|
ليست إسرائيل الملامة بل أنظمة العار العربية!!
سماك العبوشي
الحوار المتمدن-العدد: 8291 - 2025 / 3 / 24 - 16:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لطالما تقاذفنا الاتهامات بيننا نحن العربَ، وما زلنا نتقاذفها يمنة ويسرة حتى يومنا هذا بخصوص ما أحاق بنا وما جرى ويجري لفلسطين عموما، وما أصاب غزة ثم جنوب لبنان تحديداً (والحبل على الجرار كما يقال بالأمثال العربية!!) من كوارث ونكبات وخيانات عربية وتقاعس عن أداء الواجب تجاهها، والأدهى والأمر من ذلك كله، بل والأكثر غرابة وسماجة وسخفا أننا بتنا نلقي باللوم والتهم على عاتق الكيان اللقيط ومن يسانده من قوى استكبار عالمي، فرحنا نَصِفهم بالعدوانية والشيطانية تارة، وبالمكر والخديعة والطمع تارة أخرى، دون أن تتجرأ أنظمتنا العربية وتتصف بالشجاعة والغيرة فتتهم نفسها بالتقصير والتخاذل وسوء التدبير، أو أن تضع حدا لهذا التدهور والانحطاط والنكوص على أقل تقدير!!
لو تعمقنا قليلا في أوضاعنا، فسرعان ما سندرك العلة التي أصابتنا في مقتل وأسبابها من خلال استذكار حديث نبوي شريف وصف فيه أحوالنا في هذه الأيام العصيبة، والذي يؤشر بدقة متناهية أننا من تسبب في صنع مصيرنا هذا، حيث قال نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت".!! كلنا يعلم ومنذ الصغر بأن الصهيونية هي الحركة المنسوبة إلى تيودور هيرتزل الذي أسسها عام 1897 وهدفها الأساسي الواضح قيادة اليهود إلى حكم العالم بدءً بإقامة دولة لهم في فلسطين، ولكن قليلا منا -للأسف الشديد- من يعلم الحقائق الخطيرة التالية:
أولا. إن نشأة الحركة الصهيونية قد امتدت عبر ثلاث مراحل: 1- مرحلة ما قبل مؤتمر "بازل الشهير"، وتمثَّلت في بروز الروَّاد الأوائل الذين أسهموا إسهامات فعَّالة في نشوء هذا الفكر وإنضاجه، وتحويله إلى حركة عنصرية شَغَلت العالَم بأساليبها العدوانيةِ التي اتبعتْها لتهيمنَ على مقدرات الشعوب، وقد نشأتْ خلال هذه المرحلة جمعياتٌ، وحركات، ومنظمات يهودية بارزة، كان هدفها الترويج والتمهيد للحركة الصهيونية، وإقامة مشاريع الاستيطان في فلسطين، ومن أهم هذه الجمعيات على سبيل المثال لا الحصر: أ- جمعية رعاية الاستيطان اليهودي في فلسطين، وتأسَّست عام 1860م. ب- حركة الإصلاح اليهودي، وتأسَّست عام 1884م. جـ- منظمة أحباء صهيون، وتأسَّست عام 1882م.
2- مرحلة المؤتمر التأسيسي للحركة الصهيونية: لم يكن مؤتمر "بازل" الشهير، الذي عقد في سويسرا عام 1897م، البداية الحقيقية للحركة الصهيونية وفكرها الأساسي، وإنما كان إحدى الحلقات الرئيسية للمخطط المرسوم من قِبَل المفكرين الصهاينة وعلى رأسهم المؤسِّس الرسمي لتلك الحركة "تيودور هيرتزل"، ورئيس مؤتمرها الأول، والذي احتفظ بهذا المنصب حتى المؤتمر السادس، حيث اتخذ المؤتمر مقررات أهمها: أ- تشكيل "لجنة العمل"، ومهمتها تبنِّي المفاوضات، وعقد الاتفاقات، وكل المساعي الممكنة لفرض إقامة دولة يهودية. ب- تأليف "المصرف الاستعماري اليهودي"، برأس مال قدره مليون جنيه إنجليزي، ويوضع تحت تصرف لجنة العمل، وهناك مقررات سياسية أخرى تضمَّنت الوسائل الكفيلة بتجميع يهود العالم "الشتات" في الوطن المزعوم، وتنظيم العلاقة مع الشعب اليهودي.
3- مرحلة ما بعد المؤتمر التأسيسي: حيث تميَّزت هذه المرحلة بنشاط مكثَّف لترسيخ الأسس النظرية للصهيونية العالمية، وبالنشاط العلمي الدؤوب من قِبَل روَّادها، وعلى رأسهم "تيودر هرتزل"، وكذلك بروز جمعيات ومنظمات انبعث بعضُها من المؤتمر الأول، والأخرى تأسَّست لخدمة الأهداف التي تبنَّاها المؤتمر ذاته، دون أن يوصي بتأسيسها، وكان لهذا النشاط أثره الكبير في صدور اتفاقية "سايكس بيكو" عام 1916م، التي مزَّقت الوطن العربي شر تمزيق وأنتجت أنظمة العُهر والانحطاط العربية التي نراها، وكذلك الحصول على وعد "بلفور" عام 1917م!!
ثانيا . المؤتمر الصهيوني الآول (بازل، أغسطس 1897): عقد برئاسة تيودور هرتزل الذي حدد في خطاب الافتتاح أن هدف المؤتمر هو وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود، وأكد أن المسألة اليهودية لا يمكن حلها من خلال التوطن البطيء أو التسلل بدون مفاوضات سياسية أو ضمانات دولية أو اعتراف قانوني بالمشروع الاستيطاني من قبَل الدول الكبرى. وقد حدد المؤتمر ثلاثة أساليب مترابطة لتحقيق الهدف الصهيوني، وهي: تنمية استيطان فلسطين بالعمال اليهود الزراعيين، وتقوية وتنمية الوعي القومي اليهودي والثقافة اليهودية، ثم أخيراً اتخاذ إجراءات تمهيدية للحصول على الموافقة الدولية على تنفيذ المشروع الصهيوني، وتعكس الأساليب الثلاثة هذه مضمون التيارات الصهيونية الثلاثة: العملية (التسللية)، والثقافية (الإثنية)، والسياسية (الدبلوماسية الاستعمارية). وقد تعرَّض المؤتمر بالدراسة لأوضاع اليهود الذين كانوا قد شرعوا في الهجرة الاستيطانية التسللية إلى فلسطين منذ 1882!!.
ثالثا . في المؤتمر الثاني (بازل، أغسطس 1898): عُقد برئاسة هرتزل الذي ركَّز على ضرورة تنمية النزعة الصهيونية لدى اليهود، وذلك بعد أن أعلن معظم قيادات الجماعات اليهودية في أوروبا الغربية عن معارضتهم للحل الصهيوني للمسألة اليهودية، وكانت أهم أساليب القيادة الصهيونية لمواجهة هذه المعارضة، هو التركيز على ظاهرة معاداة اليهود، والزعم بأنها خصيصة لصيقة بكل أشكال المجتمعات التي يتواجد فيها اليهود كأقلية!!. وقد ألقى ماركس نوردو تقريراً أمام المؤتمر عن مسألة دريفوس باعتبارها نموذجاً لظاهرة كراهية اليهود وتعرُّضهم الدائم للاضطهاد حتى في أوروبا الغربية وفي ظل النظم الليبرالية بعد انهيار أسوار الجيتو، كما لجأت قيادة المؤتمر إلى تنمية روح التعصب الجماعي والتضامن مع المستوطنين اليهود في فلسطين بالمبالغة في تصوير سوء أحوالهم، وهو ما بدا واضحاً في تقرير موتزكين الذي كان قد أُوفد إلى فلسطين لاستقصاء أحوال مستوطنيها من اليهود، فأشار في تقريره إلى أنهم يواجهون ظروفاً شديدة الصعوبة تستدعي المساعدة من يهود العالم كافة لضمان استمرار الاستيطان اليهودي في فلسطين، ولهذا الغرض، فقد تم انتخاب لجنة خاصة للإشراف على تأسيس مصرف يهودي لتمويل مشاريع الاستيطان الصهيوني في فلسطين!!
رابعا . المؤتمر الثالث (بازل، أغسطس 1899): الذي عُقد برئاسة هرتزل الذي عرض تقريراً عن نتائج اتصالاته مع القيصر الألماني في إسطنبول وفلسطين، وهي الاتصالات التي عرض فيها هرتزل خدمات الحركة الصهيونية الاقتصادية والسياسية على الإمبريالية الألمانية الصاعدة في ذلك الوقت مقابل أن يتبنى الإمبراطور المشروع الصهيوني، وطالب المؤتمر بتأسيس المصرف اليهودي تحت اسم «صندوق الائتمان اليهودي للاستعمار»، وذلك لتمويل الأنشطة الاستيطانية الصهيونية وتوفير الدعم المالي للحركة الصهيونية، كما ناقش المؤتمر قضية النشاط الثقافي اليهودي في العالم، كما تناول المؤتمر مسألة إعادة بناء الجهاز الإداري الدائم للحركة الصهيونية ليحل محلها الجهاز المؤقت!!.
خامسا. المؤتمر الرابع (لندن، أغسطس 1900): وعُقد برئاسة هرتزل أيضا، وجرى اختيار العاصمة البريطانية مقراً لانعقاد المؤتمر نظراً لإدراك قادة الحركة الصهيونية في ذلك الوقت تعاظُم مصالح بريطانيا في المنطقة، ومن ثم فقد استهدفوا الحصول على تأييد بريطانيا لأهداف الصهيونية، وتعريف الرأي العام البريطاني بأهداف حركتهم. وبالفعل، طُرحت مسألة بث الدعاية الصهيونية كإحدى المسائل الأساسية في جدول أعمال المؤتمر، وشهد هذا المؤتمر الذي حضره ما يزيد على 400 مندوب اشتداد حدة النزاع بين التيارات الدينية والتيارات العلمانية، وذلك عندما طُرحت المسائل الثقافية والروحية للمناقشة!!.
سادسا. لقد حضيت فكرة (أرض إسرائيل) بين يهود الشتات، بالتبجيل الثقافي والقومي والعرقي والتاريخي والديني، ولقد آمنوا واعتقدوا بالعودة إليها في عصر (مسياني) مستقبلي، وظلت العودة فكرة متكررة بين الأجيال، التي راحت ترددها وتذكرها خاصة في صلاة عيد الفصح وصلاة يوم الغفران، التي تُختم عادة بعبارة «السنة القادمة في أورشليم»، وفي صلاة عميداه (صلاة الوقوف) ثلاث مرات كل يوم!!
سابعا. لقد أسست الأيدولوجية الصهيونية لهوية يهودية قومية؛ حيث لم تنظر لليهود كمجموعة دينية أو إثنية، بل كقومية، علما بأن الصهاينة لم يكونوا متدينين، ورأوا أن لا مستقبل لهم في تلك البلاد التي كانوا يسكنونها فيها بهذه الهوية (القومية)؛ لهذا رفضت الايدولوجية الصهيونية اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى كسبيل للتحرر مما يسمى (معاداة السامية) و(الاضطهاد)، ورأت أن السبيل الوحيد للنجاة والتحرر هو إنشاء والانتقال إلى دولة قومية جديدة منفصلة لهم!!
ثامنا. لقد أخذ الصهاينة قبل عام 1917 أفكارا عديدة محمل الجد وكانت تلك الأفكار ترمي لإقامة الوطن المنشود في أماكن أخرى غير فلسطين، فعلى سبيل المثال، كانت الارجنتين أحد بقاع العالم المختارة لإقامة دولة إسرائيل، وفي العام 1903 عرض هيرتزل عرضاً مثيراً للجدل بإقامة إسرائيل في أوغندا مما حدا بالمندوب الروسي الانسحاب من المؤتمر، واتفق المؤتمر على تشكيل لجنة لتدارس جميع الأُطروحات بشأن مكان دولة إسرائيل أفضت إلى اختيار أرض فلسطين!!.
ومن هذه الحقائق والشواهد التاريخية للحركة الصهيونية أعلاه، فإننا ندرك حجم الجهد والمثابرة والجدية التي أتصفت بها قيادة الحركة الصهيونية في تنفيذ مخططاتها وأهدافها الموضوعة منذ ما قبل قرنين من الزمان دونما تقاعس أو تردد، كما ونلمس إصرار وفوة إرادة قادة الحركة الصهيونية على تنفيذ مشروعهم طيلة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر حتى حانت لهم الفرصة في وعد بلفور إبان الانتداب البريطاني لفلسطين، وهكذا بدأ الكيان اللقيط قبل سبعين عاما تقريبا كخلية سرطانية صغيرة في قلب جسدنا العربي، غير أن أنظمتنا العربية آنذاك تقاعست عن معالجة واستئصال ذاك الورم الخبيث وهو بسيط، فإذا به اليوم وقد استفحل أمره وعظم شأنه، وبات قويا مهددا عابثا بأمن واستقرار أمتنا العربية، نتيجة قصر النظر وسوء التدبير ما جعل أداءها لا يرتقي ومستوى الأحداث والخطوب، وانشغلت بدلا عن ذلك بنزاعات بينية عربية – عربية، بل تعاملت ومازالت تتعامل مع الكيان اللقيط بمبدأ الفعل ورد الفعل الآني، فكان لا هم لها ولا طموح لديها الا تدعيم شأنها والمحافظة على مكتسباتها بعيدا عن تطلعات شعوبها!!
علينا أن نعترف بحقيقة إن ما يميز سياسيي الكيان اللقيط وقادته وحكامه، أنهم موحدون استراتيجيا، فلا خلاف بينهم بقضايا كيانهم اللقيط وتحقيق أحلامهم وتنفيذ مشروعهم، فكلهم يَسْعَون جاهدين لتحقيق حلمهم بـ "إسرائيل الكبرى"، وقد يختلفون في جزئيات بسيطة بينهم من باب التنافس والاجتهاد على تحقيق أهدافهم باختيار الطرق السريعة و(الآمنة!!) غير المحفوفة بالأخطار، إلا أنهم مجمعون تماما على هدف القضاء على الفلسطينيين وتهجيرهم طوعا أو قسرا، ومن ثم التوجه نحو تحقيق شعار (أرضك يا "إسرائيل" من الفرات الى النيل!!)، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن هناك إجماعا إسرائيليا (حكومة ومعارضة) على ضرورة استئناف القتال وإكمال العدوان على غزة لتحقيق أهدافهم كاملة هناك، إلا أن الخلاف بين الطرفين يتمثل في أن (الحكومة اليمينية المتطرفة) بزعامة النتن ياهو لا تمانع بالتضحية بما تبقى من أسرى لهم مازالوا في قبضة حماس وفق مبدأ (هانيبال) والمباشرة فورا في استكمال عملياتهم العسكرية في غزة والضفة، في حين تطالب (المعارضة الإسرائيلية) باستكمال إنقاذ وتحرير باقي الاسرى من قبضة حماس دفعة واحدة، ومن ثمّ الذهاب لاستكمال تنفيذ العمليات العسكرية في غزة والقضاء على حماس واجتثاثها نهائيا!! وما دمنا قد تحدثنا عن سياسيي وقادة الكيان اللقيط، فلابد من أن نعرج للحديث عن سياسيي وقادة أنظمتنا العربية على سبيل المقارنة، فسياسيو انظمتنا العربية وقادتها لهم أجندتهم الخاصة وارتباطاتهم وولاءاتهم الخارجية، فقد تراهم يجتمعون (ذرا للرماد في العيون ولرفع العتب عنهم أمام شعوبهم) في قمة عربية توصف بالإعلام بالطارئة والعاجلة لبحث تداعيات العدوان على غزة وإحباط فكرة ترامب الداعية لتهجير أبنائها، من خلال إقرار الخطة المصرية البديلة في اجتماع قمة القاهرة، حيث صدرت (كالعادة!!) فيها بيانات الاستنكار والشجب والادانة، فما أن انفض اجتماع قمة العرب حتى رأينا أنظمة عربية تخرج عن الإجماع العربي لتضع العصي في الدواليب من خلال تنفيذ أجندات وتفاهمات سابقة لها مع الكيان اللقيط والولايات المتحدة الأمريكية، ولعل خير دليل على أنظمة عربية بهذه الشاكلة المخزية يتمثل بالدور الاماراتي الخبيث والشيطاني، فما أن أعلن ترامب عن خطة التهجير لأبناء غزة، وقبل أن تنعقد قمة القاهرة ويقرر قادة الأنظمة العربية خطتهم البديلة تلك، سارع سفير الإمارات لدى واشنطن (يوسف العتيبة) بالقول بإن الولايات المتحدة تتبع نهجا "صعبا" بشأن غزة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه لا يوجد خطة بديلة لما تم طرحه بشأن القطاع، وجاءت هذه التصريحات خلال جلسة حوارية في القمة العالمية للحكومات التي أُقيمت مؤخرًا في دبي، وفي رده على سؤال حول إمكانية إيجاد أرضية مشتركة مع الإدارة الأمريكية بشأن الشرق الأوسط، قال السفير الإماراتي: "سنحاول، أعتقد أن النهج الحالي سيكون صعبًا، لكن في النهاية، نحن جميعًا في مهمة البحث عن حلول، ولكننا لا نعرف أين ستنتهي الأمور"!!
إن ما يؤكد صحة اتهاماتنا تلك، ظهور أنباء قبل أشهر تتحدث عن تحول الكيان المسمى (أرض الصومال) وبشكل مفاجئ ودون سابق إنذار الى مركز اهتمام للإمارات العربية المتحدة، حيث جرت زيارات ولقاءات واتفاقيات، كما وأطلقت وبذلت وعود باستثمارات ضخمة هناك، كل ذلك جرى في ظل صمت دولي مريب بخصوص هذه التحركات المريبة، وكأن هناك أمرا ما يطبخ بعيدا عن الأضواء، ففي أواخر عام 2024، ظهرت تقارير عبرية وأخرى أمريكية تؤكد أن الكيان اللقيط يتجه لإقامة قاعدة عسكرية في ما يسمى بـ (أرض الصومال)، والمفاجأة الكبرى أنها تتم بدعم إماراتي كامل، ولم يقتصر الأمر على (أرض الصومال) فحسب، حيث تبين أنه ومنذ أعوام أقام الكيان اللقيط قواعد مشتركة مع الإمارات في جزيرة (سُقطرى) اليمنية، وهكذا بات الأمر واضحا جليا، واتضح حقيقة المخطط الذي يرمي لإقامة قاعدة في (أرض الصومال) وأخرى في (سُقطرى) اليمنية بهدف إيجاد ممر آمن لتنفيذ عملية تهجير للغزيين وبحماية عسكرية مُقنّعة!!
وبنفس السياق، وبهذا الصدد، فقد تناقلت التقارير ومقاطع الفيديو قيام رئيس ما يسمى بـ (أرض الصومال) عبدالرحمن محمد عبدالله بزيارات للإمارات العربية المتحدة خلال شهريّ كانون الثاني / يناير و شباط / فبراير من عام 2024 وبطائرة إماراتية خاصة أقلته، حيث أكدت تلك التقارير بأن الإمارات قد أعلنت أنها بصدد تحويل (أرض الصومال) إلى بوابة اقتصادية كبرى وتنفيذ استثمارات لإقامة مجمعات سكنية فيه!! والسؤال الملح الذي يتبادر إلى الأذهان: أيعقل أن الإمارات العربية المتحدة قد سعت لتنفيذ تلك الاستثمارات الاقتصادية والمجمعات السكنية من أجل خدمة ورفاهية وسد احتياجات الصوماليين الفقراء، أم أنها خدمة لأهداف الكيان اللقيط من خلال تفريغ قطاع غزة من أهله ونقلهم الى هناك مقابل اعتراف دولي بـ (أرض الصومال)!!! وهكذا، يكون ترامب قد أطلق الفكرة الخبيثة، والامارات العربية المتحدة مارست دورها بتنفيذ خطة ترامب، تملقا واسترضاءً منها له، فيما يحقق الكيان اللقيط أهدافه ومخططاته!! وحسبنا الله ونعم الوكيل!!
ختاما ... قال تعالى في سورة المائدة، الآية 52 في وصف المتخاذلين من بني جلدتنا: "فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِين".
بغداد 24 / 3 / 2025
#سماك_العبوشي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حذار ثم حذار ... فبلاد العُرْبِ على خطى فلسطين إنْ لَمْ!!
-
متى ستعي سلطة عباس حقيقة الكيان اللقيط!!
-
إنصافٌ لشعب فلسطين أم إذعانٌ لإسرائيل!!
-
الى قادة أنظمتنا العربية: هكذا ألجموا أطماع ترامب!!
-
الى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: نرجو ألا يخيب ظننا!!
-
الى قادة أنظمتنا العربية: الفرصة مازالت متاحة!!
-
رسالة مفتوحة إلى قادة أنظمتنا العربية: لِمَ العجلة!!
-
(محمود عباس): لا تأخذك العزة بالإثم!!
-
(إسرائيل) ... ورم سرطاني استفحل وانتشر!!
-
قد كشّر ترامب عن أنيابه!!
-
اللهم حُسْن الختام يا محمود عباس !!
-
ترامب وجائزة نوبل للسلام!!
-
يوم صرخ (محمود عباس): النصر او الشهادة!!
-
تالله ... فإن بطن الأرض خير من ظهرها !!
-
تكامل الأدوار بين (السلطة الفلسطينية) و(إسرائيل)!!
-
شتان بين أخلاق (الفرسان) وبين طباع (شُذّاذ الآفاق)!!
-
دلالات ومؤشرات تسليم الأسيرات الأسرائيليات !!
-
نعم، انتصرت غزة وهذه هي أدلتي!!
-
رسالة مفتوحة لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الأنظمة الع
...
-
السلطة الفلسطينية وحماية (منجزاتها) المزعومة
المزيد.....
-
سرايا القدس تعلن إطلاق رشقة صاروخية على مستوطنات غلاف غزة
-
مشادات كلامية بين نتنياهو ونواب المعارضة أثناء كلمته في الكن
...
-
روسيا تطور درونات لتدمير المروحيات العسكرية والطائرات المسيّ
...
-
لأول مرة، عيادة بريطانية تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعاينة الم
...
-
إسرائيل تطلق سراح مخرج فلسطيني حائز على جائزة أوسكار
-
رئيس وزراء كوسوفو يقع في فخ مخادعين روسيين ويفضح ما يحضره ال
...
-
مجلة -وايرد-: إدارة ترامب تتجه لإقالة مجموعة من العلماء في م
...
-
مكتب نتنياهو ينفي تلقية أي تحذير بشأن -الأموال القطرية-
-
موسكو تعلق على توقيف مولدوفا لرئيسة غاغاوزيا
-
-تجربة أولية-.. قناة إسرائيلية تتحدث عن ذهاب دفعة من الغزيين
...
المزيد.....
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
المزيد.....
|