الضياع والتوهان الفلسطيني

سمير دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقال ان بني اسرائيل تاهوا في سيناء اربعين عاما، وكان لله حكمة في الامر وهي من القصص الاكثر شهرة التي وردت في القران، وهو امر ينطبق على الفلسطينيين حيث انهم تاهوا ولكن اكثر من اربعين سنة، فقد تاهوا في بداية الثلاثينات من القرن الماضي عندما تقاسموا السلطة وتشكلوا على شكل احزاب متناحرة وهو امر تذكره الموسوعة الفلسطينية وايضا استمر التوهان خلال الحرب من 48 الدول العربية وتكرر الامر في سنة 67 وتكرر الامر فيما بعد حيث كان سبب تواهم انظمة العرب الخائنة التي تخلت عن فلسطين، وتكرر الامر في سبعينيات القرن الماضي وفي ثمانياته عندما اشتعلت الانتفاضة في فلسطين واصبحت القضية الفلسطينية رمزا للحرية ضد الاحتلال فتاهوا مرة اخرى في اوسلوا ولا يزالوا وقد تعمق التوهان كثيرا في سنة 2007 بعد سنة من التوهان الكبير من الانتخابات التشريعية والرئاسية وبقي الامر متعلق ومستمر في التوهان حتى يومنا هذا وهو مستمر، واكبر توهان منذ سنة 2003 حيث تناحر الفلسطينيين على السلطة والشرعيات ومقاومة المحتل فلم يعرف من هو الصح من الصحيح، والان يتعمق التوهان في تضارب المصالح وقد تتفق في بعضها من هنا او هناك من اهداف العدو وهو امر فاق التوهان واصبح مشكلة مستعصية استغلها الاحتلال بشكل كامل حتى اصبح يقتل الاخ واخيه يشاهد الامر وكانه نحر ابل.
ان اعداء فلسطين كثر ومن اكبر الامبروطوريات الامبريالية الموجودة متمثلة في ابناء الصليب في اوروبا وامريكا الشيطان الاكبر واصبح ملحا على الفلسطينيين ان يقطعوا الطريق وان يتوحدوا لان في ذلك نجاتهم او هلاكهم ان استمروا في التوهان والضياع بعيدا عن الوحدة، فستة وسبعون سنة والفلسطينييون لم يتفقوا على مشروع واحد نحو الدولة الفلسطينية واصبحوا ألعوبة انظمة عربية غير شرعية وخائنة، واصبح الامر مواتيا ان يتفقوا على رؤية وطنية واحدة او يذهبوا الى الانتخابات ليقرروا من يتصدر المشهد بحرية وشفافية عالية.
مائة عام واكثر والفلسطينيون تائهون منذ نهاية الحرب العالمية الاولى وقد نالت معظم الدول استقلالها الا هم فتم منح وطنهم وطن قومي لليهود واستغل الانجليز واليهود انقسام الفلسطينيين واستولوا على الارض والشجر والناس وقد سرقوا ايضا الابناء المواليد والموارد وارتكبوا الجرائم، ان الهدف الفلسطيني واضح ولا راي فيه حتى يتم الاستمرار في الانقسام فالهدف عند الجميع هو فلسطين ويمكن الالتقاء فيه دون مواربة او تردد. فلا ينتظر الفلسطينيون ان ياتي احد ويدافع او يقاتل عنهم ان لم يكونوا في الصف الاول نحو تحرير فلسطين.

#سمير_دويكات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات