الشعب التركي يطالب اردوغان بالرحيل

حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 20:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لكل أمة خياراتها ولكل شعب طموحاته وتطلعاته وأسلوبه وعلاقته بالحاكم ولسنا بمعرض التدخل في الشؤون الداخلية في تركيا فنحن الأمة العربية لم نتدخل في شؤون الأمم الأخرى ولم نحرض على أحد، ولكن عندما يقوم الرئيس التركي بالتدخل سياسياً وعسكرياً في الشؤون العربية التي اندلعت في العام 2011 أي ما يسمى بحركات الربيع العربي فعندما اندلعت الاحتجاجات في مصر ضد الرئيس المصري حسني مبارك سارع الرئيس التركي اردوغان الى توجيه رسالة عاجلة الى الرئيس المصري مخاطباً إياه "سيد حسني لا بد لك من الاستجابة الى مطالب الشعب المصري عليك الرحيل فهذه الدنيا زائلة وكلنا يوماً ما سنموت وسنلف في قطعة قماش وندفن في قبر يتراوح طوله مترين فقط".
وأيضاً وجه رسائل الى الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الليبي معمر القذافي يطالبهم بالرحيل ونحن ندرك بأن الدور التركي المرسوم امريكياً للحكومة التركية واحداث الفوضى الخلاقة وتنفيذ السياسات الأمريكية في المنطقة العربية.
واليوم تشهد تركيا احتجاجات عارمة في جميع أنحاء المدن التركية وعلى اليوم السادس على التوالي على أثر اعتقال رئيس بلدية استانبول (أكرم أمام ادغلو) وايداعه في السجن بعد يوم من اعلان ترشيحه للانتخابات التركية القادمة وهذا ما سيحدث فعلاً باعتقادي.
الاحتجاجات والاعتصامات شملت 62 محافظة تركية من أصل 81 محافظة تركية ولم يقوم الحكام العرب بتوجيه رسائل الى أردوغان وينصحه بالرحيل والاستجابة الى مطاليب الشعب الثائر ومن المعلوم أ، تركيا حافل بالانقلابات العسكرية والاحتجاجات والاعتصامات والأزمات الاقتصادية والصراعات الحزبية متهم الفساد والمافيا خلال مدة حكم اردوغان من عام 2002 ولحد كتابة هذه السطور التي وصلت الى أكثر من 22 عاماً كانت تركيا تحكم من قبل الحزب الواحد.
وباعتباري اكاديمي ومتخصص بتاريخ تركيا الحديث والمعاصر أقول لأردوغان "سيد أردوغان لا بد لك من الاستجابة الى مطاليب الشعب التركي بالرحيل من الحكم وترك الشعب التركي يختار من يمثله وآن الأوان أن يعطى الشعب الكردي في تركيا اقليمه الخاص به وممارسة حقوقه الثقافية والسياسية في حدود وحدة الأراضي التركية هذا الشعب الذي ضحى بمئات الأرواح وتعرض الى الإبادة والتنكيل منذ أواخر العهد العثماني وكذلك العهد الجمهوري ومجزرة تونجلي (ديرسيم) عام 1937 شاهداً على ذلك.
ومع هذا اليوم الشعب الكردي يمد يده للسلام والتسامح رغم أن الأتراك هم أنفسهم ثائرون على أسلوب الحكم، وإن رسالة زعيم حزم العمال الكردستاني P. K. K. عبد الله اوجلان الذي وجه رسالة الى أعضاء الحزب بإلقاء السلاح وحل المسألة الكردية بالطرق السلمية وباعتقادي هي فرصة تاريخية لتركيا ولأردوغان شخصياً، أما الإصرار والتوهم بالقوة لا يجدي نفعاً ومن المؤسف أن يصرح الرئيس التركي اردوغان ونحن في القرن الحادي والعشرين بخطاب لا يليق بالدولة التركية عندما يصرح علناً ويقول: "على حزب العمال الكردستاني أن يلقي السلاح وإلا ندفنهم أحياء" هذه التصريحات الإرهابية غير مقبولة بالأعراف الدبلوماسية وتشكل انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان.
الذي لا يقرأ التاريخ وخاصة الحاكم سوف يضيع شعبه فاليوم العالم يتغير بخطى سريعة ومع وصول دونالد ترامب الى السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية اتضحت سياساته والتي تقضي باعتقادي بالتفاهم مع روسيا في اقتسام النفوذ وتوجيه ضربة الى أعداء الولايات المتحدة الأمريكية مثل الصين وإيران والتركيز على القضايا الاقتصادية والتنموية وبعد الحروب وخسائرها الاقتصادية والبشرية.
وكلنا رأينا كيف تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن أوكرانيا وهي التي دعمتها بالمال والسلاح وكلنا شاهدنا كيف وبخ ترامب زينسكتي والانصياع الى تحكم العقل طبعاً هذه صفقة سرية أمريكية روسية باعتقادي.
والأمر الثاني هو اسقاط بشار الأسد واخراجه من سوريا وتقليص وانهاء نفوذ ايران في سوريا وهناك ايضاً سيناريوهات تخص قطاع غزة وأيضاً صفقة تقضي بإسكان أهل غزو في الأردن او فلسطين، نعم السياسات تغيرت واليوم الدور الواضح هو في تركيا هذه الاحتجاجات التي دخلت يومها السادي ليس اعتباطية وإنما تنذر بالتغير وتغير شكل الحكم في تركيا عاجلاً أم آجلاً وفق الرؤية الأمريكية هذه الأزمات المتكررة التي تحدث في تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية وتدخلاته الخارجية وأطماعه في أراضي الدول المجاورة خلق جو من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي هذا الوضع وجب أن يتغير خاصة وإن الإدانات الدولية ازدادت على الحكومة التركية وتعاملها القاسي مع المتظاهرين والاعتقالات العشوائية.
الشعب التركي وصل به الحد الى الخروج الى الشوارع ليقول لأردوغان "كفى ارحل ارحل" وما تراه اليوم في تركيا هو (الربيع التركي) الذي تنبأت به سابقاً في دراسات سابقة.
وأخيراً يمكن القول بان عودة تركيا الى النظام القومي العلماني الاتاتوركي بات ضرورة وسقوط ما يسمى (العثمانية الجديدة) ولكن ستبقى تركيا تعيش الأزمات ذاتها ما لم تقوم بالإصلاحات الفعلية وإعطاء الحقوق الثقافية والسياسية للأقليات في تركيا وعلى رأسها الشعب الكردي

#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات