أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - وداءع البحر














المزيد.....

وداءع البحر


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8291 - 2025 / 3 / 24 - 13:21
المحور: الادب والفن
    


في لجة الضلمة وفي نهارات الزمن تقف المسافات تنظر وتتوجس من الأيام المدلهمة بالسواد الداكن ليل ليل ولكنه ليل دامس يغرق اصحاب المأكل التى تعشق البحر تغرب البحارة الحالمين بالصيد الوفير للوءلوء لأسماك القرش للمرجان وما فاض يكحل عيون النساء الناعسات في القرى والمدن الساحلية الأليفة
البحر وطبعه المجون والمألوف
لم يكن بحر هادئًا تلك الليلة. كانت مياهه تعانق بعها البعض امواج متلازمة مرعبة مخيفة تتصارع تحت ضوء النجوم والقمر المتخفي بين الغيوم السوداءكمخلوق شبه ادمي اوككائنٍ يتنفس ببطء، يخفي في دواخله العميقة فنارات مظلمة واشياء مطوية بأقمشة منسوجة من جذور المرجان شيئًا لم يكن يخطرللبشر او أن يدركوه، أو ربما كسائر الأشياء في دورات الأيام والحياة شيءٌ ربما كانوا يعرفونه في السنوات والأيام السالفة ثم نسوه عمدًا.
في وطأة الحاجة والعوز وما تسلبه الأيام ركب مدلهم ومرغم قارب صغير، اتخذ منه حمدان مستقر ووسيلة للعبور والتسلق الحذر للأمواج وخفايا البحر كان حمدا قبطان ماهر يعرف البحر ما يظهر وما يخفي حمدان متأبط يحمل ذاته وماضيها المدلهم وحيدًا. الريح كانت بلا سبب ساكنة محايدة، لا تغمز اوتدفعه للأمام ولا هي بخبث تعيقه، ساكنة وكانّها تنتظر لترى أي مصير سيختاره حمدان أي مصير وبنفسه. البحر شارك حمدان في مبغاه شاركه اثام الطريق فعلى سطح الماء، امتداد البحر تناثرت قواقع لوءلوءيةصغيرة، نصفهامفتوح، ونصف آخر مغلق بإحكام، في دواخلها تعلم وكأنها تدرك الفرق بين السكوت والإشهار الانكشاف والاحتفاظ بواطن الأشياء ودواخلها وبالسر.
بدء حمدان ممارسة العوم كالمعتاد
أخذ نفسًا عميقًا، ثم تنط وغاص حين لامس جسده الماء، لم يكن الغوص كما اعتاد. لم يكن كما كان يعرفه البحر بحرًا، بل عالمًا آخر غير مرأي يفتح أبوابه ببطء، كلما تخلّى عن نفسه أكثر. رأى الكائنات البحرية في وجوه غير مألوفة تتغير، تتحول إلى مغارات طويلة، تراقبه بعينٍ متوجسة لم تكن عينًا حقًا، بل شيء من لاشيء تظر للعيان وتختفي فكرة من اللا مجول تتكور وتتشكل من العدم.
هنا كما يقال
كل شيءٍ لم يكن هنا مجرد بحر.بل ملاذ معتم.
في خضم البحر ومده وجزره
توجد هناك مدنٌ غارقة، أعمدة عملاقة تمتد مسافات بلا نهاية، توحي بوجود عالم آخر منسي لبقايا حضارة مطمورة لم تصعد إلى اليابسة ذات يوم ،رأى خيالات رجالٍ كانوا يغوصون منذ بدء الحلقة منذ سنون خلت منذ قرون، لكنهم وفي قرارة انفسهم لم يعودوا أبدًا، أرواحهم وجودهم ظلت في نفس الفق والدائرة ، تبحث عن شيءٍ مبهم لم يجدوه، أو لعلهم وصلوا اليه ورفضهم وجدوه ولم يتمكنوا من إقناعه ولم يستطيعوا الهرب به.
حمدان المكافح المبتلى
كان يبحث عن اللؤلؤ.
اللؤلؤ هنا لم يكن مادة مغرية او مجرد كنز، لم يكن حجرٍ ثمين. بالمعنى .كان شيئًا مختلف،شيئًا ماكان عليه ان يراه حتى افتراض يبقى في طي الكتمان.
خلال الغوص في عمق الزرايا المظلمة،بين الاحجار المتآكلة وبقايا المرجان رأى محارةً ضخمةتتلالا وتبعثث إشارات مضيئة ، تومض داخلها شيء غير متوقع او مفهوم لغز انه عينٌ بشرية أراد أن حمدان يهرب. لكن جسده متسمر في مكانه لم يتحرك.
سمع صوتًا يأن لم يأتِ من الخارج، بل من داخله:
“هذا هو وجدته، أنت من تختار عليك أنت إذن .”
كان الصوت متجرد راقصا رخيمًا، لا ينبأ عن شيء بلا ملامح، بلا جنس، بلا مسافات تسبق الزمن.
“أختار ماذا؟”
تمتم، رغم أن الماء يكاد ان يخنقه كان يجب أن يبتلع صوته.
لم اختيار
“إما أن تأخذه وترحل، لكنك لن تكون كما كنت، أو تتركه، وتبقى هنا إلى الأبد. خياران لا يمكن تجاهلهما او التجاوز .
شعر بأصابعه تمتد، رغمًا عنه، نحو المحارة حين لامسها، شعر بالانهيار ما بين الزمن والبقاء شعر بالزمن ينهار. عاد بذاكرته للماضي القريب تذكر حياته في بيته قبل أن يأتي، تذكر وجه أبيه وهو يروي له عن غواصي اللؤلؤ الذين لا يعودون، تذكراصحابه من الصيادين القدامىً وتحدياتهم ، تذكر الروايات وكل الأساطير التي سمعها وتجاهلها عمدا.
انه الآن على يقين ويعرف…
بعض اللآلئ ليست لها ثمن تحف وكنوزًا، بل بالغاز يمكن فكها كالمفاتيح… وبعض الأبواب لا يجب أن تُفتح أبدًا في الفجر ، وجد الصيادون قارب حمدان عائمًا، بلا أثرٍ ولا حمدانوالصيد والمحارة.
هناك في القاع في البحر العميق ، هناك محارة مغلقة بإحكام، تخفي داخلها اسرار البحر وخفاياه عينًا لم تكن مألوفة عين بشرية… تنظر إلى السماء إلى الأعلى، تنتظر الغواص القادم



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحاري الواحات
- شق جرح
- سماء تمطر حرية
- .**سرادق من أوراق البساتين:**
- لا تدوق بحجر عديم الاوتار
- في الأفق فوق الظلال
- نساء في بيت رجل مسن
- **رحلة لقارىء الطالع-
- وجه اخر
- عقدة الشيخوخة
- اعلان لمنزل غامض
- -.صفحة مذكرات في كتاب منسي.-
- رقصة العصافير
- غيوم حمراء
- **لعبة الصعاليك في غياب الحياة.**
- أعمدة سوداء في الهواء العاصف
- خطوات في طريق الفراغ
- ياقات زرقاء
- فضاءءات فارغة لخطوط متداخلة
- من عينيها اسطاد فراشة


المزيد.....




- -طمس الرواية الفلسطينية-.. خطة الجيش الإسرائيلي لمخيمات الضف ...
- مشاهد -جريئة- في مسلسل -رحمة- تثير حفيظة الجمهور المغربي
- جديد التعليم الجامعي للطلاب الأجانب والمنح الدراسية بماليزيا ...
- تحليل.. ماذا قالت أمانبور عن ضرورة -حماية- المخرج الفلسطيني ...
- حبكة عبقرية وسرد ممتع.. -المعلم ومارغاريتا- يفوز بجائزة Nika ...
- الباحثة المعمارية سارة فؤاد: مدينة الإسكندرية معرضة للغرق بس ...
- إطلاق سراح المخرج الفلسطيني الحائز الأوسكار بعد تعرضه للاعتد ...
- تركي آل الشيخ يصدم -سعفان- بقرار مخرج بريطاني (فيديو)
- الجيش الإسرائيلي يعتقل مخرج فيلم -لا أرض أخرى- عقب تعرضه للض ...
- تركيا تلفت أنظار صناع السينما العالمية بفضل صادرات الدراما


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - وداءع البحر