وهران: إحياء اليوم العالمي للشعر

سعيد هادف
(Said Hadef)

الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 22:12
المحور: الادب والفن
    

في طقس عربي تسوده الأزمات وأخبار الدمار والموت ولاسيما تلك التي تأتي من غزة على مدى شهور متتالية حتى أصبحت من يومياتنا، نترقب بين يوم وآخر خبرا سارا يضع حدا للعذاب الذي يعيشه أهل غزة، كما لو أن العقول تعطلت عن التفكير الراشد وصارت تتعاطى مع الدمار بما يشبه التلذذ المرضي. في هذا الطقس العبثي يحاول الشعر أن ينقذ الحياة من عبثيتها ويمنحها ما بعض المعنى.
في سياق الاحتفاء باليوم العالمي للشعر، أحيى بيت الشعر الجزائري/فرع وهران ثلاث سهرات شعرية، حضرها شواعر وشعراء من كل الأعمار والتجاب واللغات. وقد نظم البيت هذه السهرات بالتنسيق مع مؤسسات ثقافية أخرى بالمدينة. كانت السهرة الأولى ليلة 19مارس بفضاء سوليلاس هال (Solilesse Hall)، أما السهرة الثانية كانت ليلة 21 مارس، بمركز التوثيق الاقتصادي والاجتماعي ابن خلدون، بينما السهرة الأخيرة كانت ليلة 23 مارس بدار الثقافة زدور ابراهيم.
الشواعر والشعراء الذين أحيوا هذه السهرات منهم الهايكيست معاشو قرور، من مدينة سيدي بلعباس، الذي تعذر حضوره بسبب وعكة صحية، وناب عنه في قراءة نصوصه الشاعر الحبيب بن مالك. ومعاشو قرور شاعر وفنان تشكيلي من جيل الثمانينيات. بقي معاشو وفيا للشعر والفن، كما قام بدور إعلامي للتعريف بالتجارب الشعرية الجزائرية سواء عبر المنابر الإعلامية المشرقية أو عبر مشاركاته في الملتقيات. وفي بحثه الدؤوب عن تجارب جديدة، كان أبرز شاعر في الجزائر وجد في الهايكو النمط الشعري الذي يمنحه القدرة على التعبير عن عوالمه الشعرية ساعيا "إلى خلق واقع لغوي خالص تؤديه الكتابة، وفق تعبير الشاعر التونسي منصف الوهايبي في مقال تحت عنوان: الهكواتي الجزائري معاشو قرور وشجرة القيقب". ويضيف الوهايبي "أن من دواعي الإنصاف أن نشير إلى أن غرابته هي من غرابة التركيب وفي ما عدا ذلك فلغته مأنوسة. والمأنوس يجعل الأشياء الطبيعية، بل الطبيعة الإنسانية نفسها، غاية في الغموض. والأنس يذهب بالأشياء أو هو لا يجلوها في كونها الخاص (..) ويجعل الأشياء المألوفة كما لو أنها غير مألوفة. وأعني في السياق الذي أنا فيه شجرة القيقب أو شجرة الزينة، التي تملأ شوارع المدن الحديثة وحدائقها، فقد جعل منها معاشو، وهي المستجلبة إلى الجزائر زمن الاستعمار، شجرة ظل وارفة في جل كتابه «هايكو القيقب»، وأيقظ جمالها النائم وأوراقها الملونة؛ بل هو خلق لها وجودا في الصميم من وجودها، وأزاح عنها قناع الزمن أو الحياة القاتم. فهذه الشجرة البهية تخلب لب كثير منا، وقد نقف هنيهة نتملاها؛ ثم نمضي في سبيلنا غير آبهين؛ ولكن الشاعر وحده يعرف أن الأشياء توجد ما أن تدرك". وقد صدر للشاعر في هذا النمط الشعري ديوان "هايكو اللقلق" و"هايكو القيقب".
وحضر من بجاية الشاعر عبد الرحيم حمام، وهو باحث وشاعر يكتب باللغتين العربية والأمازيغية، وفضلا عن اهتماماته بالفن الفوتوغرافي والرواية، له جهود في الترجمة ولاسيما بين اللغتين العربية والأمازيغية.
محمد سحابة الذي غاب في الأعوام الأخيرة عن الأنشطة بسبب حالته الصحية، كان حاضرا بأشعاره التي قرأتها الشاعر خديجة بن ساسي تكريما لاسمه ولمساره الشعري. وفي ذات السياق قرأت الشاعرة سليمة عيدوني أشعار عائشة بوعباسي ابنة مدينة سعيدة والمقيمة في كندا. وعائشة بوعباسي إصدرت عدة أعمل، من ضمنها "قصة حياتي لفاطمة آيت منصور عمروش أو قصة فريدة لامرأة دون وثائق"، و"أسرار اللقلق" ، و"حقل أرز العمر".
وحضر هذه السهرات: حبيب بن مالك، بن شريف مصطفى، نادية بن عمار، نافلة قروش، روان شريف، الطيب موساوي، مقران قويدر، جلول رفيق، حفيظة بسعود، هواري معمر، وأحمد صيفي وزينو بنحمو.

#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات