السيد عبد الله سالم
الحوار المتمدن-العدد: 8291 - 2025 / 3 / 24 - 01:09
المحور:
الادب والفن
الوتد
لم يكن مطلوبًا من الرجال الجالسين على الأرض تحت شجرة التين، في عصر اليوم، سوى أن يقوموا بنقل الوتد المغروس في الأرض من مكانه إلى مكانٍ آخر.
فحقل البرسيم المغروس على رأسه الوتد قد نفد، ويجب أن ينقل إلى رأس الحقل الآخر، ليتم ربط الماشية إليه، وتركها ترعى في البرسيم الذي حولها.
قضى الرجال الظهيرة كلها في محاولة خلع الوتد، دون فائدة، بذلوا كل ما لديهم من قوة، وجربوا كل ما عرفوا من حيلٍ وخدعٍ دون طائل.
جلسوا على الأرض يدخنون الشيشة، ويشربون الشاي.
حاولوا مرَّاتٍ ومرَّاتٍ بعد العصر، واجتهدوا قدر ما يستطيعون، بلا أملٍ.
قبل صلاة المغرب بقليل، جاءهم الشيخ محمد، وقبل أن يلقي عليهم السلام، قال لهُ أحد الجالسين على الأرض:
- احضرْ ذاك الوتد يا شيخ عفريت.
مدَّ الشيخ محمد يديهِ، ونزع الوتدَ، كمَنْ ينزع الشعرةَ من صحنِ العجين!.
المنوفية – مصر
3 أغسطس 2015
#السيد_عبد_الله_سالم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟