أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أمين وشن - منع لجنة تقصي الحقائق : اغتيال دستوري بدم بارد














المزيد.....

منع لجنة تقصي الحقائق : اغتيال دستوري بدم بارد


محمد أمين وشن

الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" أخطر ما ترتكبه السلطة ، ليس الكذب .... بل الخوف من الحقيقة "
ميشيل فوكو
في لحظة سياسية دقيقة، تكشف حكومة عزيز أخنوش عن وجهها الحقيقي أمام امتحان الشفافية والمساءلة. فالملف المرتبط بمنح مليارات الدراهم من المال العام لمستوردي الأغنام واللحوم الحمراء لم يكن يحتاج سوى إلى وضوح في الموقف، والتزام بالدستور، وثقة في المؤسسات لكن الحكومة اختارت طريقًا آخر هو المراوغة.
حين تتقدم المعارضة بمطلب دستوري مشروع لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول هذا الدعم السخي، الذي لم ينعكس بأي شكل إيجابي على جيوب المواطنين ولا على أسعار السوق، نجد الأغلبية تسارع إلى قطع الطريق عبر تشكيل لجنة استطلاع مؤقتة ، لا تملك لا سلطة الاستدعاء ، ولا قوة الإلزام ، ولا حتى حق إحالة النتائج على القضاء. فهل نحن أمام عملية التفاف واضحة على نص ، وروح الدستور؟
الفرق بين لجنة تقصي الحقائق ولجنة الاستطلاع ليس مجرّد تفصيل تقني هو جوهر المعركة بين من يريد كشف الحقيقة كاملة ، ومن يسعى إلى طمسها خلف ستار الشكليات ، تقصي الحقائق هو سلاح المؤسسات في مواجهة الغموض ، أما الاستطلاع فهو أداة لتقليل الأضرار السياسية ، لا أكثر.
والسؤال البديهي الذي يطرح نفسه إذا لم يكن هناك ما يُخشى من كشفه ، فلماذا كل هذا الهروب ، ولماذا هذا الاستنفار لإفشال مبادرة دستورية لا تهدف إلا إلى التحقق من أين صرفت أموال المواطنين ، ومن استفاد ، ولماذا لم تتحقق الأهداف المُعلنة ؟
ما وقع تحت قبة البرلمان يُعد سابقة خطيرة في منطق التعامل مع آليات الرقابة فالأغلبية التي يفترض أن تكون أول من يدافع عن المؤسسات ، تحوّلت إلى درع سياسي لحجب الحقيقة ، ومرآة تعكس ارتباك الحكومة أمام الرأي العام .
هذه الأغلبية ، بدل أن تكون جزءًا من الحل ، أصبحت جزءًا من المشكلة ، وبدل أن توظّف أدوات الدستور في خدمة الشفافية ، لجأت إلى أدوات تخفيف الأضرار في خدمة العتمة إنها لحظة سقوط أخلاقي قبل أن تكون مؤشراً على فشل سياسي لا جدال فيه .
إن قضية دعم المستوردين ليست فقط ملفًا تقنيًا أو سياسة ظرفية ، بل هي اختبار حقيقي لمدى نضج مؤسساتنا ، ومدى التزامنا بحماية المال العام ، وربط المسؤولية بالمحاسبة والرسالة الواضحة التي تبعث بها الحكومة اليوم هي : "نُوزّع المال ، لكن لا تسألونا كيف و لماذا " .
وفي هذا، يكمن الخطر الحقيقي خطر ضرب ثقة المواطنين في مؤسساتهم ، وتحويل البرلمان إلى واجهة خالية من الجوهر ، وقبر لآليات الرقابة ، بدل أن يكون منصة لفضح الخلل وكشف المسؤوليات .
الحقيقة لا تُخيف إلا من يخشاها ، والمؤسسات القوية هي تلك التي تواجه الأسئلة ، لا التي تهرب منها ، وإذا كانت الحكومة جادة في محاربة الفساد وحماية المال العام ، فعليها أن تكون أول من يطالب بتقصي الحقائق ، لا أول من يُجهضه.
المغاربة اليوم لا يطالبون بالمعجزات، بل بالحقيقة ، ولا يريدون شعارات جوفاء ، بل حقائق ملموسة ، والديمقراطية إذا لم تكن قادرة على فتح ملفات المال العام بشفافية ، فلا معنى لها.



#محمد_أمين_وشن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين ليست حجابا
- بهجة عيدين
- في صمت المعنى
- دموع العيد
- حكومة الفيديوهات وبيع الأوهام حين يُستَغَلُّ الإعلام العمومي ...
- خذني إلبك
- ماذا أهديك ؟
- هلوسات خب
- حدثنا سيدتي
- مدينة في المزاد
- شهيدات اللقمة
- ما عادت أمي
- الحوار الغائب : الحكومة المغربية ، ومأزق الانغلاق السياسي
- حكومة تُراكِم الإخفاقات ، وتُوزِّعها بين السماء والحرب
- صوتُ النضالِ الأبِيّ
- هي فوضى
- اخل سبيلهما إذن
- ماذا عن أزمة التعليم بالمغرب ؟
- قراءة في اجتماع اللجنة الوزارية الثلاثية مع النقابات التعليم ...
- من أجل إنقاذ المدرسة العمومية


المزيد.....




- ترامب: روسيا عرضت تنازلا كبيرا عبر عدم احتلال أوكرانيا بأكمل ...
- هل يتحرك نتنياهو بمفرده عسكريا ضد إيران؟
- هل يكون زلزال إسطنبول الأخير مقدمة للزلزال الأكبر المنتظر؟
- الجيش الإسرائيلي: مقتل قائد دبابة بنيران قناص في معارك شمال ...
- إطلاق نار على الحدود اللبنانية السورية ودمشق تتهم -حزب الله- ...
- وزيرا الطاقة الروسي والنفط الإيراني يضعان إكليلا من الزهور ع ...
- واقع مرير خلَّفته الحرب في كهرباء السودان
- طفل مصاب يستغيث وسط ركام الموت في غزة
- -مقاومة كشمير-.. فصيل مسلح ولد بعد إلغاء الحكم الذاتي
- ترامب يهاجم جامعة هارفارد ويتهمها بالتطرف


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أمين وشن - منع لجنة تقصي الحقائق : اغتيال دستوري بدم بارد