فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8290 - 2025 / 3 / 23 - 19:56
المحور:
الادب والفن
العيد ليس ما تُمسكه الأيام، بل ما يمسك الزمن في خاصرته حتى يرتجف؛ ليس لحظة، بل كوكب يُضيء في اللغة، تُولد منه القصائد كما تُولد الشموس من فم العدم. الأطفال ليسوا أطفالًا، بل طين البهجة حين أشرق، عيونهم لا تنظر بل تُشعّ، أقدامهم لا تمشي بل تزرع الخطو في الأرض فتزهر الأرصفة. المراجيح ليست حديدًا، بل دوائر من نور، منقوشة بالضحك، تتّسع للفراغ حتى يغدو هواءً يُغني. الشوارع لا تعرف السير، بل تحفظ إيقاع الخطى كما يحفظ القلب ضرباته، والمآذن لا تُكبّر بل تُخلِق التكبير كحقل من الضوء يصعد دون صوت ويسقط مطرًا من طمأنينة. الثياب لا تُشترى، بل تُنبِت ألوانها من داخل الروح، والحلوى لا تُصنع، بل تُبعث، تُقدَّم من يدٍ لا تُرى، وتُذيب ما تبقّى من الحزن في الحنك. القصائد تُغار، لأن هذا العيد لا يُوصف، بل يُعبد؛ العيد ليس ما نبلغه، بل ما يُبصرنا حين تكتمل فينا حواس الضوء المؤجّلة.
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟