سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 14:47
المحور:
الادب والفن
1/
على شواطئِ الغَرَقِ،
حَيْثُ يَجْتَمِعُ المُهاجِرُونَ والمَجْهُولُونَ،
صَمْتٌ ثَقِيلٌ يَلْتَفُّ حَوْلَنا،
خَفِيٌّ كَما الغُيُومِ
الَّتي تُحْجِبُ السَّماءَ،
وَتُراقِبُنا
2/
كانَ الجَمِيعُ يَتَطَلَّعُ لِشَيْءٍ
غَيْرِ مَرْئِيٍّ،
يَسْتَجْدِي الرّاحَةَ
مِنْ أَلَمٍ يَمْتَدُّ في أَعْماقِ الأَرْضِ،
كَمَا يَمْتَدُّ الجَدْبُ في أَعْماقِ الرُّوحِ
2/
لا أَحَدَ يَعْرِفُ مَتى يَمُرُّ الوَقْتُ،
أَوْ إلى أَيْنَ يَقُودُنا الطَّرِيقُ
الَّذي سَلَكْناهُ في الظَّلامِ
3/
أَحْيانًا، أَسْمَعُ أَنِينًا بَعِيدًا،
صَوْتًا مِنْ خَلْفِ الزَّمانِ،
أَرَى فيهِ وُجُوهًا
لَمْ تَلْتَقِ بِأَيْدِينَا
ولا بِأَرْواحِنا.
هُمْ يَطْلُبُونَ مِنِّي
ما لا أَمْلِكُ،
ويَتْرُكُونَنِي في قَبْضَةِ الذِّكْرَياتِ
الَّتي تَلُوحُ كَخَيالاتٍ في الذَّاكِرَةِ
4/
أَيْنَ ذَهَبَ أُولَئِكَ الَّذِينَ
سَكَنُوا في عُيُونِنَا؟
أَيْنَ اخْتَفَى ذاكَ الضَّوْءُ
الَّذي أَشْعَلْناهُ بَيْنَ أَيْدِينَا
يَوْمًا ما؟
5/
وأنا،
بَيْنَ كُلِّ هذا،
أُقاوِمُ تَساؤُلاتِ النَّفْسِ
الَّتي لا تَنْتَهِي،
حائِرًا في شُعُورٍ عَمِيقٍ
يَرْبِطُنِي بِما كانَ
وَما يَجِبُ أَنْ يَكُونَ.
6/
هَلْ يَكْفِي
أَنْ أَظَلَّ أَسِيرًا
لِهذا الجُرْحِ الَّذي لا يَلْتَئِمْ؟
أَمْ أَنَّنِي يَجِبُ أَنْ أَبْحَثَ
عَنْ مَخْرَجٍ آخَرَ؟
7/
ما الفَرْقُ بَيْنَ
أَنْ تَغْرَقَ في البَحْرِ
أَوْ في كَلِمَةٍ؟
هَلْ يَتَغَيَّرُ المَوْتُ
بِاخْتِلافِ المَواضِعِ؟
لا أَجِدُ جَوابًا
8/
فَبَيْنَما يَنْقَضُّ اللَّيْلُ عَلَيْنا،
نُراهِنُ عَلَى الفَجْرِ القادِمِ،
رَغْمَ يَقِينِنَا بِأَلَمِهِ،
ونَعْرِفُ أَنَّ البَعِيدَ عَنّا
قَدْ يَكُونُ أَكْثَرَ قُرْبًا
مِنَ الذَّاتِ،
وأَكْثَرَ افْتِراقًا
عَنِ الأَرْضِ الَّتي نَنْتَمِي إلَيْها
8/
رُبَّما هو سَرابٌ آخَرُ
يَبْحَثُ عَنْ صِدْقٍ
في عالَمٍ مُزَيَّفٍ
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟