ذكريات وأحداث عراقية عاصفة ..........كتاب المرحوم الاستاذ صلاح عمر العلي

ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وفي مجلة ( أوراق من ذاكرة العراق) ، عدد آذار - مارس الجاري 2025 التي يصدرها في بغداد الاخ والصديق الاستاذ شامل عبد القادر ، خبر ونبذة تعريفية لكتاب ألفه المرحوم الاستاذ صلاح عمر العلي سيصدر قريبا بعنوان ( ذكريات وأحداث عراقية عاصفة) .
والجميل ان المجلة نشرت مقدمة الكتاب ، والتمهيد بهدف اتاحة الفرصة لمن يعنيهم الامر من المؤرخين والمهتمين لتكوين فكرة اوليةعن الكتاب . والمرحوم صلاح عمر العلي كان وزيرا للثقافة والاعلام واحدقيادات البعث بعد انقلاب 17 تموز1968 .ويقول المؤلف ان الكتاب ليس مذكرات بمعنى المذكرات ، وانما هو كتاب يتناول احداثا شهدها وشارك في صنعها غيرّت فيما بعد الكثير من مسارات الاحداث التاريخية في العراق المعاصر واكد انه سيكون في الكتاب صادقا ونزيها ومؤتمنا على ما وقع من الاحداث وسوف لن يتجنى على احد ولايكيد ولا يكذب ولا ينتقم وهذا عهد مع الله اولا ومع الذات ثانيا خاصة ان العديد من الاشخاص الذين سيأتي على ذكرهم عبر صفحات الكتاب غابوا واصبحوا في ذمة الله .
في المقدمة ، قال انه سيعرض للتطورات والاحداث السياسية التي شهدها العراق منذ اواخر العهدالملكي 1958 ، وحتى الاحتلال الامريكي للعراق سنة 2003 ، مرورا بثورة 14 تموز 1958 التي اسقطت النظام الملكي ، واعلنت قيام جمهورية العراق بقيادة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم والعقيد الركن عبد السلام محمد عارف والخلاف الذي دب مبكرا بين اطراف (جبهة الاتحاد الوطني وخصوصا بين حزبي البعث والشيوعي العراقي الذ سرعان ما تحول الى صراع سياسي تمحور حول موضوع الوحدة العربية أو الاتحاد العربي ،ثم صراع على الموقع والدور في العهد الجمهوري لينتقل بعد ذلك الى صراع دموي بين البعثيين والقوميين من جهة والشيوعيين من جهة اخرى راح ضحيته العديد من اعضاء وكوادر ومؤيدي كلا الحزبين كما راح ضحيته العديد من الابرياء من المواطنين العراقيين .وكذلك حالة الصراع الذي نشب بين قائدي الثورة فيما بعد .
يقف عند انقلاب 8 من شباط 1963 ، وتحول الصراع بين البعثيين والشيوعيين الى صراع دامٍ في الايام الاولى للانقلاب ، وكذلك ورث البعثيون سنة 1968 حين قاموا بإنقلابهم الثاني في 17 تموز 1968 حساسيتهم تجاه البعثيين ؛ فقامت اجهزة الامن بملاحقتهم وقتلت بعضا من كوادرهم في الشوارع كان هذا قبل قيام الجبهة الوطنية والقومية التقدمية 1974 ، فتأجل الصراع بضعة سنوات لينفجر من جديد بإنهيار الجبهة سنة 1979 . طبعا قبل ذلك يتحدث عن الصراع بين البعثيين انفسهم ومواجهة البعثيين لمشكلات الدولة المعقدة وانقلاب رئيس الجمهورية المشير الركن عبد السلام محمد عارف وعدد من كبار ضباط الجيش في 18 تشرين الثاني 1963 ، وماتبع ذلك من اعتقالات ، وفصل ، وتعذيب . وفي 13 من نيسان 1966 قتل رئيس الجمهورية في حادث سقوط طائرته الهليوكبتر فوق محافظة البصرة جنوب العراق ليتولى رئاسة الجمهورية شقيقه اللواء عبد الرحمن محمد عارف رئيس اركان الجيش وكالة والذي كان انسانا مسالما وتم الاعلان عن تشكيل الاتحاد الاشتراكي العربي والذي انضوت تحت لوائه عدد من الاحزاب والقوى والشخصيات القومية في العراق سنة 1964 .
يقف عند الانشقاق الذي شهده حزب البعث الى ( يمين ويسار ) ، والانشقاق الذي شهده الحزب الشيوعي الى ( لجنة مركزية وقاعدة ) ، ودخول القوى السياسية العراقية في سباق محموم فيما بينها للوثوب الى السلطة في وقت نشطت فيه شبكات التجسس والقوى الرجعية في العراق الى درجة باتت تهدد مستقبل العراق ويقف عندما حدث بعد 1968 وبؤشر الى حقيقة ان العراق عاش عقودا من الحروب منها الحرب العراقية -الايرانية 1980-1988 وحرب الخليج الثانية بعد اجتياح الجيش العراقي واحتلال الكويت في 2 اب سنة 1990 وبروز وتعاظم ما اسماه (ظاهرة الحاكم الفرد) الذي هيمن على السلطة بين سنتي 1979-2003 وتراجع فكرة ( القيادة الجماعية) ، ولم يعد بإمكان أي مسؤول رسمي أو حزبي الاعتراض على قرارات الحاكم الفرد صدام حسين بصرف النظر عن ما اذا كان ذلك في صالح الشعب والوطن أم لا ، وهذا مما دفع الى التورط في مشاكل اقتصادية ، وحروب انتهت بإحتلال الولايات المتحدة الامريكية العراق يوم 9 نيسان 2003 فدمرت بنى العراق التحتية ، وسحقت مرتكزات البلد الاساسية التي شيدتها اجيال العراق المتعاقبة خلال ثماني عقود من الزمن .
ايضا يتناول فترة الحصار العدواني الجائر ، والذي فرض من قبل مجلس الامن على العراق ، ومر على الموقف من القضية الكردية وتنامي اطراف المعارضة ، والمؤتمرات التي عقدتها تلك المعارضة ضد النظام ، وصراعات الاضداد التي نشبت بين فصائل المعارضة ، وسيطرة التيار الموالي للاميركان على الحكم ، ولم ينس المؤلف الحديث عن نفسه واسرته .
يقينا اننا بإنتظار صدور هذا الكتاب المهم ، لنقرأه بعين الناقد والمؤرخ الحصيف ، ونرى امكانية الافادة منه كمرجع مهم من مراجع تاريخنا المعاصر.

#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات