أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - من يرفع العلم الإسرائيلي؟ .















المزيد.....

من يرفع العلم الإسرائيلي؟ .


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8291 - 2025 / 3 / 24 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل سنوات- عشية الريفراندوم في إقليم كردستان2017- أقيم احتفال تضامني بهذه المناسبة، في بلد أوروبي، وظهرت في مقطع فيديو لقطة لشخص يرفع علم إسرائيل. التقط العشرات، بل المئات، من الكتاب والسياسيين، وأصحاب منصات التواصل الاجتماعي- ممن يعادون الكرد- هذه الصورة، ليجعلوا منها ذريعة للهجوم عليهم، واتهامهم بالأسرلة والانفصال لا السعي لإحقاق الحق بعد تنكر الشريك القسري للرابط الجامع، رغم أن هؤلاء أنفسهم كانوا ضد الفيدرالية أصلًا. وهم متشربون بثقافة معادية للكرد، أبعد من هذا التاريخ، رغم كل ما قام به الكرد من نضال تاريخي في الدفاع عن الرابط الجامع، منذ ماقبل صلاح الدين الأيوبي ومروراً بعهده وإلى الآن؟. وما حدث في ذلك النشاط كان مجرد تصرف فردي في تجمع تضامني، لا يمكن استبعاد أي شخص منه أو منع ما يقوم به، طالما أن وجوده ومايقوم به لا يخالف قوانين الحاضن للاحتفالية. وكلما قرأت لمن استغلوا تلك اللقطة، كنت أضحك في داخلي من سطحية العقل الذي يبحث عن ذرائع كهذه للنيل من الآخر، بدل أن يتساءل: لماذا لا نبادر نحن بالانفتاح على إخوتنا الكرد؟ أقصد: لماذا لا نمنح الكردي حقه ونفتح المجال أمام من لانحبهم أن يستغلوا ذلك أو يدعو لإنصافه؟!!
وكان الأمر ذاته قد حدث في احتفالية كولن التضامنية التي سبقتها، للمناسبة ذاتها، حيث ضجت وسائل التواصل بالحدث، رغم أنني شخصيًا شاهدت المشهد بأم عيني، ولم تكن للجهة المنظمة أي علاقة به. باعتبار أن أية فعالية مسؤولة عن العلم أو الشعارات التي ترفع على المناصة، عندما يكون النشاط في الهواء الطلق، وليس ضمن صالة مغلقة، وما جرى لم يكن سوى رد فعل فردي غير منظم، جاء بعد انقلاب العالم كله على الاستفتاء، وصدور تصريحات من قبل مسؤولين في إسرائيل- بلا رصيد- بصدد دعمهم له، وهو ما منح أعداء الكرد ذريعة واهية دون أن تكون هناك ترجمة عملية لهذا الدعم المزعوم.
هناك كرد كردستانيون أصولهم من إقليم كردستان أو من كردستان تركيا أو سوريا، وهؤلاء لم ينقطعوا يومًا عن قضايا شعبهم وجيرانهم في آن، لكن ذلك لم يمنع آخرين من التشكيك بولائهم، من قبل سدنة الفكر العنصري وتلامذتهم، وأبواقهم، وكأن الكرد بحاجة دائمة إلى تقديم شهادات تثبت انتماءهم. والغريب أن هؤلاء المشككين أنفسهم لا يطرحون الأسئلة ذاتها على أنفسهم، رغم ما لديهم من ارتباطات وتحالفات قد لا تكون دائمًا متسقة مع مصالح شعوبهم.
أطرح هذه القضية هنا لأنني أتبنى موقفًا أخلاقيًا ضد كل احتلال، وفي مواجهة كل ظلم، وأدعو إلى السلام العادل في فلسطين وكل بقعة في العالم، كما بالنسبة إلى شعبي في كل أجزاء كردستان. كما أنني، في أكثر من مرة، أكدت أنني لا أقبل أي دعم مالي من أي جهة لا تتوافق مع قناعاتي، حتى عندما عُرضت علي ترجمة عمل أدبي لي إلى العبرية، وكان الوسيط مترجمًا عربيًا فلسطينيًا، طلب مني توقيع عقد لاستلام مكافأتي مسبقًا، فاعتذرت. يسعدني أن تُقرأ أعمالي في أي مكان، لكنني رفضت استلام أي مبلغ، رغم تأكيده أن الجهة محايدة وصديقة للعرب، وهو ما فوت علي فرصة ترجمة العمل التي بدت لي مترابطة مع استلام مبلغ، رفضت استلامه!
الباحثون عن الذرائع لا يتوقفون. فقد تم تداول خبر رفع علم إسرائيل في احتفال بعيد نوروز في قامشلي2025 م/2637 ك، وانتشرت صورة لشخص وحيد، معزول عن التجمهر، يرفع العلم. لا أعرف كيف تم العثور على هذه الصورة، لكنها انتشرت كالنار في الهشيم، رغم أنها لا تعني شيئًا أكثر من كونها تعبيرًا فرديًا قد يكون رد فعل على حالة العداء المستمر ضد الكرد، ويمكن لأي متمعن بعيداً عن القراءة- السيميائية- أن يدرك أن هذا الشاب يقوم بهذه المبادرة، من تلقاء نفسه، وأن ملامحه قد تقول أكثر، بما يدحض التهمة ضد المحتفلين، في إطار محاولة التعكير والتعتيم والتشويه و النيل من أعظم نوروز تم منذ تأسيس سوريا، وحتى اليوم، كردة فعل مرتدة عليهم، لمحاولة إيغار صدر أولي العهد الجديد الذين أوعزوا برفع العلم الكردي مع السوري، لكبح المبادرة، وإعادة الموقف من الكرد إلى سابق عهد النظام البائد!
لكن المثير للدهشة ليس مجرد تضخيم هذه الحوادث، بل في السؤال الأهم: لماذا يطلب هؤلاء من الكردي مقاطعة عدو لهم، بينما لا توجد بينه وبين هذا العدو أي عداوة مباشرة؟ لماذا يطالبونه بقطع أي صلة مع اليهود، رغم أن هناك آلاف الأسر الكردية اليهودية التي لا يزال أبناؤها يتحدثون الكردية، ولهم فرقهم الفنية، ويحتفلون بعيد نوروز سنويًا؟
وإذا كان الشركاء يرون أن من حقهم مطالبة مواطنيهم الكرد بالتضامن معهم ضد محتل أرضهم، فلماذا لا يلتزمون هم بالموقف ذاته تجاه من يحتل أرض الكرد؟ لماذا يقيمون علاقات متينة مع تركيا- على سبيل المثال وكغيض من فيض- ويدافعون عنها، رغم أن حكامها يقدمون أنفسهم كأعداء للكرد، ويرفضون مجرد فكرة كردستان، حتى لو كانت على سنتيمتر واحد في أي بقعة في العالم؟
لقد أقام بشار الأسد نفسه علاقات على أعلى المستويات مع تركيا أردوغان، ولم تتوتر إلا مع اندلاع الثورة السورية، وكان قد قال في حوار صحفي وهو في تركيا:
إقامة دولة كردية خط أحمر
ورددت شخصياً، عليه، في مقال لي، آنذاك، وأنا على أرض الوطن.
ولا ننسى أن المعارضة السورية، بدورها، وقفت إلى جانب تركيا، وهي تحتل أراضي سورية: بينما عاثت الفصائل التابعة لها فسادًا في عفرين، باعتقال الكرد وتسليمهم للحكومة التركية، ولا يزال كثيرون منهم في السجون هناكز وكان السؤال:
إذا كانت إسرائيل عدوة للسوريين لأنها تحتل أرضاً عربية فلم الانفتاح والاستسلام أمام تركيا وهي تحتل أرضاً سورية: كيليكية- إسكندرونة إلخ؟ ألسنا هنا أمام تناقض مقيت وفاضح؟
هؤلاء السوريون لا يواجه بعضهم كلمة واحدة لعواصم عربية منفتحة على إسرائيل، ولها سفارات في بلدانها، وفي مطلعها: قطر، بل لهم علاقات طيبة معها. أليس هذا تناقضًا؟ فلماذا إذن يُنتظر من الكردي أن يكون فلسطينيًا أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، بينما لا يُطلب من غيره تطبيق المعايير ذاتها على نفسه؟
أجل هؤلاء- وليس الكرد- من يرفعون علم إسرائيل في أعالي مباني سفارات لها في أكثرمن عاصمة عربية علناً ما عدا العلاقات غيرالعلنية؟
العهد الجديد في سوريا ليس مختلفًا- كما يبدو إلى الآن- عن سابقه. إذ لديه علاقات متينة مع تركيا- وأرجو ألا تكون على حساب مواطنه الكردي الذي ينتظر فتح مجال الانخراط في مواصلة التعاضد والتعاون الوطنيين، في أرقة مستوياتهما، وألا تتم المساومة عليه- لكن العلاقات التي تتم من قبله- للأسف- مع تركيا تبدو في ظاهرها ممهدة ومؤسسة على حساب الكرد، نتيجة تهافت و محاولة تركيا تقديم نفسها في موقع الوصية، وكأنها هي من أسقطت بشار الأسد وهي من أتت بالإدارة الجديدة، رغم أن ذلك غير صحيح لكنها تحاول تجيير كل شيء لمصلحتها وضد الكرد. رأس قائمة أعدائها. بل تراهم أعداءها الحقيقيين، كما بعض هؤلاء الذين يرفعون سيف العهد الجديد، من شأنهم أن يرفعوا أي سيف لأي حاكم، لكنهم لا يطبقون على أنفسهم ما يريدونه من شريكهم الكردي. إذ يطالبونه بمواقف أخلاقية تجاههم، ولا يلتزمون بمثلها، من جهتهم؟!
شخصيًا، أنا مع الالتزام الأخلاقي بين الشركاء، لكن لماذا لا يمتلك جميع الأطراف الضمير ذاته؟ أهو شعور بالوصاية على الكردي؟ تلك الوصاية التي يرفضها، إلا إذا كان شريكه على القدر ذاته من المساواة والمواقف؟



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يرفع العلم الإسرائيلي؟
- حكومة دمشق الانتقالية: في امتحان الاعتراف بحقوق الكرد
- بعد سقوط البعث العنصري ونظام أسده: قمم جيايي كورمينج تتوهج ب ...
- الأسد والبعث وثنائية الأكثرية والأقلية
- السيد الشرع في دوامته لا خريطة طريق للخلاص إلا عبر رفع آلة ا ...
- دولة المماطلة: بين الحلم بالمواطنة وواقع الإقصاء
- نقد قانوني للإعلان الدستوري المقر لسوريا في المرحلة الانتقال ...
- نقد قانوني للإعلان الدستوري المقر لسوريا في المرحلة الانتقال ...
- حصار الساحل السوري موت بطيء تحت الحصار لمن نجوا من القتل الج ...
- قراءة نقدية قانونية للدستور الجديد: إشكاليات التمييز والهوية ...
- السيد الرئيس الشرع: لا أوافق على دستورك ورئاستك بهذه الصيغة!
- مذابح الساحل السوري: توثيق الجريمة وفضح رعاة القتلة
- إبراهيم محمود عن شهداء الانتفاضة: اعذروني لن أكتب عنكم
- اتفاقية- الأمر الواقع- ما لها وما عليها.
- حجر أساس لبناء الجمهورية السورية في انتظار استكمال العمارة ا ...
- الروح الكردية: تسامح لا يندم عليه، وأعداء متجددون!
- -تفليل- العلويين ونفاق الإعلام العربي!
- عين الكروم جارة العاصي المجيد
- ثقافة الثأر في سوريا: تهديد للسلام والمستقبل وضرورة محاكمة ا ...
- خالد كمال درويش: والآن، من يستقبلنا بابتسامته الملازمة!


المزيد.....




- سرايا القدس تعلن إطلاق رشقة صاروخية على مستوطنات غلاف غزة
- مشادات كلامية بين نتنياهو ونواب المعارضة أثناء كلمته في الكن ...
- روسيا تطور درونات لتدمير المروحيات العسكرية والطائرات المسيّ ...
- لأول مرة، عيادة بريطانية تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعاينة الم ...
- إسرائيل تطلق سراح مخرج فلسطيني حائز على جائزة أوسكار
- رئيس وزراء كوسوفو يقع في فخ مخادعين روسيين ويفضح ما يحضره ال ...
- مجلة -وايرد-: إدارة ترامب تتجه لإقالة مجموعة من العلماء في م ...
- مكتب نتنياهو ينفي تلقية أي تحذير بشأن -الأموال القطرية-
- موسكو تعلق على توقيف مولدوفا لرئيسة غاغاوزيا
- -تجربة أولية-.. قناة إسرائيلية تتحدث عن ذهاب دفعة من الغزيين ...


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - من يرفع العلم الإسرائيلي؟ .