أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 552 - المفاوضات الأمريكية الإيرانية وإسرائيل النووية: لا يرون الخشبة في أعينهم















المزيد.....

طوفان الأقصى 552 - المفاوضات الأمريكية الإيرانية وإسرائيل النووية: لا يرون الخشبة في أعينهم


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 04:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

* اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*



دميتري نيفيودوف
كاتب صحفي ومحلل سياسي
مؤسسة الثقافة الاستراتيجية
9 أبريل 2025

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مشاركته في المفاوضات غير المباشرة المقبلة في 12 أبريل الجاري في سلطنة عُمان، مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيفن ويتكوف. ووفقًا لمصادر إيرانية، فإن نجاح هذه الجولة قد يمهد الطريق لإجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وهو نهج شبيه بما جرى في عهد إدارة بايدن بمساعدة الأوروبيين.

قال ترامب سابقًا خلال لقائه مع بنيامين نتنياهو في واشنطن: «المفاوضات أفضل من أي سيناريو آخر. نحن متفقون على أن إيران لا ينبغي أن تمتلك أسلحة نووية. إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق، فسيكون ذلك جيدًا». لكن وكالة Nour News، المحسوبة على مجلس الأمن القومي الإيراني، وصفت دعوة ترامب للمفاوضات المباشرة بأنها محاولة «لضغوط نفسية». إلا أن الأخطر من ذلك، كما يبدو، هو الحشد العسكري الأمريكي الواسع في الشرق الأوسط، والذي يعكس التهديدات المباشرة التي أطلقها ترامب قائلاً إن إيران ستتعرض لـ «قصف لم تشهده من قبل»، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي – وهو الاتفاق الذي انسحب منه ترامب نفسه عام 2018.

بدأ البنتاغون بنشر تشكيلات عسكرية كبيرة، تتضمن مجموعتين ضاربتين من حاملات الطائرات («ترومان» و«كارل فينسن»)، وبطاريتين إضافيتين من نظام الدفاع الجوي باتريوت، ومنظومة الدفاع الصاروخي THAAD، وسربًا إضافيًا من مقاتلات F-35 الشبحية. كما تم نقل ست قاذفات استراتيجية من طراز B-2 إلى جزيرة دييغو غارسيا جنوب جزر المالديف، برفقة طائرات شحن من طراز C-17 وطائرات التزود بالوقود KC-135.

في المقابل، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي: «إنهم يهددوننا بالهجوم، وهو أمر نراه غير مرجح، لكن إذا أقدموا على أي حماقة، فسيتلقون ردًا قويًا وسريعًا دون شك». وحذر العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، من أن عشرات آلاف الجنود الأمريكيين المنتشرين في قواعد بالمنطقة هم «في بيت من زجاج»، مضيفًا: «ومن يسكن بيتًا من زجاج، لا يحق له رمي الحجارة».

وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، أكد مندوب إيران الدائم أمير سعيد إيرواني أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى للتصعيد، وتبقى ملتزمة بالسلام والاستقرار والأمن في علاقاتها». لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن «أي مغامرة عسكرية من الولايات المتحدة أو من قبل حلفائها – مثل الكيان الصهيوني – ضد السيادة الإيرانية، ستقابل برد قوي وفوري».

رغم تأكيد بعض المسؤولين الإسرائيليين أن الضربات المحدودة يمكن أن تمنح واشنطن الوقت وتقلص نفوذ طهران التفاوضي، فإن هناك مخاوف داخل البنتاغون من أن يؤدي هذا الخيار إلى تداعيات خطيرة، وأنه لا يمكن احتواء الأزمة عبر حملة عسكرية سريعة فقط. كما هو الحال مع حرب غزة، أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن قلقهم من غياب الخطة الإسرائيلية لما بعد الهجوم.

زار قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل "إريك" كوريلا، إسرائيل مؤخرًا «لفهم النوايا والتوقيت المحتمل». وقال: «سنرى ماذا يقرر الإسرائيليون».

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المعروف بـ "بيبي الغاضب"، قبل مغادرته واشنطن: «نحن متفقون على أن إيران لا يجب أن تمتلك أسلحة نووية. يمكن حل ذلك عبر اتفاق، ولكن فقط إذا كان على غرار النموذج الليبي – أي دخول القوات وتفجير المنشآت النووية، وتفكيك المعدات بالكامل تحت إشراف أمريكي. في هذه الحالة فقط يمكن الحديث عن اتفاق. أما إذا لم يكن هناك اتفاق، فإيران ستواصل المماطلة، ولا يبقى حينها سوى الخيار العسكري. الجميع يعلم ذلك، وقد ناقشنا هذا بالتفصيل».

ويبدو أن ثقة نتنياهو تنبع من امتلاك إسرائيل لسلاح نووي، وهو أمر تتجاهله الدول الغربية ووكالة الطاقة الذرية منذ أكثر من خمسين عامًا. بخلاف إيران، فإن تل أبيب لم توقع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 1968، والتي دخلت حيز التنفيذ في مارس 1970.

ومن المفارقات أن إيران، في عهد الشاه، كانت من أول المبادرين بمشروع إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، عبر القرار 3263 للجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 9 ديسمبر 1974، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى اليوم. وقد وقّعت إيران على معاهدة عدم الانتشار في عام 1968، وكانت من أول الموقعين.

في يونيو 2024، صرّحت سوزي سنايدر، منسقة برنامج حظر الأسلحة النووية في ICAN، أن «إسرائيل أنفقت ما يقارب 1.1 مليار دولار عام 2023 على برنامجها النووي، لكنها لا تفصح عن ميزانيتها النووية». وبحسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، فإن إسرائيل تملك نحو 90 رأسًا نوويًا، وهو عدد كافٍ لإحداث دمار واسع. وتابعت سنايدر: «إسرائيل تنفق كثيرًا على الحفاظ على ترسانتها النووية، لكنها لا تُدرج هذه المصروفات ضمن ميزانيتها العامة، ولا تكشف عنها».

تشير تقديرات سابقة منذ أكثر من عقد إلى أن إسرائيل تحتل المرتبة السادسة عالميًا من حيث عدد الرؤوس النووية، إذ امتلكت بين 75 إلى 400 وحدة، تشمل أسلحة حرارية تفوق قوتها الميغا طن. وقد امتلكت تكنولوجيا القنابل النيوترونية والأسلحة النووية التكتيكية و«الحقائب النووية» منذ أوائل التسعينيات.

اليوم، قد تكون إسرائيل تمتلك «ثالوثًا نوويًا استراتيجيًا» يشمل:

البر: صواريخ «أريحا» الباليستية بمدى يصل إلى 7000 كم

الجو: قاذفات F-15I «رعام»

البحر: غواصات «دولفين» المزودة بصواريخ يبلغ مداها 1500 كم


لم تُخضع إسرائيل منشآتها النووية للتفتيش الكامل من قبل وكالة الطاقة الذرية سوى مرتين: عامي 1998 و2004، عندما سمحت بزيارة منشأة ناحال سورك، لكنها منعت الوصول إلى مفاعل ديمونا. شاركت إسرائيل في مفاوضات مغلقة خلال عامي 2012 و2013 بشأن إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، لكنها انسحبت لاحقًا. في يونيو 2021 وأكتوبر 2023، دعت قطر الوكالة إلى مراقبة البرنامج النووي الإسرائيلي، لكن دون جدوى.

وفقًا للرؤية الأمريكية، فإن الاعتراف بالترسانة النووية الإسرائيلية سيعني مطالبة العرب وإيران بتفكيكها، في الوقت الذي تُجبر فيه دول مثل إيران وكوريا الشمالية على الاعتراف ببرامجها النووية. وترى كثير من الدول النامية أن هذا الكيل بمكيالين يضر بمصداقية المجتمع الدولي.

ذكرت قناة «الميادين» أن آثارًا لاستخدام إسرائيل للأسلحة النووية ظهرت في غزة، وأن تحليل عينات التربة في 2010 أظهر وجود اليورانيوم المنضب. كما أكدت دراسة علمية نشرتها مجلة Nature أن إسرائيل استخدمت أسلحة نووية متطورة في لبنان (2006) وغزة (2008 و2014)، وهي أسلحة تقتل عبر إشعاع حراري ونيوتروني دون ترك آثار انشطارية مثل السيزيوم-137. وتقول بعض المصادر إنها استخدمت أيضًا من قبل الولايات المتحدة في الفلوجة (2003) وكوسوفو.

تشير التقديرات إلى أن الأسلحة النووية الإسرائيلية تُغطي جغرافيًا: مصر، سوريا، تركيا، إيران، العراق، القوقاز، جنوب روسيا، شمال أفريقيا، والبلقان.

ووفقًا لإحصاءات التجارة العالمية (2023)، فإن الدول التي تزوّد إسرائيل بالمواد الأولية النووية (الفئة 2844) تشمل:

بلجيكا (23%)

هولندا (19.5%)

الولايات المتحدة (17.3%)

ألمانيا (12.3%)

سويسرا (10.1%)

إسبانيا، النرويج، كندا، إيطاليا، وفرنسا بنسب متفاوتة


وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إسرائيل، فإن امتلاكها لترسانة نووية يجعل الحديث عن نزع السلاح النووي في المنطقة مجرد وهم، بل ويدفع دولًا أخرى، وعلى رأسها إيران، للتفكير بامتلاك «سلاح يوم القيامة» كردع استراتيجي.

ملاحظة ختامية
صادقت الدوما الروسية مؤخرًا على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران، والتي وُقعت في يناير 2025 بين الرئيسين فلاديمير بوتين ومسعود بزشكيان. وعلى الرغم من أن الاتفاق لا ينص على تحالف عسكري، فقد أكد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو أن موسكو ستتخذ جميع التدابير اللازمة لحل أي صراع إذا ما تعرضت إيران لهجوم.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطورة -الإبادة الجماعية الدموية لستالين- في أوكرانيا السوفي ...
- طوفان الأقصى 551 – -محور المقاومة-: الانهيار في الحرب أم الب ...
- طوفان الأقصى 550 – اسرائيل + أمريكا ضد إيران
- أسطورة سوداء عن -الجزار الدموي- بيريا – الرجل الثاني بعد ستا ...
- طوفان الأقصى 549 – نتنياهو في بودابست كأنه في بيته
- طوفان الأقصى 548 – حرب الولايات المتحدة مع الحوثيين – مكاسب ...
- كيف دمر خروتشوف أسس الدولة السوفياتية
- طوفان الأقصى547 – آخر أخبار من سوريا – ملف خاص
- طوفان الأقصى 546 – الدراما حول قناة السويس - الجزء الثاني 2- ...
- طوفان الأقصى 545 – الدراما حول قناة السويس - الجزء الأول 1-2
- المؤرخ يفغيني سبيتسين - وفقًا ل-خطة أندروبوف-، كان من المفتر ...
- طوفان الأقصى 544 – إسرائيل تعزز مواقعها في جنوب لبنان وتتقدم ...
- طوفان الأقصى 543 – تطهير غزة -- إلى أين يُريدون تهجير الفلسط ...
- على جثث مَنْ صعد غورباتشوف إلى السلطة
- طوفان الأقصى 542 – كيفية حماية روسيا من تدفق الإرهابيين من س ...
- طوفان الأقصى541 – هل الولايات المتحدة مستعدة لبدء حرب ضد إير ...
- طوفان الأقصى 540 – الهجرة الطوعية - إسرائيل تستعد لاحتلال غز ...
- البيريسترويكا – لغز عمره 40 عاما لم يحل بعد - الجزء الثالث 3 ...
- طوفان الأقصى 539 – وجها لوجه مع تركيا - كيف تغير نهج إسرائيل ...
- البيريسترويكا – لغز عمره 40 عاما لم يحل بعد - الجزء الثاني 2 ...


المزيد.....




- -مسيء وغير مقبول-.. ردود فعل غاضبة لمكسيكيين على رسائل تحذير ...
- السعودية.. كم يبلغ سِن -الأمير النائم- الوليد بن خالد بن طلا ...
- مسؤولون يكشفون لـCNN كيف نجح الحوثي بإعاقة خطة ترامب والانتق ...
- نائب أمريكي يكشف شروط الرئيس السوري للانضمام إلى -اتفاقات أب ...
- الحرائق تلتهم آلاف الهكتارات من الغابات بولاية نبراسكا الأمر ...
- ألمانيا: ورود ودعوات لتحقيق العدالة بعد مقتل شاب أسود برصاص ...
- خمس أوراق رابحة قد تستخدمها الصين في حربها التجارية مع الولا ...
- كوريا الجنوبية تطور جيلا جديدا من القوارب العسكرية المسيّرة ...
- اكتشاف أول دليل ملموس على وحشية العروض الترفيهية في الإمبراط ...
- هل يدفع ترامب كاليفورنيا لمسار الانفصال عن أميركا؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 552 - المفاوضات الأمريكية الإيرانية وإسرائيل النووية: لا يرون الخشبة في أعينهم