أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - شق جرح














المزيد.....


شق جرح


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8291 - 2025 / 3 / 24 - 07:42
المحور: الادب والفن
    


الشق بسيط في البداية، كان الألم خامد يكاد لا يذكر خدش صغير، لا يُرى، بالكاد يُشعر به ويتحسسه .
مع مر الأيام ومرور الوقت، نمى وكبر صار يتسع،يتحول الى جرح عميق شَقٍّ مفتوح مطبوع وملتصق في الذاكرة، إلى جرح عاطر يتنفس بصمت، يجاري الأيام وينسج خيوطه حولها، حتى صار جزءًا من كيانه جزء من النسيج ذاته،غير مكترث يبدؤون، كأنه لم يكن جرح كأي جرح وليس طارىء، بل كان دائمًا حاضر، ينتظر الوقت الملاءم للحظة الانكشاف
عند القاطعات الطرق في المنعطفات وزوايا المدينة، حيث الشوارع الاسفلتيةًالأرصفةالمتهاكة والأضواء المركزية الخافتة الباهتة، كانت عفراءسيدة المقام تسير على مهل ناشرة شعرها على كتفيها دون اكتراث من سادن او راهب سيان فيما هما عليه تسيري خطى واهنة، لديها شعور أن الأرض من تحتها بساط من الإسفنج يمدت مع سيرها تمشي وتقلب صفحات وجهالكم الاتجاهات تمشي فوق صحف صفراء معتمة مقروءة و لا مرئي.
توقفت عندباب برج عالي واجهته مرايا عاكسة زجاجية، تأملت ملامحها، ولم لم تكن هي لم تتعرف على وجهها تمامًا.
لم تتأقلم وتالف طبع المرايا
كم مرة تعيد الكرة تمعن النظر طبع أمرة جريءةً نظرت مجدد إلى هذه الانعكاسات وسألت نفسها:
“هل هذا أنا… أم امرأة من عالم سادر تشبهني؟”
الزمن يوحي إلى شيء ناقص، جزء منها وليس كله تُرك في مكان مجهول مكان ما، فقدان الذاكرة اعماها وجعلها لم تعد تتذكر أين ولا متى.
فيأخذ غرف المنزل غرفة ضيقة، جلس سامر أمام مذياعه القديم، يقلب الموجات باحثًا عن صوت مألوف. مطرب يحاكي أوجاعه .
لم يجد ضالته .
كل الإذاعات مشترات مدفوعة الثمن تصقل وتعيد ذات الكلام تكرر نفس الكلمات… نفس الناشيد نفس الخطابات… نفس التوقف والصمت بين الجمل.
قال وبصوت منخفض كأنه يجار الوضع ويخاطب بضمير متقد.:
“كل الأصوات متشابهة… أين هو الصوت الذي ابحث عنه كل الأصوات المعتادةالمتشابة موجودة إلا الصوت الذي أبحث عنه.”
يصمت انه في قرارة نفسه لم يكن متأكدًا ما إذا كان يبحث حقًا، أم أنه هارب يخاف مواجة الواقع يخشى مواجهة أوجاعه المؤلمة والفراغ الذي سيبقى إن توقف عن المحاولة .
في مقهى العاطلين على حافة المدينة، كان الرجل العجوز سلمان يجلس وحده، يرسم يمارس هوايته المفظلة لديه رسم إسكان لا على التعيين أشكالًا مبهمة على ورق اسمر بأطراف أصابعه.
رسم خطوط رسمها عدة مرات واعاد رسمها تكتدست الأوراق السمر فقام بمسحها،.
رسم داءرة في الفراغ ، ثم ملءها بألوان قانية حوّلها الى شيء مبهم غير متماسك.
رسم صورته ثم مسحها فجاة ، كأنه لم يكن يريد أن يتذكر شكله لم يكن يتصرف بارادته ، لانه لم يكن قادرًا على النسيان.
جلس ورفع رأسه، نظر إلى الوجوه وجوه سالكي الطريق من عوام الناس والمارة قال مخاطب ذاته بصوت لم يسمعه أحد:
“كلنا أوجاعنا واحدة نعيدها نعيد رسم نفس الأوجاع، ثم نمسحها …ثم نعيدها من جديد.
كما في البداية الألم وفي النهايةكما هو لم يحتكره احد ليس ملكا بالخصوص لكنه واحد ،بل هو شيوع مستباحًا بين الجميع، يستقر ويتسلل من الأجساد إلى اعمد الضوء والسقف والجدران، من الابواب والشرفات إلى الزقة والطرقات من النفس البشرية إلى الأفلاك الداءرة والساعات ا في دورانها اللا منتهي وغير متوقف.
كالوصايا كما الميراث لجميع يظن أنه وجعه وحده، لكنه كان وجعًا ساكن متعدّد الخطوات والأشكال الغير مألوفة … يتكرر بطبعه المعتاد بأشكال مختلفة، في أماكن مختلفة، لكنه يظل هو ذاته دون ان نسيه رجس .



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سماء تمطر حرية
- .**سرادق من أوراق البساتين:**
- لا تدوق بحجر عديم الاوتار
- في الأفق فوق الظلال
- نساء في بيت رجل مسن
- **رحلة لقارىء الطالع-
- وجه اخر
- عقدة الشيخوخة
- اعلان لمنزل غامض
- -.صفحة مذكرات في كتاب منسي.-
- رقصة العصافير
- غيوم حمراء
- **لعبة الصعاليك في غياب الحياة.**
- أعمدة سوداء في الهواء العاصف
- خطوات في طريق الفراغ
- ياقات زرقاء
- فضاءءات فارغة لخطوط متداخلة
- من عينيها اسطاد فراشة
- عزف لاسنطور
- تحت رماد إلاشجارمدن ساحرة


المزيد.....




- -طمس الرواية الفلسطينية-.. خطة الجيش الإسرائيلي لمخيمات الضف ...
- مشاهد -جريئة- في مسلسل -رحمة- تثير حفيظة الجمهور المغربي
- جديد التعليم الجامعي للطلاب الأجانب والمنح الدراسية بماليزيا ...
- تحليل.. ماذا قالت أمانبور عن ضرورة -حماية- المخرج الفلسطيني ...
- حبكة عبقرية وسرد ممتع.. -المعلم ومارغاريتا- يفوز بجائزة Nika ...
- الباحثة المعمارية سارة فؤاد: مدينة الإسكندرية معرضة للغرق بس ...
- إطلاق سراح المخرج الفلسطيني الحائز الأوسكار بعد تعرضه للاعتد ...
- تركي آل الشيخ يصدم -سعفان- بقرار مخرج بريطاني (فيديو)
- الجيش الإسرائيلي يعتقل مخرج فيلم -لا أرض أخرى- عقب تعرضه للض ...
- تركيا تلفت أنظار صناع السينما العالمية بفضل صادرات الدراما


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - شق جرح