أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - صحاري الواحات














المزيد.....


صحاري الواحات


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8291 - 2025 / 3 / 24 - 07:42
المحور: الادب والفن
    


نهايات المدن واحات وصحراء على امتداد النظر وحيث ماسرت وفي الأعماق ، حيث الرمال تبسط ذراعيها بالاتجاهات الأربعة وفي كل الفصول تمتد بلا نهاية، وحيث لا شيء يذكر او يذكر سوى التيه والشمس تحكم النهار، وقف سنمار راعي الإبل المهندس الماهر وواضع أساسات المدن ومعالمها الأثرية المتوارثة فخرورفعة الأجيال صاحبة الهمم العالية .
وسط الصحراء وفي النايات المتقاطعة من زوايا الواحة، ينظر للافق البعيد ويلتف صوب الواحة في المياه الراكدة ذات الأبعاد المختلفة بوجهه الشاحب ذو الندب المستحكمة في صفحات الوجه المتعب.
الرجل الوحيد الذي ظل حاضر على قيد الحياة وفي الوجود الذي نجى من التيه وبقى من القافلة ظل مكبل محمل بكم هاءل من التساؤلات اكثر من قطرات المطر او حبات رمال الصحراء السوداء
كان آخر من تبقى من قافلته،الوحيد الذي نجا من التيه،
نجاته كسيحة ناقصة بلا معنى و غير كاملة…
– الماء لا يكذب
حين وصل سنمار إلى الواحة، كان في حالة شك وعدم يقين.وغير متأكدًا إن كانت حقيقية أم هي حلم او سراب صحراوي آخر يستغل ضعف ذاكرته ويلعب بعقله المفكك المتعب.
لكنه عمد ووضعه يده في المجرى ووسط المال الجاري غمر يده في الماء، احس بتغير في حرارة يده شعر ببرودته تغمره وتمتد إلى دواخله وفي عروقه لم تكن صحوة ولم تكن من حلم يقضةطويل.
“إذن، أنت حقيقة مطلقة لستَ سرابًا…” تمتم بهمس وبصوت خافت.
لكن حين رفع رفع رأسه ونظر ببعينيه، رأى خلفه شبح بهيءة خيال في الماء في وضع الوقوف— ربماشخصًا لم يكن هناك قبل لحظة.
التفت وجال بنظر في كل الاتجاهات
استدار عاد بسرعة…
م يجد أحدً
أهل الواحة ليسو بمنطقتين او غرباء –
من يسكن السر؟
ساعة غروب الشمس، بدأ يسمع أصواتًا خافتة متباعدة بين النخيلبين شجيرة الورد والآس والإشارة ذات الاوال مظلة ليس طوت قدرات المطر وصوته ولم يكن مصدها أصوات عواصف . ل…بل همسات خافتةخفية، تشبه لهجة ولغة الغجر أوكان المكان بما فية من حجر وتراب وصخر نفسها تتحدث بلغة غرائبية لا يفهمها.
ودون مقدمات. وبلا إشعارات خرجت امرأة برداء لا نهائي او متناهي يلمس القطن في لونه خرجت من بين أوراق. الورق الجاف وأغصان الأشجار المقطوفة من بين الأشجار، مبرقعة وجهها نصف مغطى، فيما عينيها كانتا تتحدثان بلغة الألغاز المشفرة بلغة الزمن لا منتهي الزمن القديم.
قالت بصوت متراص خافت وصارم ،يحمل حزمًا اصرار غريبًا:
“لقد جئت متأخرًا يا سنمار… يقينا وبكل ثقة وتاكيد نحن كنا نعلم أنك أم تتأخر كثيرا نعم ستصل.”
غريب
كيف عرفت اسمه؟
فضوله طغى علىه وعزم على معرفة الأمر .
حاول أن يسأل، لكن العبارات بما فيها كلمات التودد سبقت الحديث تجمدت في فمه
في ذات الليلة، كان له جلسة غير معتادة جلس مع الوجوه الصامتة المكفهرة الصفراء التي لا تتكلم اكثر مما يجب لم تتكلم كثيرًا، كونه على اطلاع ومعرفة ما مطلوب ويجب معرفته.
قال له كبيرهم الوجيه مالك الحكمة المتوارثة وأحد الشيوخ:
“الواحة مفتوحة بعد فيها ما تريد وتعرف منا ما تريد ليست مجرد مكان للإقامة او الااستعجمام وأنت بمحض إرادتك اختيار. إما أن تكون هنا، بيننا أو أن تعود لمستقرك في الصحراء،. لكن ،تذكر شيء مهم واحد ، من يبقى، لا يستطيع الرحيل ثانية ولأي سبب كان.”
نظر سنمار إلى عمق الصحراء الممتدة على جوانبه وخلفه… ثم إلى الماء منقضه… والى العيون التي تعرف كل شيء تعرف ما لا يجب أن يُعرف.
وفي تلك الرحلة الليلية وعند بزوغ السمن ودنو الصباح ، كانت الرمال تمتد مستقرة كالمعتاد ، والواحة ترتشف الما من أعماقها في مكانها، غير ان سنمار غاب ولم يكن موجودا هناك
تساءل واستدراك
هل الرجل سنمار اختار البقاء؟ أم اختار المغامرة والعودة؟”
يقال إن الصحراء لا تحتفظ مكشوفه لا يوجد في رمالها حبات رمل تحفظ الاسرار وتخبرها … لكن في الليالي المقمرة ليالي السهر المباح الليالي الهادئة، حين تهب العاصفة والريح بين الاشجار ومياه النهر المبارك وأمواجه يُسمع همس من أماكن عدة خافت يردد اسمه، سنمار مهندس الهيام وباني المدن كأنه صادر من امواج الواحة وماءها النقي.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شق جرح
- سماء تمطر حرية
- .**سرادق من أوراق البساتين:**
- لا تدوق بحجر عديم الاوتار
- في الأفق فوق الظلال
- نساء في بيت رجل مسن
- **رحلة لقارىء الطالع-
- وجه اخر
- عقدة الشيخوخة
- اعلان لمنزل غامض
- -.صفحة مذكرات في كتاب منسي.-
- رقصة العصافير
- غيوم حمراء
- **لعبة الصعاليك في غياب الحياة.**
- أعمدة سوداء في الهواء العاصف
- خطوات في طريق الفراغ
- ياقات زرقاء
- فضاءءات فارغة لخطوط متداخلة
- من عينيها اسطاد فراشة
- عزف لاسنطور


المزيد.....




- -طمس الرواية الفلسطينية-.. خطة الجيش الإسرائيلي لمخيمات الضف ...
- مشاهد -جريئة- في مسلسل -رحمة- تثير حفيظة الجمهور المغربي
- جديد التعليم الجامعي للطلاب الأجانب والمنح الدراسية بماليزيا ...
- تحليل.. ماذا قالت أمانبور عن ضرورة -حماية- المخرج الفلسطيني ...
- حبكة عبقرية وسرد ممتع.. -المعلم ومارغاريتا- يفوز بجائزة Nika ...
- الباحثة المعمارية سارة فؤاد: مدينة الإسكندرية معرضة للغرق بس ...
- إطلاق سراح المخرج الفلسطيني الحائز الأوسكار بعد تعرضه للاعتد ...
- تركي آل الشيخ يصدم -سعفان- بقرار مخرج بريطاني (فيديو)
- الجيش الإسرائيلي يعتقل مخرج فيلم -لا أرض أخرى- عقب تعرضه للض ...
- تركيا تلفت أنظار صناع السينما العالمية بفضل صادرات الدراما


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - صحاري الواحات