أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - هل دخلت أميركا وكر الأفعى بضربها اليمن وصدامها مع أتباع الحوثي














المزيد.....

هل دخلت أميركا وكر الأفعى بضربها اليمن وصدامها مع أتباع الحوثي


عقيل الفتلاوي
صحفي وباحث

(Aqeel Al Fatlawy)


الحوار المتمدن-العدد: 8290 - 2025 / 3 / 23 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية وأتباع الحوثي في اليمن، يبرز سؤالٌ كبير: هل دخلت أميركا وكر الأفعى بضربها اليمن وتصادمها مع أتباع الحوثي؟ هذا السؤال لا يتعلق فقط بالتداعيات العسكرية والسياسية المباشرة، بل يمتد ليشمل تداعيات استراتيجية وأمنية قد تطول المنطقة بأكملها، وربما العالم.
منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014، سيطرت قوات الحوثي على العاصمة صنعاء وأجزاء كبيرة من البلاد، مما أدى إلى تدخل عسكري بقيادة السعودية والإمارات بدعم من الولايات المتحدة. ومع مرور السنوات، تحولت الحرب إلى صراع معقد تدخلت فيه أطراف إقليمية ودولية، وأصبحت اليمن ساحة لتصفية الحسابات الجيوسياسية.
في السنوات الأخيرة، تصاعدت هجمات الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أثار قلقاً دولياً واسعاً. هذه الهجمات، التي تستهدف بشكل رئيسي السفن المرتبطة بإسرائيل أو الدول الداعمة لها، أدت إلى تعطيل حركة التجارة العالمية ورفع تكاليف الشحن، مما دفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى اتخاذ إجراءات عسكرية لردع هذه الهجمات.
في الأشهر الأخيرة، تصاعدت المواجهات بين القوات الأمريكية وأتباع الحوثي. الولايات المتحدة، التي كانت تدعم بشكل غير مباشر التحالف العربي بقيادة السعودية، بدأت تتخذ إجراءات مباشرة لمواجهة تهديدات الحوثي، خاصة بعد استهداف سفن تجارية أمريكية وتهديد الملاحة الدولية.
في يناير 2024، أعلنت الولايات المتحدة عن إطلاق ضربات جوية على مواقع عسكرية تابعة للحوثي في اليمن، رداً على هجمات الحوثي على السفن في البحر الأحمر. هذه الضربات، التي وصفتها واشنطن بأنها "دفاعية"، جاءت بعد تصاعد التهديدات التي تشكلها المليشيات على الأمن البحري الدولي.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل دخلت أميركا وكر الأفعى بضربها اليمن؟ الإجابة ليست بسيطة. من ناحية، فإن التدخل الأمريكي المباشر في اليمن قد يعكس إدراكاً في واشنطن بأن التهديدات التي تشكلها قوات الحوثي قد تجاوزت الحدود، وأنها باتت تشكل خطراً على المصالح الأمريكية والإقليمية والدولية.
لكن من ناحية أخرى، فإن التدخل الأمريكي في اليمن قد يعقد المشهد أكثر مما يصلحه. فالحرب في اليمن ليست مجرد صراع محلي، بل هي جزء من صراع إقليمي أوسع يشمل إيران، الداعم الرئيسي للحوثي، والدول العربية التي تدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. وبالتالي، فإن أي تصعيد أمريكي مباشر قد يؤدي إلى تفاقم الصراع، وربما جر الولايات المتحدة إلى مواجهة أوسع مع إيران وحلفائها في المنطقة.
الضربات الأمريكية على مواقع الحوثي في اليمن قد تكون ذات تأثير مزدوج. من ناحية، قد تؤدي إلى إضعاف قدرات الحوثي العسكرية، وخاصة في ما يتعلق بقدراتهم على استهداف السفن في البحر الأحمر. لكن من ناحية أخرى، فإن هذه الضربات قد تعزز من شرعية الحوثي محلياً وإقليمياً، حيث يمكن أن يتم تصويرهم على أنهم يقاومون قوة عظمى تدعم أعداءهم.
علاوة على ذلك، فإن الضربات الأمريكية قد تزيد من تعقيد الوضع الإنساني في اليمن، الذي يعاني بالفعل من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. فمع استمرار الصراع، تزداد معاناة المدنيين، الذين يدفعون الثمن الأكبر للحرب .
في النهاية، يبقى مستقبل اليمن والمنطقة مجهولاً. التدخل الأمريكي المباشر قد يكون خطوة ضرورية لردع تهديدات الحوثي، ولكنه قد يكون أيضاً بداية لدخول واشنطن في متاهة يصعب الخروج منها. السؤال الأكبر هو: هل ستتمكن الولايات المتحدة من تحقيق أهدافها دون أن تدفع الثمن الباهظ الذي دفعته في حروب سابقة في المنطقة؟
في الوقت الحالي، يبدو أن أميركا قد دخلت وكر الأفعى، ولكن الخروج منه قد يكون أصعب بكثير من الدخول.



#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)       Aqeel_Al_Fatlawy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الأصنام والطواغيت: مجتمع بين عبادة الماضي واستغلال الح ...
- برمجة الأطفال والإعلان: كيف نصنع جيلًا واعيًا رقميًا؟
- العنف التلفزيوني: متعة بصرية أم خطر يهدد المجتمع؟
- النزاهة والشفافية: ركيزتان لإعادة بناء الثقة في الحكومة العر ...
- صناعة الوهم في عصر السوشيال ميديا
- فتوى الدفاع الكفائي.. هل كانت الحل الأمثل لدرء فتنة انهيار ا ...
- وداعًا يا أبا حمزة صوت العزة الذي لن يصمت
- هل العالم على أعتاب حرب عالمية ثالثة الشرق الأوسط ساحة الصرا ...
- هل تصبح إسرائيل جارة للعراق
- التحركات العسكرية الأمريكية بين التمويه والإستراتيجية الخفية
- إغلاق قناة -الحرة : قراءة في الدوافع والتداعيات
- التطهير العرقي في سوريا
- ترامب وسياسة العقوبات وتأثيرها على الاقتصاد العراقي والعلاقا ...
- الأمطار الأخيرة في محافظات العراق تكشف هشاشة البنية التحتية. ...
- توظيف الذكاء الاصطناعي في الكتابات الصحفية: ثورة في عالم الإ ...
- الساحل السوري بين نيران الفوضى وشبح الإبادة الجماعية
- العراق وأزمة الغاز الإيراني: بين الضغوط الأمريكية وخيارات ال ...
- وجع المعدان.. ( الآهات السومرية )
- شلع # قلع
- حداد على وطن خانه الجميع


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن أحدث حصيلة للقتلى منذ 7 أكتوبر 20 ...
- لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟
- مجلس أوروبا يدعو تركيا للإفراج عن إمام أوغلو وزيدان
- تقارير: إقالة قيادين في مركز دراسات الشرق الأوسط بهارفارد
- هيئة البث الإسرائيلية: -حماس- تبحث الإفراج عن رهائن مقابل وق ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين في دونيتسك وزابوروجيه خ ...
- الخارجية البريطانية تطلب من مواطنيها مغادرة سوريا بأي وسيلة ...
- مشاهد خاصة لـRT تظهر آثار القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنو ...
- ما خيارات نتنياهو أمام دعوات العصيان داخل الجيش؟ محللان يجيب ...
- صور وفيديوهات تهاني عيد الفطر 2025 بالذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - هل دخلت أميركا وكر الأفعى بضربها اليمن وصدامها مع أتباع الحوثي