أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - “وراء الرسائل: حسابات إيران وترامب”















المزيد.....

“وراء الرسائل: حسابات إيران وترامب”


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8290 - 2025 / 3 / 23 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، خلال مقابلة صحافية السبت، إن الرئيس دونالد ترامب أرسل رسالة إلى الإيرانيين بهدف التوصل لاتفاق بعيداً عن الخيار العسكري.
وقال ويتكوف في مقابلة مع المذيع تاكر كارلسون على منصة "أكس"، إن رسالة ترامب الأخيرة إلى طهران لم يكن القصد منها التهديد. وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تريد اللجوء إلى القوة مع إيران.

تشير تصريحات ويتكوف الأخيرة التي تتعلق بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، الى تباين كبير في السياسات والأولويات بين الطرفين. من خلال تصريحات ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، الذي أكد أن دونالد ترامب يسعى للتوصل إلى اتفاق مع إيران بعيدًا عن الخيار العسكري، يظهر الموقف الأمريكي الذي يبدو وكأنه يقدم إشارات للدبلوماسية والتفاوض. إلا أن هذه التصريحات تتناقض بشكل جذري مع الواقع التاريخي الذي يراه الإيرانيون ويشعرون به تجاه الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل سياسة “الضغط الأقصى” التي فرضتها إدارة ترامب منذ البداية ، وتمارسها حتى اليوم.

و على الرغم من أن هذه التصريحات توحي برغبة ظاهرية في تجنب التصعيد العسكري، إلا أن الإيرانيين يظلون في حالة شكّ عميق تجاه نوايا ترامب، ويعتبرون أن مثل هذه الرسائل ليست إلا جزءًا من حرب نفسية تهدف إلى التأثير على المعنويات الداخلية الإيرانية وتحقيق أهداف استراتيجية عبر الضغط الدولي والعقوبات الاقتصادية.
في هذه السياق، يمكن أن تكون تصريحات ويتكوف، التي تستبعد اللجوء إلى القوة، بمثابة محاولة أخرى للتلاعب في النفوذ الإيراني على المستوى الدولي، أكثر من كونها رسالة حقيقية للدفع نحو مفاوضات عملية.

من وجهة نظر إيران، فإن ترامب، بما له من تأريخ مملوء بالتصريحات المتناقضة والسياسات المتأرجحة، لن يكون شريكًا موثوقًا في أي محادثات دبلوماسية مع طهران. فالرئيس الأمريكي الذي اختار انسحاب بلاده من الاتفاق النووي في عام 2018، متجاوزًا حتى الاتفاقات الدولية، أظهر مرارًا وتكرارًا عدم احترامه للاتفاقات والالتزامات الدولية، وهو ما جعل إيران تشعر بأن كل محاولة للمفاوضات مع واشنطن يمكن أن تكون مجرد فخ سياسي للإضرار بمصالحها. هذا، إضافة إلى فرض أشد العقوبات الاقتصادية على الشعب الإيراني، يجعل الثقة في الإدارة الأمريكية شبه معدومة.

بناء على ذلك، لا يمكن للجانب الإيراني أن ينسى التحديات الكبيرة التي فرضتها الإدارة الأمريكية في عهد ترامب. فبعد أن حاولت إدارة أوباما التأكيد على دبلوماسية مع طهران من خلال الاتفاق النووي، جاءت إدارة ترامب لتنسف كل ذلك، وتُظهر أن الولايات المتحدة لا ترى في إيران إلا تهديدًا يجب القضاء عليه بأساليب غير دبلوماسية. في هذا السياق، يعتبر الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه في 2015 نقطة مفصلية في العلاقات بين البلدين، إذ كان بمثابة خطوة نحو تقليص التوترات وفتح المجال لتعاون اقتصادي ودبلوماسي.

لكن مع عودة ترامب إلى سياسة “الضغط الأقصى”، فشلت كل جهود المفاوضات في الوصول إلى نتائج حقيقية. في هذه المرحلة، كان من الواضح أن الهدف الأمريكي لم يكن السلام أو الأمن الإقليمي، بل كان إرغام إيران على تقديم تنازلات غير متكافئة، وهو ما رفضته طهران بشدة. بالإضافة إلى ذلك، كان الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي بمثابة خيانة على حد تعبير المسؤولين الإيرانيين، إذ اعتبروا أن الولايات المتحدة ليس لديها رغبة حقيقية في التوصل إلى حل سلمي.

من المهم أن نلاحظ أن موقف القائد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله السيد علي خامنئي، كان دائمًا حازمًا تجاه الولايات المتحدة في عهد ترامب. في خطابه بمناسبة عيد النوروز، الذي يصادف بداية العام الهجري الشمسي الجديد، أكد السيد خامنئي على أن إيران لا يمكن أن تثق في الولايات المتحدة، بل على العكس، فإن التفاوض معها يعرض الأمن القومي الإيراني للخطر.
كان السيد خامنئي يردد دائمًا أن الأمريكيين لا يحترمون الاتفاقات الدولية، ولا سيما الاتفاق النووي، وبالتالي لا يمكن الوثوق في التزامهم بأي اتفاق آخر. في هذا الخطاب، شدد السيد خامنئي على أهمية الاستقلال الإيراني في مواجهة أي ضغوط أجنبية، مؤكدًا أن إيران ستظل ملتزمة بمصالحها الوطنية، سواء كانت في مواجهة الولايات المتحدة أو أي قوى أخرى تسعى للتأثير عليها.

و يرى الإيرانيون أن سياسة ترامب تجاه إيران هي استمرار لمخطط طويل الأمد يهدف إلى إضعاف بلادهم سياسيًا واقتصاديًا، وليس لمصلحة الشعب الإيراني. فالإدارة الأمريكية لم تقتصر في ضغوطها على العقوبات الاقتصادية، بل كانت أيضًا تدعم الاحتجاجات الداخلية المفتعلة في إيران ، وتحركها قوى خارجية كما ثبت في الماضي، وتعمل على تحريض الشعب ضد الحكومة، في محاولة لتغيير النظام من الداخل. هذا النوع من السياسات يعتبره الإيرانيون تدخلًا سافرًا في شؤونهم الداخلية، وهو ما يزيد من عمق العداء الأمريكي في نظرهم.

من ناحية أخرى، فإن محاولة ترامب لاستعادة الحوار مع إيران في فترته الثانية تُعتبر بمثابة محاولة جديدة لاصطفاف العالم ضد إيران، وليس كما يراه الأمريكيون فرصة للسلام.
في الوقت الذي تدعي فيه الولايات المتحدة أنها لا ترغب في التصعيد العسكري، إلا أن إيران تعتبر أن هذه التصريحات مجرد غطاء سياسي لزيادة الضغوط عليها في الساحة الدولية.
لقد رأى الإيرانيون في التصريحات الأمريكية الأخيرة مجرد استمرار لسياسة الضغط المزدوج التي تتراوح بين الضغط العسكري والاقتصادي، والتي لا تعكس أي رغبة حقيقية في حل القضايا العالقة بشكل عادل.

في المجمل، إيران لا ترى أن هناك أي نوايا صادقة من جانب الولايات المتحدة، سواء في عهد ترامب أو في حالة ولايته الثانية. رغم محاولات الإدارة الأمريكية لإظهار رغبتها في التوصل إلى اتفاق، تظل الشكوك قائمة في أذهان المسؤولين الإيرانيين بشأن جدوى التفاوض مع إدارة قد تترك التزاماتها في أي وقت. وبهذا، تواصل إيران بناء استراتيجياتها الخاصة بعيدًا عن المفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكدة أن الدبلوماسية الحقيقية لا يمكن أن تتم إلا عندما تحترم الأطراف جميعها الحقوق والالتزامات المتبادلة بشكل جاد وواقعي.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية: التعاون النووي والتحدي ...
- الساحل السوري: التطهير الطائفي مستمر بصمت والشرع بلا مساءلة
- الإبادة الجماعية بحق العلويين في سوريا: مسؤولية الجناة ومخاط ...
- سوريا: إبادة العلويين بصمت مريب
- المجازر ضد العلويين : صفحة جديدة من المأساة السورية
- الجيش الصهيوني يخطط لعمليات اغتيال مركزة: استراتيجية جديدة ل ...
- العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في ظل العملية العسكري ...
- وهم الوثوق بأمريكا: تعلموا الدرس من زيلينسكي
- المتغطي بالأمريكان عريان: المثال الأوكراني نموذجًا
- أوجلان يدعو للسلام: هل تتراجع تركيا عن العراق؟
- زيارة لافروف إلى إيران في الإعلام الروسي: تحالف استراتيجي أم ...
- صراعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الدولة العميقة بعد إعا ...
- تقدير موقف: العلاقات العراقية-الإيرانية والتحديات الأمنية وس ...
- جسر الثقافات: الاحتفال بالتعايش والحوار في مهرجان الانسجام ب ...
- تقييم قمة الرياض وتأثيراتها على إيران والعراق ومحور المقاومة
- خطة لنقل جميع سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء كخيار مفضل
- المهمة الحيوية لإعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة
- هل ايران متورطة في طوفان الأقصى..؟!
- اتفاقية عدم اعتداء سعودية ايرانية مطلوبة قبل إعلان التطبيع م ...
- شرق أوسط جديد ..فقاعة بايدن الانتخابية !


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن أحدث حصيلة للقتلى منذ 7 أكتوبر 20 ...
- لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟
- مجلس أوروبا يدعو تركيا للإفراج عن إمام أوغلو وزيدان
- تقارير: إقالة قيادين في مركز دراسات الشرق الأوسط بهارفارد
- هيئة البث الإسرائيلية: -حماس- تبحث الإفراج عن رهائن مقابل وق ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين في دونيتسك وزابوروجيه خ ...
- الخارجية البريطانية تطلب من مواطنيها مغادرة سوريا بأي وسيلة ...
- مشاهد خاصة لـRT تظهر آثار القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنو ...
- ما خيارات نتنياهو أمام دعوات العصيان داخل الجيش؟ محللان يجيب ...
- صور وفيديوهات تهاني عيد الفطر 2025 بالذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - “وراء الرسائل: حسابات إيران وترامب”