أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - وصايات وتوصيات النذر بالقيم وتناسي الذات!















المزيد.....


وصايات وتوصيات النذر بالقيم وتناسي الذات!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 06:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يفتأ بعض شركاء الوطن أن يسأل بين الفينة والأخرى، أنى تم انتهاك بحق من هم مقربون منهم، قائلين: أين الحقوقيون والكتاب الكرد الذين لا يدينون هذا الحدث أو ذاك؟، منطلقين من فكرة واقعية أن هكذا قضايا لا يمكن أن تجزأ، بل هناك من يتجاوز مثل هذا السؤال غير البريء ويعنف الآخر- الكردي- كما أن هناك من يفتحون أبواب التعليقات في منشوراتهم مشعلين النيران ضد الآخر/ين، بل ممارسين انتهاكات معنوية بحق هؤلاء الشركاء، من خلال إفراغ شحنات سوء التربية، بعبارات نابية لا تستخدم إلا من خلال آشنيات وطحالب فيسبوكية مسمومة، أو بثيّةٍ أكثر إيغالاً في مستنقع العفن الأخلاقي والثقافي، وهناك من يتوعدهم من بين هذا الصنف الافتراضي أو ذاك: علانية، موغراً صدور أولي الأمر الجديد أن احصدوا رؤوسهم، هكذا بكل هذه الصفاقة والوقاحة، متيحاً المجال لتعليقات أشباح أو شبيحة تقطر منها سموم ثقافة الكراهية وإدانة هؤلاء، في إطار بناء سدود بين السوريين، ونحن في أخطر مرحلة تاريخية نمرُّ بها. ولعل مثل هذه النداءات محقة فيما إذا أطلقت ببراءة، لا من أجل تسجيل موقف ضد الآخر، لمواجهته: ها أنت ذا سكت عن الانتهاك بحق سواك، في إطار إسكاته، وردعه، وسلبه المصداقية، واعتباره يرى بعين واحدة، إلا أن كل هذا لا يصمد البتة عندما تكون هذه النداءات صادرة عمن يسعون منذ دخولهم على خط الكتابة، في إطار: إدانة الآخر، والاستقواء عليه، في ظل ظرف استثنائي، تحت هيمنة هذه السلطة أو تلك، وتشويه صورته من دون أن يكون هو ذاته في دائرة الإشارة إليه، كشخص، إلا في إطار الرد.
بدهي، أن المثقف الكردي- عامة- والحقوقي الكردي- على نحو خاص، قد عملا بوتائر عالية، خلال حرب الأربع عشرة سنة الماضية، بلا هوادة، وأن هناك أنموذجاً- كما حالة المحرر هنا- ولا أرافع عني، تشهد مدونتي في الفضاء الأزرق، وتصريحاتي التلفزيونية في بداية الثورة السورية، قبل أن أتناولها نقداً، من بين أوائل الذين نقدوها، من منطلق الانتماء والحرص، قبل انحراف بوصلتها، كما أرى، إذ إنني وقفت مع الحراك السوري، من دون أي استثناء، ولعل مجموعتي الشعرية- ساعة دمشق- وبعض مخطوطاتي عن الثورة، تشهد على ذلك. إذ لم يبق سوري تعرض لانتهاك ما ولم أتناوله، إما كتابياً: ككاتب أو شاعر أو حقوقياً، كمؤسس لأول منظمة حقوقية كردية: منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف، لاسيما عبر إطارنا السوري الجامع" الفيدرالية السورية لحقوق الإنسان" التي أشغل مهمة مسؤول مكتبها الإعلامي، وقد أمضينا سنوات متتالية في الاشتغال على هذا الملف، قبل الثورة وبعدها، وحتى هذه اللحظة.
أستطيع أن أعدد ألف انتهاك تعرض له الكرد في منطقة الجزيرة، ولم يرد أي ذكر لمثل ذلك في بيانات شركاء المكان هؤلاء، ما خلا منشورات رفع العتب عديمة الطعم واللون والرائحة المكتوبة كرفع عتب، ولتسجيل الموقف، كما قد يصرح بذلك بعضهم، إلا أن هناك أمرين مهمين، أود الإشارة إليهما:
من يعد إلى صفحتي الفيسبوكية فإنه واجد بلا شك أن أوائل الناشطين الذين تعرضوا في منطقة الجزيرة للاستشهاد على أيدي قوات النظام تناولتهم واحداً واحداً، بالإضافة إلى أن أسماء جميعهم وردت في البيانات التي أصدرناها في المنسقية أو الفيدرالية، طالما قد أعلن عنها من قبل ثقاة. إذ إننا- ومثلي الزملاء العاملون في مجال حقوق الإنسان- نرصد أسماء الضحايا والاعتقالات التي تمت من قبل الجهات جميعها، ولطالما طلبنا محاكمات عادلة لجميعهم، إلا أن ما يحدث هو ضخامة حجم الانتهاكات التي خلفتها الحرب أو ارتكبتها الفصائل، فهناك المئات إن لم أقل الآلاف من حالات الانتهاكات التي تمت والتي لم نتمكن من تدوينها لعدم توافر المعلومات أو الرصد الدقيق. أذكر-هنا- كمثال- أن شاباً أتذكر طفولته وكان بين بيتي وبيت أسرته حوالي بضع عشرة متراً فقط، استشهد، من دون أن أتمكن رصد حالته إلا في حدود مرثية على صفحتي، لعدم توافر المعلومات، ولافتقادي الصلة مع أسرته.
زملاؤنا، أكثرهم اضطر للهجرة، ولم يبق في الوطن إلا قلة لا تتوافر لديهم إمكانات الحصول على كل معلومة، نتيجة جملة تحديات، لاسيما أننا جميعاً نعمل كمتطوعين، ولذلك فإن هناك حالات كثيرة قد لا نستطيع رصدها، لأننا لم نسمع بها، لاسيما أن بعضهم- من قبل هذا الفصيل أو ذاك- يقدم معلومات زائفة، لا يمكن اعتمادها، بل هناك معلومات مضللة، كما أن هناك مَن مِن شأنهم تحويل من يشارك في الحرب على أنه ضحية على يد هذه الجهة أو تلك.
وبدهي، أنه مع اتساع الشريط الزمني للحرب، بل مع اتساع بقعة الحرب، بالإضافة إلى كثرة الضحايا، فإن بلداً سقط فيه مئات الآلاف من الضحايا، ناهيك عن مئات الآلاف من المعتقلين، قد لا تستطيع منظمة طوعية تعتمد في الوطن على شخصين- فحسب- يعملان كزملائهما طوعياً، من دون أية إمكانات متوافرة، بعكس من يعملون لصالح جهات لها مئات الموظفين، أو المتعاونين، تغطية كل الحالات، كما أن النقطة الأكثر أهمية أن أي انتهاك يعلمنا ذوو الضحية أو المقربون الثقاة به: خطفاً، أو أسراً، أو قتلاً، فإننا نتناوله، إضافة لعملنا، أية كانت الجهة المنتهكة، وعندما نرصد حالة ما ولا يتم رصدها من قبل سوانا فإننا لا نكترث بالأمر، لاسيما إن هناك أربع جهات حقوقية كردية، بينما هناك مئات الجهات المعنية في سوريا، وآلاف الجهات المماثلة: عربياً، ناهيك عن المنظمات الدولية التي يصلها كل شيء.
أتذكر، أننا عندما كنا في الوطن لم ندع أي انتهاك بحق الآخر، من دون رصدها، بينما كان كثيرون ممن يعاتبوننا اليوم، يرافعون عن الانتهاكات التي تتم بحقنا ككرد، ولنا فيما جرى في فضاء انتفاضة الثاني عشر من آذار أكبر الأدلة الموثقة، بينما نرفض أن نكون إلى جانب أي منتهك بحق الآخر: الكردي قبل سواه، ولي كتب في انتهاكات الكردي ذاته!
ذلك الصنف من معاتبينا، قد يريد منا أن نقف ضد ابن المكان: السوري الكردي أو العربي وهو يواجه فصائل الارتزاق، وأن نساوي بين داعش وابن المكان هذا، بينما مهمتنا رصد ما يتم من انتهاكات على الساحات كلِّها، وبأيدي الأطراف كلها، نطالب المحاكمة العادلة لكل متهم، ولو كان داعشياً.
ثم ما الضير، إذاً، في أن يرصد كلٌّ الانتهاكات التي تتم في بيئته، باعتباره أدرى بها، وله مصدر معلومات ضمنها، من دون أن يخون الآخر، أو يتطاول عليه، لاسيما إن المرحلة الانتقالية قادمة، إن عاجلاً أو آجلاً، ولا يمكن لأي انتهاك تم، ورصد من قبل هذه الجهة أو تلك، إلا ويتم التحقيق فيها.
من النذر إلى النذير:
ثمة من يتطاول ويشتم قائلاً: هؤلاء قنديليون، وهو يكذب، إذ إن لا أحد في منظمة ماف- على سبيل المثال- قنديلي وهكذا بالنسبة لزملائنا في المنظمات الأخرى، ولطالما تم التشهير بزملاء لنا لأن خبراً تسرَّب أو ترشح أو لفق، من هنا او هناك من قبل بعضهم بأن ممثلاً لنا عمل في مجال الانتهاك الفلاني، من قبل جمهور الفصيل الكردي- السوري، سواء أكانت المعلومة كاذبة أم صحيحة!
أستغرب درجة التطاول والافتراء، ضمن ثقافة الكراهية التي تبدر بحق مناضلين حقيقيين، عملوا بكل نزاهة وشرف وإخلاص ومبدئية، في الوقت الذي ينبغي إنصاف هؤلاء، وتكاد تخلو تصريحات هؤلاء من الوقوف مع الآخر، إن لم تكن في جزئها الأكبر تحريضية ضده، كما طائر تجرده من ريشه وأجنحته وقوائمه، وتطالبه بالتحليق، مادام أنه يطلب أن يكون على قدم المساواة مع حقوق الآخر، لا من يقول له: البيت بيتك، اسكن في إحدى غرفه الآيلة للهدم، وحذار أن يكون سند الملكية، أو عقدها، باسمك، أو حتى بجانب اسمي!؟



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يرفع العلم الإسرائيلي؟ .
- من يرفع العلم الإسرائيلي؟
- حكومة دمشق الانتقالية: في امتحان الاعتراف بحقوق الكرد
- بعد سقوط البعث العنصري ونظام أسده: قمم جيايي كورمينج تتوهج ب ...
- الأسد والبعث وثنائية الأكثرية والأقلية
- السيد الشرع في دوامته لا خريطة طريق للخلاص إلا عبر رفع آلة ا ...
- دولة المماطلة: بين الحلم بالمواطنة وواقع الإقصاء
- نقد قانوني للإعلان الدستوري المقر لسوريا في المرحلة الانتقال ...
- نقد قانوني للإعلان الدستوري المقر لسوريا في المرحلة الانتقال ...
- حصار الساحل السوري موت بطيء تحت الحصار لمن نجوا من القتل الج ...
- قراءة نقدية قانونية للدستور الجديد: إشكاليات التمييز والهوية ...
- السيد الرئيس الشرع: لا أوافق على دستورك ورئاستك بهذه الصيغة!
- مذابح الساحل السوري: توثيق الجريمة وفضح رعاة القتلة
- إبراهيم محمود عن شهداء الانتفاضة: اعذروني لن أكتب عنكم
- اتفاقية- الأمر الواقع- ما لها وما عليها.
- حجر أساس لبناء الجمهورية السورية في انتظار استكمال العمارة ا ...
- الروح الكردية: تسامح لا يندم عليه، وأعداء متجددون!
- -تفليل- العلويين ونفاق الإعلام العربي!
- عين الكروم جارة العاصي المجيد
- ثقافة الثأر في سوريا: تهديد للسلام والمستقبل وضرورة محاكمة ا ...


المزيد.....




- سرايا القدس تعلن إطلاق رشقة صاروخية على مستوطنات غلاف غزة
- مشادات كلامية بين نتنياهو ونواب المعارضة أثناء كلمته في الكن ...
- روسيا تطور درونات لتدمير المروحيات العسكرية والطائرات المسيّ ...
- لأول مرة، عيادة بريطانية تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعاينة الم ...
- إسرائيل تطلق سراح مخرج فلسطيني حائز على جائزة أوسكار
- رئيس وزراء كوسوفو يقع في فخ مخادعين روسيين ويفضح ما يحضره ال ...
- مجلة -وايرد-: إدارة ترامب تتجه لإقالة مجموعة من العلماء في م ...
- مكتب نتنياهو ينفي تلقية أي تحذير بشأن -الأموال القطرية-
- موسكو تعلق على توقيف مولدوفا لرئيسة غاغاوزيا
- -تجربة أولية-.. قناة إسرائيلية تتحدث عن ذهاب دفعة من الغزيين ...


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - وصايات وتوصيات النذر بالقيم وتناسي الذات!