أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - كتاب: الهزيمة والايديولوجيا المهزومة















المزيد.....


كتاب: الهزيمة والايديولوجيا المهزومة


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 8290 - 2025 / 3 / 23 - 18:12
المحور: الادب والفن
    


ملاحظات حول كتاب لــ ياسين الحافظ
مقدمة:
ياسين الحافظ هو كاتب سوري معروف ولد لأم أرمنية وأب من دير الزور، وهو مفكر يساري، أسس مع زميله الياس مرقص حزب "العمال الثوري العربي". ولد عام 1930 ولعب دوراً بارزاً للمنطلقات النظرية لحزب البعث عندما كان عضواً فيه ثم في الحزب الشيوعي السوري. هو أول من نادى في تعريب الماركسية وقد تأثر بفكر عبد الله العروي (القطع مع التراث) , توفي عام 1978 وقد كان عمره لا يتعدى 47 سنة. وقد مثل التيار الماركسي في حزب البعث مع حمود الشوفي وهذا الأخير من السويداء. لكن هذا التيار طردوه من الحزب وأسس فيما بعد حزب قومي ماركسي مع صلاح السعدي العراقي والياس مرقص كما قلنا سابقا (حزب العمال الثوري العربي). تأثر بأفكاره سمير أمين وجورج طرابيشي حيث مثّل عبد الله العروي المرجعية النظرية له. يتحدث في هذا الكتاب عن خبرته بالبيئة التي عايشها وتأثر بها، كما حمل الكتاب نقداً للفكر اليساري والعربي الذي لم يستطع أن يكوّن حاضنة حقيقية. سأكتب أهم الأفكار في الكتاب ورقم الصفحة عسى أن يفيد أحداً ما:
يتكلم الكاتب عن مجتمع دير الزور فيقول: كان نظام القرابة يشكّل المحور الذي تدور حوله الحياة المجتمعية ولذلك شاع زواج بنات العم ولهذا السبب أصبحت تسمى الزوجة بنت العم والزوج ابن العم، حتى لو كانت الزوجة غريبة وقد شاعت في دير الزور مسألة الثأر والفدية (4). القيم الثقافية في دير الزور هي خليط من قيم بدوية، واسلامية صوفية، وسنية وهابية. كانت القيم البدوية تحتقر الشغل والزراعة والمزارعين، ولذلك كان الشاوي (الفلاح المزارع) محتقراً كما أنه يبدو ضعيفاً أمام البدوي الذي يفرض عليه الخوّة وهو يعتقد أن الراعي أعلى شأناً من المزارع، وهذا مشابه لعلاقة ابن المدينة بالفلاح إذ أنها كانت عبارة عن علاقة طفيلية. كانت الصوفية في شكلها الأكثر انحطاطاً، لكن بعد الاحتلال الفرنسي انحسرت الصوفية لأنها تحالفت من قبل مع العثمانيين (5). كان والدي (أي والد الكاتب) من عشيرة البقارة وكان حرفياً ودركياً. أما مجتمع دير الزور فكان يحتقر المرأة، ومع الزمن تخلصت من عقدة كره الأجنبي كما ساد في المجتمعات التقليدية وخاصة المضطهدة منها. فقد كانت هذه المجتمعات تنظر للاستعمار على أنه سلطة أجنبية كافرة. إن التجربة الاستعمارية قد أطلقت عملية تسيس المجتمع العربي الذي لم يكن يعرف التقاليد السياسية. فقد مضى زمن قبل أن أدرك أن المجتمع العربي مهزوم والتخلف يعشعش بداخله (8). يوجد منزلة كبيرة للخطابة والبلاغة وسحر الكلمة عند العرب (10). كانوا يرون أن الضبط في الحساب صورة من صور البخل (119). كثيراُ ما نستغرب كيف تنتصر برجوازية صغيرة إسرائيلية مثل حزب العمل الإسرائيلية وتنهزم برجوازية صغيرة عربية (15). لقد كان عبد الناصر متواطئاً مع الامبريالية الامريكية عندما وضع الشرطة الدولية في شرم الشيخ (16). إن السياسة علاقات موضوعية وإسرائيل تعرف أين الخطر المحتمل ولا يهمها الشعارات (17). السلطة الاستبدادية الشرقية هي عبارة عن سرير بروكرست ينتظر الفرد كي يتمدد فوقه لتقطيع خصيتاه فيغدو ضحية مزروعة بالخوف من السلطة ومن التقاليد ومن العقيدة ومن المدرسة (19). بدأت الهزيمة الكبرى عندما أتى وعد بلفور بالدولة الإسرائيلية (26). ففي عام 1931، بلغ عدد اليهود في فلسطين 18 % أي 17,500 بينما كان العرب حوالي 103,600 لكن زاد اليهود في عام 1934 إلى 28% (31). ولد قرار هيئة الأمم المتحدة في عام 1947 بالتقسيم وكان ذلك اتفاق سوفيتي - امريكي (33). قبل حرب 1948، كان اليهود يمثلون الثلث وقد حصلوا على خبرة في الحرب عندما شاركوا في الحرب العالمية الثانية مع بريطانيا ويتوفر لديهم الوعي وجودة التنظيم (34). بعد هزيمة 1948، بدأ العرب يعدّون مؤتمراً تلو الآخر (34). كان تعداد الجيوش العربية حوالي 25,000 ألف ثم تطور إلى 40,000 ألف جندي مقابل 600,000 يهودي (36). بعد أن انتصرت إسرائيل على العرب، وأتت الهدنة في نيسان من عام 1949، قال بن غوريون في خطابه إلى الإسرائيليين" إذا كنتم تعتقدون أن هذا النصر هو نتيجة لعبقرتيكم أو ذكائكم، فترتكبون خطأ فادحاً، لكن النصر هو أن اعداءنا يعيشون حالة مزرية من التفسخ والفساد والانحلال (38).
- هزيمة حزيران: عندما تتغلب كتلة بشرية تعدادها 2 مليون على دولة عدد سكانها 30 مليون مهما دعمت الإمبريالية إسرائيل، فهو ليس خطأ أو قدر، بل هو عطالة في العدد (66). خاصة عندما تكون للإيديولوجيا دورا سلبياً للهزيمة (79). لقد تشكل لدينا نحن العرب مرحلة ما قبل الدولة مثل الدول العشيرة أو الدولة الطغمة أو الدولة الطائفة (95).
- نقد الإيدلوجيا المهزومة: كانت وما زالت الحياة راكدة والتطور معطلاً والعقل متوقفاً وهو يعمل في حدود التقليد. بدأ التاريخ الحديث مع اجتياح الاستعمار ولذلك انتقلنا من مجتمع تقليدي إلى مجتمع متخلف (120). فلم تكن السياسة عندنا مثل اليونان أو الإغريق القدماء أي هي حقوق وواجبات ملقاة على عضو حر في مجتمع حر، بل هي راع ورعية (123). هناك نظرة ايدولوجية ودغمائية للواقع عندنا، فالواقع مؤلف من أسود وابيض، والحقيقة مطلقة وثابتة، انفصال بين الباطن والظاهر، العيش بالفطرة، الحدس والعموميات، تخمين الواقع مرة وبشكل نهائي، إضافة إلى النظرة التقريرية لدينا (134). هناك نتائج لضعف الواقع ونمو الأيدلوجيا، ويتمثل ذلك في العجز عن التمييز، إذا انك لا تفصل بين حكم الواقع وحكم القيمة، إضافة لذلك، يؤدي ضعف الواقع إلى تحويل الفكر إلى تقريري وخطابي وليس تحليلي حيث يعبر عن الرغبة والشعور وليس الواقع (145). لقد تحول الجيش إلى قوة سياسية حاكمة في الوطن العربي، ولذلك تدنت قوته القتالية. فنحن عكس أوروبا، هم لديهم مدن الريف ونحن ريفنا المدينة (141). ولا شك أن استمرار العجز العربي يطور نظرية المؤامرة عندنا ويضخم من الأسطورة (142). هناك رؤية درامية للهزيمة قد راجت في السياسة مفردات مثل مؤامرة، خيانة، عمالة، انحراف، تجسس أو مخطط امبريالي كما أن هناك مفردات تخص القضية الفلسطينية مثل الحل الاستسلامي والخيانة للقضية (143). بعد الهزيمة، زاد عداء الأنظمة للإمبريالية وزادت هشاشتها أمام ضربات إسرائيل (144). لقد أحبطت تركيا بقيادة اتاتورك معاهدة 1920 القاضية بالتجزئة ووضع تركيا تحت الانتداب الفرنسي والإنكليزي لكن طردت هذه القوات واخذت تركيا استقلالها (145). ويجب أن نتذكر أن لجوء إسرائيل إلى الدول الشرقية لشراء السلاح يعني أن الدول الغربية كانت مترددة في دعمها لإسرائيل (146).
عندما طلبت الولايات المتحدة من اليابان عام 1854 فتح مرافئها للأسطول الأمريكي، رفضت اليابان ذلك، لكن في عام 1864 أطلقت المدفعية اليابانية قذيفة على زورق امريكي وهنا استعملت أمريكا هذه الذريعة لسحق اليابان بضربة عسكرية (151). ربما يجب علينا أن نتساءل لماذا انهزم عرابي بربع ساعة ومثله يوسف العظمة! ثم ماهي الأسباب الاجتماعية والأيديولوجية للهزيمة، طبعاً الوعي المحافظ يخنق أي تساءل (157). يقول ابن تيمية " أدوا الحكام حقهم واسألوا لله حقكم، كما أن الغزالي الذي صاغ روح الأمة، لم يكتب كما قال العروي كلمة واحدة ضد الاحتلال الصليبي رغم أنه عاش أحد عشر عاماً بعد احتلال القدس (157). كان هناك 12 ألف جندي سوفيتي بعد حرب حزيران وأما في إسرائيل 12 عسكرياً فقط، لكن أتى مشروع روجرز من وزير الخارجية الامريكي عام 1970 (160). عارض الإتحاد السوفيتي تقسيم فلسطين عام 1937 من خلال مقترحات بيل، لكن ومن خلال النشاطات اليهودية ضد الفاشية والنازية أحدث ذلك تعديلاً في الموقف السوفيتي وفتور حدة الهجمات السوفيتية ضد الصهيونية بعد عام 1938 (191). شاهد السوفييت التناقض بين الصهاينة وبريطانيا بعد ظهور الكتاب الأبيض عام 1939 والذي تحول إلى صدامات دامية حتى عام 1948 في حين اتخذت الحركة العربية الفلسطينية موقف المتفرّج إزاء الاستعمار الإنكليزي، كان يشكل عدد اليهود عند التقسيم 35% من سكان فلسطين حيث تبنى الاتحاد السوفيتي دولة واحدة هي للعرب واليهود (192). لكن في عام 1948 وقف السوفييت مع إسرائيل كأمر واقع (193). يرى الغرب أن إسرائيل أقرب له لأنها دولة علمانية ديمقراطية ولها ذات الموقف من المرأة والانسان وتشابه في علاقات الإنتاج، بينما المجتمع العربي ليس فيه أحزاب أو حرية صحافة ولا انتخابات ليبرالية ولا ثقافة إنسانية وليس للمرأة أية قيمة في الحياة العامة، فالغربي عندما يتجول في تل أبيب، يشعر بأنه في أوروبا بينما في البلاد العربية لا يرى إلا المقاهي التي تعج بالرجال فقط (194). نتساءل لماذا اختارت الولايات المتحدة أن تتحالف مع إسرائيل ولم تتحالف مع مصر بدلاً عنها، وإن هذا التحالف سيستمر مادام التأخر العربي قائماً. فهناك بنية ثقافية مشتركة بين إسرائيل والغرب وامريكا، إضافة إلى أن هناك تشابه مشترك في قيام كل من إسرائيل وامريكا ولا ننسى اللوبي الصهيوني ودوره لتقوية العلاقة (195).
لاشك أن القرار الأمريكي يتأثر في ميزان القوى بين العرب وإسرائيل، ففي الحفل التكريمي للرئيس جيمي كارتر لإسحاق رابين في مارس من علم 1977 في البيت الأبيض قال: " إن الروابط الخاصة بين البلدين مستلهمة من روح الحرية والإيمان بالديمقراطية والتراث الديني المشترك بيننا" (196).
...................................
- الهزيمة والأيديولوجيا المهزومة – ياسين الحافظ – 1978- معهد الإنماء العربي – الصفحات 196



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب البعث – كاملاً
- كتاب البعث - الجزء الثاني
- كتاب البعث – سامي الجندي (1)
- كتاب الصراع على السلطة في سوريا كاملاً
- كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (4)
- كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (3)
- كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (2)
- كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (1)
- اجتهادات ابو عبدو
- من أجل الخبيّزة
- سوريا والعراق: سياسة النقائض
- انقلب مركب الأسد
- إحد عشر يوماً هزت سوريا
- جول جمّال هازم الإستعمار
- الشرطي والبرجوازي عند شابلن
- في خيانة السادات
- مجزرة في مدينة غرينسبورو
- ضجة حياة ماعز
- غوركي ورواية اعتراف
- نظرياتنا ونظرياتهم


المزيد.....




- -طمس الرواية الفلسطينية-.. خطة الجيش الإسرائيلي لمخيمات الضف ...
- مشاهد -جريئة- في مسلسل -رحمة- تثير حفيظة الجمهور المغربي
- جديد التعليم الجامعي للطلاب الأجانب والمنح الدراسية بماليزيا ...
- تحليل.. ماذا قالت أمانبور عن ضرورة -حماية- المخرج الفلسطيني ...
- حبكة عبقرية وسرد ممتع.. -المعلم ومارغاريتا- يفوز بجائزة Nika ...
- الباحثة المعمارية سارة فؤاد: مدينة الإسكندرية معرضة للغرق بس ...
- إطلاق سراح المخرج الفلسطيني الحائز الأوسكار بعد تعرضه للاعتد ...
- تركي آل الشيخ يصدم -سعفان- بقرار مخرج بريطاني (فيديو)
- الجيش الإسرائيلي يعتقل مخرج فيلم -لا أرض أخرى- عقب تعرضه للض ...
- تركيا تلفت أنظار صناع السينما العالمية بفضل صادرات الدراما


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - كتاب: الهزيمة والايديولوجيا المهزومة