالات الطفل والتلميذ والطالب؟
هل الامر يرجع الى عدم الاهتمام بالانشطة الرياضية والمدرسية والمسابقات الثقافية التي بواسطتها يمكن الاستيعاب الايجابي لهاته الانفعالات؟
هل المدرس المغربي أصبح غير قادر على التعامل مع هاته الظاهرة التي تتطلب اجراءات تربوية ووقائية قبل الاجراءات الامنية؟
هل الادمان الالكتروني العابر للزمن وللقارات زاد من حدة هاته الظاهرة؟
هل الاسرة والمجتمع ومؤسساته الاجتماعية وتنظيماته السياسية أصبحت بعيدة عن تأطير الاجيال الصاعدة؟
تلك إشكاليات معقدة وشائكة يصعب معالجتها بدقة
يعرف دوبانكي العنف المدرسي بأنه تصرفات سلبية تبدأ بتسلسل اوله ضعف الحياء وقلة احترام الذات ينتج عنه سلوكات تخريبية وأنماط سيئة في التعامل مع الزملاء والمعلمين.
وربما قد تصل إلى القتل ليكون انعكاسا من البيئة التي تربى فيها التلميذ أو أسرته.
ويعرف معجم لالا ند الفلسفس العنف بأنه الاستعمال غير المشروع أوعلى الأقل غير القانوني للقوة.
ويرى الباحث فتحي امين لكونه كل قول او سلوك او فعل يصدر من التلميذ او الطالب اثناء تواجده بالمدرسة اتجاه زملائه أو المدرسين
وتتعد أسباب الظاهره منها ما يتعلق بالأسباب الأسرية كالتفكك الاسري وتأثيرات الطلاق و الخلافات الزوجية وإهمال حاجات الابناء والحرمان العاطفي واللجوء إلى القسوة والعقاب في معاملة الأبناء
ومنها ما يرتبط بالأسباب الاجتماعية كضعف المستوى الاقتصادي للاباء نتيجة الفقر والبطالة وحجم الاسرة والمسكن والامراض المزمنة والاعاقة ومنها ما يرتبط بالأسباب النفسية كالاحباط والامراض والعوامل المتعلقة بالاباء المسنين النفسية والاحباط العاطفي.
ومنها أسباب ترتبط ببيئة المؤسسة ومحيطها كافتقار المدرسة للمرافق الصحية وللملاعب والساحات بالإضافة إلى انتشار المخدرات والأقراس المهولسة بمحيط المدرسة دون أن ننسى تأثير ظواهر مثل الإدمان على الالعاب الالكترونية.
وتحاول العديد من النظريات في العلوم الإنسانية معالجة الظاهرة كنظرية التحليل النفسي والنظرية السلوكية ونظرية لورنز ونظرية الاحباط.
بالإضافة الى العديد من البرامج التوعوية والتحسيسية كما هو الشأن في المغرب الذي نجد مثلا برامج المبادرة الوطمية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة وبالاخص برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة في محوره المتعلق بدعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي حيث أن هذا المحور استطاع في تدخلاته القيام بالعديد من الحملات والقوافل المدرسية المتعلقة بالانشطة المدرسية ومحاربة الافات الاجتماعية وكان لها اثر ايجابي علي الحياة المدرسية وحاولت ولو بشكل بسيط محاربة بعض الاختلالات
بالرغم مع ان هاته الظاهرة تتطلب تدخلات تربوية وحملات توعوية َتكثيف للانشطة المدرسية و َالمسابقات الثقافية َالرياضية ومراكز للتفتح الفني ومعالجة إشكالية التنشئة الاجتماعية َهو ما سوف أعالجه في النقطة الثانية
يعد موضوع التنشئة الاجتماعية من المواضيع التي تحظى باهتمام علماء الاجتماع والانتروبولوجيين وعلماء النفس ،باعتبارها إحدى أهم العمليات التي تساهم فيها أطراف متعددة كالأسرة والمدرسة .........وتتأثر بعوامل اقتصادية وثقافية وفيزيولوجية وبواسطتها يستطيع الفرد أن يتحول من كائن فيزيولوجي إلى كائن اجتماعي .
وكما أكد عالم الاجتماع إميل دوركايم في تعريفه للتنشئة الاجتماعية أنها عملية استبدال الجانب البيولوجي بأبعاد اجتماعية وثقافية تصيح هي المواجهات الأساسية لسلوك الفرد داخل المجتمع .
وتكمن أهميتها في كونها يستطيع الفرد أن يتكيف مع محيطه ووسطه الاجتماعي ويكسب إنسانيته وصفات مجتمعه باعتبارها إحدى العمليات التي يستطيع أن يقوم بها سلوك الفرد ونبني بها قيم التعايش ثقافة الاختلاف والانتقال الجيلي إضافة إلى مايسمى بخلق لتطبيع الاجتماعي ،عبر تحقيق الدور الوظيفي للفرد داخل المجتمع .
والتنشئة الاجتماعية لها عدة وظائف مجتمعية نجد من أهمها مايلي :
- انفتاح الفرد على محيطه الاجتماعي
- تموقع الفرد داخل محيطه وتحقيق التوازن القيمي
- تأكيد الفرد لذاته عبر خلق ثقافة للاندماج والإرادة وفرض الذات بأشكال إيجابية كتحقيق طموحه وميولاته وهو ما يسمى في علم الاجتماع بالانفعال الايجابي أوالذكاء الايجابي.
- تعليم الأطفال والأفراد الأدوار الاجتماعية مما يساهم في خلق فعل اجتماعي يحمل في طياته سلوكات مدنية حداثية
ويعتبر الهدف الأسمى للتنشئة الاجتماعية هو بناء المواطنة الفاعلة المبنية على قيم مركزية ترتكز على خلق ثقافة الحق والواجب ومبدأ الانتماء إلى الوطن اوالدولة الأم التي بواسطتها يستطيع الفرد أن يندمج داخل وطنه ويساهم في بناء دولة وطنية مبنية على التماثل الاجتماعي والثقافي والهوياتي .
وبواسطتها يمكن ان نعالج ظواهر اجتماعية معقدة ايا كانت أصنافها دون ان ننسى الدور المحوري الذي تلعبه التنشئة السياسية وهو ما سنبينه في مقالات قادمة بإذن الله.
#عبد_الواحد_بلقصري_/باحث_في_علم_الاجتماع_السياسي_بجامعة_ابن_طفيل_بالقنيطرة_/المملكة_المغربية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟