ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 18:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أكثر المتفألين بوحدة السودان ستجده متشائماً وربما فاقداً للأمل بل يأساً قانط جداً . فالناظر الي ما يدور في السودان تنتابه الشكوك وتتناوشه الظنون بل وتراوده الريب وخيبات الامل وفقدان البوصلة . وكل الذين كان في نيتهم مساعدة السودانيين وحاولوا بل بذلوا أقصي ما عندهم من جهود وما يملكون القدرات وأمكانيات حلحلة المشاكل الدولية الاقليمية بكل أسف أصطدموا . والذين بذلوا جهداً صادقاً بكل ما أتوا من حسن النوايا خابت وغيبت أمالهم وأفشلت جهودهم .
حتي المملكة العربية السعودية المشهودة لها بالحضور الدولي الاقليمي القوي وبما تمتاز به من المكانة الدينية في الشرق الاوسط والعالم كله استعصت عليها مجرد أختراق المتحاربين السودانيين ودفعهم بأتجاه حل المشكلة السودانية . العربية السعودية التي يقول عنها الرئيس الامريكي دونالد ترمب بأنها دوله صديقة ويكن لأميرها محمد آيات الاحترام والتقدير تقف عاجزة ازاء ما يجري في السودان جارتها الشقيقة التي لا يفصل بينهم الا مياه البحر الاحمر . وما بين مينائي جدة وبورتسودان مسافة قريبة يا أنسان هي مسافة سويعات قليلة بالسفن . وربما ستختصر هذه المسافة لأقل من العشر دقائق لو قدر لحلم هاشم بامكار ان يتحقق وتم ربط بورتسودان بجدة بكبري البحر الاحمر . وكوبري بورتسودان جدة سيظل حلم يقظة يأرق كل السودانيين ودول غرب أفريقيا . هذا كلما فكروا في أداء شعائر ومناسك الحج والعمرة . ولحلم هاشم بامكار الخاص بكوبري بورتسودان جدة قصة وحكاية أخري ربما نتناولها في وقت أخر .
ولا يمكن الحديث عن حرب السودان و كل ما يتصل او يخص هذه الحرب العبثية اللعينة من تداعيات . ان كل وما له من شأن بملف المفاوضات وما ادراك بالمفاوضات لا يأتي دون ذكر المملكة العربية السعودية ومدينة جدة . فالمملكة العربية السعودية أضحت في العقد الاخير هي المنطقة الوسطي بين كل دول العالم لا سيما تلك الدول التي تعاني من الحروب والصراعات المختلفة التي تدور رحاها ايدولوجياً واقتصادياً او بسطاً للنفوذ وايجاد موطيئ للقدم . فقد استطاعت العربية السعودية بوسطة أميرها وحنكته او كارزميته ان يحقق ويجد للملكة مقعد وكرسي محترم بين دول العالم في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء . وهذا ما جعل انظار كل العالم تتجه نحو المملكة مستبشرة فهيا كل الخير .
لم يكن في الماضي القريب من يتخيل ان تلجأ أمريكا وروسيا والدول الاوروبية وحتي ايران الي المملكة العربية السعودية طلباً للوساطة او ان تكون مكاناً للسلام يأئم اليها الدول يأتونها منبراً للمفاوضات . وما أختيار الامريكي الرئيس الامريكي دونالد ترمب للمملكة السعودية منبراً للتفاوض بين روسيا وأكرانيا الا دليل لما تحظي به السعودية من مكانة وحضور ونفوذ في الساحة الاقليمية الدولية مع وما تتحلي به من الوسيطة والقبول لدي الاطراف المختلفة .
سيناريوهات تقسيم السودان لدي المحللين
يقول الكاتب البريطاني هربرت ويلز: ( إذا لم نقضِ على الحرب فستقضي علينا ) . وهذا الذي يحدث بالضبط في السودان سيقضي الحرب علي الجميع .
ولعل أخطر ما في ويرى مدير المرصد السوداني للشفافية والسياسات سليمان بلدو أن "السودان حالياً مقسمة فعلياً على أرض الواقع".
وقال لبي بي سي إن السودان مقسم إلى جزئين: جزء في غرب السودان في دارفور وكردفان وهي تحت سيطرة ونفوذ قوات الدعم السريع. وجزء آخر في شرق السودان في كسلا والقضارف والبحر الأحمر والجزيرة وسنار ، وشماله في نهر النيل والشمالية تحت سيطرة ونفوذ الجيش.
وتابع "المناطق التي تحت سيطرة قوات الدعم السريع أصبحت الآن بشكل كامل تتبع لها عسكرياً وإدارياً، وبدأت تشكيل مجالس للحكم خاصة بها دون أي وجود للحكومة فيها".
ويرى المحلل السياسي والخبير في منطقة القرن الأفريقي، عبد المنعم أبو إدريس، أنه في ظل اتخاذ الحرب الحالية "شكلاً جهوياً ودفاع كل طرف عن مناطق حواضنه الاجتماعية، والتصعيد المستمر، فإن سيناريو تقسيم السودان وارد بشدة".
وقال لبي بي سي "إذا استمرت الحرب على هذه الوتيرة، فإن هناك خطراً حقيقياً من انقسام الدولة، والخطر الحقيقي ليس في الانقسام إلى دولتين، وإنما إلى دويلات في ظل سيطرة قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان لمناطق واسعة في جنوب كردفان، وايضاً سيطرة حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لعدد من المناطق في إقليم دارفور".
مرور نحو عامين على بدء الحرب.. هل ينقسم السودان إلى دولتين؟
قُتل الآلاف ونزح الملايين بعد عامين من الحرب في السودان
بعد نحو عامين من اندلاع الحرب، أكدت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في السودان هو الأسوأ بالعالم: هجمات عسكرية ومجاعة وأمراض تسببت في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، بينما نزح ملايين وأصبحوا يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة.
ومع تدهور الوضع الإنساني، وانتشار الجوع والمجاعة، واستمرار القتال وتفشي الكوليرا، أصبح السودان، الذي مزقته الحرب، مهددًا بالانقسام إلى حكومتين متنافستين، مما يزيد من تعقيدالوضع السياسي والإنساني في البلاد.
قلق كبير
قوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي تسيطر على معظم منطقة دارفور الغربية وأجزاء من الجنوب، وقعّت مؤخرًا اتفاقًا لتشكيل “حكومة للسلام والوحدة” في المناطق التي تحت سيطرتها.
فيما حذّر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أن هذه الخطوة قد تُفاقم الصراع في السودان، وتقسّم البلاد، وتزيد من تفاقم الوضع الإنساني. كما أدان الاتحاد الأفريقي، الذي يضم 55 دولة، إعلان قوات الدعم السريع والقوى السياسية التابعة لها عن تشكيل حكومة موازية في السودان، محذرًا من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تقسيم البلاد.
وفي نفس السياق، كشفت القوات المسلحة السودانية، التي تسيطرعلى معظم شمال وشرق البلاد واستعادت مؤخرًا مناطق واسعة من الخرطوم ووسط السودان، عن خطة سياسية للسلام في فبراير/شباط.
وقالت لينا بدري، من برنامج الأمن الدولي في مركز تشاتام هاوس بلندن، إن كل طرف يسعى ليكون القوة الشرعية في البلاد
وأضافت بدري أن القوات المسلحة السودانية تؤكد أن القتال لن ينتهي إلا بانسحاب الميليشيات شبه العسكرية وتسليم أسلحتها، بينما تأمل قوات الدعم السريع في الحصول على أسلحة رسميا من خلال تشكيل حكومة جديدة. ومع ذلك، لا يبدو أن هناك رغبة حقيقية من أي طرف في إنهاء القتال أو الحد من الدمار الذي يعاني منه السودان.
التقسيم يزيد الوضع الإنساني سوءًا
تزايد القلق بشكل ملحوظ بين المحللين ونشطاء حقوق الإنسان بشأن تداعيات التقسيم المحتمل للسودان، في وقت تمر فيه البلاد بأزمة إنسانية طاحنة.
تزداد معاناة 12.9 مليون سوداني أُجبروا على الفرار من ديارهم، منهم نحو 9 ملايين نازح داخل البلاد. وهذا الأسبوع حذرت الأمم المتحدة من تدهور الوضع في معسكرات اللاجئين في دارفور، حيث يموت المدنيون جوعًا، وتتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كبير
نفوذ الدول
أشار المراقبون إلى أن نتائج الصراع في السودان ترتبط بشكل كبير بالدعم الدولي الذي تتلقاه الأطراف المتحاربة، حيث تستند القوات المسلحة السودانية، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى دعم سياسي وعسكري من مصر وقطر.
من ناحية أخرى، تتهم الحكومة السودانية قوات الدعم السريع، بقيادة الفريق أول محمد دقلو، بتلقي شحنات أسلحة من الإمارات عبر تشاد.
في المقابل، تنفي الإمارات هذه الاتهامات، رغم أن منظمات حقوق الإنسان قد وثقت استخدام أسلحة إماراتية الصنع في الصراع. وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفع الفريق أول البرهان دعوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بسبب هذه المزاعم.
جاء في المذكرة الرسمية المقدمة إلى المحكمة أن الإمارات تسهم في إشعال التمرد وتدعم الميليشيا التي ارتكبت جريمة الإبادة الجماعية في غرب دارفور .
نسال الله سلامة بلدنا وان يمن علي السودان بالسلام الكامل وان يبعد عن شر التشتت والتجزئة والتقسيم .
أوقفوا الحرب العبثية
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟