أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - تنهدات الاحرار لما سيؤول اليه امر العراق في المستقبل القريب (4)














المزيد.....

تنهدات الاحرار لما سيؤول اليه امر العراق في المستقبل القريب (4)


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8290 - 2025 / 3 / 23 - 08:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل التطورات السياسية والعسكرية الخطيرة التي أعقبت أحداث 7 أكتوبر في فلسطين، برز دور محور المقاومة الشيعي في المنطقة، وهو دور يشبه إلى حد كبير اللعب بالنار... ؛ وهذه التطورات أدت إلى تغيير جذري في موازين القوى، حيث تشكلت جبهة عالمية، أو على الأقل غربية، تهدف إلى مواجهة محور المقاومة وتقليص نفوذه والقضاء عليه بأي ثمن.
نتيجة لذلك، سيتحمل الشيعة، بكل فئاتهم - البر والفاجر، الموحد والملحد، الإسلامي والعلماني - تبعات هذه المواجهة، مما سيؤدي إلى مزيد من التقسيم والتشتت في مجتمعاتهم، خاصة في العراق وإيران... ؛ وهذا الوضع سيكون فوق طاقتهم، خاصة في ظل الظروف الحالية.
موقف الشيعة، كمجموعة اجتماعية، من القضية الفلسطينية ومناهضة القوى الدولية، يختلف اختلافًا جذريًا داخليًا , فهم مختلفون فيما بينهم تجاه هذه القضية والكثير من القضايا الاخرى ... ؛ والأغلبية منهم تتبنى فكرة "التقية"، وهي مفهوم شيعي قديم يدعو إلى الحذر والتحفظ في مواجهة الطغاة والجبابرة، وذلك لحماية أرواح وأموال وأعراض المؤمنين الضعفاء من بطش الأعداء الأقوياء... ؛ لذلك، هم بعيدون عن الدعوة إلى المواجهة المسلحة مع الصهاينة أو القوى الدولية الكبرى... ؛ ومع أنهم يتألمون لحال الفلسطينيين كغيرهم من المسلمين، إلا أنهم يقتصرون على الدعاء والتعاطف الإنساني.
في المقابل، هناك أقلية شيعية ترى أن دعم القضية الفلسطينية هو عمل ساذج وحماقة منقطعة النظير ، لأنهم يعتبرون الفلسطينيين - في غالبيتهم - نواصب وحاقدين على الشيعة، بل إنهم يؤيدون شخصيات مثل صدام الذي كان معاديًا للشيعة... ؛ ويستدلون على ذلك بأحداث تاريخية، مثل العمليات الانتحارية التي استهدفت الشيعة في العراق، والتي يفوق عددها تلك التي استهدفت الصهاينة منذ بداية الاحتلال... ؛ ويعتقدون أن القضية الفلسطينية هي قضية داخلية بين الفلسطينيين واليهود، وأنها سبب رئيسي في معاناة الدول والشعوب العربية والمنطقة ، بما فيهم الشيعة.
من ناحية أخرى، هناك فئة قليلة من الشيعة، وهم أتباع ولاية الفقيه والحركات المرتبطة بإيران، و الذين يؤمنون بضرورة دعم القضية الفلسطينية عسكريًا وسياسيًا، ويدعون إلى مواجهة مسلحة مع الصهاينة والأمريكان.

أما الجماهير الشيعية العلمانية وغير الإسلامية، فهي بعيدة كل البعد عن هذا المحور، ولا تتبنى شعاراته أو سياساته تجاه القضية الفلسطينية أو غيرها من القضايا المصيرية، بل تختلف معه اختلافًا كبيرًا.
باختصار، الشيعة بشكل عام سيدفعون الثمن الباهظ لقرارات وتحركات محور المقاومة وأتباع ولاية الفقيه، لأنهم جميعًا في مركب واحد، والأعداء لن يتوانوا عن استغلال أي فرصة لتحقيق مصالحهم وإضعاف الشيعة كقوة عقائدية وسياسية.
الوضع العراقي:
أما فيما يخص الوضع العراقي، فهو أكثر خطورة لأسباب عديدة... ؛ فالشيعة في إيران يتمتعون بمزيد من الأمن والاستقرار مقارنة بشيعة العراق، وذلك لأسباب تاريخية واجتماعية وسياسية وجغرافية... ؛ والشيعة العراقيون يعيشون على كف عفريت، كما يقول المثل المصري، خاصة أن المحيط الإقليمي والدول المجاورة، بما فيها الدول العربية والإسلامية، تعارض الحكم الشيعي والتجربة الديمقراطية في العراق، باستثناء إيران.
العراقي الشيعي اليوم في وضع لا يحسد عليه، فهو محاصر بين المطرقة والسندان... ؛ فالصراع الإيراني الأمريكي انعكس سلبًا عليه، وإذا تخلى العراقي والسياسي الشيعي عن احد الحليفين فضلا عن كليهما ، سيكون ضحية للأعداء الذين يتربصون به الدوائر , وينتظرون سقوطه بفارغ الصبر.
وعليه أمام العراقي الشيعي ثلاثة خيارات :
1. الانقلاب على الإيرانيين والتحالف مع أعدائهم، وهو خيار انتحاري لأنه يعني التضحية بحليف قوي , والتعاون مع اعداءه على حليفه ونفسه فيما بعد .
2. الانقلاب على الأمريكان والتحالف مع الإيرانيين، وهو خيار غير حكيم لأن الأمريكان هم من أوصل الشيعة إلى السلطة , وبيدهم مقاليد الامور , ولعلهم الحليف الدولي الوحيد للأغلبية العراقية , فلولا القرار التاريخي والانساني للرئيس الامريكي السابق بوش , لاستمرت المجازر والجرائم والمقابر الجماعية والاجراءات الطائفية والتمييز العنصري بحق الاغلبية العراقية الى هذا اليوم .
3. التوسط بين الإيرانيين والأمريكان لتهدئة الأوضاع، وهو الخيار الأفضل، وإن كان صعب التحقيق ؛ فهو مرهون بقبول الطرفين , وان رفضه من احدهما يؤدي الى فشل هذا الخيار .
4- على الشيعي العراقي التزام الحياد ازاء الحرب الامريكية الايرانية المرتقبة , والوقوف على التل , لان دخوله فيها لا يغير من الواقع , بل سيزيد عدد الخسائر والضحايا فحسب ..., بالإضافة الى ضرورة عقد الاتفاقيات الاستراتيجية مع الامريكان , للحفاظ على التجربة الديمقراطية والنهوض بالعراق , وحماية الاغلبية والامة العراقية من نيران الصراعات الطائفية في المنطقة , ومؤامرات الانظمة العربية , والاحقاد التركية , والتهديدات الاسرائيلية .
في النهاية، السياسة هي فن الممكن، وعلى السياسي الشيعي العراقي أن يتعامل مع الواقع كما هو، خاصة أنه الطرف الأضعف في المعادلة الإقليمية والدولية .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (4)
- ويستمر التحريض الطائفي في سوريا : وين الزلم يا حسين !!
- ابو عبيدة يكسر جدار التعتيم : ابادة العلويين ليست هدفا لثورت ...
- عدالة حكومة الجولاني المزيفة
- هم عراقيون ولكن بالمواطنة لا بالأصالة
- الجمهورية السورية التركية – كيانٌ مُتعدد الجنسيات مُتنافرٌ ا ...
- تهافت خطاب الجولاني وتفاهته
- الحشد الشعبي العراقي بين الاجندات والمؤامرات الخارجية وبين ا ...
- التغلغل السوري في العراق ومخاطره على الامن الوطني والسلم الا ...
- ضرورة منع العراقيين من السفر الى سوريا في ظل الاوضاع الراهنة
- ايها الراحل لا ترحل !!
- انت مو انت , انت ؟!
- لواعج الغائب , نيران في القلب تأبى الانطفاء
- تزوير الدينار العراقي أداة لاستنزاف العملة الصعبة و تدمير ال ...
- التغيير ضرورة من ضرورات الحياة
- رفقا بنا ايها الدرب
- وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (3)
- لا تراهنوا على الحصان الخاسر
- الزيارات المصرية المشؤومة الى العراق , ما لها وما عليها (3)
- تنقل الجولاني من الاحضان الاخوانية الى الاحضان الوهابية


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة اشتعال منشأة غاز روسية بعد قصف أوكراني
- طبيب أردني متطوع يتحدث من غزة عن مآسي جراحات العظام بعد خرق ...
- فيديو ينشره الجيش الأمريكي يظهر آثار الضربات الجديدة على الح ...
- فرحة غائبة وموت مؤجّل... كيف يستقبل سكان غزة أجواء عيد الفط ...
- موعد عيد الفطر والخلاف السنوي
- شاب يحول بقايا الزيتون -الفيتورة- إلى طاقة نظيفة في تونس
- تضارب الحسابات الفلكية والرؤية الشرعية حول عيد الفطر
- القناة -12- الإسرائيلية: اقتراح مصري جديد لوقف إطلاق النار ف ...
- خبير مصري يوضح.. لماذا كلف نتنياهو الموساد بالبحث عن دول لاس ...
- الجيش الروسي يتسلم أول دفعة من مقاتلات -سو-35 إس- للعام الجد ...


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - تنهدات الاحرار لما سيؤول اليه امر العراق في المستقبل القريب (4)