فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 07:53
المحور:
الادب والفن
1_
بِعيْنيْنِ متْعبتيْنِ/
أراقبُ
صباحاً
لَايشْبهُ الضّوْءَ...
سحابةٌ غاضبةٌ
تغطِّي
نصْفَهُ الْأعْلَى
ونصْفَهُ الْأسْفلَ
تركتْهُ لِلرّيحِ
عارياً /
مافْيـَا الْمدينةِ
أمامَ مسْتشْفًى عموميٍّ
تشْترِي امْرأةٌ بِفصيلةِ دمِهَا
رغيفاً/
لِزوْجِهَا...
شقيقتُهُ/
تقايضُ ضفائرَهَا بِصمْتِ
تاجرِ مخدّراتٍ
منْ أجْلِ خليلتِهِ...
خوْفاً
منْ مقصِّهِ
كلّمَاخانَهُ رأْسُهُ...
عقدَ هدْنةً
كيْ لايرْتكبَ جنايةً أعْظمَ ...
2_
بِعيْنين مثْقلتيْنِ/
بِأسْرارِ الْمدينةِ
نفْسُ الصّباحِ
يفْتحُ زجاجةَ نبيذٍ
وهوَ يتلقّفُ خبراً
سقوطُ طائرةٍ قبْلَ الْإقْلاعِ
الْمضيفةُ/
تبكِي علَى الْجناحِ
بعْدَ الصّدْمةِ
اكْتشفَتْ
أنَّهَا النّاجيةُ الْوحيدةُ...
3_
بِعيْنيْنِ متصلّبتيْنِ/
ذاكَ الصّباحُ !
يرْتشفُ الْكآبةَ...
الضّحايَا
يصْعدونَ منْ جديدٍ
دونَ تذْكرةٍ/
أوْ جوازٍ /
فركَ عيْنيْهِ
منْ صدْمةِ الْحياةِ
تذكّرَ:
أكْفاناً شُحنَتْ
علَى نفْسِ الطّائرةِ
لِأنَّ فِي الضّفةِ الْمشْتعلةِ
موتَى عراةً
علَى صخْرةِ الْحرّيةِ
يتحلّلُونَ...
4_
دونَ سابقِ إنْذارٍ /
ارْتدَتِ الطّائرةُ الثّلْجَ
والصباحُ كساهُ
الشّيّبُ
لَا أحدَ/
سوَى الْبياضِ
مجلّلاً بِحزْنٍ قديمٍ...
تذكّرَ الْمدينةَ ذاتَ زمنٍ
ترْتدِي
فرْوَهَا الْأبْيضَ
تسْتقْبلُ الْمتزلّجينَ
فرحاً/
يلْتهمُونَ بِِشراهةٍ
جنونَهُمْ/
ثلْجاً أبْيضَ...
5_
غادرْتُ الْعيْنيْنِ
بعيداً /
رسمَتِ الصّمْتَ
شفتايَ
و علَى ورقةٍ/
تكلّمَتِ
اللّوْحةُ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟