اسرائيل مطلقة اليدين ..... تنفذ مخططاتها دون اعتبار لاي طرف اقليمي.

هاني الروسان
(Hani Alroussen)

الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 02:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تتالي الاحداث وتصاعد حدة سرعتها، صار يصيب المتابع بما يسمى بحالة الاشباع او الاغراق التي تحول عادة دون امكانية التمييز بين الاحداث الرئيسية وتداعياتها، حيث كثيرا ما تتحول هذه الاخيرة عند البعض لاحداث رئيسية فيما هي ليست اكثر من صدى يتردد في جنبات وعلى حواف الاحداث الرئيسية، وهذه جزء من بعض استراتيجيات التضليل والالهاء التي تهدف الى انضاج بعض الاهداف وتمريرها.
فاليوم وعلى الرغم مما يصر بعض الاعلام والاعلاميين على تصويره على انها احداث جسام تتشكل على ايقاع الانقلاب على النظام السياسي الاسرائيلي الذي يقوده نتنياهو ورهطه من زمرة المتدينيين المتشددين وقد يؤدي حسبهم الى انقسام اسرائيلي يهدد بحرب اهلية، وعلى الرغم ايضا من اصرار البعض الاخر على قراءة تصريحات دونالد ترامب التي قال فيها ان لا احد ينوي طرد الفلسطينيين من غزة، على انها تراجع اعقب قرارات قمة الرابع من مارس في القاهرة التي قيل انها تمخضت عن خطة اعمار لمواجهة خطة الرئيس الامريكي بتهجير اهل غزة، وعلى الرغم ثالثا من رؤية جماعة ثالثة تصر على ان اخراج الاتصالات الامريكية الحمساوية الى العلن - وكأن قطر لم تكن قناة اتصال بين الجانبين لم تنقطع - على انها لاضفاء قدر من المصادقية على صحة قراءة تراجع ترامب عن خطته لتهجير اهل القطاع، وانها ايضا استمرارا للاستثمار في الانقسام الفلسطيني وتغذيته -وكأنه هو الاخر لم يستنفذ بعد كل الاغراض التي ُخلق من اجلها - وايضا على الرغم من بعض التصنيعات المحلية لتشدد هذا الطرف العربي او ذاك، والاصرار على الثبات في الرفض او القبول المشروط، فعلى الرغم من كل ذلك وغيره فانه يجب الاعتراف بحقيقة ان المنطقة صارت منطقة نفوذ امريكي خالص بارادة او بقبول روسي، وانه سيجري ترتيبها وفقا لاستراتيجية امريكية بعيدة المدى، لن يكون فيها حتى لتركيا اردوغان حرية الحركة كما كان يعتقد حيث ان نيران مرجله آخذة بالاضطرام.
هذه الترتيبات وان لم تتضح بعد صورتها الاخيرة غير ان ملامحها صارت اكثر من واضحة، وبالعودة الى خطة الاعمار العربية التي ولدت على ارضية انهاء حكم حماس لقطاع غزة - ولكن ايضا ليست لمصلحة تمكين السلطة الوطنية في رام الله-، فانها لم تكن محط قبول او رضا بعض الاطراف العربية الفاعلة حيث كشف موقع middel east eye
البريطاني قبل عدة ايام ان دولة الامارات العربية تمارس ضغطا كبيرا على البيت الابيض لدفعه لرفض الخطة المصرية بحجة عدم واقعيتها، وان كانت تصب اكثر في مصلحة نفس الحليف المشترك للقاهرة وابو ظبي، وحتى لو افترضنا جدلا ان الخطة ستمضي قدما، فان زمن تنفيذها لا يتفق وزمن الغزيين الذين تنعدم لديهم امكانيات الانتظار في ظل استئناف الحرب عليهم ومنع وصول المساعدات الانسانية لهم، فيما الخطة لا زالت قيد البحث والمناقشة حيث ينوي على سبيل المثال الرئيس ماكرون بحثها مع الرئيس السيسي في السابع من افريل القادم، اذ من المحتمل مع هذا التاريخ ان تكون اسرائيل قد اجتاحت غزة مجددا.
وفي الجانب الشرقي للاقليم فان كل الدلائل تشير الى الفشل باعداد طاولة المفاوضات بين ايران وامريكا لحد الان وان الاحتمال الارجح صار توجيه ضربة عسكرية لايران التي باتت تهديدا للامن القومي الامريكي وفقا لترامب، قد تؤدي - ان لم تكن قاصمة - لرد فعل ايراني سيكون عنيفا وربما يقود لمضاعفات اقليمية غير محسوبة، حيث يرى عباس عراقجي وزير الخارجية كما عبر عن ذلك على منصة إكس، من إن الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء" سياسة إيران الخارجية وبدوره، حذّر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي من أن طهران ستردّ بقوة على أي هجوم قد تتعرض له.
وفيما لم يعد خافيا على احد ان اسرائيل تمتلك الان حرية حركة غير مسبوقة في كل من لبنان وسوريا لا سيما على المستويين العسكري والامني،وبعد مصادقة (الكابنيت) على الاعتراف بـ 13 مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية ، وهي مستوطنات قائمة ، ولكن سيتم فصلها وتوسيعها والاعتراف بها كمستوطنات منفصلة، والتي يرى بها سموتريتش انها خطوة اضافية وهامة في الطريق للضم والسيادة على الضفة الغربية فعليا، فان ما يسمى بالمجلس السياسي والأمني الإسرائيلي، قد صادق على اقتراح وزير الدفاع يسرائيل كاتس، بإقامة إدارة انتقالية طوعية لسكان غزة الذين يبدون اهتماما بالانتقال إلى دول ثالثة، وفقاً لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتكون هذه الادارة تابعة في أنشطتها لوزير الدفاع، ومخولة بالعمل وبالتنسيق مع المنظمات الدولية وغيرها من الكيانات، وفقاً لتوجيهات المستوى السياسي، وتنسق أنشطة جميع الوزارات الحكومية ذات الصلة، وستعمل، من بين أمور أخرى، على الاستعداد وتمكين المرور الآمن والمراقب لسكان غزة لمغادرتهم طواعية إلى دول ثالثة، بما في ذلك تأمين حركتهم، وإنشاء مسار مروري، وتفتيش المشاة عند المعابر المحددة في قطاع غزة، فضلاً عن تنسيق وتوفير البنية التحتية التي تمكن المرور عن طريق البر والبحر والجو إلى دول المقصد.
بمعنى اخر فان ما يشير اليه هذا الذي ذكر هو ان اسرائيل وبدعم امريكي غير محدود تتصرف بحرية مطلقة لتنفيذ مخططاتها وبمعزل كامل عن الاخر من قوى ودول الاقليم، التي تلوذ بصمت كامل، باستثناء تكرار بعض القديم الذي اثبتت الايام لا جدواه وانه لن يدرأ عن اي طرف ما تنتظره من مخاطر صارت كلها وجودية.
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة

#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات