أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 88















المزيد.....


التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 88


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 06:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


السببية القدرية-سارتر: سببية الظل-يونغ
الخطيئة الاوديبية والتكفير عنها فرديا وسياسيا ودينيا
الحقيقة السردية والحقيقة التاريخية

ناقش باحثون علاقة مفهوم السببية بمشكلة الحقيقة في التحليل النفسي.

يؤكد شيفر أنه "بالنظر إلى التاريخ، لا نقول إن الفاعل مدفوع سببيًا للقيام بفعل ما... بل نقول إن هذا الفاعل فعل ذلك، وربما أعطى أو كان بإمكانه إعطاء هذه الأسباب للقيام بذلك..." (ص 56). وينكر شيفر أن الأسباب، والنوايا، والأغراض، والرغبات، والدوافع بشكل عام، هي أسباب.
SCHAFER, R. (1976). A New Language for Psychoanalysis
-لغة جديدة للتحليل النفسي-
https://yalebooks.yale.edu/book/9780300027617/a-new-language-for-psychoanalysis/

يُعرّف شيفر، خطأً، السببية بالقدرية، كما فعل سارتر . كما أن شيفر ملتزم بنظرية تماسك الحقيقة.
سارتر يعتبر اللاوعي عقيدة سيئة ولذلك يرفض مفهوم اللاوعي.
في كتابه "الوجود والعدم"، يُجادل سارتر ضد وجود اللاوعي في مناقشته لما يُسميه "سوء النية". يقول إن المرء قد يكذب على نفسه بشأن نفسه وهو يُدرك أنه يكذب عليها بشأن نفسه.
Why Did Sartre Refuse the Freudian Unconscious?
https://that-which.com/why-did-sartre-refuse-the-freudian-unconscious/#:~:text=In%20Being%20and%20Nothingness%2C%20Sartre,lying%20to%20oneself%20about%20oneself.
ولكن سارتر, بسبب يقين آيديولوجي في ان الانسان حر بالمطلق في ان يختار ما يشاء, لا تقدم قدريته خدمة سريرية للمرضى الذين نمط خياراتهم المؤذي يتسم بالتكرار. فمثلا, قد تبوء زيجات شخص ما كلها بالفشل. هنالك على الأقل تفسيران لهذا الفشل. الأول ان نؤمن بالقدرية, اي ان قدر هذا الشخص يحتِّم ان تفشل زيجاته. وهو مفهوم "مريح" ولكنه استسلامي سوداوي يفقد الشخص قدرته على التغيير. التفسير الثاني, ان الجانب المظلم في العقل اللاواعي هو مصدر للفشل, والذي يسميه المحلل النفسي الكبير كارل يونغ "الظل" Shadow.
The Jungian Shadow
https://www.thesap.org.uk/articles-on-jungian-psychology-2/about-analysis-and-therapy/the-shadow/

والظل, الجانب المظلم والمدمر في العقل اللاواعي, موجود فينا كلنا. التحليل النفسي يوفر الامكانية للتعرف على الظل وادخاله الى العقل الواعي كشرط لا غنى عنه لتفادي التكرار القسري (النابع من غريزة الموت) المضر للفرد او لعلاقاته مع الآخرين. ومفهوم الظل يكتسب ايضا ابعادا اجتماعية او سياسية هائلة على الصعيد الجماعي. فحزب شيوعي يسمي نفسه "حزب الشهداء" كأشادة, بينما هو في واقع الحال ضحية ل"الظل" او الجانب المظلم والمدمر في العقل الباطن لقياداته (المحلية, او الاممية سابقا), وبالتالي يتخبط هذا الحزب اوديبيا من عبادة معلنة للكرملين الى عبادة متسترة للبيت الابيض. انهم لم يحلوا عقدتهم الاوديبية ولذا فهم دوما كطفل قاصر في حاجة الى أب, الكرملين او البيت الأبيض, ليتماهوا معه. تنحسر شعبية هذا الحزب المصاب بالعصاب الاوديبي ويتضائل حجمه بالرغم, او بالاحرى, على الأقل جزئيا, بسبب كثرة عدد شهدائه-وكأن ازدياد عدد الشهداء هو الثمن الذي عليه ان يدفعه لكي يكّفر عن شعور الذنب الاوديبي الذي يكتنف عقله الباطن, فيزداد عدد الشهداء كلما زاد حجم الظل في العقل الباطن لهذه القيادات التي تتوارث الشعور بالذنب-انظر تحت بخصوص توارث المشاعر بيولوجيا. ولكون هذه القيادات اما ستالينية (متأمركة) او لكونها شخصيات نرجسية من سماتها الغرور والتعالي والاصرار على الخطأ وعدم تحمل المسؤولية الفردية فانها تنتقل من فشل الى فشل اكبر: انها تحفر قبرها بنفسها!
Narcissistic personality disorder
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/narcissistic-personality-disorder/symptoms-causes/syc-20366662

ولكون ان الظل لديه جانبا فرديا وجماعيا, ينتشر مفهوم الشهادة في العقل الجماعي ضمن شيوعيين ومتدينين على حد سواء, ويقوم هؤلاء بالتكفير عن الذنب الاوديبي بالاستشهاد او تعريض النفس للتعذيب كرها عن طريق السلطة, او طوعا بايذاء الجسد باللطم او التطبير في مواكب جماعية لطلب الغفران للوقوع (المحتمل) في براثن الخطيئة الاوديبية التي هي في الاعم الاغلب كامنة في براثن العقل الباطن ولم تجسدها الكلمات فتلجأ الى لغة الجسد وايذائه للتعبير عن الم مصدره غير معروف نفسيا, وقد يكون الألم ليس شخصيا يجد تفسيره في سردية الفرد نفسه, بل يكون متوارثا. والتوارث الثقافي عبر الأجيال يؤثر على الجينات ويصبح التوارث جينيا ايضا.
While our minds try to avoid, suppress,´-or-numb painful memories, the latest research suggests the effectsof trauma extend beyond the initial event, and can even be transmitted to subsequent generations. This concept, known as intergenerational transmission of trauma effects, was first recognized in studies involving survivors of the Dutch famine during World War II and Holocaust survivors.
These studies found that traumatic experiences like stress, famine,´-or-war can influence the expression of our genes, thereby affecting our offspring. Trauma doesn’t -alter-our DNA, but it can guide which genes are activated´-or-deactivated, similar to a marginal note in a book.
When an individual experiences trauma, their body may adapt by adjusting gene expression, and some of these changes can be passed on to their children, akin to inherited “notes.” However, these changes are not definitive but rather adaptable and can be rewritten by our own life experiences and actions.
While our minds try to avoid, suppress,´-or-numb painful memories, the latest research suggests the effectsof trauma extend beyond the initial event, and can even be transmitted to subsequent generations. This concept, known as intergenerational transmission of trauma effects, was first recognized in studies involving survivors of the Dutch famine during World War II and Holocaust survivors.
These studies found that traumatic experiences like stress, famine,´-or-war can influence the expression of our genes, thereby affecting our offspring. Trauma doesn’t -alter-our DNA, but it can guide which genes are activated´-or-deactivated, similar to a marginal note in a book.
When an individual experiences trauma, their body may adapt by adjusting gene expression, and some of these changes can be passed on to their children, akin to inherited “notes.”
"بينما تحاول عقولنا تجنب الذكريات المؤلمة أو قمعها أو تخديرها، تشير أحدث الأبحاث إلى أن آثار الصدمة تمتد إلى ما بعد الحدث الأولي، بل ويمكن أن تنتقل إلى الأجيال اللاحقة. وقد تم التعرف على هذا المفهوم، المعروف باسم انتقال آثار الصدمة بين الأجيال، لأول مرة في دراسات شملت ناجين من المجاعة الهولندية خلال الحرب العالمية الثانية وناجين من الهولوكوست.
وجدت هذه الدراسات أن التجارب المؤلمة، مثل التوتر أو المجاعة أو الحرب، يمكن أن تؤثر على التعبير الجيني لدينا، مما يؤثر على ذريتنا. لا تُغير الصدمة حمضنا النووي، ولكنها قد تُحدد الجينات التي تُنشط أو تُعطل، تمامًا مثل ملاحظة هامشية في كتاب.
عندما يتعرض الفرد لصدمة، قد يتكيف جسمه عن طريق تعديل التعبير الجيني، ويمكن أن تنتقل بعض هذه التغييرات إلى أطفاله، على غرار "الملاحظات" الموروثة."
Understanding epigenetics: how trauma is passed on through our family members
فهم الابيجينيتك: كيف تنتقل الصدمات من خلال أفراد عائلتنا
https://arkansasadvocate.com/2023/07/05/understanding-epigenetics-how-trauma-is-passed-on-through-our-family-members/#:~:text=When%20an%20individual%20experiences%20trauma,own%20life%20experiences%20and%20actions.
(الابيجينيتك هو علم دراسة تفاعل الجينات مع المحيط الخارجي)

بعرف شيفر, هناك أكثر من طريقة لفهم الواقع. الواقع ليس، كما افترض فرويد عادةً، أمرًا محددًا يُتوصل إليه أو معيارًا ثابتًا ومعروفًا للموضوع. فبمجرد أن تصبح الدوافع بواعثا reasons بدلًا من أسباب causes (يرجى الرجوع الى الحلقة 80 للتعرف على الفرق ببن الباعث والسبب)، فإنها تكتسب طبيعةً غامضةً ومفتوحةً بشكلٍ رائع، مما يسمح بتأويلها "بشكلٍ صحيح" بطرقٍ متنوعة. التأويل هو توسيعٌ وتعقيدٌ لسياق الفعل. تُوسّع النظريات المختلفة السياق وتُعقّده بطرقٍ مختلفة. يصبح تماسك السرد المعيارَ العملي للحقيقة. فهناك العديد من الفهم الحقيقي بقدر ما توجد سردياتٌ متماسكةٌ وشاملةٌ وموحدةٌ حول الأسباب الدافعة.

يُحدد شيفر الأساسَ الوجودي لهذه النسبية: "يتطلب مفهوم الفعل منا اعتبار كل فعلٍ عفويًا بطبيعته، وكأنه ينطلق من ذاته". هذا الادعاء المذهل يُوفر بلا شك الأساس لتفسير "حر" لبواعث الفعل. ولكن إذا لم تكن الأفعال نتيجة أحداث ماضية وحاضرة، بل هي في الواقع إبداعات حرة، كما اعتقد كانط (1785) عن الأفعال المُرادة أخلاقيًا - أفعال لها عواقب ولكن ليس لها سوابق - فإنها لا تاريخ لها على الإطلاق. موقف شيفر هو نفسه وجهة النظر الوجودية لسارتر - على الرغم من إنكار شيفر ، وهو يتعارض جوهريًا مع وجهة نظر رايل الذي اعتمد شيفر على أفكاره في هجومه على ميتاسايكولوجيا فرويد.
RYLE, G. (1949). The Concept of Mind
-مفهوم العقل-
يمكن تنزيله بالكامل في
https://antilogicalism.com/wp-content/uploads/2018/04/concept-of-mind.pdf
(تهتم ميتاسايكولوجيا فرويد بالبنية والمفاهيم الأساسية للنظرية الفرويدية. استخدم سيغموند فرويد هذا المصطلح لأول مرة في عام 1896، للإشارة إلى إضافته للعمليات اللاواعية إلى العمليات الواعية في علم النفس التقليدي.
On Metapsychology - The Theory of Psychoanalysis : Beyond the Pleasure Principle , Ego and the Id and Other Works Paperback – January 1, 1991
by Sigmund Freud (Author)
https://www.amazon.com/Metapsychology-Psychoanalysis-Pleasure-Principle-Penguin/dp/0140138013)

لا يُقدم مفهوم شيفر للفعل أي مبرر لتوسيع سياق الفعل ليشمل أحداثًا وأفعالًا سابقة (واعية أو غير واعية)؛ إنه يُقدم مبررًا لتاريخ حياة ليس أكثر من تسلسل زمني ظاهراتي. أي شيء أكثر من ذلك، إذا كان كل فعل، كما يزعم شيفر، ينطلق تلقائيًا من ذاته، فسيكون محض اختراع: اختراع يكون معيار الحقيقة الوحيد فيه هو التماسك. توفر هذه الفكرة فرصًا غير محدودة لأنماط سبنس.
دونالد ب. سبنس، الحقيقة السردية والحقيقة التاريخية: المعنى والتفسير في التحليل النفسي (دبليو. دبليو. نورتون، ١٩٨٢).
https://easternchristianbooks.blogspot.com/2016/05/narrative-truth-and-historical-truth.html

يشير سبنس إلى أن فرويد كان مُركِّبًا بارعًا، إذ جمع أجزاءً مُتفرقة من حياة المريض ونسجها في سردٍ متكاملٍ آسر، من خلال سجلاته الطبية الشهيرة، التي تتميز "بتحكمٍ بارعٍ في الأسلوب والمحتوى" . في الواقع، لطالما نُوقش أسلوب فرويد، بل وقيل إن أسلوبه في اللغة الإنجليزية قد تحسَّن بفضل ترجمات جيمس ستراتشي-البعض اعتقد ايضا ان الترجمة شوهت البعض من افكار فرويد وحرّفت مقاصده-حول النقاش بهذا الصدد يمكن الرجوع الى, مثلا, Quora
What are the most important mistakes in the English translation of Sigmund Freud s works?
https://www.quora.com/What-are-the-most-important-mistakes-in-the-English-translation-of-Sigmund-Freuds-works

بعرف سبنس, تكمن مشكلة فرويد، التي قد تُربك محللين آخرين، بل وحتى من يكتبون تاريخ الأحداث الصادمة المثيرة للجدل, في أن الرغبة في التحكم بالسرد، وكتابته في وحدة منظمة ومُصقولة، وخاصةً لمصلحة الآخرين، قد تكون في حد ذاتها مُشوّهة: "قد يتواطأ كلٌّ من المحلل والمريض في محاولة لتبسيط حياة فوضوية قبل أوانها"، ويجب الحذر من هذا الخطر. ليس من السهل مقاومة هذا النزوع نحو التبسيط أو الترتيب قبل أوانه، لأنه، كما يُقرّ سبنس، يقع المحللون النفسيون (وكذلك المؤرخون أحياناً) في موقف صراع كُتّاب للسرد "النهائي"، إن صحّ التعبير، ولكن أيضاً كحُرّاس للسجلات والمحفوظات السريرية (أو غيرها) الأكثر فوضوية. يمكن أن يُصبح هذا الصراع حادًا للغاية إذا انقسم تحليل، أو تاريخ ثقافي (خاصةً في أيدي المدافعين أو المعلقين الأيديولوجيين الذين لا تُبالي ضمائرهم بالحقائق)، إلى جزأين: حقيقة سردية في سياق غرفة الاستشارة (أو "الأساطير" الوطنية أو الدينية، على سبيل المثال)، ثم الحقيقة التاريخية أو السجل بقدر ما يُمكن معرفته وإثباته.

يُشير سبنس، ويبدو أنه يُوافق تقريبًا، على الأقل في بعض السياقات السريرية، على انقسام الاثنين: فعلاقة الحقيقة السردية بأحداث الماضي الفعلية "قد تكون أقل أهمية بكثير من إنشاء سرد متماسك ومتسق لمجموعة مُعينة من الأحداث". بعبارة أخرى، قد تكون القصة التي يرويها المُحلِّل للمُحلِّل-المريض أحيانًا غير مُرتبطة بالسجل التاريخي إلا بشكل ضعيف جدًا، بقدر ما يُمكن معرفته، ولكن هذه القصة او السردية قد تُساعد المُحلِّل على الوصول إلى نوع من التماسك، وربما حتى الشفاء. مع ذلك، يبدو أن هذا يستدعي تداعياتٍ مُقلقة، وقد فصّلها جيفري براجر في دراسته الشيقة والقيّمة "عرض الماضي: التحليل النفسي وعلم اجتماع سوء التذكر".
Presenting the Past: Psychoanalysis and the Sociology of Misremembering
https://www.amazon.com/Presenting-Past-Psychoanalysis-Sociology-Misremembering/dp/0674004191/ref=as_li_ss_tl?ie=UTF8&qid=1462895660&sr=8-1&keywords=prager+psychoanalysis+harvard&linkCode=sl1&tag=eastern-20&linkId=ffb6c42d29520e745b4601de9dfe53c5
براجر في كتابه هذا يقول ان علم النفس هو عقيدة عصرنا؛ والعلاج النفسي هو وسيلتنا لفهم الذات؛ و"الذاكرة المكبوتة" أصبحت الآن شكلاً شائعاً من أشكال الصدمة النفسية. يستكشف جيفري براجر، عالم الاجتماع والمحلل النفسي، مدى تجسيدنا لصور ثقافتنا النمطية في أكثر ذكرياتنا خصوصية.

في صميم كتاب "عرض الماضي"، تدور قصة امرأة مأساوية ومقلقة بدأت، خلال تحليلها النفسي، بتذكر مشاهد الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له في طفولتها. لاحقًا، توصلت المريضة إلى الاعتقاد بأن الصدمة التي تذكرتها كاعتداء جسدي ربما كانت اعتداءً عاطفيًا، وأنها قد ألفّت ذكرى من علاقات حالية وماضية. ولكن ما هو الدقيق والصحيح؟ وما هي الأدلة التي يمكن أن تكون مقنعة وقيّمة؟ هل يمكن للمحلل النفسي أن يثق بقناعاتها أم بقناعاته؟ من خلال هذه الحالة وحالات أخرى، يستكشف براجر طبيعة الذاكرة وعلاقتها بالعوالم الشخصية والعلاجية والثقافية التي يحدث فيها التذكر.
وقد سعت مؤسسات تعليمية لوضع إرشادات في أعقاب المخاوف بشأن "متلازمة الذاكرة الكاذبة"، حيث يستعيد المرضى ذكريات الاعتداء الجنسي في طفولتهم باستخدام تقنيات مثل العلاج بالتنويم المغناطيسي، والعلاج بالتراجع، والمقابلات التي تتم بوساطة الأدوية. حيث ان التداعيات
المحتملة لمتلازمة الذاكرة الكاذبة قد يكون لها آثارا كارثية, نفسيا واجتماعيا وقانونيا واقتصاديا, على الشخص المتهم خطأً.
Guidelines warn psychiatrists about memory recovery techniques
https://www.bmj.com/content/315/7113/899.1

يُشير سبنس إلى أمرٍ آخر لا يُفهم غالبًا، على الأقل في المحاولات "الأكثر شيوعًا" لتصوير التحليل النفسي: لا وجود لما يُسمى "التداعي الحر" الكامل ("التداعي الحر" تقنية اساسية في التحليل النفسي المحلل يذكر كلمة عشوائية ويطلب من المريض ان يذكر اي كلمة او كلمات مرتبطة تخطر فورا في باله)، وهذا أمرٌ جيد. فالتداعي الحر ليس، ولا يُمكن أن يكون، كراكب القطار الذي يصف كل ما يراه من النافذة لمحلل أعمى. لو كان الأمر كذلك، لكان مجرد مزيجٍ من الكلمات - بالكاد متماسك، إن وُجد أصلًا. وهكذا، فإن الرغبة لدى كلٍّ من المريض والمحلل، في أشكالٍ وأزمنةٍ مُختلفة، هي تقديم المعلومات الناقصة لتكوين كلٍّ متماسك - أي الانتقال من الكاتب إلى المُحرّر، إن جاز التعبير. هذا أمرٌ لا مفر منه، ولكن يجب القيام به بحذرٍ شديدٍ نظرًا للخطر المذكور آنفًا والمتمثل في إدخال تحريفاتٍ جديدة، أو حذفٍ مُتعمّد، أو مشاكل أخرى. إن هذه التحذيرات مهمة ليس فقط للأطباء، بل أيضًا للمؤرخين ورجالات الدين الذين يروون قصصنا المؤلمة في كثير من الأحيان، عن صراعات الماضي. ولكن رجالات الدين-بغض النظر عن بعض المبالغات الفجة, قد يكون همهم هو الحقيقة السردية وليست الحقيقة التاريخية اذا كانت الاولى تشكل سردية متماسكة, او بسبب اعادة تكرارها غوبلزيا, للأدعاء بمظلومية تاريخية مفترضة من اجل تحقيق مكاسب شخصية او سياسية او دينية آنيا او مستقبلا. فرجال الدين لم يقسموا على قول الحقيقة, كما يقسم, مثلا, الاطباء على عدم ايذاء مرضاهم ان لم يستطيعوا نفعهم وليست هنالك هيئة اخلاقية-انضباطية لتضبط عمل رجال الدين (في منطقتنا) وتحاسبهم على اخطائهم, ولذلك لا ينبغي ان نتوقع دوما انهم مصدر حتى حقائقهم هم انفسهم. ومن هنا يلعب العمل الفكري دورا هائلا في كشف الحقيقة التاريخية لتبيان زيف الحقيقة السردية لرجال الدين او على الأقل عدم دقتها. ولكن قوى شيوعية في منطقتنا, بسبب اخصاء اوديبي او غيره, تتقاعس عن اداء هذه المهمة التي لا غنى عنها, بل وانها حتى تتماثل مع الحقيقة السردية المزيفة, وبهذا تساهم هذه القوى, بقصد او بدونه, في تزييف الماضي وتخريب واقعنا وتكريس زيفه واغتراب الفرد فيه عن نفسه وعن مجتمعه, هذا في حين انها تدعىّ انها تريد "التغيير الشامل؟!". ونحن نقول ان صوت الأفعال اعلى من صوت الاقوال.
يتبع



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 87
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 86
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 85
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 84
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 83
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 82
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 81
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 80
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 79
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 78
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 77
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 76
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 75
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 74
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 73
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 72
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 71
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 70
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 69
- العلم في التراث الماركسي التقليدي (السائد)4!


المزيد.....




- محمود الخطيب شهد على العقد.. لحظات مؤثرة من عقد قران ليلى زا ...
- مغني راب شهير يسخر من نفسه ضاحكًا في المستشفى بعد شلل جزئي ف ...
- الأردن: إحباط -مخططات لإثارة الفوضى- عبر تصنيع صواريخ وطائرا ...
- عاصفة ترابية تضرب دول الخليج (فيديوهات)
- أبناء الحيامن المتنافسة !
- أبرز ما جاء في تصريحات المشاركين في مؤتمر لندن حول السودان
- -بلومبرغ-: واشنطن ترفض إدانة الضربة الروسية لاجتماع قيادة قو ...
- في ذكراها السنوية الثانية: من ينقذ المدنيين من الحرب السودان ...
- أمير قطر يعقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس السوري في الديوان ...
- مقاطعة سومي.. طائرات مسيرة روسية تدمر قوات المشاة ومعدات أوك ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 88