أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - حكومة دمشق الانتقالية: في امتحان الاعتراف بحقوق الكرد














المزيد.....

حكومة دمشق الانتقالية: في امتحان الاعتراف بحقوق الكرد


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8290 - 2025 / 3 / 23 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما كان الكرد جزءًا لا يتجزأ من النسيج السوري، حيث ساهموا بفعالية في مختلف مفاصل الدولة منذ تأسيسها، فقد تقلد العديد منهم مناصب رفيعة، بما في ذلك الرئاسة، ورئاسة الحكومة، الوزارات، رئاسة الأركان التي كان أول من تولاها كردي، حتى صعود التيارات القوموية العروبوية الناصرية والبعثية، التي سعت إلى تهميش الكرد وتذويب هويتهم. ورغم ظروف القمع، لم يتوانَ الكرد عن المشاركة في بناء الوطن والدفاع عنه، يدفعون ضريبتهم تحت ظل آلة التمييز العنصري والقمع من جهة، ويقبلون- من جهة أخرى- على أداء مهمتهم الوطنية الكبرى، في محطات تاريخ سوريا جميعها، من دون أي استثناء، ليتأكد لجميع أحرار سوريا - الأحرار النبلاء الحقيقيين - مدى نبل ووفاء شريكهم الكردي، لا سيما في ظل سنوات الحرب التي دامت أربع عشرة سنة، تم الاستعداء خلالها عليهم بأعلى الدرجات، نتيجة هيمنة الفكر العنصري الإقصائي
في تحول لافت يُسجل للحكومة الجديدة في دمشق، السماح برفع العلم الكردي في احتفالات النوروز هذا العام 2025 في عفرين ودمشق، إلى جانب العلم السوري الجديد، علم إبراهيم هنانو وأترابه. هذا الاعتراف بحق الكرد يُعد خطوة إيجابية، خاصة مقارنة بالحكومات الدكتاتورية العنصرية السابقة التي مارست سياسات القمع والتنكيل، من سجن وتعذيب ومنع للاحتفال بالنوروز، وصولًا إلى اتهام الكرد بالخيانة من قبل أصوات عنصرية، لازال بعضهم يصدح بها، بلا خجل، انطلاقاً من سرديات كاذبة، تجعل ابن البيت في موقع الضيف عليه، نتيجة انتشار وهيمنة الوعي الزائف.
ومع ذلك، يجب التأكيد أن منح الحقوق الشرعية ليس منّة، بل هو استحقاق. ورغم التصريح الشفهي اليتيم من قبل السيد أحمد الشرع، رداً على سؤال تطميني طرحه الإعلامي عمر الشيخ إبراهيم، إلا أن هذا التصريح لم يتكرر، ولم يترجم في أكثر من محطة فيما سمي: مؤتمر محافظة الحسكة للحوار، أوما سمي المؤتمر الحواري العام، أو ما سميت اللجنة التحضيرية للدستور، أو التشكيلات" الحكومية"، إلخ. كما أن بعض الشخصيات الكردية، مثل ابن قامشلي: أسعد الشيباني، والذي يُتوسم فيه تقديم الكثير لأهله السوريين عامة، والكرد خاصة، باعتباره منهم، وتربى في كنفهم كابن أسرة- كردستانية- مقدرة، كردستانية لأنها تنحدر من إستيل في كردستان الشمالية، عندما غرد بالكردية قبل شهرين، ولقيت تغريدته أصداء وآمالاً تم التعويل عليها، شعبوياً، إلا أنه لم تصدر منهما أية تهنئة رسمية بمناسبة النوروز.
لقد كان هناك تفاؤل من قبل بعض الكرد وأصدقائهم، مثلما فعل صديقي الكاتب عامر هلوش السالم، ابن قامشلي، زميل دراستي وابن إحدى القبائل العربية، إذ تمنى أن يفاجئ الشرع جميع السوريين والعالم بمشاركته في النوروز وإيقاد النار. لكن قد تكون هناك موانع، ربما تتعلق بقناعاته الدينية تجاه النار. ومع ذلك، كان من الممكن إصدار مرسوم يجعل هذا اليوم عيدًا رسميًا، وهو ما قد يحدث في المستقبل.
حتى الآن، لا يوجد ما يدعو للتفاؤل الكبير. ربما هناك ضغوط خارجية، من بلد إقليمي مثل تركيا، أو من قبل فلول البعث الذين ظهروا كالفطر سواء أكان مجيئهم عبر ممر الثورة التي انخرط فيها بعضهم- سهواً- ليتحولوا لدعم الشرع، وكانوا سيدعمون غيره، لو أسند إليه حكم دمشق، لا يهمهم: إلا الصعود والمكاسب المرجوة وممارسة السلطة الصغيرة باسم السلطة الأعظم، تمنع ذلك..ويجب التنويه إلى أن اعتماد الشرع على شخصيات ذات أصول كردية- نسباً- في المؤتمرات أو الحقائب الوزارية لا يعني بالضرورة انفتاحًا حقيقيًا. فهناك شخصيات في تركيا وسوريا وإيران والعراق من أصول كردية، لكنها تبنت سياسات هدفت و تهدف إلى إقصاء قوميتها. لذلك، يجب أن يكون ممثلو الكرد من اختيار الشعب الكردي نفسه.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى جدية الحكومة الجديدة في الاعتراف الكامل بحقوق الكرد وضمان تمثيلهم الحقيقي في مؤسسات الدولة، بعيدًا عن السياسات الشكلية والتعيينات الرمزية.
الكرد شعب أصيل في منطقته، رغم سقوط كل محاولات الفصل بينه وجذوره، فوق ترابه، ولابد من أن يحصل على حقه لذلك فإن هذا الشعب لا يفتأ يستمر في المطالبة السلمية بحقه، مواجهاً كل أساليب المحو التي لم ولن تجدي فها نجد أنه بعد مئة سنة من الإنكار للكرد، أن السيد أردوغان، الذي يهرول في الجهات كلها لتحطيم أي حلم كردي، يظهر هذا العام في استنبول ومع حضور تركي صرف وهو يوقد شعلة نوروز ليصرح أخيراً: إنه سيقترح أن يكون يوم النوروز عطلة في تركيا وعيدًا" للربيع والتآخي، أي أنه يريد تتريك النوروز، أو تمييعه كما فعل حافظ الأسد عام 1986 عندما سمى هذا اليوم عيد الأم بعد فضيحة أو جريمة حرسه الذي قتل الشاب سلمان آدي، الذي كان مع المتظاهرين الذين توجهوا لقصره بعد منع الأمن والشرطة في دمشق خروج الباصات والمحتفلين إلى خارج دمشق للاحتفال بالنوروز في" أحضان الطبيعة.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد سقوط البعث العنصري ونظام أسده: قمم جيايي كورمينج تتوهج ب ...
- الأسد والبعث وثنائية الأكثرية والأقلية
- السيد الشرع في دوامته لا خريطة طريق للخلاص إلا عبر رفع آلة ا ...
- دولة المماطلة: بين الحلم بالمواطنة وواقع الإقصاء
- نقد قانوني للإعلان الدستوري المقر لسوريا في المرحلة الانتقال ...
- نقد قانوني للإعلان الدستوري المقر لسوريا في المرحلة الانتقال ...
- حصار الساحل السوري موت بطيء تحت الحصار لمن نجوا من القتل الج ...
- قراءة نقدية قانونية للدستور الجديد: إشكاليات التمييز والهوية ...
- السيد الرئيس الشرع: لا أوافق على دستورك ورئاستك بهذه الصيغة!
- مذابح الساحل السوري: توثيق الجريمة وفضح رعاة القتلة
- إبراهيم محمود عن شهداء الانتفاضة: اعذروني لن أكتب عنكم
- اتفاقية- الأمر الواقع- ما لها وما عليها.
- حجر أساس لبناء الجمهورية السورية في انتظار استكمال العمارة ا ...
- الروح الكردية: تسامح لا يندم عليه، وأعداء متجددون!
- -تفليل- العلويين ونفاق الإعلام العربي!
- عين الكروم جارة العاصي المجيد
- ثقافة الثأر في سوريا: تهديد للسلام والمستقبل وضرورة محاكمة ا ...
- خالد كمال درويش: والآن، من يستقبلنا بابتسامته الملازمة!
- وباء التحريض: ديناميكية الخسَّة وصناعة الانحطاط
- في العنف والعنف المضاد أو ثقافة العبث وجذور العنصرية القديمة


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن أحدث حصيلة للقتلى منذ 7 أكتوبر 20 ...
- لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟
- مجلس أوروبا يدعو تركيا للإفراج عن إمام أوغلو وزيدان
- تقارير: إقالة قيادين في مركز دراسات الشرق الأوسط بهارفارد
- هيئة البث الإسرائيلية: -حماس- تبحث الإفراج عن رهائن مقابل وق ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين في دونيتسك وزابوروجيه خ ...
- الخارجية البريطانية تطلب من مواطنيها مغادرة سوريا بأي وسيلة ...
- مشاهد خاصة لـRT تظهر آثار القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنو ...
- ما خيارات نتنياهو أمام دعوات العصيان داخل الجيش؟ محللان يجيب ...
- صور وفيديوهات تهاني عيد الفطر 2025 بالذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - حكومة دمشق الانتقالية: في امتحان الاعتراف بحقوق الكرد