نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان
(Nezam Mir Mohammadi)
الحوار المتمدن-العدد: 8316 - 2025 / 4 / 18 - 01:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتبر النظام الإيراني بقائه أهم مطلب لا يجب أبدا التغاضي عنه بل وحتى إنه قد أثبت على الدوام بأن هذا المطلب هو على رأس أولوياته کما إنه وفي نفس الوقت المعيار الذي يقيس من خلاله مدى الولاء له، ومن دون شك فإن الولي الفقيه علي خامنئي وجهاز الحرس هما الطرفان اللذان يحرصان أکثر من الجميع على النظام وضمان ديمومته لکونهما المرتکزين الاساسيين للنظام.
المفاوضات المهمة والحساسة التي بدأت في العاصمة العمانية مسقط بين النظام الإيراني والولايات المتحدة، ليست کأي من المفاوضات السابقة، حيث يبدو فيها النظام وکذئب جريح لازال يلعق جراحه ويعاني من جرائها، وهو قبل العالم يعلم جيدا بأن المفاوضات الجارية مع إدارة الرئيس ترامب الاکثر تشددا مع النظام، ليست مفاوضات متکافئة ولکن ومع علمه بذلك فإنه يجد نفسه مرغما على المشارکة فيها لأن خلاف ذلك يعني إعلانه للمواجهة المميتة التي لن يخرج منها سالما.
الولي الفقيه في الثامن من مارس2025، أعلن رفضه القاطع لإجراء المفاوضات مع الولايات المتحدة ورفض التهديدات الأمريكية، وقد ردد قادة النظام والمسٶولين وکببغاوات ملقنة رفض خامنئي وأعلنوا عن تمسکهم به، لکن هذا الرفض ومع الرسالة التي بعث بها ترامب الى خامنئي، سرعان ما أصبح مجرد هواء في شبك وأثرا بعد عين!
اليوم، وبعد الرفض الجامح لخامنئي الذي أصبح بعد مفاوضات مسقط مجرد زوبعة في فنجان، فإن الرکيزة الثانية للنظام، أي جهاز الحرس، يدلي بدلوه في مواجهة اليم الامريکي الجارف بوجه النظام، إذ وعلى أثر تأكيد المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف، أن الجولة المقبلة مع المحادثات مع إيران ستتناول التحقق من برنامج التخصيب و برنامج التسلح، فقد إنبرى المتحدث باسم الحرس الثوري، علي محمد نائيني، في تصريحات له يوم الثلاثاء 15 أبريل2025، في الرد على ويتکوف مشددا أن"الأمن الوطني وقدراتنا الدفاعية خط أحمر لن يتم التفاوض بشأنها مطلقا" وعلى أن الأمن القومي من الخطوط الحمراء للبلاد التي لن يتفاوض عليها تحت أي ظرف، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
لکن السٶال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة هو: هل إن وفد النظام سيقاطع الجولة الثانية من المفاوضات ويعلن عن رفضه لطرح موضوع تسلح النظام على طاولة التفاوض؟ أو بتعبير أکثر وضوحًا؛ هل إن النظام الإيراني في موقف ووضع يمکنه فيه إعلان رفضه للتفاوض ومقاطعته لها وإستعداده لمواجهة التهديدات الأمريكية التي لا حاجة للتأکيد على جديتها؟ من الواضح هنا إن الرفض الذي أعلنه المتحدث بإسم جهاز الحرس من تناول موضوع تسلح النظام لا يختلف بشئ عن الرفض المطلق الذي سبق وإن أعلنه خامنئي لإجراء التفاوض مع الولايات المتحدة، فهذا الشبل من ذلك الأسد بل وحتى يجب أن ننتظر المزيد من هکذا تصريحات ومواقف من الظلم أن نصفها بالعنترية!
#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)
Nezam_Mir_Mohammadi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟