أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - لحظة الحقيقة لإيران… هل سيكون 2025 عام الحرب أم الاتفاق النووي؟














المزيد.....


لحظة الحقيقة لإيران… هل سيكون 2025 عام الحرب أم الاتفاق النووي؟


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسير إيران في عام 2025 على حافة المواجهة مع الولايات المتحدة، في ظل استمرار سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، مدعومًا بشبكة من صقور الحرب والمستشارين الذين يروجون لصدام مباشر مع طهران. ومع تصاعد الضغوط، تجد الجمهورية الإسلامية نفسها أمام خيارين: إما التفاوض وفق شروط تضمن مصالحها وتحفظ استقلالها، أو مواجهة آلة الحرب الأميركية وحلفائها الذين يرون في هذه الفرصة اللحظة الحاسمة للإجهاز على النظام الإسلامي.

لم يكن ترامب في ولايته الأولى سوى مقدمة لما نشهده اليوم، فقد أطلق استراتيجيته العدائية منذ انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018، متذرعًا بأنه “أسوأ اتفاق على الإطلاق”. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة أدت إلى تصعيد متزايد، فإن طهران استطاعت امتصاص الضربات عبر نهج الصبر الاستراتيجي، فوسّعت نطاق نفوذها الإقليمي، وعززت قدراتها العسكرية، وأفشلت سياسة “الضغط الأقصى” التي انتهجتها واشنطن. أما الآن، في ولايته الثانية، فقد بدأ ترامب ومعسكره في تنفيذ ما يطمحون إليه منذ سنوات: فرض اتفاق استسلام، أو دفع إيران إلى خيار الحرب الشاملة.

منذ مطلع العام، تصاعدت المواجهة الكلامية بين الجانبين، وكان ذلك مقدمة لتحركات عسكرية واضحة، سواء عبر هجمات استهدفت منشآت حساسة، أو عبر التحركات البحرية في خليج فارس ومضيق هرمز، حيث زادت القوات الأميركية من وجودها، بينما استعرضت إيران قدراتها الدفاعية والبحرية، وأعلنت مرارًا أن أي اعتداء سيُقابل برد ساحق.

ما تريده إدارة ترامب واضح: اتفاق نووي جديد يفرض قيودًا مشددة على برنامج إيران النووي السلمي، ويحدّ من قدرتها الصاروخية، ويقلّص نفوذها الإقليمي. لكن طهران تدرك أن هذا المطلب ليس تفاوضيًا بقدر ما هو محاولة لفرض شروط المنتصر. لذلك، فإنها لا تتعجل تقديم تنازلات، بل تستعد لمواصلة المواجهة، سواء عبر تطوير قدراتها الدفاعية أو عبر توظيف أدواتها السياسية والدبلوماسية.

التحدي الحقيقي يكمن في الحسابات الإقليمية والدولية. أصبح من الواضح الآن أن حملة الضغط الأمريكية لا تقتصر على العقوبات الاقتصادية بل تشمل أيضاً جهوداً عملياتية مباشرة تهدف إلى إرهاق إيران وإجبارها على الاستسلام. تلعب بعض القوى الإقليمية دوراً في هذه الاستراتيجية، حيث تنسق مع واشنطن لتحويل الرأي العام العالمي ضد طهران ووصفها بأنها "تهديد استراتيجي" يجب احتواؤه من خلال الحصار والتصعيد العسكري.

في هذا السياق، تتعالى الأصوات داخل أروقة الحكم في واشنطن، محذرة من أن إيران ستظل خطرًا ما لم يتم تحجيمها بالقوة. ويتبنى فريق ترامب هذا التوجه، مدفوعًا برغبة في استكمال مشروع الشرق الأوسط الجديد، حيث لا مكان لقوة إقليمية مستقلة قادرة على تحدي النفوذ الأميركي والغربي. ولذلك، فإن أي اتفاق يتم التوصل إليه لن يكون إلا محاولة لفرض قيود قاسية، هدفها النهائي إعادة تشكيل نظام الجمهورية الإسلامية وفقًا لرؤية واشنطن.

لكن طهران لم تعد كما كانت قبل عقدين. فقد تمكنت من تطوير قدراتها الدفاعية إلى مستويات تجعل أي مواجهة عسكرية خيارًا مكلفًا للولايات المتحدة وحلفائها. وتُظهر المناورات العسكرية الأخيرة أنها جاهزة لردع أي اعتداء، كما أن تجربتها في مواجهة الحروب غير المباشرة خلال السنوات الماضية أكسبتها مرونة في إدارة الأزمات.

يبدو أن واشنطن تراهن على عامل الوقت، لكنها تتجاهل حقيقة أن طهران ليست في وضع يسمح لها بالتراجع دون ثمن. فالعقوبات الاقتصادية لم تسقط النظام، كما أن سياسات العزل لم تؤد إلى تفكيك بنيته الداخلية. وعلى العكس، فإن الحصار الأميركي دفع إيران إلى البحث عن بدائل استراتيجية، فعمّقت شراكاتها مع روسيا والصين، ووسّعت نفوذها الإقليمي بطرق غير مباشرة، وحافظت على مواقعها رغم كل الضغوط.

في المقابل، يواجه ترامب تحديات داخلية ودولية، تجعله مضطرًا إلى موازنة قراراته. فدخول حرب مباشرة مع إيران قد يكون مغامرة غير محسوبة العواقب، خاصة في ظل انقسام الداخل الأميركي، وتراجع النفوذ الغربي في أكثر من ساحة دولية. لذلك، فإن التهديد بالتصعيد قد يكون مجرد وسيلة لجرّ إيران إلى طاولة التفاوض بشروط قاسية، وليس بالضرورة مقدمة لحرب شاملة.

ما يجعل المشهد أكثر تعقيدًا هو الموقف الأوروبي، الذي لا يزال يحاول لعب دور الوسيط، رغم أن نفوذه تراجع بشكل كبير. فبعد سنوات من محاولة الحفاظ على الاتفاق النووي، باتت العواصم الأوروبية تدرك أن واشنطن لن تتراجع عن نهجها العدائي، لكنها في الوقت ذاته لا ترغب في رؤية مواجهة عسكرية مفتوحة ستؤثر على مصالحها في المنطقة.

وسط كل هذه المعادلات، يبقى السؤال المطروح: كيف سترد إيران؟ حتى الآن، يبدو أن القيادة الإيرانية متمسكة بموقفها القائم على رفض الإملاءات، والاستعداد لمواجهة أي خيار، سواء كان دبلوماسيًا أو عسكريًا. وبينما يراهن البعض على أن طهران قد تتجه نحو تسوية ما، فإن الوقائع تشير إلى أن النظام الإسلامي يدرك أن أي تراجع الآن قد يُفهم على أنه ضعف، مما سيؤدي إلى مزيد من الضغوط مستقبلاً.

لذلك، فإن عام 2025 قد يكون نقطة تحول، حيث ستتحدد ملامح المرحلة القادمة بناءً على ما ستؤول إليه المواجهة بين طهران وواشنطن. وإذا كان ترامب يعتقد أن بإمكانه إخضاع إيران عبر العقوبات والتهديدات، فإنه قد يواجه مفاجآت غير متوقعة، خاصة إذا قررت طهران أن السبيل الوحيد لحماية استقلالها هو الاستعداد لكل السيناريوهات، بما في ذلك المواجهة العسكرية المباشرة.

ما هو مؤكد أن إيران لن تكون الحلقة الأضعف في هذه المواجهة. فكما فشلت سياسات العقوبات السابقة في إسقاط النظام، فإن الرهانات الحالية قد لا تحقق ما يطمح إليه صقور الحرب في واشنطن. وفي النهاية، فإن عام 2025 قد لا يكون عام الحرب أو الاتفاق، بل قد يكون عام صمود جديد، يثبت أن الضغوط مهما بلغت شدتها، لن تغير معادلة القوة التي فرضتها طهران في المنطقة.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العهد العالمي الجديد وأفول الكيان الصهيوني
- “وراء الرسائل: حسابات إيران وترامب”
- إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية: التعاون النووي والتحدي ...
- الساحل السوري: التطهير الطائفي مستمر بصمت والشرع بلا مساءلة
- الإبادة الجماعية بحق العلويين في سوريا: مسؤولية الجناة ومخاط ...
- سوريا: إبادة العلويين بصمت مريب
- المجازر ضد العلويين : صفحة جديدة من المأساة السورية
- الجيش الصهيوني يخطط لعمليات اغتيال مركزة: استراتيجية جديدة ل ...
- العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في ظل العملية العسكري ...
- وهم الوثوق بأمريكا: تعلموا الدرس من زيلينسكي
- المتغطي بالأمريكان عريان: المثال الأوكراني نموذجًا
- أوجلان يدعو للسلام: هل تتراجع تركيا عن العراق؟
- زيارة لافروف إلى إيران في الإعلام الروسي: تحالف استراتيجي أم ...
- صراعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الدولة العميقة بعد إعا ...
- تقدير موقف: العلاقات العراقية-الإيرانية والتحديات الأمنية وس ...
- جسر الثقافات: الاحتفال بالتعايش والحوار في مهرجان الانسجام ب ...
- تقييم قمة الرياض وتأثيراتها على إيران والعراق ومحور المقاومة
- خطة لنقل جميع سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء كخيار مفضل
- المهمة الحيوية لإعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة
- هل ايران متورطة في طوفان الأقصى..؟!


المزيد.....




- سرايا القدس تعلن إطلاق رشقة صاروخية على مستوطنات غلاف غزة
- مشادات كلامية بين نتنياهو ونواب المعارضة أثناء كلمته في الكن ...
- روسيا تطور درونات لتدمير المروحيات العسكرية والطائرات المسيّ ...
- لأول مرة، عيادة بريطانية تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعاينة الم ...
- إسرائيل تطلق سراح مخرج فلسطيني حائز على جائزة أوسكار
- رئيس وزراء كوسوفو يقع في فخ مخادعين روسيين ويفضح ما يحضره ال ...
- مجلة -وايرد-: إدارة ترامب تتجه لإقالة مجموعة من العلماء في م ...
- مكتب نتنياهو ينفي تلقية أي تحذير بشأن -الأموال القطرية-
- موسكو تعلق على توقيف مولدوفا لرئيسة غاغاوزيا
- -تجربة أولية-.. قناة إسرائيلية تتحدث عن ذهاب دفعة من الغزيين ...


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - لحظة الحقيقة لإيران… هل سيكون 2025 عام الحرب أم الاتفاق النووي؟