خيرالله قاسم المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 14:54
المحور:
الادب والفن
هل النور يتكلم هل العتمة؟
سوءال في غاية الوضوح في غاية البساطة
كان السؤال بسيطًا، لكنه ثقيل في معناه كانّه سمكة في شباك صياد سقطت بنهر بلا قاع .ادلهم وجهه تلعثم فقد القدرة على الإجابة . لم يعرف بماذا يجيب، سكت بلا كلام او جمل تقال، يراقب الشبك التي صنعها السؤال في خلده المنغلق.
من الأمور التشغل وتشل التفكير دائمًا البحث عن الحقيقة، لكن حارث بمفاهيمه وإدراكه المتواضع لم يكن يعرف كيف تبدو. هل هي لينة مطاطة كالماء تتشكل حسب الوعاء؟ أم صلبة عصية ؟ هل مصدر وجودها من الداخل، أم تأتي من الخارج؟
حارت اتخذ. من الحافة مكان ،في نقطة يلتقي النقيضان الصور بالظلام ، واليقين بالشك. أمامه خطوط متعرجة ودواءر متداخلة مرسومة بالطباشير الأسود دائرة اثر داءرة مرسومة على الأرض، لون نصفها أينقص نصفها الآخر ، نصفها. خطوة إلى الأمام نحو اليمين واحدة إلى اليمين، وهو في دوائر اليقين—حيث العالم كما بلباسه المعادواضح ولقوانين ثابتة، وكل شيء له تفسير. خطوة أخرى بالاتجاه المعاكس واحدة فقط والى اليسار ، وهو في دوائر الشك—حيث تنقلب الأوضاع وتتغير الأشياء تتبدل، الأجوبة تتماهى ، والوضوح بحر مستقر من الحقايق ليس إلا وهمًا رقيقًا فوق و
موج متلاطم من الاحتمالات.
دواءر متعددة متداخلة.
الشك في داءرة واليقين يتربع الأخرى .
“أي الدائرتين تختار؟”
الصوت هذه المرة مستمر و من الداخل .هل يفك ذاته و يسأل نفسه؟ أم أن الكونبعوالمه نفسه يسأله؟
تردد.
أمعن في التفكير في كل ما قيل له، في كل معتقداته السابقةكل ما آمن به سابقا،في كل يقين متجذر نهائيًا ثم انهار، في كل شك قاده إلى الحقيقة ثم هرب من الوجود متخفي بعيدًا.
من حافة الزاوية الواقف فوقها
رفع قدمه لكن لم تسعفه قواه رفعها ببطء… وترها تتجه صوب المنتصف تماما.
في يقضة الزمن وفي فورانه اختصت الدائرتان، تشابكتا، تداخلت مع بعض السماء بالترابي الثلجي الأبيض باللون الليلي الاسود، وظهر لون ثالث مجهول موليد من الاثنين لم يعرف اسمه.
عندها، فهم.
حارث
لا يقين كامل…
ولا شك مطلق وإنما سراب…
والحقيقة خط لا متناهي يمر بينها و ليست دائرة، بل خطٌ يمر بنهما.
#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟