أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - نتنياهو بارع في تصدير أزماته وحرف الأنظار















المزيد.....

نتنياهو بارع في تصدير أزماته وحرف الأنظار


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8290 - 2025 / 3 / 23 - 13:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما كانت عملية زرع العبوات وتفجير عدد منها في عدد من الحافلات الإسرائيلية الفارغة،وعدم انفجار عبوات اخرى في حافلتين اخريين، في منطقة بيت يام وحولون- تل ابيب في العشرين من شباط الماضي،عملية مفبركة ،ولا توجد عليها بصمات لفصائل المقاومة الفلسطينية،حيث هدف نتنياهو من تلك العملية،تصعيد حربه على جنين ومخيمها وطولكرم ومخيماتها،والحفاظ على تماسك وحدة حكومته المهتزة من قبل شركائه بن غفير وسموتريتش،وطمأنة المستوطنين،بقدرة الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية بتوفير الأمن والحماية للمستوطنين في الضفة الغربية وعلى الطرق الإستيطانية،والعمل على القضاء على المقاومة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية،ومنع تجذرها وتطورها وتمددها وتوسعها وأهداف اخرى من ضمنها تصفية قضية حق العودة عبر استهداف تدمير المخيمات الفلسطينية كرمز وعنوان لهذا الحق.

تأتي عملية إطلاق عدة صواريخ من لبنان تجاه مستوطنة المطلة،ولتسقط خارجها،والتي كشفت التحقيقات واعترافات أحد المشاركين فيها بأنها عملية مأجورة،لأهداف تتعلق بدعوة اسرائيل لتوسيع نطاق عملياتها ضد حزب الله وجره لحرب تقود الى نزع سلاحه،ولعل دعوة النائب القواتي في البرلمان اللبناني غسان حصباني اسرائيل وحكومة الشرع من أجل القيام بنزع سلاح الحزب والمقاومة،تؤكد على صحة ما نقول،وخاصة ان هذه العملية " المفبركة" تزامنت مع تصريحات طائفية وتوتيرية لرئيس الوزراء اللبناني نواف سلام المعين أمريكياً،وهذه التصريحات ،تحمل أبعادا خطيرة على وحدة لبنان وسلمه الأهلي وجبهته الداخلية،حيث قال بأن قضية سلاح حزب الله قد انتهت،وبأن ما يعرف بثلاثية الشعب والمقاومة والجيش،لم تعد قائمة،ورهاننا على الحل الدبلوماسي والسياسي،والضغوط للراعين للإتفاق والمجتمع الدولي،لإجبار اسرائيل على الإنسحاب من الأراضي اللبنانية،وأمريكا من موقع الشريك لإسرائيل،تقول بشكل واضح وصريح،نزع سلاح المقاومة وعملية تطبيع ومعاهدة "سلام" مع اسرائيل،هي الطريق الوحيد لإنسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية،مع ضرورة مراعات احتياجاتها الأمنية و" حقها في الدفاع عن نفسها".

هذه العملية "المفبركة أتت ، في ذروة أزمة عميقه يعيشها نتنياهو،أزمة تضع دولة اسرائيل لأول مرة بلغة رئيس محكمة العدل العليا الإسرائيلية السابق اهارون بارك على عتبة حرب أهلية،هي الأزمة الدستورية الأخطر التي تواجها اسرائيل منذ وجودها، حيث كان لعملية اقالة رئيس "الشاباك" غونين بار،والعمل على اقالة المستشارة القانونية غال بيهاراف ميارا اليوم الأحد، تداعيات كبيرة ،عمقت من حالة الإنقسام،وتحفر عميقاً في تفكيك البنية المجتمعية الإسرائيلية،وكذلك تدخل محكمة العدل العليا الإسرائيلية وتجميد قرار حكومة نتنياهو لإقالة غونين بار،حتى الثامن من نيسان القادم،واصطفاف النقابات العمالية " الهستدروت" ونقابة المحامين واصحاب الصناعات الدقيقة " الهايتك" ورجال الأعمال ورؤوساء المؤسسات التعليمية وعشرات المجالس المحلية خلف غونين بار،ودعوات زعماء المعارضة يائير لبيد ويائير جولان وغيرهم ،الى اعلان حكومة نتنياهو حكومة متمردة ،اذا ما أصر على إقالة مسؤول "الشاباك" غونين بار،معتبرين هذه الإقالة لأسباب سياسية وليس مهنية،ولها انعكاساتها الخطيرة على الأمن الإسرائيلي،وعلى وحدة المجتمع الإسرائيلي،وتنفيذ قرار نتنياهو وحكومته بإقالة غونين بار،والذي يبدو بأن نتنياهو مصر عليها،بقوله لن يبقى غونين بار رئيساً ل"لشاباك" ،ولن تحدث حرب أهلية في اسرائيل.
المظاهرات التي اندلعت امس في القدس وتل ابيب وأمام منزل نتنياهو،احتجاجاً على اقالة غونين بار والنية لإقالة المستشارة القانونية غال بهاراف ميارا،والتي تضاعفت اعداد المشاركين فيها،وحيث دعوات المعارضة السياسية الى توحيد صفوفها،والى تعطيل كل مرافق وقطاعات الدولة،بما فيها الكنيست والحكومة وحركة المواصلات،والقطاعات التجارية والإقتصادية وغيرها.

هذه المظاهرات صحيح تكتسب زخماً وقوة وهي تتصاعد،ولكن هذه المظاهرات بإستقطابها لقطاعات وهيئات ومؤسسات كبرى، اذا لم تكن خلفها وحدة سياسية للمعارضة، فنتنياهو المراوغ والخبير في الخداع والتضليل،قادر على تفريغها من محتواها،فهو يشدد على ان الحكومة هي صاحبة الحق في تعيين مسؤول " الشاباك" وفي إقالته،وهو مصر على اقالته،وواثق من أن اسرائيل لن تتجه نحو الحرب الأهلية،وبأن اسرائيل ستبقى دولة "ديمقراطية"،وأبعد من ذلك لن يتورع عن إقالة المستشارة القانونية غال ميهارف ميارا، فقضية سيطرته على منظومة القضاء والمؤسستين العسكرية والأمنية باتت محسومة.
صحيح بأن هذه المظاهرات تشكل عامل ضاغط على نتنياهو وتعمق من أزمته،ولكن في ظل معارضة لا تمتلك بديل لنتنياهو،ولا برنامج سياسي بديل ،وتارة تصطف على يمين نتنياهو واخرى على يساره،وهي تختلف مع نتنياهو،ولا تختلف معه حول السياسة العامة الإسرائيلية،وتذهب الى حيث يريد نتنياهو،فسيبقى تأثيرها محدوداً،وكذلك المظاهرات والإحتجاجات التي تجري من قبل اهالي الأسرى،والمطالبة بوقف الحرب،التي تعني العودة اليها،عودة أبنائهم الأسرى في اكياس سوداء وليس أحياء،وهي حرب يجري العودة اليها خدمة لمصالح نتنياهو السياسية والشخصية،ولكن تلك المظاهرات يبقى تأثيرها محدوداً في صناعة القرار الإسرائيلي،ويبقى نتنياهو المتحكم في القرار العسكري والسياسي الإسرائيلي.
ونتنياهو ولكي يحجب الصورة وتسليط الأضواء على هذه المشاهد،عمد الى تصدير أزمته ،نحو لبنان،المستهدفة مقاومته سواء من اطراف لبنانية معادية للمقاومة،او من اصحاب الفكر الطائفي امثال رئيس الوزراء نواف سلام،ولذلك جرى فبركة عملية اطلاق عدة صواريخ بطريقة بدائية،لكي لا توقع خسائر في بلدة المطلة،لكي يستغلها نتنياهو كذريعة لتوسيع عدوانه على لبنان،وجر المقاومة الى معركة واسعة ،معركة يريد منها،أن يستنفر الحلف الأمريكي- الإسرائيلي في الحكومة اللبنانية وفي الداخل اللبناني،لطرح قضية سلاح المقاومة على الطاولة ،ونزع سلاح الحزب ،ليس في منطقة الجنوب،بل على مستوى لبنان.

نتنياهو على مر تاريخه الطويل كرئيس وزراء للحكومة الإسرائيلية،ولربما فاقت فترة حكمه حكم بن غوريون مؤسس الحركة الصهيونية،وأول رئيس وزراء لإسرائيل،ومن تجاربه وخبرته وما يتمتع به من "كريزما" قيادية، استطاع ان يهزم كل معارضيه من داخل حزبه "الليكود" ومن خارجه،حيث عمل في سبيل مصالحه الى اختراق احزاب اخرى وعمل على تفكيكها،واستقطاب اعضاء منها لصالحه،وحتى الذين خرجوا عليه من "الليكود" مثل جدعون ساغر،عادوا اليه وتحت ظل جناحه،هو مراوغ وبارع في تصدير ازماته الداخلية نحو الخارج،وحتى اللحظة لا يمكن القول بانه قد وصل خط النهاية.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب في خدمة حرب
- هل توجه أمريكا وإسرائيل ضربة عسكرية استباقية لإيران..؟؟
- زيلنيسكي يخضع لترامب وسوريا نحو الفيدرالية
- مفاوضات امريكا- حماس،اعتراف امريكي بشرعية حماس،ام خطوة تكتيك ...
- ترامب التهم زيلنسكي مباشرة على الهواء
- العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمن ...
- أمريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة
- في القدس:- حرب على الوعي ،المناهج ،الهوية ،الذاكرة، والتاريخ
- ما بين جامعة بير زيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني
- مشروعترامب للتطهير العرقي،استهداف لفلسطين قضية وهوية
- الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
- التهدئة في لبنان،الغموض سيد الموقف
- بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة
- هل تسقط الهدن المؤقتة على جبهتي جنوب لبنان وقطاع غزة..؟؟
- الحل بالسياسة وليس بالحروب والحلول العسكرية والأمنية
- هذه الحرب التي تقترب من نهايتها ،ماذا قالت وماذا كشفت ..؟؟
- ترمب وسموتريتش تلاقي وتقاطع ايدولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي ...
- سوريا بين الأطماع الإستعمارية ومخاطر التقسيم
- هل تنفجر الأوضاع على الجبهة الشمالية..؟؟
- 2024 عام الزلازل وعام 2025 عام الهزات الإرتدادية


المزيد.....




- قائمة بدول أعلنت عيد الفطر 2025 الأحد ودول أعلنته الاثنين
- كلمة مقتضبة من الملك سلمان بمناسبة عيد الفطر 2025
- الشرع يشكل حكومة انتقالية -شاملة- تضم وزيرة واحدة، وتحذيرات ...
- غارات أميركية جديدة على عدة محافظات يمنية
- 10 شهداء بينهم 5 أطفال في قصف إسرائيلي ليلي على قطاع غزة
- حول المبلغ الحقيقي الــــمُقدَّم لمستوردي الأغنام والأبقار ح ...
- دول أعلنت عيد الفطر الأحد وأخرى الاثنين
- حزب الله يؤكد أنه -لا يمكن أن يقبل- أن تواصل إسرائيل استباحة ...
- سيارتو: أبلغتنا موسكو بالتصدي لمحاولة كييف شن هجوم على خط أن ...
- فرنسا: نرفض التدخل الأمريكي في سياسات الاشتمال التي تعتمدها ...


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - نتنياهو بارع في تصدير أزماته وحرف الأنظار