أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقسيم الصحراء















المزيد.....

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقسيم الصحراء


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقتراح الرئيس الأمريكي لحل نزاع الصحراء الغربية الذي وصل الى الخمسين سنة دون حل ، استقبلته اطراف النزاع بالرفض . الجزائر لزمت الصمت وكأنها غير معنية باقتراح الرئيس ، او انها لم تسمعه ، ورغم انها صاحبة الدور الرئيسي الذي يقف وراء مشكل الصحراء ، وهذا يبدوا من خلال مواقفها من الصراع بالأمم المتحدة ، ومن خلال العلاقات الثنائية التي لها مع كل الدول ، تحرص على لعب دور المحايد غير المهتم ، وتردد من ان الصراع هو بين المغرب وبين جبهة البوليساريو ، وانه من اختصاص الأمم المتحدة .
اما الجبهة فهي رفضت مقترح الرئيس الأمريكي ، بدعوى تمسكها بالمشروعية الدولية ، وبان اية معالجة للنزاع هي من اختصاص الأمم المتحدة ، وبالضبط مجلس الامن الذي تعتبر الولايات المتحدة احد اعضاءه الأقوياء الدائمين .
اما الرفض المغربي فهو بنى على شعارات فندها تصرفه في عدة مناسبات ، خاصة اعتراف الملك شخصيا بالدولة الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، ونشر الاعتراف بالجريدة الرسمية عدد 6539 .
الرفض المغربي هو موقف استهلاكي ، لأنه لا يعكس حقيقة الموقف الرسمي للنظام ، خاصة وقد سبق له تقسيمها مع موريتانية بمقتضى اتفاقية مدريد في سنة 1975 . أي النظام المغربي بالرفض ، يزايد على النظام الجزائري من الصحراء ، ويزايد على موقف الجبهة ، لأنه يعرف انهما ، وبالضبط الجزائر ، سيرفضانه . فأولى تشبث النظام المغربي بمغربية الصحراء قبل موقف النظام الجزائري وموقف الجبهة .. سيما وقد سبق له التقسيم .
حل الرئيس الأمريكي بتقسيم الصحراء الغربية ، يثير العديد من الملاحظات التي :
-- تبطل المشروعية الدولية ، لان المشروعية ليست بإنجيل او قران او توراة .
-- ان اقتراح الرئيس الأمريكي Donald Trump ، بتقسيم الصحراء الغربية ، هو افراغ للقرارات الأممية من المشروعية التي يتحجج بها النظام الجزائري ومعه الجبهة ، ومن ثم ضرب عرض الحائط للحل الاممي ، الذي اصبح بالحل الأمريكي ، وامريكا عضو فيتو بمجلس الامن ، وهي التي تعد التقرير ، بعد تلقي تقرير المبعوث الشخصي للأمين العام ، ليتحول التقرير الى قرار باسم مجلس الامن ، ومواقف المعارضة للتقرير الأمريكي هي مواقف حربائية كالتذرع مثلا بعدم تجانس التقرير الذي اهمل المعالجة الشاملة للنزاع ، وهو موقف موسكو التي كان عليها ان تمارس الفيتو اذا كانت حقا ضد التقرير .
-- حلول أمريكا محل الأمم المتحدة في معالجة النزاع ، وبرضاء وموافقة كل دول الفيتو بمجلس الامن .
-- تصرف الرئيس الأمريكي غيّر من النظام الاممي المعمول به في معالجة النزاع ، ودفع الى :
= تأكيد عدم اعتراف أمريكا باي موقف لأطراف النزاع ، أي تراجع الرئيس Trump عن ( اعترافه ) بمغربية الصحراء ، وتأكيد عدم تبنيه للحل الذي ترفعه الجزائر ومعها الجبهة والذي يركز فقط على الاستفتاء
= عدم اعتراف الرئيس Trump بحل الاستفتاء وتقرير المصير ، ومن ثم رميه للمشروعية الدولية ، لأنها غير مؤصّلة لحل النزاع الذي هو نزاع وجود وليس بنزاع حدود .
= الاستجابة بطريقة ديمقراطية لمطالب اطراف النزاع ، بتبني التقسيم كحل ديمقراطي يضمن سيادة حل لا غالب و لا مغلوب .
= وضع اطراف النزاع امام مسؤولياتهم التاريخية في إيجاد حل للنزاع ، وبناء منطقة جديدة يكون فيها للجميع الحق في العيش دعما للسلم والسلام العالمي .
-- اقتراح الرئيس الأمريكي هو في صالح المغرب ، وبالضبط في صالح ولي العهد ملك المستقبل الحسن الثالث ، الذي سيكون مجبرا على دخول نادي الكبار في ميدان الديمقراطية وحقوق الانسان ، ويكون اقتراح الرئيس الأمريكي في صالح ملك المستقبل الحسن الثالث . سيما وان الرئيس الأمريكي أراد باقتراحه مكافئة النظام المغربي على ابرامه اتفاق ( ابراها ) دون ان تفي إسرائيل بتعهداتها باعترافها الصريح بمغربية الصحراء ، وتبنيها للموقف الذي يتبناه الاتحاد الاوربية حليفها الاستراتيجي ..
-- ان على الملك الحسن الثالث استعمال العقل والشعور بالمسؤولية ، وقبول اقتراح الرئيس الأمريكي بالتقسيم . هنا سيكون النظام المغربي الجديد قد سحب البساط من تحت ارجل النظام الجزائري ، ومن ارجل الجبهة ، وسيصبح المشكل بين النظام الجزائري والجبهة وبين البيت الأبيض . وقبول النظام المغربي للحل الأمريكي ، سيعطيه الأفضلية والاسبقية في التخندق الى جانب واشنطن إسرائيل باريس مدريد ، وسيبقى المشكل في الجزائر وفي الجبهة .. وهنا فان واشنطن وتل ابيب وفرنسا وكل دول الاتحاد الأوربي ، لن ينسوا مواقف الجزائر من إسرائيل ، ومن حماس ، وغزة ومن منظمة التحرير الفلسطينية ، وهو نفسه موقف الجبهة ، وسيصبح الباب مشرعا للنزول بقوة لأحداث التغيير المطلوب بالجزائر ، وخاصة انه النظام الوحيد الذي بقي من دول " جبهة الصمود والتصدي " التي تم القضاء عليها نهائيا ( سورية . العراق . اليمن . ليبيا . السودان في الطريق .. الخ ) .
لقد سبق للنظام المغربي ان قسم الصحراء مع موريتانية ، وكانت قسمة وزيعة لم يعترف بها المجتمع الدولي ، وكان رد الأمم المتحدة سلبيا من دخول جيش الملك الى أراضي وادي الذهب في سنة 1979 بعد الغدر الموريتاني بالانسحاب من المنطقة من دون اخبار الجيش المغربي . بل وإعلان موريتانية ان أي قوة تتواجد بالصحراء من دون قوة الأمم المتحدة هي قوة احتلال ، وهي كانت تعني الجيش المغربي ، رغم انها كانت ولا تزال تحتل الگويرة منذ سنة 1975 والى اليوم .
فبخلاف التقسيم الذي نتج عن اتفاقية مدريد المرفوض دوليا ، فان التقسيم المقترح من قبل الرئيس الأمريكي Donald Trump ، سيكون معترفا به امميا ، ويصبح ذا مشروعية ابطلت ( المشروعية الدولية ) منذ سنة 1975 .. فالضمانات الامريكية ستصب في مصلحة المغرب ، وبالأساس في مصلحة ملك المستقبل الحسن الثالث .. الذي سيكون مجبرا على دخول نادي الكبار في ميدان حقوق الانسان وميدان الديمقراطية طبعا النسبية ، لان الديمقراطية التحتية الشعبوية ستأتي بتنظيمات ضد الديمقراطية ، وستنقلب عليها بمجرد الفوز في الانتخابات لنصبح امام نظام فاشي استبدادي يحكم باسم الإسلام الذي يجب ان يكون خارج الدولة الديمقراطية العلمانية .. فغدا مع الاقتراح الأمريكي الذي لن يقدم شيكا على بياض للنظام المغربي الجديد ، وسيكون مرفقا بالدخول الى الديمقراطية النسبية ، واحترام حقوق الانسان ، سيضع له الحسن الثالث مكانة بين الكبار ، كملك اسبانيا وملكة بريطانيا .. أي الخصوصية والتراث والقيم التي لا يمكن الحياد عنها ، لأنها التاريخ الذي هو تاريخ الشعب المغربي .
ان القسيم الذي يقترحه الرئيس الأمريكي ، لن يكون كما تتصوره بعض الناس فوضويا ، بل سيأخذ بعين الاعتبار المصالح الاستراتيجية للمغرب الدولة ، أي تقسيم لن يكون شبيها لتقسيم اتفاق مدريد الذي طبعته السرعة تسابقا مع الزمن الذي داهم الجميع ، بل سيكون تقسيما بالتنازل عن جزء من أراضي 1975 ، مع تمكين الجبهة من أراضي المسماة الأراضي العازلة (الثلث) الخارجة عن سيطرة الجيش المغربي .. فحتى القول بالمفاوضات تقتضي تقديم التنازل من اجل الحفاظ على الجوهر . فاذا لم يكن هناك استعدادا للتنازل ، فعلى ماذا ستنصب المفاوضات ... لذا فالتقسيم سيكون بناء على مفاوضات صريحة بين اطراف النزاع ، وبناء على المعطيات الجديدة المتحكمة في الساحة ..
التقسيم في صالح المغرب وفي صالح ملك المستقبل الحسن الثالث ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة سياسية دستورية لنظام الانتخابات في بريطانيا العظمى .
- في هذه الدراسة سنعالج ثلاثة محاور رئيسية
- الإشكالية السياسية الثقافية واللغوية بالمغرب
- التغيير مع الحسن الثالث
- هل اقرت تونس النظام اللائيكي ، وهل المغرب مرشح للسير على منو ...
- دراسات سياسية تاريخية في مسار الحركة العمالية المغربية . الب ...
- الكونفدرالية الديمقراطية للشغل - ك د ش -
- دعوة اوربية لإنشاء جيش اوربي موحد لمحاربة الجيش المغربي
- نقابة الاتحاد المغربي للشغل . الجزء الثاني
- الجهاز البورصي للاتحاد المغربي للشغل
- احدى عشر أطروحة (11) حول الانبعاث الراهن للسلفية الإسلامية
- عندما تخطئ الجزائر في اختيار عملاءها ( المغاربة )
- ولي العهد معرض لعمل اجرامي .. ولي العهد معرض للقتل .. ولي ال ...
- الوحدة العربية بين الواقع والاحلام
- قراءة بسيطة للوضع السياسي والنقابي الراهن
- صورة الخطاب الفلسفي في مرآة الخطاب اللاهوتي الغوغائي الغارق ...
- ماكس فيبير والعقلنة المشوهة
- الاصوليون بالجامعة . هل هم ديمقراطيون ؟
- هل يبحث النظام الانسحاب من الصحراء ؟
- الغزو الروسي لأكرانيا عرى عن حقيقة الجيش الروسي ، وعن حقيقة ...


المزيد.....




- سرايا القدس تعلن إطلاق رشقة صاروخية على مستوطنات غلاف غزة
- مشادات كلامية بين نتنياهو ونواب المعارضة أثناء كلمته في الكن ...
- روسيا تطور درونات لتدمير المروحيات العسكرية والطائرات المسيّ ...
- لأول مرة، عيادة بريطانية تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعاينة الم ...
- إسرائيل تطلق سراح مخرج فلسطيني حائز على جائزة أوسكار
- رئيس وزراء كوسوفو يقع في فخ مخادعين روسيين ويفضح ما يحضره ال ...
- مجلة -وايرد-: إدارة ترامب تتجه لإقالة مجموعة من العلماء في م ...
- مكتب نتنياهو ينفي تلقية أي تحذير بشأن -الأموال القطرية-
- موسكو تعلق على توقيف مولدوفا لرئيسة غاغاوزيا
- -تجربة أولية-.. قناة إسرائيلية تتحدث عن ذهاب دفعة من الغزيين ...


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقسيم الصحراء