عقيل الفتلاوي
صحفي وباحث
(Aqeel Al Fatlawy)
الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 02:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إعادة نظام المحاولات لطلبة السادس الإعدادي:
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بين الأوساط التربوية والسياسية، صادق مجلس النواب العراقي،على قرار إعادة العمل بنظام المحاولات لطلبة السادس الإعدادي، مما يعني منح الطلاب فرصة إعادة الامتحانات في حال عدم تحقيق المعدلات المطلوبة. هذا القرار الذي يوصف بأنه "إنقاذي" من قبل مؤيديه، يقابله تحذيرات من تداعيات سلبية على مستوى التعليم من قبل معارضيه، فهل تكون هذه الخطوة بداية لإصلاح حقيقي أم مجرد مسكّن مؤقت لأزمات مزمنة؟
السياق التاريخي للنظام
كان نظام المحاولات سابقاً جزءاً من السياسة التعليمية في العراق، حيث يُتاح للطالب الذي لا يحقق المعدل المطلوب فرصة إعادة الامتحان لتحسين نتيجته. لكنه أُلغي لاحقاً في إطار سلسلة إصلاحات هدفها رفع الجودة الأكاديمية، ليعود اليوم بقوة القانون بعد سنوات من المطالبات من قبل أولياء الأمور والطلاب الذين يعانون من ضغوط الامتحان الموحّد الذي يُعتبر بمثابة محك مصيري لمستقبلهم الدراسي.
الرأي المؤيد: فرصة للتصحيح وتخفيف الضغط
يرى مؤيدو القرار أن العودة إلى نظام المحاولات خطوة إيجابية لتخفيف العبء النفسي الكبير الذي يقع على كاهل الطلاب وأسرهم، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، والتي تنعكس سلباً على العملية التعليمية. ويؤكد التربويون أن النظام الجديد سيمنح الطالب مساحة لمراجعة أخطائه وتحسين أدائه، بدلاً من تحميله تبعات الفشل في فرصة واحدة قد تكون غير عادلة بسبب عوامل خارجة عن إرادته.
الرأي المعارض: إضعاف للتحصيل العلمي
في المقابل، يرى معارضو القرار أن منح الطلاب فرصاً متعددة قد يُضعف الدافع لديهم للاجتهاد منذ المحاولة الأولى، مما سيؤثر سلباً على جودة التعليم على المدى البعيد. كما يشير بعض الخبراء إلى أن المشكلة الحقيقية ليست في عدد الفرص، بل في غياب البيئة التعليمية المناسبة، وضعف المناهج، وتردي البنى التحتية للمدارس، مما يجعل القرار مجرد "مسكّن" دون معالجة الجذور.
انعكاسات القرار على المستقبل التعليمي
رغم أن القرار سيُخفف حدة القلق لدى العديد من الطلاب، إلا أن الأسئلة تظل مطروحة حول مدى فعاليته في ظل غياب إصلاحات موازية في المنظومة التعليمية. فهل سيكون نظام المحاولات بداية لمرحلة جديدة من التطوير، أم سيكون مجرد إجراء ظرفي يزيد من تراكم التحديات؟
ختاماً تبقى العودة إلى نظام المحاولات خطوة تحمل في طياتها بارقة أمل للطلاب، لكنها تحتاج إلى سياسات تعليمية شاملة تضمن عدم تحولها إلى وسيلة للتراخي الأكاديمي. فالتعليم الجيد لا يُبنى بمنح الفرص المتعددة فحسب، بل بتهيئة البيئة التي تسمح للطالب بالنجاح من المحاولة الأولى.
#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)
Aqeel_Al_Fatlawy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟