أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - من يرفع العلم الإسرائيلي؟














المزيد.....

من يرفع العلم الإسرائيلي؟


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8290 - 2025 / 3 / 23 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل سنوات- عشية الريفراندوم في إقليم كردستان- أقيم احتفال بمناسبة الفيدرالية في بلد أوروبي، وظهرت في مقطع فيديو لقطة لشخص يرفع علم إسرائيل. التقط العشرات، بل المئات، من الكتاب والسياسيين، وأصحاب منصات التواصل الاجتماعي- ممن يعادون الكرد- هذه الصورة، ليجعلوا منها ذريعة للهجوم عليهم، واتهامهم بالانفصال، رغم أن هؤلاء أنفسهم كانوا ضد الفيدرالية أصلًا. وما حدث في ذلك النشاط كان مجرد تصرف فردي في تجمع تضامني، لا يمكن استبعاد أي شخص منه طالما أنه لا يخالف قوانين البلد الذي استضافه. وكلما قرأت لمن استغلوا تلك اللقطة، كنت أضحك في داخلي من سطحية العقل الذي يبحث عن ذرائع كهذه للنيل من الآخر، بدل أن يتساءل: لماذا لا نبادر نحن بالانفتاح على إخوتنا الكرد؟
الأمر ذاته تكرر في احتفالية كولن التضامنية في سبتمبر 2017، للمناسبة ذاتها، حيث ضجت وسائل التواصل بالحدث، رغم أنني شخصيًا شاهدت المشهد بأم عيني، ولم تكن للجهة المنظمة أي علاقة به. وما جرى لم يكن سوى رد فعل فردي غير منظم، جاء بعد انقلاب العالم على الاستفتاء، وصدور تصريحات من قبل مسؤولين في إسرائيل دعمهم له، وهو ما منح أعداء الكرد ذريعة واهية دون أن تكون هناك ترجمة عملية لهذا الدعم المزعوم.
هناك كرد كردستانيون أصولهم من إقليم كردستان أو من كردستان تركيا أو سوريا، وهؤلاء لم ينقطعوا يومًا عن قضايا شعبهم وجيرانهم في آن، لكن ذلك لم يمنع آخرين من التشكيك بولائهم، وكأنهم بحاجة إلى تقديم شهادات تثبت انتماءهم. والغريب أن هؤلاء المشككين أنفسهم لا يطرحون الأسئلة ذاتها على أنفسهم، رغم ما لديهم من ارتباطات وتحالفات قد لا تكون دائمًا متسقة مع مصالح شعوبهم.
أطرح هذه القضية هنا لأنني أتبنى موقفًا أخلاقيًا ضد كل احتلال، وأدعو إلى السلام العادل في فلسطين وكل بقعة في العالم، كما بالنسبة إلى شعبي في كل أجزاء كردستان. كما أنني، في أكثر من مرة، أكدت أنني لا أقبل أي دعم مالي من أي جهة لا تتوافق مع قناعاتي، حتى عندما عُرضت علي ترجمة عمل أدبي لي إلى العبرية، وكان الوسيط مترجمًا عربيًا فلسطينيًا، طلب مني توقيع عقد لاستلام مكافأتي مسبقًا، فاعتذرت. يسعدني أن تُقرأ أعمالي في أي مكان، لكنني رفضت استلام أي مبلغ، رغم تأكيده أن الجهة محايدة وصديقة للعرب.
الباحثون عن الذرائع لا يتوقفون. فقد تم تداول خبر رفع علم إسرائيل في احتفال بعيد نوروز في قامشلي2025 م/2637 ك، وانتشرت صورة لشخص وحيد، معزول عن التجمهر، يرفع العلم. لا أعرف كيف تم العثور على هذه الصورة، لكنها انتشرت كالنار في الهشيم، رغم أنها لا تعني شيئًا أكثر من كونها تعبيرًا فرديًا قد يكون رد فعل على حالة العداء المستمر ضد الكرد.
لكن المثير للدهشة ليس مجرد تضخيم هذه الحوادث، بل في السؤال الأهم: لماذا يطلب هؤلاء من الكردي مقاطعة عدو لهم، بينما لا توجد بينه وبين هذا العدو أي عداوة مباشرة؟ لماذا يطالبونه بقطع أي صلة مع اليهود، رغم أن هناك آلاف الأسر الكردية اليهودية التي لا يزال أبناؤها يتحدثون الكردية، ولهم فرقهم الفنية، ويحتفلون بعيد نوروز سنويًا؟
وإذا كان الشركاء يرون أن من حقهم مطالبة مواطنيهم الكرد بالتضامن معهم ضد محتل أرضهم، فلماذا لا يلتزمون هم بالموقف ذاته تجاه من يحتل أرض الكرد؟ لماذا يقيمون علاقات متينة مع تركيا، ويدافعون عنها، رغم أن حكامها يقدمون أنفسهم كأعداء للكرد، ويرفضون مجرد فكرة كردستان، حتى لو كانت على سنتيمتر واحد في أي بقعة في العالم؟
بشار الأسد نفسه أقام علاقات على أعلى المستويات مع تركيا أردوغان، ولم تتوتر إلا مع اندلاع الثورة السورية. المعارضة السورية، بدورها، وقفت إلى جانب تركيا، وهي تحتل أراضي سورية، بينما عاثت الفصائل التابعة لها فسادًا في عفرين، باعتقال الكرد وتسليمهم للحكومة التركية، ولا يزال كثيرون منهم في السجون هناك.
هؤلاء السوريون لا يواجه بعضهم كلمة واحدة لعواصم عربية منفتحة على إسرائيل، ولها سفارات في بلدانها، وفي مطلعها: قطر، بل لهم علاقات طيبة معها. أليس هذا تناقضًا؟ فلماذا إذن يُنتظر من الكردي أن يكون فلسطينيًا أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، بينما لا يُطلب من غيره تطبيق المعايير ذاتها على نفسه؟
أجل هؤلاء- وليس الكرد- من يرفعون علم إسرائيل في أعالي مباني سفارات لها في أكثرمن عاصمة عربية علناً ما عدا العلاقات غيرالعلنية؟
العهد الجديد في سوريا لم يكن مختلفًا عن سابقه. لديه علاقات متينة مع تركيا- وأرجو ألا تكون على حساب مواطنها الكردي وألا تتم المساومة عليه- لكنها في ظاهرها علاقات تُبنى على حساب الكرد، نتيجة محاولة تركيا تقديم نفسها وكأنها هي من أسقطت بشار الأسد وهي من أتت بالإدارة الجديدة، رغم أن ذلك غير صحيح لكنها تحاول تجييركل شيء لمصلحتها وضد الكرد. رأس قائمة أعدائها. بل تراهم أعداءها الحقيقيين، كما بعض هؤلاء الذين يرفعون سيف العهد الجديد، من شأنهم أن يرفعوا أي سيف لأي حاكم، لكنهم لا يطبقون على أنفسهم ما يريدونه من شريكهم الكردي. إذ يطالبونه بمواقف أخلاقية تجاههم، ولا يلتزمون بمثلها، من جهتهم؟!
شخصيًا، أنا مع الالتزام الأخلاقي بين الشركاء، لكن لماذا لا يمتلك جميع الأطراف الضمير ذاته؟ أهو شعور بالوصاية على الكردي؟ تلك الوصاية التي يرفضها، إلا إذا كان شريكه على القدر ذاته من المساواة والمواقف؟



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة دمشق الانتقالية: في امتحان الاعتراف بحقوق الكرد
- بعد سقوط البعث العنصري ونظام أسده: قمم جيايي كورمينج تتوهج ب ...
- الأسد والبعث وثنائية الأكثرية والأقلية
- السيد الشرع في دوامته لا خريطة طريق للخلاص إلا عبر رفع آلة ا ...
- دولة المماطلة: بين الحلم بالمواطنة وواقع الإقصاء
- نقد قانوني للإعلان الدستوري المقر لسوريا في المرحلة الانتقال ...
- نقد قانوني للإعلان الدستوري المقر لسوريا في المرحلة الانتقال ...
- حصار الساحل السوري موت بطيء تحت الحصار لمن نجوا من القتل الج ...
- قراءة نقدية قانونية للدستور الجديد: إشكاليات التمييز والهوية ...
- السيد الرئيس الشرع: لا أوافق على دستورك ورئاستك بهذه الصيغة!
- مذابح الساحل السوري: توثيق الجريمة وفضح رعاة القتلة
- إبراهيم محمود عن شهداء الانتفاضة: اعذروني لن أكتب عنكم
- اتفاقية- الأمر الواقع- ما لها وما عليها.
- حجر أساس لبناء الجمهورية السورية في انتظار استكمال العمارة ا ...
- الروح الكردية: تسامح لا يندم عليه، وأعداء متجددون!
- -تفليل- العلويين ونفاق الإعلام العربي!
- عين الكروم جارة العاصي المجيد
- ثقافة الثأر في سوريا: تهديد للسلام والمستقبل وضرورة محاكمة ا ...
- خالد كمال درويش: والآن، من يستقبلنا بابتسامته الملازمة!
- وباء التحريض: ديناميكية الخسَّة وصناعة الانحطاط


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن أحدث حصيلة للقتلى منذ 7 أكتوبر 20 ...
- لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟
- مجلس أوروبا يدعو تركيا للإفراج عن إمام أوغلو وزيدان
- تقارير: إقالة قيادين في مركز دراسات الشرق الأوسط بهارفارد
- هيئة البث الإسرائيلية: -حماس- تبحث الإفراج عن رهائن مقابل وق ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين في دونيتسك وزابوروجيه خ ...
- الخارجية البريطانية تطلب من مواطنيها مغادرة سوريا بأي وسيلة ...
- مشاهد خاصة لـRT تظهر آثار القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنو ...
- ما خيارات نتنياهو أمام دعوات العصيان داخل الجيش؟ محللان يجيب ...
- صور وفيديوهات تهاني عيد الفطر 2025 بالذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - من يرفع العلم الإسرائيلي؟